فن التصوير . . المباديء والمنهاج الدرس -٢٨-
كل شئ عن النور المتوفر
ما هو النور المتوفر ؟
يقوم التـصـويـر الفوتوغرافي مع النور المتوفر على ما هو موجود من النور في المشهد فقط ، لا على أشعة الشمس في الخارج .
والمثال على هذا ان النور المتوفر قد يأتي من مصباح منزلي او نار مدفاة أو إشارة نيون ، كمـا قد يشمـل تـنـويـرا لـغـرفـة داخليـة وتحققه أشعة شمسية تتسلل من خلال نافذة , معنى هذا بكلام آخر ان النور المتوفر هو ببساطة ذلك النور الموجود في المشهد أصلا - بـاستثنـاء أشعة الشمس في الخارج - دون إضافات اصطناعية من امثال مصابيح الفيض الضوئي أو مصابيح الفلاش أو الفلاش الاليكتروني .
والنور المتوفر هو نور ضعيف عادة بالمقارنة مع أشعة الشمس في الخارج أو التنوير الاصطناعي في الاستديو ، مما يعني أن الحاجة تستدعي انتباهاً خاصاً لتصحيح التعريض الضوئي .
لماذا تستعمل النور المتوفر ؟ . .
كثيرون هـم المـصـورون الفوتوغرافيون المحترفون الذين يفضلون النور المتـوفـر ، وذلك لثلاثة اسباب :
١ - واقعية وطباع :
التصوير الفوتوغرافي بالنـور المتوفر يعطي إحساساً بالواقع .
وبسبب الإضاءة المحدودة في العديد من لقطات النور المتوفر - عوضاً عن نمـوذجـيـة الصـور الفوتوغرافية التي تنار اصطناعياً في الاستديو - يحصل الناظر على إحساس بانه يشاهـد الموضوع حسيما هو بالفعل .
على أن ما يمكن بعثه هكذا ليس الواقعية ، فقط بل وطابـع خاص . يمكن للمشهد أن يكون معتماً ، يشدد على إبراز الظلال الكتيبة الداكنة ، أو أن يكون براقاً وفاتح الظلال ، قد يكون كئيباً أو بالغ الوضوح ، دراماتيكيا او داكـنـا او يبعث المـرح في النفوس .
ومن خلال تدقيقـك في النـور الذي يحيط بك الآن بـالذات تستطيع البدء بتدريب عينك لتتعرف على المزايـا المختلفة للنور المتوفر ، وتتأهب لالتقاط هذه الطباع على فيلم .
۲ - سهولة وحريـة للمصور الفوتوغرافية :
عندما تستعمل النور المتوفر ، تتخلص من الحاجة إلى حمل ونقل مصابيح او منصات أو أسلاك او رزم بـطـاريـات ثقيلة وكبـيـرة الأحجام ، تستطيع هكذا أن تلتقط بسرعة دونمـا حـاجـة لانتظار و الستروب ، حتى يتأهب للعمل ثانية . وتستطيع التنقل بحريـة محاولا العمل بزوايا مختلفة من مواقع مختلفة . هذا ، وعلى الرغم من إمكانية استعمال ركيزة ثلاثية الأرجل في ظروف النور المتوفر ، تجد العديد من المحترفين وهم يفضلون عدم استخدامها طالما انها تغير الإحساس الطبيعي في الغرفة ، كما انها كثيرا ما تدفع بالموضوع المفتقر إلى الخبرة ليتصلب .
٣ - باستطاعة الموضوع ان يسترخي :
النماذج المحترفة - الموديل ، قد تنعم بالرحة والاسترخاء تحت التوهج الحـار لمصابيح الفيض الضوئي أو وميض الفلاش او , السـتـروب . أمـا المـوضـوع ء العادي ، فكثيراً مـا يـرتـبـك ويتصلب . لذلك يكـون الـعـمـل أسهـل تحت النور المتـوفـر . إذ تزداد احتمالات شعور موضوعك بالاسترخاء ونسيانه الكاميرا ، كما انك تكون في وضع افضل لتحقيق ما تسعى إليه من وجهيات خفية بالفعل .
- تكنولوجيا النور المتوفر :
على الرغم من تشديدنا في هذه الحلقة الدراسية على اعتبار ان المهم في التصوير الفوتوغرافي هو المصور ، وليس الكاميرا نجد ان التصوير الفوتوغرافي بالنور المتوفر هو أحد المجالات التي تحدث فيها المعدات الحديثة فارقاً كبيراً .
فمنذ وقت ليس ببعيد ، كان التصوير الفوتوغرافي بالنـور المتوفر مستحيلا تقريباً في معظم الظروف الداخليـة ، أي في ذلك الوقت عندما جرى اعتبار عدسة ال ف / ٣،٥ وفيلم آزا ٥٠ سريعين ، بينما الآن ، مع شيوع عدسات ال ف / ٢ والأسرع منها ثم التوفير السهل لفيلم ٤٠٠ آزا حتى بالألوان - وبعض الأفلام ممكنـة الدفع إلى ( E ) ۱۰ آلاف و اکثر ! - صار باستطاعتك أن تلتقط داخل غرفة مظلمة تقريباً .
اخـيـرا تـجـد العـدادات الضوئية بالغة الحساسية ، أمثال صمامات الغاليوم الفوتوغرافية الثنائية ( gallium photo diodes ) . قادرة على قراءة وإعطاء مواضع دقيقة جدا في ظلام دامس على وجه التقريب ، ولكن احذر الفشل التـبـادلي ( veciprocity failure الذي ناقشناه في درسنا حول و التعريض الضوئي . فعلى الرغم من أن العداد الضوئي قد يعطي قراءة دقيقة فيما هو أقرب إلى الظلمة ، قد يحتاج الفيلم إلى تعريض ضوئي بالغ الطول حتى يعوض على الفشل التبادلي .
- اسلوب النور المتوفر :
قلنا انه من الأهداف الأساسية للتصوير الفوتوغرافي بالنـور المتوفر ، التقاط الوضع الطبيعي لمشهد ما ـ إحساس بالواقـع .
وهذا كثيراً ما يستدعي التضحية بالسعي المعتاد نحو طبعة رائعة تقنياً في سبيل تحقيق - الصورة كمـا هي تستطيـع تحسين الإضاءة الخفيفـة بـالـفـلاش أو مصباح الفيض الضوئي طبعاً إلا ان هذا سيؤدي إلى خسارة الاحساس الطبيعي من المشهد .
الحقيقـة انـه كثيراً ما تكون الإضاءة اللاكافية بالذات هي التي تبعث الإحساس الواقعي في صورة النور المتوفر .
هذا وعندما تلتقط في نور ضعیف ، كثيراً ما يستحيل عليك تسجيل التفاصيل كلها من ظلال اشد تعتيماً ، إلى مشرقات ، مروراً بتدرجات لونية وسطى والمثال على هذا أنه في حالة عادية من النور المتوفر ، يأتي النـور إلى غرفة ما قادماً من نوافذ في أحد جـوانبها . وهكذا يحدث أن جـوائـب النـاس أو الأشـيـاء المواجهة للنوافذ تكون غارقة في النور أما الجوانب البعيدة عن النوافذ فتغـرق في ظل عميق لا يتميز فيلمك بالمقدرة على انتاج تفاصيل في المشرقات والظلال .
فما الذي تضحی به ؟ .. تفاصيل الخلل عادة ، لن تخسر شيئا هنا طالما أن المشرقـات والتدرجـات اللونية الوسطى تسرد قصتك أما الظلال الخالية من التفاصيـل فتستطيع توفير إحساس قوي بالواقعية .
