"سومر نجار".. الطرب الأصيل عشق وإحياؤه مسؤولية
مها حامد محفوض
حلب
عاشق الطرب، وهذا ليس غريباً عن ابن مدينة اشتهرت بأصالة فنها وعراقة تراثها. بدأت موهبته الفنية تظهر في سنّ مبكرة، دعّمها بالدراسة الأكاديمية التي يعدّها ضرورة لأي فنان.
مدونة وطن "eSyria" التقت الفنان "سومر النجار" ليحدثنا عن أبرز المحطات التي مرّ بها خلال مسيرته الفنية، حيث قال: «أنا ابن مدينة "حلب" العريقة بفلكلورها وتراثها، التي قدمت كبار الفنانين الذين أصبحوا رموزاً وأعلاماً، ومنذ طفولتي كنت محباً للفن وميالاً إلى الغناء الجاد والغناء الطربي الملتزم. بداياتي كانت في سنّ الرابعة مع الغناء والعزف على آلة الطبلة الإيقاعية الشرقية، ثم انتسبت إلى المعهد العربي للموسيقا، وفيه درست ستّ سنوات، وتتلمذت على يد أساتذة كبار، منهم: الراحلان "أحمد نهاد الفرّا"، و"مصطفى الدرويش"، الذي علمني العزف على آلة العود، فكان انتسابي إلى المعهد من أبرز محطاتي التي تركت تأثيرها الكبير لمراحل لاحقة، وأثناء دراستي فيه تقدمت إلى أحد برامج المواهب عبر إذاعة "دمشق"، وشاركت فيه بحلقتين، وحصلت على المركز الأول، وهذا ما فتح أمامي المجال للمشاركة في برنامج المواهب الغنائية الذي كان يعرض على شاشة التلفزيون العربي السوري عام 1993، وهو برنامج "طريق النجوم"، وقد تخطيت فيه ثلاث مراحل، وحصلت بعدها على المركز الأول على مستوى البرنامج في الغناء، وهذا كان أيضاً من المحطات المهمة جداً في مسيرتي، وهنا لم يتوقف الطموح، بل كل ما سبق كان دافعاً لإكمال دراستي الأكاديمية في المعهد العالي للموسيقا، فدرست فيه خمس سنوات؛ تخرجت بعدها عام 2009 باختصاص غناء شرقي، هذا العشق الموسيقي دفعني أيضاً للتعرف إلى العلوم الأكاديمية العالمية، كـ"الصولفيج، والهارموني، والتأليف والتحليل"، وغيرها. وهو ما أضاف الكثير إلى خبرتي في هذا المجال، والحقيقة هذا مهم لأي فنان يسعى إلى تطوير أدواته وموهبته».
ويتابع: «في "سورية" لا توجد فقط الأغنية الحلبية، بل فيها لكل منطقة الأغنية التي تميزها، فهي غنية بألوانها وفلكلورها وتراثها، وجميعها تشكل باقة جميلة ملونة بشكل متناغم يمثل "سورية" ككل. وبالنسبة لي كفنان سوري، أحاول السعي باستمرار لتقديم أغنية تحمل اللحن الأصيل الجاد والكلمة الحلوة، وهذا مشروعي الفني الحالي الذي أعمل عليه بكل جهد، بعد أن تم تعييني مؤخراً في دار الأوبرا بصفة مغنياً، وهذا يجعلني أحمل مسؤولية العمل على نفسي وتطوير وتكثيف نشاطاتي وحفلاتي بهدف إعادة إحياء الفن السوري الأصيل».
الموسيقار كمال سكيكر
أما عن تجربته في التمثيل، فقد قال: «من المحطات المهمة جداً في مسيرتي كانت مشاركتي في مسلسل "الثريا" عام 1996، شاركت فيه بدور كتب لي خصيصى من قبل الكاتب "نهاد سيريس"، وهي شخصية المغني "سهيل"، وفيه حكاية جميلة مرتبطة مع باقي الشخصيات المشاركة في العمل، وهم نخبة من نجوم الدراما السورية، وكان من إخراج "هيثم حقي"، وفي المسلسل قدمت مجموعة من الأغنيات الفلكلورية والموشحات التي لا تزال عالقة حتى اليوم بوجدان وذكريات المشاهدين، وما زالوا يطالبونني بغنائها في الحفلات. أيضاً لي تجربة في عمل درامي فلكلوري اسمه "العرس الحلبي في سفربرلك" مع المخرج "مأمون البني"، والعمل يوثق عادات أهالي "حلب" في الأعراس أيام "السفربرلك"، وقدم نخبة من المطربين الحلبيين وأنا واحد منهم، كما كانت لي تجربة مع الغناء الصوفي قدمت خلالها ثلاثين عملاً من ألحان الموسيقار "رضوان رجب"، وهي أعمال صوفية فيها مقامات شرقية أصيلة ومقامات فرعية، إضافة إلى الإيقاعات المركبة، وقد تم تسجيلها في الإذاعة والتلفزيون، وهنا أود القول إن تجربتي في التمثيل كانت مميزة، لكن بوجه عام لن أشارك بعمل درامي إلا إذا أعدّ خصيصى لي كما في "الثريا"، أو إذا توفر دور يقدمني كموسيقي ومغنٍّ ضمن عمل درامي في حبكة مقنعة تبرر للمشاهد وجود المغني في الدراما».
