الأوبرالية "لبانة قنطار" المغنية الخامسة عالمياً

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأوبرالية "لبانة قنطار" المغنية الخامسة عالمياً

    الأوبرالية "لبانة قنطار" المغنية الخامسة عالمياً
    • ادريس مراد


    السويداء
    لا نبالغ إذا قلنا بأنها تمتلك صوتاً يضاهي الأصوات العالمية في عالم الأوبرا، ورغم ذلك لم تنس أن تؤدي الغناء العربي بأصوله، حيث تحيي بين فترة وأخرى حفلات تقدم فيها أغاني من الزمن الجميل بأداء لا يقل عن مستوى أصحابها.

    إنها المغنية السورية العالمية لبانة قنطار ضيفتنا في اللقاء التالي:
    "لبانة" هي جوهرة من الجواهر الثمينة في سورية، ومن المعروف بأن هذه الدرر تزيد قيمتها عندما توضع في مكانها المناسب، وللأسف لم نر إلى اليوم هذا الصوت الكبير والموهبة المدهشة في أي عمل أوبرالي قدم في سورية، لبانة تملك صوتاً نادراً بنبرته ومساحته وقوته، لا في الغناء الأوبرالي فقط حيث درست، بل في الغناء العربي أيضاً، أتمنى لها التوفيق والنجاح والتألق الدائم وأن ترفع رأس الوطن أينما وضعت رحالها
    • لنبدأ من الأخير وحفلتك في دار الأوبرا، حيث قدمت فيها مجموعة من الغناء العربي، ماذا تحدثينا عنها؟


    لبانة قنطار

    ** بدأت هذه الحفلة بأغان كان لا بد منها حيث قدمت مجموعة أغان تحاكي الشام وهذا ضروري حيث لا يمكن أن تمر حفلةبدون أن نذكر الوطن وما كتبت ولحنت عنه وهو يمر بهذه الأيام العصيبة، كما أديت بعض أغان تعود للفترة الذهبية للغناء العربي وذلك اعتقاداً مني بأن الموسيقا الجادة والغناء الجاد يصب أيضاً في خانة الوطنية بطريقة أو بأخرى، حيث تهذب النفوس وتزرع بداخلها الروح الإنسانية البعيدة عن الأنانية ومن يسمع الموسيقا لا يمكن أن يؤذي أخيه الإنسان.

    وكنت سعيدة وأنا أفتتح الموسم الجديد لدار الأوبرا بعد توقف دام حوالي شهرين للصيانة، وسعيدة أكثر بهذه الحفلة حيث تشاركني فيها فرقة قصيد بقيادة الموسيقي "كمال سكيكر".


    المايسترو ميساك
    • من المعروف أن دراستك وخبرتك في مجال الموسيقا الغربية الكلاسيكية،هل هناك أي صعوبة لتدريسك الغناء الشرقي؟

    ** التقنيات التي تحويها الموسيقا الغربية تبحث عن تركيبة الرنين الصوتي ومصدره وبالتالي ينشأ عند المرء السمع الدقيق وخصوصا عند الذين تعمقوا في هذا المجال والخبرة التي كونتها عن الغناء الأوبرالي فسحت لدي التعمق في مصدر الصوت في أي مجال من الموسيقا وهذا يساعدني في تدريس الغناء الشرقي هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن المخزون الثقافي الغنائي والسمعي الذي تكون لدي بالفطرة بالنهاية هو ما تربينا على سماعه.


    من حفلاتها
    • ما تأثير الأوبرا على غنائنا؟

    ** برأيي إذا استطعنا أن نوظف أي نوع من الفنون التي تأتينا من الخارج بشكل صحيح ومدروس فسيكون تأثيره إيجابياً حتماً، لأننا في وقت تدخل علينا كل التأثيرات الغربية وخاصة في الموسيقا حيث نجد اليوم أنواعاً من الموسيقا لم نكن نسمع عنها أبداً، وبالتالي عندما تأتينا الأوبرا بشكلها المعروف الجيد ستساعد جمهورنا على نقاء سمعه ورفع مستوى ثقافته لأن الأوبرا هي الحضارة وأسمى أنواع الفن، تضع المتلقي أمام أسئلة وهو يسمع الموسيقا ويرى المسرح والغناء في آن واحد وبالتالي تجعله يفكر طوال فترة العرض وربما حتى بعده بأيام.
    • هل هناك أي تأثير على الحبال الصوتية بالنسبة للغناء الشرقي من الغناء الأوبرالي أو العكس؟

