الاجتزاء خطوة مهمة وضرورية لتحسين المحتوى
من المستحسن دائماً أن نضبط إطار الصورة بحيث نجعله خالياً من أي معيقات ، وبحيث يكون المحتوى شاملًا للأمور الضرورية داخل الصورة لكن إذا لم نستطع تحقيق ذلك لأي سبب من الأسباب تصبح عملية الاجتزاء لاحقا ضرورية للوصول الى صورة ناجحة لا بل رائعة .
مهما كان المـوضـوع صالحاً للتصوير ، فهو لن يتحول إلى صورة جيدة إذا لم يتطوق بشكل مناسب ، وكثيرة هي اللقطات التي كان منتظراً منها أن تاتي رائعة ولكنها تفقد تأثيرهـا لأن الموضوع يحتل جزءاً صغيراً جدا من مساحة الاطار أو انه معاق بتفاصيل تحول الانتباه عنه ولكن الاجتـزاء القائم على الذكاء ، والذي يتم داخل الكاميرا أو في الصورة النهائية ، كثيراً ما يعمل على تحسين الصورة إلى حـد ملحوظ ، كما يمكن أن يبدلها كلياً في بعض الأحيان .
يوجد في حقيقة الأمر نوعان مختلفان تماماً للاجتزاء : يستعمل الأول لاستثناء تفاصيل معيقة أو غير ضرورية سعيا وراء تحسين المحتوى ، والثاني جـذري يمكن اعتماده لإعطاء صورة جديدة تماماً أو لتفسير الموضوع بحد ذاته .
نشير هنا إلى أن بعض المصورين الفوتوغرافيين لن يسمحوا لصورهم أن تجتزا على الإطلاق ، على أنهم يبدون عناية استثنائية لتطويق موضوعهم بدقة وإحكام ، مؤكدين على استثناء كل العناصر المعيقـة واللاضرورية سعيا وراء بقاء مركز الاهتمـام حيث يريدونه تمـامـاً . حتى يحقق ذلك ، يـتم الاجتزاء بشكل حاسم ، لا بنـاء على فكرة تطرا لاحقاً ، بل في محدد النظر لخطة التقاط الصورة .
هذا هو المكان حيث على كل الاجتـزاء أن ينجـز من الناحية النـمـوذجـيـة الا ان الصـور بمعظمها تلتقط في ظروف بعيدة عن الظروف النمـوذجـيـة كـل البعد - الصور الإخبارية والصور التي تلتقط خفية عن الموضوع . ففي حالات من هذا القبيل . قد تطرا الأحداث بسرعة كبيرة ، فلا يتوفر الوقت للقيام بأي شيء سوى الكيس على زر إطلاق المغلاق وتسجيل اللحظة اذ مهم أكثر بكثير أن نلتقط هدف الفوز في مباراة ما أو تعابير الطفل الذي يتلقى قرن آيس - كريم عمـلاق بالمقارنة مع أهمية صنع صورة مثالية المحتوى لموضوع من هذا القبيل ، ذلك أننا نستطيع دائماً أن نجتزيء النبذات اللامرغوبة فيما بعـد ، وان نـركـز الإنتباه على الحدث ذاته .
على أننـا حـتـى نـجـتـزيء بشكـل إبداعي علينـا الإنتباه لعناصر التصميم التي يشملهـا صنع صورة جيدة . اذ من الممكن اعتمـاد الاجتزاء للتشديد على عناصر تصميم معينة أو تحسين بروزها ، أو للتقليل من أهمية عناصر أخرى أو إلغائهـا كلياً . حتى قبلما نكبس زر إطلاق المغلاق ، يكون جزء من تصميم الصورة قد تم إختياره أصلا .
ناخذ مثلا على ذلك أن المعدل بين عرض و ارتفاع الاطار يتحـدد بينية الكاميرا . قد يكون هذا هو معدل ۳ : ۲ لكاميرات ٣٥ ملم كاملة الاطار ، أو قد يكون ٥ : ٤ أو ٦ : ٧ او حتى ٣ : ١ في حالة الكاميرات البانورامية .
من السهل غض النظر عن هذا النوع من القيود .
حيث تبدو بعض الصور افضل ببنية بديلة .