أما صديقه الموسيقار "كمال سكيكر"، فقد قال عنه: «لا أدري تماماً إن كنت سأتحدث عن "سومر" كصديق، أم أتحدث عنه كفنان ومغنٍّ، فهو ابن "حلب"، مدينة الفن والتراث العريق، وهو من الفنانين المنظمين بأسلوب حياتهم بوجه عام، وبعمله بوجه خاص، والمعروف عنه التزامه بالفن الأصيل والجاد، وبالنسبة لي من خلال عملي الدائم والمستمر معه، لا أذكر أنه تأخر يوماً عن موعد تدريب أو حتى عن أيّ من واجباته، وهذا إن دلّ على شيء، فإنه يدل على التزامه المطلق بالعمل واحترامه لقدسيته، وإيمانه بأن العمل الدؤوب حتماً يجب أن يؤدي إلى أفضل النتائج التي يسعى الفنان إلى تحقيقها».
يذكر أن الفنان "سومر نجار" من مواليد "حلب"، عام 1978.
مها حامد محفوض
حلب
عاشق الطرب، وهذا ليس غريباً عن ابن مدينة اشتهرت بأصالة فنها وعراقة تراثها. بدأت موهبته الفنية تظهر في سنّ مبكرة، دعّمها بالدراسة الأكاديمية التي يعدّها ضرورة لأي فنان.
مدونة وطن "eSyria" التقت الفنان "سومر النجار" ليحدثنا عن أبرز المحطات التي مرّ بها خلال مسيرته الفنية، حيث قال: «أنا ابن مدينة "حلب" العريقة بفلكلورها وتراثها، التي قدمت كبار الفنانين الذين أصبحوا رموزاً وأعلاماً، ومنذ طفولتي كنت محباً للفن وميالاً إلى الغناء الجاد والغناء الطربي الملتزم. بداياتي كانت في سنّ الرابعة مع الغناء والعزف على آلة الطبلة الإيقاعية الشرقية، ثم انتسبت إلى المعهد العربي للموسيقا، وفيه درست ستّ سنوات، وتتلمذت على يد أساتذة كبار، منهم: الراحلان "أحمد نهاد الفرّا"، و"مصطفى الدرويش"، الذي علمني العزف على آلة العود، فكان انتسابي إلى المعهد من أبرز محطاتي التي تركت تأثيرها الكبير لمراحل لاحقة، وأثناء دراستي فيه تقدمت إلى أحد برامج المواهب عبر إذاعة "دمشق"، وشاركت فيه بحلقتين، وحصلت على المركز الأول، وهذا ما فتح أمامي المجال للمشاركة في برنامج المواهب الغنائية الذي كان يعرض على شاشة التلفزيون العربي السوري عام 1993، وهو برنامج "طريق النجوم"، وقد تخطيت فيه ثلاث مراحل، وحصلت بعدها على المركز الأول على مستوى البرنامج في الغناء، وهذا كان أيضاً من المحطات المهمة جداً في مسيرتي، وهنا لم يتوقف الطموح، بل كل ما سبق كان دافعاً لإكمال دراستي الأكاديمية في المعهد العالي للموسيقا، فدرست فيه خمس سنوات؛ تخرجت بعدها عام 2009 باختصاص غناء شرقي، هذا العشق الموسيقي دفعني أيضاً للتعرف إلى العلوم الأكاديمية العالمية، كـ"الصولفيج، والهارموني، والتأليف والتحليل"، وغيرها. وهو ما أضاف الكثير إلى خبرتي في هذا المجال، والحقيقة هذا مهم لأي فنان يسعى إلى تطوير أدواته وموهبته».
