Al-Azhar - ازهر مسجد وجامع وجامعة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • Al-Azhar - ازهر مسجد وجامع وجامعة


    ازهر

    Al-Azhar - Al-Azhar

    الأزهر

    الأزهر مسجد جامع وجامعة، وهو أبرز المؤسسات الإسلامية في العالم. بدأ تاريخه سنة 361هـ/ 972م وإليه يرجع فضل عظيم في حفظ الثقافة العربية الإسلامية. شهد منذ تأسيسه تطوراً في بنائه. بدأ جامعاً تقام فيه الصلوات والاحتفالات الدينية ثم صار إضافة إلى ذلك جامعة تضم معاهد التدريس والكليات في مختلف أنواع المعرفة والاختصاص.
    بناء الأزهر
    عندما دخل جوهر الصقلي [ر] مصر فاتحاً أنشأ مدينة القاهرة لتكون عاصمة للخليفة الفاطمي المعز لدين الله [ر]. وفي الناحية الجنوبية الشرقية منها بدأ ببناء الجامع الأزهر سنة 359هـ/ 970م فوق رقعة مساحتها نحو خمسة آلاف م2 (نصف المساحة الراهنة) يجاورها شمالاً حي الديلم وجنوباً حي الترك. والجدير بالذكر أن مصر عرفت قبل الأزهر ثلاثة مساجد جامعة هي: جامع عمرو بن العاص في الفسطاط سنة 21هـ/ 641م، وجامع العسكر في مدينة العسكر سنة 133هـ/ 750م وجامع أحمد بن طولون في مدينة القطائع سنة 265هـ/ 879م. وقد استغرق بناء الأزهر نحو عامين، وجعله جوهر خاصاً بالمذهب الشيعي الإسماعيلي تجنباً لإثارة مشاعر المصريين في مساجدهم آنذاك.
    عُرف الأزهر في البداية بجامع القاهرة، وكان مؤرخو العصر الفاطمي، أمثال ابن الطوير وابن المأمون، يذكرونه بهذه التسمية. ثم عُرف بالأزهر ليوافق القصور الفاطمية التي كانت تسمى القصور الزاهرة.
    يتألف بناؤه من قسمين، الأول مسقوف ويُعرف بالحرم والثاني مكشوف ويسمى الصحن. ويسمى هذا الحرم اليوم بالحرم القديم. وفيه محراب يُعرف بالقبلة القديمة وكان بجانب المحراب منبر نُقل فيما بعد إلى جامع الحاكم (نسبة إلى الخليفة الحاكم بأمر الله). ويضم الحرم القديم ستة وسبعين عموداً من الرخام الأبيض تنتظم في صفوف متوازية، والجدران مزينة بالآيات القرآنية المنقوشة بالخط الكوفي الجميل. وفي الجهة اليمنى من المحراب القديم نقشٌ ورد نصه في خطط المقريزي كما يلي: «بسم الله الرحمن الرحيم، مما أمر ببنائه عبد الله ووليه أبو تميم مَعَدّ الإمام المعز لدين الله أمير المؤمنين صلوات الله عليه وعلى آبائه وأبنائه الأكرمين، على يد عبده جوهر الكاتب الصقلي وذلك سنة ستين وثلثمائة». وسقف الحرم من الخشب المتقن الصنع. وفي الحرم نوافذ للنور والهواء. وأما صحن الجامع فأرضه مرصوفة بالحجر. وتحيط به الأروقة ذات الأعمدة الرشيقة. وكان للأزهر في البداية منارة واحدة ومحراب واحد. ثم أنشئت فيما بعد منارات أصبحت خمساً، كما تعددت المحاريب حتى بلغت ثلاثة عشر محراباً لم يبق منها إلا ستة.
    تعاقب الخلفاء الفاطميون على الاهتمام ببناء الأزهر؛ فقد جدد فيه العزيز بالله، وخصه الحاكم بأمر الله بكثير من الموارد المالية، كما جدد فيه المستنصر، وأنشأ الحافظ لدين الله مقصورة بجوار الباب الغربي للجامع سميت باسم فاطمة الزهراء.
    لم يطرأ على بناء الأزهر في العهد الأيوبي شيء بارز. ومما يذكر أن صلاح الدين الأيوبي أوقف خطبة الجمعة فيه، واقتصرت الخطبة على الجامع الحاكمي.