بناء على هذا المفهوم ذاته تصبح الصورة مستطيلة الشكل هي الاختيار الأنسب للتصميم كذلك - لا حاجة لأن تكون الصور مستطيلة ـ إذا نظر إلى الأمـر هكذا ، تصبح إمكانية الاجتـزاء الى اشكال عديدة مختلفة مسالة واضحة فالوجهيات البيضاوية البارزة كانت شائعة على سبيل المثال ، ويمكن للعديد من لقطات الرأس والكتفين أن توحي لنا بأنها من عالم قديم بمجرد إجتزائها الى شكل بيضاوي . أما لقطة الحدث الناشط من ناحية ثانية ، فقد تعطي مزيداً من التوتر باستعمال بنية مثلثة .
يمكن للاجتزاء الصحيح مع البنية المعيارية أن يكون قيماً بالمقدار ذاته ، فتوقيع الموضوع داخـل الإطار وعلاقته مع حـافة الإطار قد يكون لهما تأثير كبير على الصورة ومـعـنـاهـا .
فالمصورون الفـوتـوغـرافيـون الأفضل نجدهم متنبهين تماماً لهذا الأمر ، فقد صنع جون هیلیارد على سبيل المثال سلسلة من أربع صور دعاها ، سبب الموت ، من السلبية ذاتها . كل ما في الأمر أنه إجنـزا كل صورة بشكل مختلف لاعطاء هذه الصورة معنى مختلف كل الاختلاف ، ومع ذلك فكل من هذه الصور أساساً هي اللقطة ذاتها لشخص مغطى ومنبطح على الشاطيء . الـعـنـاويـن هـي :
« محطم » و « غارق » و « ساقط » و محروق . والعنوان في كل من هذه الحالات يمثـل المعنى الذي اعطي لاجتزاء مختلف .
فبينمـا يمكن تـوقيـع الاطار ليستثني أو يشمل أجزاء معينة من الصورة سعياً وراء اظهـار معنى معين ، يـمـكـن كـذلك إستعماله بحد ذاتـه كوسيلة تشكيل للمحتوى ، من الصور الشائعة تلك التي تعرض مشهدا مطوقاً بغصن شامل انها إحدى الطرق لاستعمال اطار ضمن اطار وسيلة تعـطي عمقا للصـورة فالعين ترى الاطار كنافذة ينطلق النظر من خلالها ليجد ، نافذة اخرى هذا ونتـامن في الصورة مسافات مختلفة من الناظر ، كما يعطي انطباع عمق عنـدمـا يستعمل هذا الانطبـاع مـع تلميحات عمق أخرى ، أمثال لون وتدرج لوني ، يتم الحصول على تاثير مثير للدهشة ، هـو تاثيـر أبعاد ثلاثة .
على أنه إذا كان للاجتـزاء أن يستعمل كوسيلة إبـداعيـة ، تستدعي الضرورة فهم الطريقة التي يلعب فيها الاطار دوره ببعث وهم الفسحة الفضائية . فعلى الرغم من أن المشهـد المـطوق بالأغصان قد أصبح روتينياً ربما يمكن إستعمال الأسلوب ذاتـه بمقدار أكبر من الدهـاء . اذ من الممكن إستعم أشياء كثيـرة مختلفة لتطويق المـوضـوع الرئيسي - من نـافـذة بـاص إلى طوق مدرب اسود !
من ناحية أخرى ، يمكن بعث مزيد من التـاثيـر في بعض المـواضيـع عن طريق اجتـزاء الصورة بحيث أن الموضوع يملأ الاطار حتى الحـواف ، نجتـزيء بالكاميرا أو بناء على خاطر يطرا فيما بعد وحين نضغط أجزاء الصورة نحو حافة تلك الصورة بهذه الطريقة ، يطرا إنطباع بان هناك مزيدا من الموضوع يقع خارج الاطار مباشرة ، وهذا يشدد على الكمية والقوة فصورة مجموعة من المتظاهرين في شارع كبيـر فـارغ تجعلهم يظهرون وحيدين معزولين ، أما اذا اجتزانا لنملأ الإطار بهؤلاء ، فسيظهرون اقوى بكثير جدا .
حالما تصبح على علم بالتاثير الذي يستطيع الاطار أن يبعثه في الصورة ، نستطيع البدء بالبحث عن هذه التأثيرات من خلال محدد النظر أثناء التقاط الصورة . وهذا سيسهل إجراء الاجتزاء بالكاميرا قبل صنع الصورة .
كما أن لزوايا الاطار تأثيراً خـاصـاً على المحتـوى أيضاً . فعنصر الرسم الذي يمتد من جسم الصورة الى زاوية الاطار يعطي احساساً بالحركة والديناميكية والقوة ، لنتخيل صورة للاعب غولف وعصاه مرفوعة للضرب .