وعنـد التقاط صورة من هـذا القبيل تكون المشكلة هي خسارة في الاسلوب ، لا في المشـاهـدة والفهم الواضحين ، ذلك أن عينيك تتـأقـلمـان مـع النـور الخفيف وتشاهدان مجالا من التفاصيل هو أوسع كثيراً مما ستعرضه الطبعة النهائية .
لذلك ، تريد من ناحيتك ان - تتخيل مسبقا ، ذلك المظهر الذي ستعرضـه الطبـعـة .
ولمساعدتك على عمل ذلك ، جـرب طريقة يعتمـدهـا العـديـد من المحترفين ، اغمض عينيك إلى حد ما وانت تتطلع إلى الموضوع قبل النقاطه اغمض عينيك إلى الحد الذي ، يكفي » لمحو التفاصيل في الظل . وسـوف يـعـطيـك هـذا التدبير فكرة تقريبية عن المظهر الذي ستأتي عليه الطبعة .
في بعض الأحيان ، قد لا يكون النور كافياً إلا لتسجيل مشرقات مهمة ، فإذا كانت الصورة جديرة بالتسجيل ، النقط ؛ فالحصول على الصورة هو أكثر أهمية من الاهتمام بمـا إذا كـانت منـاطق الرمادي ـ المعتدل ستتسجل على فيلمك ام لا . اعمـل بـاسـاليب المحترفين جميعها ، واعمل بفيلم سريع ، ثم لتتجنب اهتزاز الكاميرا عنـد سـرعـات تـعـريض ضوئي بطيئة ـ دون ركيـزة ثلاثية الأرجـل - استند إلى جدار أو كرسي ، واحبس انفاسك اثنـاء الكبس على الزر . ثم استفـد من النور المنعكس طبيعياً عن أشياء موجودة في المشهد ولكن احصل على الصورة !
- استعن بعدادك الضوئي :
الاسـتـعـمـال الدقيـق لـعـداد تعريضك الضوئي ضروري . وكما الحظنا منذ لحظات ، عندما يكون المشهـد مـمـيـزا بتبـاين ضوئي بالغ - فيه مشرقات براقة وظلال عميقة ـ عليك تفضيل المشرقـات والتـدرجـات اللونيـة الوسطى عندما تقرأ العداد ، تاركا للظلال مجـال الزوال ، انه عكس منهـج التعريض الضوئي المعتاد ، حيث عليك ان تركز اهتمامك على الظلال كما تعلمت . فلتحقيق الواقعية في صورة فوتوغرافية تلتقط بالنور المتوفر ، تريد للظلال أن تتعتم .
اقرا عدادك الضوئي وفسره بحكمة وذكاء . ثم التقط ، وفي نور معتدل الضعف التقط مستعملا
التعريض الضوئي الأساسي الذي يشير إليـه عـدادك للتـدرجـات اللونية الوسطى في الموضوع . أما في نور بالغ الضعف . فالنقط مستعملا التعريض الضوئي الذي يحدده العداد للمشرقات فقط .
وستكون سليم التفكيـر عنـدمـا تطوق تعريضاتك الضوئية ملتقطاً بوقفة أكثر ووقفة اقل .
ولكن ابتديء بالتعريض الضوئي الأساسي الذي يشير إليه عدادك .
عليك أن تثق بعدادك . فلمجرد انـك تلتقط في نور ضعيف ، لا تاخذ قراءة ما ، ثم توسع وقفة أو اثنتين -كمـا يفعـل الكثير من الهـواة لمجرد أن تضمن نتائج جيدة ، ذلك ان عدادات اليوم الحديثة دقيقة للغاية حتى في ظروف ضوئية ضعيفة .
أما إذا كان عداداك من النوع الذي لا يعطي قراءة لنـور ضعيف ، فـإليـك هـنـا طـريـقـة يعتمدها الكثير من المحترفين .
بدلا من قراءة التدرجات اللونية الوسطى أو المشرقات ، خذ قراءة بديلة لأي شيء أبيض في النور الضعيف ، والجانب الأبيض من بطاقة كوداك الرمادية معدومة اللون Kodak Neutral Gray ) ( Card جيد لهذا الغرض . ثم حالما تتوصل إلى تعريض ضوئي تشير إليه هذه القراءة ، افتح وقفتين .
لماذا وقفتان ...
لان عدادك يعـطـي تـعـريـضـاً ضوئياً ينبغي أن يطبع ١٨ في المائة من الانعكاس الرمادي -Ver ) ( lectance gray ، ولكن ما نقرأه هو ٩٠ في المـائـة من الانـعـكـاس الأبيض - أكثر بريقاً بنسبة خمسة أضعاف تقريباً ، وحيث انك تريد للظلال ان تغيب ـ تصبـح زيـادة أربعة أضعاف التعريض الضوئي . وقفتان ، كافية . وإضافة إلى هذا ، طوق بوقفة أكثر ووقفـة أقل .
- التظهير :
عند تظهير لغة فيلم التقطت في النور الضعيف المتوفر ، تزيد فترة التـظهيـر المـعـتـادة .
وكملحق ، نضيف إنـك اثـنـاء التقاطك في النور المتوفر ، أفضل نصيحة نقدمها لك هي ان تستعمل لفة فيلم منفصلة . ذلك انسـك لو مزجت صور النـور المتوفر مع صور ، نور عادي ، براق على لغة واحدة ، سوف تكون فترة التظهير ، اللازمة للقطات النور المتوفر غير صـحـيـحـة للقطات . النور العـادي ، والعكس بالعكس .
بينمـا بـاستعمـال لفـات فيلم منفصلة , تستطيع تظهير كل منها تبعاً لحاجاتها الخاصة .
- كيف يعمد المحترفون إلى استخدام النور المتوفر :
١ - النعـومـة اللينة لبشرة الرضـيـع وأحـلام النهـار بـين الصغار يكشف عنها النور القادم من نافذة مجاورة بلطف وحنان . فـالانـعـكـاسـات مـن الـجـدران وشرشف السرير حولت غرفة هذا الطفل إلى أرض عجائبية وبراقة كانها سابحة في الهواء انها لقطة حققتها هلا حميد مستعينة بالنور المتوفر .
۲ - منذ أمد بعيد حتى الآن والنور المتوفر القادم من نافذة يمثل مصدر تنوير يفضله كل من الرسـامـيـن والمـصـوريـن الفـوتـوغـرافيين على السواء .
عرف فريتز هينل انه ببساطة ، لا يحتـاج لأكثر من العثور على الزاوية التي يريدها ويلتقط . ذلك أن الشرشف الأبيض تحت جسم الرضيع عكس النور نحـو وجهي الفتاتين ، وحافظ على المناطق الظلية ناعمة ومفتوحة .
٣ - ترك المصور الفوتوغرافي جون ريز للنور القادم من النافذة ان يمارس العمـل كله أيضـاً . فـالـوجـه المشـوق لهذا الطفـل يتوهج في النور الخفيف المشتت القادم من النافذة ، والستـائـر متوهجة بدورها ، بينما الباقي كله اسود .
النتيجة : يتركز اهتمامنا على المنطقة الواحدة ذات الأهمية ، وهي الوجه .