    ** يكون التأثير سلبيا في المراحل البدائية للدراسة حيث لا يجوز دراسة هذين الاختصاصين في آن واحد، لأن لكلا الاختصاصين أسلوبا مختلفا عن الآخر تقنيا، ولذلك أنصح طلابي دائما بعدم التساهل باستخدام الصوت بطريقة غير مدروسة فالتعامل مع الحبال الصوتية تعامل دقيق جدا.
    • هل أنت متفائلة بمستقبل الأوبرا عندنا؟

    ** نعم، أنا متفائلة، رغم أن التحضير لمشاريع كهذه يأخذ وقتاً طويلاً وبالتالي يأخذ من جهدنا ومشاريعنا الخاصة وأحلامنا ولكني متفائلة بدليل إقدامنا على إطلاق أول أوبرا التي هي زواج فيغارو، من أنتاج دار الأسد للثقافة والفنون وستبقى ملكاً للدار وستقدمها بشكل دوري، وبهذا يكون قد تم تحقيق ما كنا نرنو إليه، ونعتبرها الشرارة الأولى.
    • إذاً ما مبرر عدم مشاركتك في اوبرا زواج فيغارو؟

    ** أنا لم أعتذر عن العمل في هذه الفعالية، كل ما هنالك في 2010 قدمت ثلاثة عروض لهذه الأوبرا، ومن المفروض أن يكون هناك عرضان في العام المنصرم، ونتيجة الضغط بمشاركاتي خارج القطر لم أستطيع المشاركة في العام السابق واقترحت أن أعطي فرصة لاحدى طالباتي التي هي رنا حداد لكي تشارك في العروض السابقة وحتماً سأقدم العروض القادمة، والعمل الأوبرالي يتطلب تفرغاً تاماً من الفنان أقله لمدة ثلاثة أشهر، وفي الأشهر التي قدمت فيها الأوبرا كان لدي سبعة عروض، وتبقى هذه محاولة لاعطاء الفرصة لبقية المغنيات، وسأكون كما قلت موجودة في العروض القادمة، كيف لا وأنا صاحبة المشروع أصلاً؟.
    • إذا استمرت سورية بتقديم الأعمال الأوبرالية، فهل ستتركين الغناء الشرقي؟

    ** لا أبداً، أنا مغنية شرقية قبل أن أكون اوبرالية، فالغناء جزء من تراثنا وتاريخنا لذلك أنا ملتصقة به بشكل وثيق، وسأحاول أن أؤسس للغناء العربي الكلاسيكي وبالتالي سأمشي على الخطين الشرقي والأوبرالي بالتوازي وبنفس الاهتمام، لأن المغني الاوبرالي الجيد المحترف باستطاعته أن يؤدي الغناء العربي بشكل محترف، ولدي رسالة بهذا الخصوص حيث اؤدي الغناء العربي بقواعده السليمة وبأصوله الأكاديمية مع كل تفاصيله، مثلما أغني الأوبرا تماماً.
    • لنعرّف القارئ عن "لبانة قنطار" أكثر، عن تجربتك ودراستك الموسيقية..؟

    ** درست في المعهد العالي للموسيقا لمدة أربع سنوات بإشراف المغنية الأوبرالية الروسية (غالينا خالدييفا) وفي نهاية الأعوام الأربع قدمت في سورية عملا أوبراليا مشتركا مع المركز الثقافي البريطاني لعبت فيه الدور الرئيسي،‏ من خلاله رشحني الكادر الانكليزي لدراسة السنة الخامسة في بريطانيا وتحديدا في الكلية الملكية بإشراف الأستاذ (كنف وليم) وعند عودتي إلى سورية قمت بتدريس الغناء في المعهد العالي للموسيقا إلى جانب أستاذتي (غالينا) وحينها حصلت على منحة دراسية من الحكومة الهولندية لمدة سنتين تحت إشراف المغنية (ميابيسلنك) التي رشحتني إلى مسابقة الملكة إليزابيت ببلجيكا وهي من أهم المسابقات للغناء الأوبرالي في العالم وحصلت على المركز الخامس عالميا.
    • هل تحدثيننا عن هذه المسابقة أكثر؟