ثم نتخيـل الصـورة بينمـا قمـة العصا مرفوعة حتى الزاوية العليا من الإطار ، نستطيع تقـريبـاً أن نشعر بقوة وطاقة اللقطة ، أما إذا اجتـزانـا صـورة من هذا النوع بحيث أن العصـا تحـتـل وسـط الإطار ، فسوف نـفـقـد هـذا الاحساس بديناميكية العمل كلياً .
هذا ، بينما المحتوى الذي فيه رابط بصري مصنوع من مركـز الاهتمام إلى احدى زوايا الاطار هو وسيلة تشكيل للمحتوى ذات فعالية مميزة . ويمكن استعمال الإجتزاء لنقل واحدة أو اثنتين من الزاوية المثير للاستغراب هنا ان حـواف الاطار لتعـديـل مـوقـع هذا المنهج نادراً ما ينجـح جيداً اذا كان الرابط مصنوعاً داخـل الزاوية تماماً ، ولكنه ينجح أكثر بكثير عندما يحدث للرابـط أن يخطيء الزاوية بمسافة ضئيلة . أو يقف قبيل الزاوية ذاتها .
على أن استعمال الزوايا بهذه الطريقة هو في حقيقة الأمر حالة خاصة من إستعمالات خط القطر المنحرف ( diagonal Line ) . فكل خط في ة لا يكون متوازياً مع حافة الاطار يعطي إحساساً بـالـحـركـة داخـل الصـورة . ونستطيع شمـول أكثر من قطر منحرف واحد بهذه الطريقة لبعث
سلسلة من حركات موحى بها داخل الصورة هكذا هي الأقطار قليلة الانحراف ذات الزاوية الأقل حدة ، كثيراً ما نشاهدها في صور المناظر الطبيعية حيث تضفي نوعية . غنـائيـة ، على الصورة أما الأقطار ، الأكـثـر إنـحـرافـاً والمتقاطعة مع بعضها البعض فتعطي الصـورة إحـسـاسـاً بالفوضى بل وحتى بالعنف مع ذلك نرى أن الـعـلاقـة بـين . الأقطار » المنحرفة والاطار هي في حقيقة الأمر أكثر ديناميكية من العلاقة بين ، الاقطار ، المنحرفة الافرادية بحد ذاتها ، من هنا يصبـح من الممكن إستعـمـال الاجتزاء لتمييل الإطار قليلا الى هذه الناحية أو تلك للاستفادة من هذه الأقطار المنحرفة إلى اقصى حد .
يلي هذا أن الخطوط المتوازية مع الحواف ستكون ذات تاثير معاكس ، معـطيـة إحسـاسـاً بالسكون والصلابة والقوة .
امـا الفسحـة الفـارغـة فهي محتوى آخر في الصورة يستطيع الاجتزاء ضبطه . فبينمـا تدعو الاهمية دائما الى تجنب الفسحة الفارغة المهدورة في صورة ما . ليس معنى هذا أن كل فسحة فارغة هي هدر بالضرورة ، والاستعمال الأكثر وضوحاً للفسحة هو بعث فكرة العزلة ـ شخص وحيد يسير خـلال منـطقـة طبيعية هائلة المقاييس ، أو طفل يبدو ثائها في شارع فارغ - فـالصور من هذا القبيل بحاجة الى فسحاتها حتى تنجح ، وإذا اجتزانا حتى حافـة الموضوع في هذه الحالات ، نفقد الهدف من الصورة ، ويمكن اية تفاصيل قد تؤدي الى ابعاد استعمال الاجتزاء بفعالية لإزالة مفهوم هذه البساطة لولاه .
ثم على الرغم من أنه في النظرة الأولى قد يبدو أن هناك خطأ بسيطاً في صنع إطار صورة معينة ما يدهشنا عدد الصور التي يمكن تحسينهـا بـاجـتـزاء اضيق قليلا . ففي صورة تلتقط خفية لشخصين يتجـادلان على سبيـل المثال ، قد تبدو اللقطة الأصلية لنصف الجسد طبيعية وممتعة تماماً الا أن اللقطة قد تعطي فعالية أكثر بكثير لو تم إجتزاؤها لتشمل الرأس والكتفين فقـط ، بحيث ان التعـابيـر المشحونة للشخصين المـتـجـادليـن تمـلا الإطار ، كثيرة هي الصور الأخرى التي قد تتحسن بهذه الطريقة ، حيث يتم اجتزاء كل التفاصيل المعيقـة التي لا عـلاقـة لهـا بالموضوع ، وقد تخفف تاثيره لو بقيت .