٤ ـ التقط ايرنست هاآس وقفة نـمـوذجـيـة للمـلـحـن ايـغـور سـتـارفسكي وهو يدير الأوركسترا . كل شيء أسود هنا باستثناء تلك المناطق القليلة التي تحـدد الرجـل ونشـاطه فنحن نشاهد السمات الرئيسية لوجهه ، بما في ذلك حافة ضوئية تحدد اذنه وراسه بحيث اننا نتعرف هكذا على الرجل ونشاهد كفيـه الـعـاريين اثناء عملهمـا بحيث نتعرف على النشاط .
كذلك نشاهد شق قميصه الرسمي ونستطيع ان نحدد حواف جسمـه .
فإذا كان لرسـام كـاريـكـاتـور أن يرسم ستارفينسكي ، أليست هذه هي الـعـنـاصـر الأسـاسيـة التـي سیختـارهـا ؟ ..
عمـد ایـرنست هـاآس هنا إلى استخدام النـور بالطريقة التي قد يلجـا إليها بيكاسو لاستخدام بضع خطوط بسيطة لتحديد صوره ـ أي انه انـار تلك المناطق الضـروريـة لتحـديـد المـوضـوع ، ولا شيء آخر - انه مثال رائع على اسلوب النور المتوفر .
- النور المتوفر بالألوان مجموعة صور لديفيد هاميلتون :
على الرغم من اننا عادة ما نربط التصوير الفوتوغرافي في النور المـتـوفـر مـع صـور الأسود والأبيض ، حيث المناطق الظلية تفقد التفاصيل كلها وتتحول إلى سواد لا تفريق فيه ، لكن النور المتـوفـر يمكن تطبيقه على التصوير الفوتوغرافي بالألوان كذلك . وعلى سبيـل المثـال . نعرض هنا مجموعة صور للمصور الفوتوغرافي ديفيد هاميلتون الشهير عالمياً بصورة الملونة الرائعة لنساء شابات جميلات .
دعنا نستكشف معاً كيف يعمل هاميلتون على الجمع بين استخدام النور المتوفر وأساليب أخرى سبق لك أن تعلمتها لتحقيق . طباع معينة ، في صوره الفوتوغرافية التي تعطي انطباعاً بالبراءة والعوامل الحسية .
نلفت نظرك عند التدقيق في هذه الصور إلى ان هاميلتون يلتقط صوره كلها بكاميرا ( SLR 35 ملم مستعملا عدسة 50 ملم فقط معنى هذا بكلمات أخرى انه لا يستعيـن بـادوات أو إضـاءة غريبة ، بل وحتى نماذجـه ليست رائعة من حيث جمالهـا فبينما تتفحص هذه الصور إذا . اسال نفسك : كيف طبق هاميلتون تلك الخطوط الإرشادية الأساسية الثلاثة التي تعلمتهـا سابقاً لتحقيق هذه التـاثـيـرات المذهلة " ... كيف أفعل انا الشيء ذاته ؟ ...
ا - تشـاهـد هـنـا مثلا عن استعمال ديفيد هاميلتون للنـور المتوفر حتى يحقق طباعاً ناعمة وموحية ، بالنسبة لعينك ، توحي هذه الصورة بالغموض الحسي للأنوثة .
دعنا نتدارس الوسائل التي استعان بها هاميلتون لتطوير هذا الموضوع .
نتحدث أولا عن اتجاه النور . فهو يتدفق من نافذة لا مرئية على بعد إلى اليمين منصباً بتوهجه الحار ، هكذا على جانب واحد من النموذج ، ولكنه يخفي الجـانب الأخـر في ظل غامض والزاويـة المنحرفة التي يصل منها هذا النور تنتج إحساساً قوياً بالبنية في جسم النموذج وردائتها هذا إلى جانب أنها تؤمن حواف إضاءة خلفية للتشديد على إبراز الشكل الجانبي لوجهها إنها إضاءة تعطي مثالا رائعاً على كيفية تمكن الإضاءة الجانبيـة والإضـاءة الخلفية من انتاج تمازج بنيوي دراماتيكي بين النور والظل .
والعنصـر الـثـانـي هـو لون النور واضح أن الوقت من النهار هو الفجر أو الغسق ـ فـالتوهـج البرتقالي للنـور يغلف النموذج بحرارته المثيرة للأحاسيس اسال نفسك .
أمـا العنصر الثالث فهو انتصابة النموذج ، فهي تتطلع من النافذة بعيداً عن الكاميرا . ما الذي تنظر إليـه ؟ ... هـل هي بانتظار شخص مـا ؟ ... هذا هو جزء من الناحية الحسية التي تتقـوى بـطـريقـة تهـذل الرداء مفتـوحاً عند الرقبة ، وأشرطته مفكوكة .
هل تستطيع التفكير باية طريقة كان باستطاعـة هـاميلتـون أن يعتمدها لتبسيـط هـذه الصورة ؟ ... ذلك انه لا وجود إلا لعنصـرين يمـلان هـذا الإطار . النموذج والنور . وقد أزيل كل شيء آخر .
كيف ستختلف هذه الصورة لو أن الشمس هي شمس منتصف النهار ؟ ... طبعاً لن تكون مثيرة إلى هذا الحد ؟ ...
ب - تشعر بجميع صور ديفيد هامیلتون الفوتوغرافية الأفضل وكانها لوحات زيتية قديمة ، فهذه الصورة على وجه الخصوص تذكرنا بأعمـال رسام هولندي كبير والحـقيـقـة ان إضـاءة الوجه ـ حيث الجانب المواجهة للكاميرا هو أسود بالضرورة مع مجرد مسحة ضوئية - يطلق عليها اسم إضاءة رامبراندت . ولسوف تناقش هذه الإضاءة بالتفصيل في الدروس عن الصور الوجهية .
واضح كذلك ان هذه الصورة الفوتوغرافية تـوضـح كيف أن الثور القادم من اتجاه واحد يبعث بنظام نور - وظلال يثير الشعور بابعاد ثلاثة ، لاحظ هذا على وجه الخصوص في وعاء الفواكه حيث النوعية الكروية لمحتـويـاتـه محددة بشكل واضح ، لاحظ أيضاً كيف أن الإضاءة الجانبية للاطار سجلت بنيته ، ثم تخيل ما الذي كـان سـيحـدث لو أن الصـورة التقطت بدلا من ذلك مقابل خلفية من الورق الأملس أبيض اللون - هـل سـتكـون الصـورة بـذات التأثير ؟ ... لا نظن ذلك ، فبنيـة الجدار تعطي إحساساً بالموقع المناسب : إنها فتـاة متحفظة في منـزل مـتـحـفـظ كـمـا تـوحي الصورة .
لاحظ كيف أن هاميلتون عمل الاثلاث إذ لم يوقع موضوعه في الوسط ، بل هي تحتل ثلثاً عند أحد الجوانب ، وتواجه الجـانب الأخـر الأوسع من هنـاك . وكما تعلمت في وقت سابق ، هذا هو الترتيب المفضل عادة طالما أنـه أكثر ديناميكية من مجرد وضع الموضوع في الوسط .
لاحظ أيضاً كيف أن الموضوع ككل ترتب كمثلث يتدفق هابطاً من أعلى اليسار إلى أسفل اليمين .
وأخـيـراً ، لاحـظ كـيـف أن هاميلتون ركـز الانتباه على موضوعه ـ فتاة وازهار وفواكه - جعل له إطارا بالنور البراق على الجدار .
هل يوجد مجال للتبسيط ؟ .. لا نشاهد شيئاً يمكن إخراجـه من الصورة دون التقليل من أهميتها .
ج ـ امـراتـان تـتـطلـعـان من نافذة ، صورة توحي بالبراءة والصداقة . دعنا نرى كيف عمـل هاميلتـون على التقاط هذه الصورة .