    ** تنافس في هذه المسابقة أكثر من مئتي مغن من مختلف بلدان العالم، وكانت على مراحل ووصل فقط عشرة منهم إلى النهايات وكنت واحدة منهم، والكثير من الموسيقيين والمهتمين توقعوا لي المرتبة الأولى أو الثانية، وبموجبها دعيت لكثير من العروض في المسارح العالمية، منها: (بلجيكا وهولندا وألمانيا).
    • ما أهم الأعمال التي شاركت فيها؟

    ** قمت بتقديم العديد من الأدوار الرئيسية مثل (كارمن) والأوبرا الألمانية (المدينة الميتة) و(الناي السحري) لموتزارت حيث قمت بدور غناء ملكة الليل وهي من الأدوار الصعبة من ناحية التقنية ومن أهم الأدوار التي أديتها هي أوبرا (لاترافياتا) في دور فيولتا للمؤلف الإيطالي فيردي، وهذا الدور يعتبر صعباً جداً، من ناحية الغناء، لأنه طويل يستغرق ساعتين ونصف الساعة، أديت من خلاله أصعب ما كتب لدور غنائي ويعتبر معقدا وذا شخصية مركبة وعمق درامي ويتجلى ذلك من خلال ما كتب المؤلف للمغنية من أبدع الألحان وأجملها وأصعبها.
    • أغلب من درس عندنا الموسيقا الغربية ينحاز إليها، والحال ذاته عند الموسيقيين الشرقيين، أما لبانة قنطار فلا تفرق بين الاثنين، أليس كذلك؟

    ** العمل الجدي يفرض نفسه من أي اتجاه كان، وأريد أن أقول بأن الموسيقا السائدة الآن، والتي تعرض في الفضائيات لا تمثل الموسيقا العربية الأصيلة، ولعل قسم الغناء الشرقي في المعهد العالي للموسيقا بدمشق الذي تأسس منذ عدة سنوات كفيل بأن يعيد الحيوية والأصالة لغنائنا العربي.
    • أخيرا ما المطلوب من الجهات المعنية لتطوير المشروع الأوبرالي في سورية، مادام هو مشروعك الذي تحلمين به؟

    ** على الجهات المعنية أن تعتني بكل ما يتعلق بالفن الجيد، ليس الأوبرا فحسب بل كل الفنون الراقية التي تصارع من أجل البقاء كالمسرح والغناء الكلاسيكي العربي والسينما، لذلك لا أعاتب المعنيين على عدم الاهتمام بالفن الأوبرالي الآن، ينبغي تقديم المساعدة والعون للنهوض بالموسيقا العربية الكلاسيكية أولاً، لأنه تراثنا وتاريخنا، ومن ثم الاهتمام بالأوبرا كثقافة عالمية لينهض الاثنان معاً.‏

    وفي رأي للمايسترو "ميساك باغبودريان" قائد الفرقة السيمفونية الوطنية عن المغنية "لبانة قنطار" يقول: «"لبانة" هي جوهرة من الجواهر الثمينة في سورية، ومن المعروف بأن هذه الدرر تزيد قيمتها عندما توضع في مكانها المناسب، وللأسف لم نر إلى اليوم هذا الصوت الكبير والموهبة المدهشة في أي عمل أوبرالي قدم في سورية، لبانة تملك صوتاً نادراً بنبرته ومساحته وقوته، لا في الغناء الأوبرالي فقط حيث درست، بل في الغناء العربي أيضاً، أتمنى لها التوفيق والنجاح والتألق الدائم وأن ترفع رأس الوطن أينما وضعت رحالها».
يعمل...
X