    وفي عهد المماليك بلغ الاهتمام بالأزهر ذروته. وكان ذلك بمنزلة العصر الذهبي للأزهر. فقد اهتم نائب السلطان الأمير عز الدين (أيدمر الحلّي) بترميم الأزهر وإصلاحه وتجميله. وأنشأ فيه الأمير بيلبك الخازندار قاعة كبيرة لتدريس علم الحديث والفقه الشافعي. وعيّن القراء لتلاوة القرآن الكريم ورتّب للأزهر أوقافاً كثيرة. وقد أدى زلزال سنة 702هـ/ 1302م إلى تصدع بناء الأزهر كما حدث لغيره من مساجد القاهرة فتولى الأمير سلار ترميمه وأعاد ما تهدم منه. وقد أنشئ بجانب الأزهر مدارس جديدة مالبثت أن ضُمت إليه. فقد بنى الأمير علاء الدين طيبرس المدرسة الطيبرسية سنة 709هـ/ 1310م إلى يمين الباب الغربي لتدريس المذهب الشافعي وفيها خزانة كتب كبيرة جاء وصفها في خطط المقريزي: «وتأنق في رخامها وتذهيب سقوفها حتى جاءت في أبدع زي وأحسن قالب وأبهج ترتيب لما فيها من إتقان العمل وجودة الصناعة بحيث لم يقدر أحد على محاكاة مافيها من صناعة الرخام على شكل محاريب. وبلغت النفقة عليها جملة كبيرة». وتشغلها الآن دار الكتب الأزهرية. وفي سنة 725هـ/ 1325م قام بتجديد الأزهر محتسب القاهرة القاضي نجم الدين محمد بن حسين الأسعروي. وفي سنة 740هـ/ 1339م بنى الأمير علاء الدين أقبغا عبد الواحد المدرسة الأقبغاوية في الجانب الأيسر من الباب الكبير للأزهر وقرر فيها درساً للشافعية ودرساً للأحناف. وفيها اليوم جانب من الكتب الأزهرية. وفي عهد السلطان الملك الناصر حسن بن محمد قلاوون اهتم بالأزهر الأمير سعد الدين بشير الجامدار إذ قام بتجديده سنة 760هـ/ 1360م وأمر بتبليطه وتبييضه ومنع الناس من المرور فيه ورتب فيه مصحفاً، وجعل له قارئاً وأنشأ على بابه حانوتاً لتسبيل الماء العذب، ورفع فوقه مكتباً لإقراء أيتام المسلمين، ورتب للفقراء من مجاوري الأزهر طعاماً يومياً، ورتب درساً لفقهاء الحنفية في المحراب الكبير، وأوقف على ذلك أوقافاً مُجزية، فكان مؤذنو الجامع يدعون للسلطان حسن كل جمعة وبعد كل صلاة.
    تعرضت منارة الأزهر القديمة للسقوط عدة مرات. سقطت أول مرة سنة 800هـ/ 1397- 1398م فأعادها السلطان برقوق. وسقطت ثانية سنة 817هـ/ 1414م وثالثة بعد عشر سنوات وتم إصلاحها. كما أن السلطان المذكور أنشأ خزاناً للماء وأقام سبيلاً وميضأة.
    وفي أواسط القرن التاسع هـ/ الخامس عشر م شيد جوهر القنقبائي المدرسة الجوهرية وأصبحت جزءاً من الأزهر. وأمر السلطان الأشرف قايتباي بإجراء إصلاحات في الأزهر سنة 881هـ/ 1476م وأنشأ المنارة الرشيقة ذات الزخارف الجميلة في الناحية الغربية وأقام منشآت للفقراء والعلماء وعُرف عنه أنه كان يتردد على الأزهر للصلاة متخفياً ويسمع ما يقوله الناس فيه.
    وأنشأ السلطان قانصوه الغوري سنة 915هـ/ 1510م المنارة الجميلة ذات الرأسين وتعدّ من أجمل الآثار التي تعود إلى عهد المماليك في مصر.
    وفي العهد العثماني تحولت القاهرة من عاصمة إلى مركز ولاية مرتبطة بالآستانة (اصطنبول) فخسرت شيئاً من مكانتها. ومع ذلك أجرى السلطان سليم الأول الذي دخل مصر سنة 923هـ/ 1517م أرزاقاً على الأزهر. وبقي هذا الجامع موضع اهتمام الولاة العثمانيين

يعمل...
X