نتحدث عن النور أولا ، فهو بارد ومشتت بالمقارنة مع النور الحار ، في صورة - ١ ، ينم هذا النـور البارد عن براءة باردة تتعارض مع الإثارة الحـارة للأحاسيس ، لاحـظ كـيـف أن المناطق الظليـة كلهـا داكنـة . الـعـلاقـة الفـارقـة للتصـويـر الفوتوغرافي في النور المتوفر .
الأمر الثاني هو الانتصابة ما تحققه هذه الصورة هو احساس بالإنسجام . في دروسك اللاحقة حول الوجهيات سنناقش هذه النـاحيـة بتفصيـل ، ولكن دعنا نعرضها عليك الآن بهذا المثـال الرائع .
عندما تصور شخصين أو أكثر معاً ، تفضل على وجه العموم أن تظهرهم كمجموعة واحدة عوضاً عن أفراد منفصلين يطلق على هذا تعبير الانسجام ( unity ) .
ولتحقيق الانـسـجـام فـي هـذه الصورة ، عمـد هاميلتون إلى اسـتـخـدام بـعض الأسـاليـب الكلاسيكية ، جعـل المـرأتين قريبتين واحدثهما من الأخرى دون وجود فسحة مرئية بينهما . ولتقـويـة الاحساس بـالـعـلاقـة بينهما ، وضع ذراع واحدة منهما محبطاً بالأخـرى ومرتكزا على كتفهـا كمـا انـه بـتـوقيـعـه النموذجين حقق شكلا كلاسيكياً مثلث ، لاحظ كيف ان المساحة التي تحتلانها تصنع مثلثاً قمتـه عند رأسيهما وجوانبه تنحدر على ذراعيهما وكما أننا سنناقش هذا في درس لاحق أيضاً ، يكون نظام المثلث هذا فعالا عندما ينظم اشخاصاً وأشياء في صوره . وفي النهاية لتقوية الاحساس بالانسجام ، دفع هاميلتون بالموضوعين إلى النظر نحـو الاتجاه ذاته ، نحو شيء معين ما حسبما هو مقصود .
لاحظ كيف أن هاميلتون ركز انتباهنا على موضوعيه فهما كبيـرنـا الحجم تمـلان الاطار من اعلاه إلى أسفله . وهما منارتان بشكـل بـراق ومـحـاطـتـان بـإطار معتم .
لاحظ اخيراً كيف وقعهما . فهما ليستا في الوسط عوضاً عن ذلك ، عمـل هـاميلتـون بقـانـون الاثلاث : أنهما على بعد الثلث تقريباً من الحـافة اليسرى ، مع تـرك فسحـة كبيرة إلى اليمين تحدقان فيها .
ماذا عن التبسيط الآن ؟ ...
هل كان على هاميلتون ان يزيل النافذة من أعلى اليمين ؟ ..
حـاول ذلك ، غطي النـافـذة . ونـظـنـك سـتـوافق معنا على أن النافذة تضيف قوة إلى الصورة وكذلك هـي حـال رزمة القش الصغيرة على حافة هذه النافذة فهي توحي بأن هذا منزل اوروبي ريفي قديم . ولكن ماذا بخصوص الأنابيب المعـدنيـة فـي أعلى اليسار ؟ .. واضح أنها معيقة فهي لا تخبـرنا شيئاً ، كان على هاميلتون أن يزيلها . العبرة حتى الأفضل قد يهمل في بعض الأحيان ؟
د - بـمـاذا تـوحـي لك هـذه الصورة ؟ ..
عزلة .. وحدة وتأمل ؟ .
نظن أن هذه جميعها ممكنة دعنا نرى کیف توصل هامیلتون إلى بلوغ هذه التأثيرات .
اول مـا يلفت انتبـاهنـا هـو المقياس النسبي للموضوع .
فالمراة صغيرة في الإطار مما يوحي بالعزلة أو الوحدة .
والأمر الثاني هو الانتصابـة فالمرأة هنـا لا تفعل شيئا غير تحديقها من النافذة ، الأمر الذي يوحي بالوحدة والتامل .
والأمر الثالث هو الإضاءة انها باردة توحي بعدم الانهماك في شيء ( disinvolvement ) ، كما أن الغرفة المضاءة من النافذة مطوقة بإطار معتم ، مما يوحي بالعزلة .
لما كان هذا الموضوع صغير المقيـاس جـداً ، كيف تيسر لهاميلتون ان يركز الانتباه عليه - أي المراة . وضعها في وسط الصورة تماماً ، وجعل لها إطاراً بمدخل المصر الدائري المعتم .
لاحظ الشيء التالي على كل حال . إذ يبدو من الاطار المدخل انه مائل قليلا بدلا من أن يكون مستقيماً من الأعلى إلى الأسفل .
هـل تـسـتـطيـع الـتـكـهـن بالسبب ؟ ... تماماً ، انه مثال على الانحراف الخطي Linear ) ( distortion وهو يحدث عندما لا تكون واجهة العدسة متوازية تماماً مع صفحة الجـدار . وهذا مثال على سبب الأهمية التي تدعو لأن تنتبه إلى التفاصيل .
تبسيط .. ما هو رأيك بخصوص غصن النخيـل وراء رأس النـمـوذج والأزهـار عـلى البيـانـو ؟ .. هل يضيفان إلى الإحساس بالموقع أو يعيقانه ؟ ... سوف نترك الاختيار لك انت .
هـ ـ راينا كيف استعمل ديفيد هاميلتون الفيلم الملون لانتاج وجهيات حسيـة فـاتـنـة لنسـاء شابات جذابات . إليك التأثير ذاته هنا بالأسود والأبيض كما حققته ماري إلين مارك فوتوغرافياً .
انهـا فتـاة تحلم إلى جانب النافذة وضع كلاسيكي للنـور المتوفر ، حدث هنا أن السيدة مـارك جعلت النور البراق يحدد جـانب الوجـه الجميـل للممثلة كـارين بـلاك . ولبعث الطبـاع الحالمة ، سمحت للنور البراق أن يسيطر على الصورة ، خافية هكذا تقريباً وجـه القطة على النافذة ومقدمة شعر كارين .
فبينما ظروف النور المتوفر عادة تشمل إضاءة خافتة ، يبقى هذا مثالا لحالة يتواجد فيها نور يزيد عما يكفي ، الأمر الذي يعطي وجهية تأملية فاتحة الظلال .
لاحظ ثانية كيف أن الانسجام تحقق هنا بجعل ذراع كارين يبدو محيطأ بالقطة وصغارها ، وبجعل كارين والقطة تتطلعان إلى الإتجاه ذاته المقصود هو ان مفهـوم الانسجام يمتد إلى ما يتجاوز ضرورة التوحيد بين مجموعة من الناس عليك أن تحاول التوحيد بين كل المحتويات المهمة التي تقع ضمن إطار الصورة ، لو كان هـؤلاء بشـرا او حيـوانـات أو أشياء .
و - وفي هذه الصورة الفوتوغرافية لإيرنست هاآس . نشـاهـد اينشتاين في بيئتـه الطبيعة وقد التقط كبروفيسور شارد الذهن ، تدل تعـابيـره على ارتباك وهو محاط بكتبه وأوراقه المبعثرة بشكل واضح ، أما النور الطبيعي القادم من اليمين فيرسخ الاحساس بالواقعية ، هذا هو الرجل مثلما هو في الواقع ، ضمن محيطه اليومي⏹
الدرس المقبل
الالتقاط بالألوان - ١ -
نظرية الفيلم الملون .
