جعفر الصادق Ja'far al-Sadeq الإمام السادس على مذهب الشيعة الإمامية عامة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • جعفر الصادق Ja'far al-Sadeq الإمام السادس على مذهب الشيعة الإمامية عامة

    جعفر صادق

    Ja'far al-Sadeq - Ja'far al-Sadeq

    جعفر الصادق
    (80ـ148هـ/699ـ765م)

    أبو عبد الله أو أبو إسماعيل جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي، الإمام السادس على مذهب الشيعة الإمامية عامة. لقّب بالصادق لصدقه في مقالته، وكان من سادات أهل البيت ومن أجلاء التابعين، وفضله شهير ومنزلته في العلم رفيعة. وقد اختلف في تعيين سنة مولده، وأمه أم فروة فاطمة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق. والإمامية متفقون على تسلسل الأئمة حتى جعفر، ولكنهم مختلفون في تعيين الإمام الشرعي الذي يخلفه، لأن جعفراً أعقب أبناء عدة، منهم إسماعيل ومحمد وعبد الله وموسى. وتوزع أنصاره وأتباعه بين فرع ساق الإمامة بعده إلى ابنه الأكبر إسماعيل وهم الإسماعيلية، وفرع ساقها إلى ابنه الأصغر موسى الكاظم، وهم الاثنا عشرية.
    نشأ الصادق في كنف أسرة مرموقة مثقفة دينياً وعلمياً وفي بيئة المدينة الحافلة بالعلم المدني وآثار الصحابة. وقام جده زين العابدين علي بن الحسين[ر] بتربيته ورعايته مدة اثني عشر عاماً، وبعد موت زين العابدين تولى تربيته والده الإمام محمد الباقر الفاضل الضليع في الفقه والتفسير والفتيا وعلوم القرآن والحكمة والتاريخ والكيمياء ولغات ذلك الزمان.
    عرف الصادق بدرايته الواسعة بالحديث، وتمكنه من الفقه بشقيه الحجازي والعراقي، وتأسيس فقه الإمامية الذي لا يعتمد القياس. وتلقى عنه الحديث طائفة كبيرة، منهم الإمام أبو حنيفة وبعض التابعين من أمثال يحيى بن سعيد الأنصاري وأيوب السختياني وإبان بن تغلب وأبو عمرو بن العلاء. وأخذ عنه أعلام، منهم مالك بن أنس وشعبة بن الحجاج وسفيان الثوري وابن جريج وروح بن المختار ومسلم في صحيحه وأبو يزيد البسطامي وإبراهيم بن أدهم ومالك بن دينار وغيرهم. وكان ممن يروي عنه الأئمة الثلاثة مالك والشافعي وأحمد بن حنبل، والحسن بن صالح وأبو أيوب السجستاني وعمرو بن دينار وسفيان بن عيينة وآخرون.
    وكان للصادق مدرسة ركزت، إلى جانب علوم الدين، على الجوانب العلمية والتاريخية والاجتماعية، وحوت كثيراً من الآراء الجديدة في عصره، يسّر له ذلك إجادته لغات كثيرة كالفارسية والعبرية والسريانية والنبطية. وعرف عنه وقوفه على فروع شتى من العلوم منها، الجغرافية والهيئة والفلك والكيمياء. وكان من تلامذته هشام بن الحكم وجابر بن حيان الطرطوسي[ر] الذي دوّن مجموعة رسائل من تقريرات الإمام الصادق في الكيمياء والطب. وممن برز بفضل تعليمه زرارة بن أعين وأخواه بكير وحمران، وجميل بن صالح وجميل بن دراج ومحمد بن مسلم وأبو بصير وغيرهم. وكان من رواته بعض أولاده، وهم موسى ومحمد وإسماعيل وإسحاق.
    كان الصادق يتحلى بمكارم الأخلاق، ويتصف بالجلد والصبر والسخاء والحلم والسماحة والشجاعة والفراسة وكثرة الصدقة والهيبة. وكان منصرفاً إلى العلم، ومناظراته تعد مرجعاً في عصره. قال عنه الشهرستاني: «ذو علم غزير في الدين وأدب كامل في الحكمة وزهد بالغ بالدنيا وورع تام عن الشهوات، أقام في العراق مدة، ما تعرض للإمام ولا نازع أحداً في الخلافة». وقد شهرت حكمه وآدابه ووصاياه، ومن حكمه المأثورة قوله: «الفقهاء أمناء الرسل فإذا رأيتم الفقهاء قد ركبوا إلى السلطان فاتهموهم». وقوله لأبي جعفر المنصور الخليفة العباسي: «من أراد الدنيا لا ينصحك ومن أراد الآخرة لا يصحبك». ويرى الإماميون أن علم الصادق إلهامي وهو علم بقوة الإمامة وهي قوة إلهية لَدُنِيّة لا تتوافر إلا للإمام المعصوم وحده، ولذلك فهو ليس علماً اكتسابياً.
    وقد تفرغ الصادق إلى أداء الرسالة العلمية، واستغنى عن طلب الرئاسة والسلطة السياسية، وعمل على حمل عبء الحفاظ على مكانة بني هاشم، لأنه كان أكبرهم منزلة، وتجنب بذلك أذى الأمويين والعباسيين وتجاوز استفزازاتهم له، ومع ذلك لم يسلم من الحكام وكان يقول: «من يطلب السياسة هلك».
    والمعروف عنه، أنه لم يوافق على خروج الخارجين على السلطان من العلويين، مثل عمه زيد وابنه يحيى وأولاد عمومته أبناء عبد الله بن الحسن محمد ذي النفس الذكية وأخويه إبراهيم وإدريس وغيرهم.
    وكان الصادق مناهضاً للغلو والغلاة، ناهياً عن المجابهة والخلاف، داعية إلى حرية الرأي، ويعد مؤسس علوم العرفان الإسلامية، وعرفانه أسلوب حياة وطريقة للعمل الجاد في جو من الحب، وهو عرفان توحيدي تنزيهي. وثمة من يقول إن رأيه في العقائد يتلاقى في أكثره مع آراء المعتزلة الذين عّده بعضهم من رؤوس مذهبهم.
    وقد ترك جعفر الصادق رسائل كثيرة، وكتاباً اسمه «توحيد المفضل» ويرى بعض الدارسين أن بعضاً مما نشر للصادق كان منحولاً.
    توفي الصادق في المدينة المنورة ودفن في البقيع في قبر فيه أبوه محمد وجده علي زين العابدين وعم جده الحسن بن علي بن أبي طالب.
    يوسف الأمير علي
يعمل...
X