تويت
الباحث الدكتور عفيف بهنسي
إن أول ما يشاهده زائر متحف الميتروبوليتان في نيويورك، هو القاعة الدمشقية التي نجت من الحريق والتي أعيد تركيبها في مقدمة القسم الشرقي في المتحف.
ومتحف الميتروبوليتان هو أضخم متحف في نيويورك يحوي آثاراً رائعة ونادرة من مصر القديمة ومن بلاد الرافدين ومن الآثار الاغريقية والرومانية القديمة. وأهم ما يختزنه هذا المتحف قطع رائعة من التحف الإسلامية النادرة؛ من أوانٍ زجاجية ومصابيح، إلى السجاجيد القديمة ثم باقي القطع المعدنية والخشبية التي تم اقتناؤها منذ تأسيس هذا المتحف.
ومنذ عام 1930 قامت مؤسسة آغوب كيفوركيان الخيرية بإهداء هذا المتحف قطعاً خشبية وحجرية، هي أجزاء غرفة كاملة من بيت شامي قديم، يعود إلى عائلة القوتلي. وكان البيت قد انشىء عام 1116هـ/1703م
وهذه الفطع الخشبية الملونة هي من أكمل التحف التي يمتلكها متحف الميتروبوليتان، ولقد حفظت في مستودعات المتحف بعد ترقيمها وتوقيعها بصور فوتوغرافية لضمان وضع وشكل القاعة الأصلي. وفي عام 1970 تم تركيبها في المتحف من قبل عاملين دمشقيين اختصاصيين وبإشراف مدير المتحف ريتشارد إيتنهاوزن الذي ذكر في تقريره إلى مجلس إدارة المتحف، «إن هذه الصالة هي بدون أدنى شك، أكثر التحف المقتناة إثارة وأهمية»، وأضاف قائلاً «إنها متحف ضمن متحف».
وتتوزع زخارف القاعة الدمشقية في متحف الميتروبوليتان على سقفين خشبيين متصلين، واحد يعلو القسم المرتفع من القاعة "الطرز" والآخر يعلو القسم المنخفض، وزخارف السقف الأول أشبه بسجادة مؤلفة من مستطيل مركزي يحوي معينات مختلفة الأشكال والزخارف، تحيطه أربعة إطارات تنتهي بأفاريز تصل السقف بالجدران. أما السقف الثاني فهو مؤلف من أساطين عرضانية مزخرفة، بينها خلفيات ذات زخارف وألواح مختلفة القياسات والأشكال. وفي أعلى الجدران الكلسية تنفتح على الفناء الخارجي نوافذ من الزجاج المعشق الملون. وتحت هذا الشريط الكلسي العريض تغطى الجدران بكسوة خشبية مزخرفة تنفتح فيها أبواب الخزائن الجدارية المزخرفة والكتبيات التي تضم الأواني الخزفية والمصابيح الزجاجية أو الكتب.
وحول الطزر، تمتد أرائك ووسائد على أرضية رخامية مزخرفة برخام منزّل ذي صيغ نجمية هندسية.
أما القسم المنخفض، فلقد حوى كتبية مزينة بألواح القيشاني وبزخارف خشبية وحجرية جدارية، وبأرضية رخامية غنية الزخارف، في وسطها بركة ماء ثمانية، مزخرفة بفسيفساء حجري هندسي التشكيل.