كل شئ عن النور المتوفر
ما هو النور المتوفر ؟
يقوم التـصـويـر الفوتوغرافي مع النور المتوفر على ما هو موجود من النور في المشهد فقط ، لا على أشعة الشمس في الخارج .
والمثال على هذا ان النور المتوفر قد يأتي من مصباح منزلي او نار مدفاة أو إشارة نيون ، كمـا قد يشمـل تـنـويـرا لـغـرفـة داخليـة وتحققه أشعة شمسية تتسلل من خلال نافذة , معنى هذا بكلام آخر ان النور المتوفر هو ببساطة ذلك النور الموجود في المشهد أصلا - بـاستثنـاء أشعة الشمس في الخارج - دون إضافات اصطناعية من امثال مصابيح الفيض الضوئي أو مصابيح الفلاش أو الفلاش الاليكتروني .
والنور المتوفر هو نور ضعيف عادة بالمقارنة مع أشعة الشمس في الخارج أو التنوير الاصطناعي في الاستديو ، مما يعني أن الحاجة تستدعي انتباهاً خاصاً لتصحيح التعريض الضوئي .
لماذا تستعمل النور المتوفر ؟ . .
كثيرون هـم المـصـورون الفوتوغرافيون المحترفون الذين يفضلون النور المتـوفـر ، وذلك لثلاثة اسباب :
١ - واقعية وطباع :
التصوير الفوتوغرافي بالنـور المتوفر يعطي إحساساً بالواقع .
وبسبب الإضاءة المحدودة في العديد من لقطات النور المتوفر - عوضاً عن نمـوذجـيـة الصـور الفوتوغرافية التي تنار اصطناعياً في الاستديو - يحصل الناظر على إحساس بانه يشاهـد الموضوع حسيما هو بالفعل .
على أن ما يمكن بعثه هكذا ليس الواقعية ، فقط بل وطابـع خاص . يمكن للمشهد أن يكون معتماً ، يشدد على إبراز الظلال الكتيبة الداكنة ، أو أن يكون براقاً وفاتح الظلال ، قد يكون كئيباً أو بالغ الوضوح ، دراماتيكيا او داكـنـا او يبعث المـرح في النفوس .
ومن خلال تدقيقـك في النـور الذي يحيط بك الآن بـالذات تستطيع البدء بتدريب عينك لتتعرف على المزايـا المختلفة للنور المتوفر ، وتتأهب لالتقاط هذه الطباع على فيلم .
۲ - سهولة وحريـة للمصور الفوتوغرافية :
عندما تستعمل النور المتوفر ، تتخلص من الحاجة إلى حمل ونقل مصابيح او منصات أو أسلاك او رزم بـطـاريـات ثقيلة وكبـيـرة الأحجام ، تستطيع هكذا أن تلتقط بسرعة دونمـا حـاجـة لانتظار و الستروب ، حتى يتأهب للعمل ثانية . وتستطيع التنقل بحريـة محاولا العمل بزوايا مختلفة من مواقع مختلفة . هذا ، وعلى الرغم من إمكانية استعمال ركيزة ثلاثية الأرجل في ظروف النور المتوفر ، تجد العديد من المحترفين وهم يفضلون عدم استخدامها طالما انها تغير الإحساس الطبيعي في الغرفة ، كما انها كثيرا ما تدفع بالموضوع المفتقر إلى الخبرة ليتصلب .
٣ - باستطاعة الموضوع ان يسترخي :
النماذج المحترفة - الموديل ، قد تنعم بالرحة والاسترخاء تحت التوهج الحـار لمصابيح الفيض الضوئي أو وميض الفلاش او , السـتـروب . أمـا المـوضـوع ء العادي ، فكثيراً مـا يـرتـبـك ويتصلب . لذلك يكـون الـعـمـل أسهـل تحت النور المتـوفـر . إذ تزداد احتمالات شعور موضوعك بالاسترخاء ونسيانه الكاميرا ، كما انك تكون في وضع افضل لتحقيق ما تسعى إليه من وجهيات خفية بالفعل .
- تكنولوجيا النور المتوفر :
على الرغم من تشديدنا في هذه الحلقة الدراسية على اعتبار ان المهم في التصوير الفوتوغرافي هو المصور ، وليس الكاميرا نجد ان التصوير الفوتوغرافي بالنور المتوفر هو أحد المجالات التي تحدث فيها المعدات الحديثة فارقاً كبيراً .
فمنذ وقت ليس ببعيد ، كان التصوير الفوتوغرافي بالنـور المتوفر مستحيلا تقريباً في معظم الظروف الداخليـة ، أي في ذلك الوقت عندما جرى اعتبار عدسة ال ف / ٣،٥ وفيلم آزا ٥٠ سريعين ، بينما الآن ، مع شيوع عدسات ال ف / ٢ والأسرع منها ثم التوفير السهل لفيلم ٤٠٠ آزا حتى بالألوان - وبعض الأفلام ممكنـة الدفع إلى ( E ) ۱۰ آلاف و اکثر ! - صار باستطاعتك أن تلتقط داخل غرفة مظلمة تقريباً .
اخـيـرا تـجـد العـدادات الضوئية بالغة الحساسية ، أمثال صمامات الغاليوم الفوتوغرافية الثنائية ( gallium photo diodes ) . قادرة على قراءة وإعطاء مواضع دقيقة جدا في ظلام دامس على وجه التقريب ، ولكن احذر الفشل التـبـادلي ( veciprocity failure الذي ناقشناه في درسنا حول و التعريض الضوئي . فعلى الرغم من أن العداد الضوئي قد يعطي قراءة دقيقة فيما هو أقرب إلى الظلمة ، قد يحتاج الفيلم إلى تعريض ضوئي بالغ الطول حتى يعوض على الفشل التبادلي .
- اسلوب النور المتوفر :
قلنا انه من الأهداف الأساسية للتصوير الفوتوغرافي بالنـور المتوفر ، التقاط الوضع الطبيعي لمشهد ما ـ إحساس بالواقـع .
وهذا كثيراً ما يستدعي التضحية بالسعي المعتاد نحو طبعة رائعة تقنياً في سبيل تحقيق - الصورة كمـا هي تستطيـع تحسين الإضاءة الخفيفـة بـالـفـلاش أو مصباح الفيض الضوئي طبعاً إلا ان هذا سيؤدي إلى خسارة الاحساس الطبيعي من المشهد .
الحقيقـة انـه كثيراً ما تكون الإضاءة اللاكافية بالذات هي التي تبعث الإحساس الواقعي في صورة النور المتوفر .
هذا وعندما تلتقط في نور ضعیف ، كثيراً ما يستحيل عليك تسجيل التفاصيل كلها من ظلال اشد تعتيماً ، إلى مشرقات ، مروراً بتدرجات لونية وسطى والمثال على هذا أنه في حالة عادية من النور المتوفر ، يأتي النـور إلى غرفة ما قادماً من نوافذ في أحد جـوانبها . وهكذا يحدث أن جـوائـب النـاس أو الأشـيـاء المواجهة للنوافذ تكون غارقة في النور أما الجوانب البعيدة عن النوافذ فتغـرق في ظل عميق لا يتميز فيلمك بالمقدرة على انتاج تفاصيل في المشرقات والظلال .
فما الذي تضحی به ؟ .. تفاصيل الخلل عادة ، لن تخسر شيئا هنا طالما أن المشرقـات والتدرجـات اللونية الوسطى تسرد قصتك أما الظلال الخالية من التفاصيـل فتستطيع توفير إحساس قوي بالواقعية .