في "سورية" لا توجد فقط الأغنية الحلبية، بل فيها لكل منطقة الأغنية التي تميزها، فهي غنية بألوانها وفلكلورها وتراثها، وجميعها تشكل باقة جميلة ملونة بشكل متناغم يمثل "سورية" ككل. وبالنسبة لي كفنان سوري، أحاول السعي باستمرار لتقديم أغنية تحمل اللحن الأصيل الجاد والكلمة الحلوة، وهذا مشروعي الفني الحالي الذي أعمل عليه بكل جهد، بعد أن تم تعييني مؤخراً في دار الأوبرا بصفة مغنياً، وهذا يجعلني أحمل مسؤولية العمل على نفسي وتطوير وتكثيف نشاطاتي وحفلاتي بهدف إعادة إحياء الفن السوري الأصيل
ويتابع: «في "سورية" لا توجد فقط الأغنية الحلبية، بل فيها لكل منطقة الأغنية التي تميزها، فهي غنية بألوانها وفلكلورها وتراثها، وجميعها تشكل باقة جميلة ملونة بشكل متناغم يمثل "سورية" ككل. وبالنسبة لي كفنان سوري، أحاول السعي باستمرار لتقديم أغنية تحمل اللحن الأصيل الجاد والكلمة الحلوة، وهذا مشروعي الفني الحالي الذي أعمل عليه بكل جهد، بعد أن تم تعييني مؤخراً في دار الأوبرا بصفة مغنياً، وهذا يجعلني أحمل مسؤولية العمل على نفسي وتطوير وتكثيف نشاطاتي وحفلاتي بهدف إعادة إحياء الفن السوري الأصيل».
الموسيقار كمال سكيكر
أما عن تجربته في التمثيل، فقد قال: «من المحطات المهمة جداً في مسيرتي كانت مشاركتي في مسلسل "الثريا" عام 1996، شاركت فيه بدور كتب لي خصيصى من قبل الكاتب "نهاد سيريس"، وهي شخصية المغني "سهيل"، وفيه حكاية جميلة مرتبطة مع باقي الشخصيات المشاركة في العمل، وهم نخبة من نجوم الدراما السورية، وكان من إخراج "هيثم حقي"، وفي المسلسل قدمت مجموعة من الأغنيات الفلكلورية والموشحات التي لا تزال عالقة حتى اليوم بوجدان وذكريات المشاهدين، وما زالوا يطالبونني بغنائها في الحفلات. أيضاً لي تجربة في عمل درامي فلكلوري اسمه "العرس الحلبي في سفربرلك" مع المخرج "مأمون البني"، والعمل يوثق عادات أهالي "حلب" في الأعراس أيام "السفربرلك"، وقدم نخبة من المطربين الحلبيين وأنا واحد منهم، كما كانت لي تجربة مع الغناء الصوفي قدمت خلالها ثلاثين عملاً من ألحان الموسيقار "رضوان رجب"، وهي أعمال صوفية فيها مقامات شرقية أصيلة ومقامات فرعية، إضافة إلى الإيقاعات المركبة، وقد تم تسجيلها في الإذاعة والتلفزيون، وهنا أود القول إن تجربتي في التمثيل كانت مميزة، لكن بوجه عام لن أشارك بعمل درامي إلا إذا أعدّ خصيصى لي كما في "الثريا"، أو إذا توفر دور يقدمني كموسيقي ومغنٍّ ضمن عمل درامي في حبكة مقنعة تبرر للمشاهد وجود المغني في الدراما».
أما صديقه الموسيقار "كمال سكيكر"، فقد قال عنه: «لا أدري تماماً إن كنت سأتحدث عن "سومر" كصديق، أم أتحدث عنه كفنان ومغنٍّ، فهو ابن "حلب"، مدينة الفن والتراث العريق، وهو من الفنانين المنظمين بأسلوب حياتهم بوجه عام، وبعمله بوجه خاص، والمعروف عنه التزامه بالفن الأصيل والجاد، وبالنسبة لي من خلال عملي الدائم والمستمر معه، لا أذكر أنه تأخر يوماً عن موعد تدريب أو حتى عن أيّ من واجباته، وهذا إن دلّ على شيء، فإنه يدل على التزامه المطلق بالعمل واحترامه لقدسيته، وإيمانه بأن العمل الدؤوب حتماً يجب أن يؤدي إلى أفضل النتائج التي يسعى الفنان إلى تحقيقها».
يذكر أن الفنان "سومر نجار" من مواليد "حلب"، عام 1978.