وعنـد التقاط صورة من هـذا القبيل تكون المشكلة هي خسارة في الاسلوب ، لا في المشـاهـدة والفهم الواضحين ، ذلك أن عينيك تتـأقـلمـان مـع النـور الخفيف وتشاهدان مجالا من التفاصيل هو أوسع كثيراً مما ستعرضه الطبعة النهائية .
لذلك ، تريد من ناحيتك ان - تتخيل مسبقا ، ذلك المظهر الذي ستعرضـه الطبـعـة .
ولمساعدتك على عمل ذلك ، جـرب طريقة يعتمـدهـا العـديـد من المحترفين ، اغمض عينيك إلى حد ما وانت تتطلع إلى الموضوع قبل النقاطه اغمض عينيك إلى الحد الذي ، يكفي » لمحو التفاصيل في الظل . وسـوف يـعـطيـك هـذا التدبير فكرة تقريبية عن المظهر الذي ستأتي عليه الطبعة .
في بعض الأحيان ، قد لا يكون النور كافياً إلا لتسجيل مشرقات مهمة ، فإذا كانت الصورة جديرة بالتسجيل ، النقط ؛ فالحصول على الصورة هو أكثر أهمية من الاهتمام بمـا إذا كـانت منـاطق الرمادي ـ المعتدل ستتسجل على فيلمك ام لا . اعمـل بـاسـاليب المحترفين جميعها ، واعمل بفيلم سريع ، ثم لتتجنب اهتزاز الكاميرا عنـد سـرعـات تـعـريض ضوئي بطيئة ـ دون ركيـزة ثلاثية الأرجـل - استند إلى جدار أو كرسي ، واحبس انفاسك اثنـاء الكبس على الزر . ثم استفـد من النور المنعكس طبيعياً عن أشياء موجودة في المشهد ولكن احصل على الصورة !
- استعن بعدادك الضوئي :
الاسـتـعـمـال الدقيـق لـعـداد تعريضك الضوئي ضروري . وكما الحظنا منذ لحظات ، عندما يكون المشهـد مـمـيـزا بتبـاين ضوئي بالغ - فيه مشرقات براقة وظلال عميقة ـ عليك تفضيل المشرقـات والتـدرجـات اللونيـة الوسطى عندما تقرأ العداد ، تاركا للظلال مجـال الزوال ، انه عكس منهـج التعريض الضوئي المعتاد ، حيث عليك ان تركز اهتمامك على الظلال كما تعلمت . فلتحقيق الواقعية في صورة فوتوغرافية تلتقط بالنور المتوفر ، تريد للظلال أن تتعتم .
اقرا عدادك الضوئي وفسره بحكمة وذكاء . ثم التقط ، وفي نور معتدل الضعف التقط مستعملا
التعريض الضوئي الأساسي الذي يشير إليـه عـدادك للتـدرجـات اللونية الوسطى في الموضوع . أما في نور بالغ الضعف . فالنقط مستعملا التعريض الضوئي الذي يحدده العداد للمشرقات فقط .
وستكون سليم التفكيـر عنـدمـا تطوق تعريضاتك الضوئية ملتقطاً بوقفة أكثر ووقفة اقل .
ولكن ابتديء بالتعريض الضوئي الأساسي الذي يشير إليه عدادك .
عليك أن تثق بعدادك . فلمجرد انـك تلتقط في نور ضعيف ، لا تاخذ قراءة ما ، ثم توسع وقفة أو اثنتين -كمـا يفعـل الكثير من الهـواة لمجرد أن تضمن نتائج جيدة ، ذلك ان عدادات اليوم الحديثة دقيقة للغاية حتى في ظروف ضوئية ضعيفة .
أما إذا كان عداداك من النوع الذي لا يعطي قراءة لنـور ضعيف ، فـإليـك هـنـا طـريـقـة يعتمدها الكثير من المحترفين .
بدلا من قراءة التدرجات اللونية الوسطى أو المشرقات ، خذ قراءة بديلة لأي شيء أبيض في النور الضعيف ، والجانب الأبيض من بطاقة كوداك الرمادية معدومة اللون Kodak Neutral Gray ) ( Card جيد لهذا الغرض . ثم حالما تتوصل إلى تعريض ضوئي تشير إليه هذه القراءة ، افتح وقفتين .
لماذا وقفتان ...
لان عدادك يعـطـي تـعـريـضـاً ضوئياً ينبغي أن يطبع ١٨ في المائة من الانعكاس الرمادي -Ver ) ( lectance gray ، ولكن ما نقرأه هو ٩٠ في المـائـة من الانـعـكـاس الأبيض - أكثر بريقاً بنسبة خمسة أضعاف تقريباً ، وحيث انك تريد للظلال ان تغيب ـ تصبـح زيـادة أربعة أضعاف التعريض الضوئي . وقفتان ، كافية . وإضافة إلى هذا ، طوق بوقفة أكثر ووقفـة أقل .
- التظهير :
عند تظهير لغة فيلم التقطت في النور الضعيف المتوفر ، تزيد فترة التـظهيـر المـعـتـادة .
وكملحق ، نضيف إنـك اثـنـاء التقاطك في النور المتوفر ، أفضل نصيحة نقدمها لك هي ان تستعمل لفة فيلم منفصلة . ذلك انسـك لو مزجت صور النـور المتوفر مع صور ، نور عادي ، براق على لغة واحدة ، سوف تكون فترة التظهير ، اللازمة للقطات النور المتوفر غير صـحـيـحـة للقطات . النور العـادي ، والعكس بالعكس .
بينمـا بـاستعمـال لفـات فيلم منفصلة , تستطيع تظهير كل منها تبعاً لحاجاتها الخاصة .
- كيف يعمد المحترفون إلى استخدام النور المتوفر :
١ - النعـومـة اللينة لبشرة الرضـيـع وأحـلام النهـار بـين الصغار يكشف عنها النور القادم من نافذة مجاورة بلطف وحنان . فـالانـعـكـاسـات مـن الـجـدران وشرشف السرير حولت غرفة هذا الطفل إلى أرض عجائبية وبراقة كانها سابحة في الهواء انها لقطة حققتها هلا حميد مستعينة بالنور المتوفر .
۲ - منذ أمد بعيد حتى الآن والنور المتوفر القادم من نافذة يمثل مصدر تنوير يفضله كل من الرسـامـيـن والمـصـوريـن الفـوتـوغـرافيين على السواء .
عرف فريتز هينل انه ببساطة ، لا يحتـاج لأكثر من العثور على الزاوية التي يريدها ويلتقط . ذلك أن الشرشف الأبيض تحت جسم الرضيع عكس النور نحـو وجهي الفتاتين ، وحافظ على المناطق الظلية ناعمة ومفتوحة .
٣ - ترك المصور الفوتوغرافي جون ريز للنور القادم من النافذة ان يمارس العمـل كله أيضـاً . فـالـوجـه المشـوق لهذا الطفـل يتوهج في النور الخفيف المشتت القادم من النافذة ، والستـائـر متوهجة بدورها ، بينما الباقي كله اسود .
النتيجة : يتركز اهتمامنا على المنطقة الواحدة ذات الأهمية ، وهي الوجه .
٤ ـ التقط ايرنست هاآس وقفة نـمـوذجـيـة للمـلـحـن ايـغـور سـتـارفسكي وهو يدير الأوركسترا . كل شيء أسود هنا باستثناء تلك المناطق القليلة التي تحـدد الرجـل ونشـاطه فنحن نشاهد السمات الرئيسية لوجهه ، بما في ذلك حافة ضوئية تحدد اذنه وراسه بحيث اننا نتعرف هكذا على الرجل ونشاهد كفيـه الـعـاريين اثناء عملهمـا بحيث نتعرف على النشاط .
كذلك نشاهد شق قميصه الرسمي ونستطيع ان نحدد حواف جسمـه .
فإذا كان لرسـام كـاريـكـاتـور أن يرسم ستارفينسكي ، أليست هذه هي الـعـنـاصـر الأسـاسيـة التـي سیختـارهـا ؟ ..
عمـد ایـرنست هـاآس هنا إلى استخدام النـور بالطريقة التي قد يلجـا إليها بيكاسو لاستخدام بضع خطوط بسيطة لتحديد صوره ـ أي انه انـار تلك المناطق الضـروريـة لتحـديـد المـوضـوع ، ولا شيء آخر - انه مثال رائع على اسلوب النور المتوفر .
- النور المتوفر بالألوان مجموعة صور لديفيد هاميلتون :
على الرغم من اننا عادة ما نربط التصوير الفوتوغرافي في النور المـتـوفـر مـع صـور الأسود والأبيض ، حيث المناطق الظلية تفقد التفاصيل كلها وتتحول إلى سواد لا تفريق فيه ، لكن النور المتـوفـر يمكن تطبيقه على التصوير الفوتوغرافي بالألوان كذلك . وعلى سبيـل المثـال . نعرض هنا مجموعة صور للمصور الفوتوغرافي ديفيد هاميلتون الشهير عالمياً بصورة الملونة الرائعة لنساء شابات جميلات .
دعنا نستكشف معاً كيف يعمل هاميلتون على الجمع بين استخدام النور المتوفر وأساليب أخرى سبق لك أن تعلمتها لتحقيق . طباع معينة ، في صوره الفوتوغرافية التي تعطي انطباعاً بالبراءة والعوامل الحسية .
نلفت نظرك عند التدقيق في هذه الصور إلى ان هاميلتون يلتقط صوره كلها بكاميرا ( SLR 35 ملم مستعملا عدسة 50 ملم فقط معنى هذا بكلمات أخرى انه لا يستعيـن بـادوات أو إضـاءة غريبة ، بل وحتى نماذجـه ليست رائعة من حيث جمالهـا فبينما تتفحص هذه الصور إذا . اسال نفسك : كيف طبق هاميلتون تلك الخطوط الإرشادية الأساسية الثلاثة التي تعلمتهـا سابقاً لتحقيق هذه التـاثـيـرات المذهلة " ... كيف أفعل انا الشيء ذاته ؟ ...
ا - تشـاهـد هـنـا مثلا عن استعمال ديفيد هاميلتون للنـور المتوفر حتى يحقق طباعاً ناعمة وموحية ، بالنسبة لعينك ، توحي هذه الصورة بالغموض الحسي للأنوثة .
دعنا نتدارس الوسائل التي استعان بها هاميلتون لتطوير هذا الموضوع .
نتحدث أولا عن اتجاه النور . فهو يتدفق من نافذة لا مرئية على بعد إلى اليمين منصباً بتوهجه الحار ، هكذا على جانب واحد من النموذج ، ولكنه يخفي الجـانب الأخـر في ظل غامض والزاويـة المنحرفة التي يصل منها هذا النور تنتج إحساساً قوياً بالبنية في جسم النموذج وردائتها هذا إلى جانب أنها تؤمن حواف إضاءة خلفية للتشديد على إبراز الشكل الجانبي لوجهها إنها إضاءة تعطي مثالا رائعاً على كيفية تمكن الإضاءة الجانبيـة والإضـاءة الخلفية من انتاج تمازج بنيوي دراماتيكي بين النور والظل .
والعنصـر الـثـانـي هـو لون النور واضح أن الوقت من النهار هو الفجر أو الغسق ـ فـالتوهـج البرتقالي للنـور يغلف النموذج بحرارته المثيرة للأحاسيس اسال نفسك .
أمـا العنصر الثالث فهو انتصابة النموذج ، فهي تتطلع من النافذة بعيداً عن الكاميرا . ما الذي تنظر إليـه ؟ ... هـل هي بانتظار شخص مـا ؟ ... هذا هو جزء من الناحية الحسية التي تتقـوى بـطـريقـة تهـذل الرداء مفتـوحاً عند الرقبة ، وأشرطته مفكوكة .
هل تستطيع التفكير باية طريقة كان باستطاعـة هـاميلتـون أن يعتمدها لتبسيـط هـذه الصورة ؟ ... ذلك انه لا وجود إلا لعنصـرين يمـلان هـذا الإطار . النموذج والنور . وقد أزيل كل شيء آخر .
كيف ستختلف هذه الصورة لو أن الشمس هي شمس منتصف النهار ؟ ... طبعاً لن تكون مثيرة إلى هذا الحد ؟ ...
ب - تشعر بجميع صور ديفيد هامیلتون الفوتوغرافية الأفضل وكانها لوحات زيتية قديمة ، فهذه الصورة على وجه الخصوص تذكرنا بأعمـال رسام هولندي كبير والحـقيـقـة ان إضـاءة الوجه ـ حيث الجانب المواجهة للكاميرا هو أسود بالضرورة مع مجرد مسحة ضوئية - يطلق عليها اسم إضاءة رامبراندت . ولسوف تناقش هذه الإضاءة بالتفصيل في الدروس عن الصور الوجهية .
واضح كذلك ان هذه الصورة الفوتوغرافية تـوضـح كيف أن الثور القادم من اتجاه واحد يبعث بنظام نور - وظلال يثير الشعور بابعاد ثلاثة ، لاحظ هذا على وجه الخصوص في وعاء الفواكه حيث النوعية الكروية لمحتـويـاتـه محددة بشكل واضح ، لاحظ أيضاً كيف أن الإضاءة الجانبية للاطار سجلت بنيته ، ثم تخيل ما الذي كـان سـيحـدث لو أن الصـورة التقطت بدلا من ذلك مقابل خلفية من الورق الأملس أبيض اللون - هـل سـتكـون الصـورة بـذات التأثير ؟ ... لا نظن ذلك ، فبنيـة الجدار تعطي إحساساً بالموقع المناسب : إنها فتـاة متحفظة في منـزل مـتـحـفـظ كـمـا تـوحي الصورة .
لاحظ كيف أن هاميلتون عمل الاثلاث إذ لم يوقع موضوعه في الوسط ، بل هي تحتل ثلثاً عند أحد الجوانب ، وتواجه الجـانب الأخـر الأوسع من هنـاك . وكما تعلمت في وقت سابق ، هذا هو الترتيب المفضل عادة طالما أنـه أكثر ديناميكية من مجرد وضع الموضوع في الوسط .
لاحظ أيضاً كيف أن الموضوع ككل ترتب كمثلث يتدفق هابطاً من أعلى اليسار إلى أسفل اليمين .
وأخـيـراً ، لاحـظ كـيـف أن هاميلتون ركـز الانتباه على موضوعه ـ فتاة وازهار وفواكه - جعل له إطارا بالنور البراق على الجدار .
هل يوجد مجال للتبسيط ؟ .. لا نشاهد شيئاً يمكن إخراجـه من الصورة دون التقليل من أهميتها .
ج ـ امـراتـان تـتـطلـعـان من نافذة ، صورة توحي بالبراءة والصداقة . دعنا نرى كيف عمـل هاميلتـون على التقاط هذه الصورة .
نتحدث عن النور أولا ، فهو بارد ومشتت بالمقارنة مع النور الحار ، في صورة - ١ ، ينم هذا النـور البارد عن براءة باردة تتعارض مع الإثارة الحـارة للأحاسيس ، لاحـظ كـيـف أن المناطق الظليـة كلهـا داكنـة . الـعـلاقـة الفـارقـة للتصـويـر الفوتوغرافي في النور المتوفر .
الأمر الثاني هو الانتصابة ما تحققه هذه الصورة هو احساس بالإنسجام . في دروسك اللاحقة حول الوجهيات سنناقش هذه النـاحيـة بتفصيـل ، ولكن دعنا نعرضها عليك الآن بهذا المثـال الرائع .
عندما تصور شخصين أو أكثر معاً ، تفضل على وجه العموم أن تظهرهم كمجموعة واحدة عوضاً عن أفراد منفصلين يطلق على هذا تعبير الانسجام ( unity ) .
ولتحقيق الانـسـجـام فـي هـذه الصورة ، عمـد هاميلتون إلى اسـتـخـدام بـعض الأسـاليـب الكلاسيكية ، جعـل المـرأتين قريبتين واحدثهما من الأخرى دون وجود فسحة مرئية بينهما . ولتقـويـة الاحساس بـالـعـلاقـة بينهما ، وضع ذراع واحدة منهما محبطاً بالأخـرى ومرتكزا على كتفهـا كمـا انـه بـتـوقيـعـه النموذجين حقق شكلا كلاسيكياً مثلث ، لاحظ كيف ان المساحة التي تحتلانها تصنع مثلثاً قمتـه عند رأسيهما وجوانبه تنحدر على ذراعيهما وكما أننا سنناقش هذا في درس لاحق أيضاً ، يكون نظام المثلث هذا فعالا عندما ينظم اشخاصاً وأشياء في صوره . وفي النهاية لتقوية الاحساس بالانسجام ، دفع هاميلتون بالموضوعين إلى النظر نحـو الاتجاه ذاته ، نحو شيء معين ما حسبما هو مقصود .
لاحظ كيف أن هاميلتون ركز انتباهنا على موضوعيه فهما كبيـرنـا الحجم تمـلان الاطار من اعلاه إلى أسفله . وهما منارتان بشكـل بـراق ومـحـاطـتـان بـإطار معتم .
لاحظ اخيراً كيف وقعهما . فهما ليستا في الوسط عوضاً عن ذلك ، عمـل هـاميلتـون بقـانـون الاثلاث : أنهما على بعد الثلث تقريباً من الحـافة اليسرى ، مع تـرك فسحـة كبيرة إلى اليمين تحدقان فيها .
ماذا عن التبسيط الآن ؟ ...
هل كان على هاميلتون ان يزيل النافذة من أعلى اليمين ؟ ..
حـاول ذلك ، غطي النـافـذة . ونـظـنـك سـتـوافق معنا على أن النافذة تضيف قوة إلى الصورة وكذلك هـي حـال رزمة القش الصغيرة على حافة هذه النافذة فهي توحي بأن هذا منزل اوروبي ريفي قديم . ولكن ماذا بخصوص الأنابيب المعـدنيـة فـي أعلى اليسار ؟ .. واضح أنها معيقة فهي لا تخبـرنا شيئاً ، كان على هاميلتون أن يزيلها . العبرة حتى الأفضل قد يهمل في بعض الأحيان ؟
د - بـمـاذا تـوحـي لك هـذه الصورة ؟ ..
عزلة .. وحدة وتأمل ؟ .
نظن أن هذه جميعها ممكنة دعنا نرى کیف توصل هامیلتون إلى بلوغ هذه التأثيرات .
اول مـا يلفت انتبـاهنـا هـو المقياس النسبي للموضوع .
فالمراة صغيرة في الإطار مما يوحي بالعزلة أو الوحدة .
والأمر الثاني هو الانتصابـة فالمرأة هنـا لا تفعل شيئا غير تحديقها من النافذة ، الأمر الذي يوحي بالوحدة والتامل .
والأمر الثالث هو الإضاءة انها باردة توحي بعدم الانهماك في شيء ( disinvolvement ) ، كما أن الغرفة المضاءة من النافذة مطوقة بإطار معتم ، مما يوحي بالعزلة .
لما كان هذا الموضوع صغير المقيـاس جـداً ، كيف تيسر لهاميلتون ان يركز الانتباه عليه - أي المراة . وضعها في وسط الصورة تماماً ، وجعل لها إطاراً بمدخل المصر الدائري المعتم .
لاحظ الشيء التالي على كل حال . إذ يبدو من الاطار المدخل انه مائل قليلا بدلا من أن يكون مستقيماً من الأعلى إلى الأسفل .
هـل تـسـتـطيـع الـتـكـهـن بالسبب ؟ ... تماماً ، انه مثال على الانحراف الخطي Linear ) ( distortion وهو يحدث عندما لا تكون واجهة العدسة متوازية تماماً مع صفحة الجـدار . وهذا مثال على سبب الأهمية التي تدعو لأن تنتبه إلى التفاصيل .
تبسيط .. ما هو رأيك بخصوص غصن النخيـل وراء رأس النـمـوذج والأزهـار عـلى البيـانـو ؟ .. هل يضيفان إلى الإحساس بالموقع أو يعيقانه ؟ ... سوف نترك الاختيار لك انت .
هـ ـ راينا كيف استعمل ديفيد هاميلتون الفيلم الملون لانتاج وجهيات حسيـة فـاتـنـة لنسـاء شابات جذابات . إليك التأثير ذاته هنا بالأسود والأبيض كما حققته ماري إلين مارك فوتوغرافياً .
انهـا فتـاة تحلم إلى جانب النافذة وضع كلاسيكي للنـور المتوفر ، حدث هنا أن السيدة مـارك جعلت النور البراق يحدد جـانب الوجـه الجميـل للممثلة كـارين بـلاك . ولبعث الطبـاع الحالمة ، سمحت للنور البراق أن يسيطر على الصورة ، خافية هكذا تقريباً وجـه القطة على النافذة ومقدمة شعر كارين .
فبينما ظروف النور المتوفر عادة تشمل إضاءة خافتة ، يبقى هذا مثالا لحالة يتواجد فيها نور يزيد عما يكفي ، الأمر الذي يعطي وجهية تأملية فاتحة الظلال .
لاحظ ثانية كيف أن الانسجام تحقق هنا بجعل ذراع كارين يبدو محيطأ بالقطة وصغارها ، وبجعل كارين والقطة تتطلعان إلى الإتجاه ذاته المقصود هو ان مفهـوم الانسجام يمتد إلى ما يتجاوز ضرورة التوحيد بين مجموعة من الناس عليك أن تحاول التوحيد بين كل المحتويات المهمة التي تقع ضمن إطار الصورة ، لو كان هـؤلاء بشـرا او حيـوانـات أو أشياء .
و - وفي هذه الصورة الفوتوغرافية لإيرنست هاآس . نشـاهـد اينشتاين في بيئتـه الطبيعة وقد التقط كبروفيسور شارد الذهن ، تدل تعـابيـره على ارتباك وهو محاط بكتبه وأوراقه المبعثرة بشكل واضح ، أما النور الطبيعي القادم من اليمين فيرسخ الاحساس بالواقعية ، هذا هو الرجل مثلما هو في الواقع ، ضمن محيطه اليومي⏹
الدرس المقبل
الالتقاط بالألوان - ١ -
نظرية الفيلم الملون .
تعليق