لنتذكر على كل حال أنه تسهل المبـالـغـة بـالاجتـزاء فبينمـا الاجتزاء الكثير قد يبسط الصورة ويقويها ، قد يؤدي كذلك إلى القضاء على بعض المعلومـات ذات الأهمية ويشوه الصورة أو يفقدها قيمتها ، فاذا حدث على سبيل المثال أن كـانت فكـرة الصورة هي عرض زيد من الناس وهـو يـقـضـي الإجـازة على الشاطيء ، سيكون التصـرف سخيفاً عندما نجتزيء حـول زيد فنزيل الماء في الخلفية ، كذلك سوف تميل الصور لتبدو متشابهة تقريباً لو بولغ باجتزائها كلها .
من الناحية النموذجية ، ينبغي أن يكون هنـاك تـوازن جيد بين معلومات الخلفية والمـوضـوع المركزي في لقطة من هذا القبيل .
يمكن للموقع الدقيق للاجتزاء أن يكون حاسماً ، وباستطاعتنا أن نشاهد تاثير الإجتزاء باجـراء التجـارب على وجـهـيـة كـامـلة الطول ، لنحاول تغطية الصورة تدريجيا للتحكم على تأثير علامة الاجتـزاء ـ القـدمـان أولا ـ ثم قصبتي الساقين وهكذا دواليك - فبينما نضيع المعلومات مع كل
مـزيـد من الاجتـزاء ، يـصبـح الموضوع أكبر وأبسط ، هذا . وكثيراً ما يحدث ان الاجتزاء الذي يبقي على الرأس والكتفين فقـط يستطيع انتاج صورة تختلف كل الاختلاف عن صورة الطول الكامل والأصلية واحدة .
بل ويستطيع إعطاء انطباع للموضوع يختلف كل الاختلاف . رغم أن العملين يؤديان نتيجـة جذابة .
هـذا ذاته يمكن تطبيقه على العديد من المواضيع الأخـرى . فالمناظر الطبيعية على سبيل المثال كثيرا ما تستطيع الاستفادة عندما تجتزا بطريقة معينة ، أو أنها هكذا تعطي صورة تختلف عن الأصلية كل الاختلاف على أن هناك شيئاً واحداً لنتذكره عند الاجتزاء وهو أن لا تقلل من قيمة الفسحة الفارغة في صورة ما . قد لا يبدو ان الفسحة الفارغة تسهم في التأثير إيجابياً ، ولكن يمكن للصـورة أن تبدو مفتقـرة إلى التوازن بدونها ، لذا علينا أن نحاول استخدام الفسحة الفارغة والتفاصيل ابداعياً .
كذلك يمكن استخدام الفسحة الفارغة لايضاح عمل ما أو التأكيد عليه في صورة . فـالمـواضيـع المتحـركـة تـحـافـظ على بعث احساس بالحركة لو كـانت لهـا فسحة فارغة تتحرك نحوها هكذا هو حال السيارة المنطلقة بسرعة - أو الـعـداء ـ غـالبـاً مـا تـاتي صورتها باتجاه جـزء فارغ من الاطار ، بالمقارنة مع فعاليتها لو ان خط سيـرهـا مـعـاق بعنصـر بصري آخر في الصورة المصور دون مـاكـالين استـعمـل هـذا الأسلوب بشكل رائع في صورته لمسلح تركي يهرب من فتحة باب في قبرص وقد أعطت الفسحة الفارغة في هذه الصورة مزيداً من القوة طالما أن ظل المسلح يؤكد على انطلاقـه نـحـو الفـسـحـة الفارغة واضح أن هناك مناسبات تدعو الأهميـة فيهـا لأن تتميـز الصورة بمـزيـد من الفسحـة الفارغة . في هذه الحالات ، علينا ان نشكل الصورة بدقة في حينه . لان الإجتزاء بعد الحدث لن يساعد على اعطاء صورة مميزة .
من أكثر الأشياء التي يصعب تحقيقها في صـورة مـا هـو الإحساس بوجود إيقاع أو تناغم .
أنه شيء نستـطيـع أن نـدركـه تدريجياً كلمـا التقطنا مزيداً من الصور . ونستطيع القول عن صورة ما انها مشتملة على الإيقاع عنـدمـا يتحقق فيهـا تـوازن بين الاشكال والفسحات الفارغة ضمن الاطار ، ففي صورة دون ماكـالين التي أتينا على ذكرها سابقاً نجد أن العلاقة بين الشخص حـامـل الرشاش والفسحة الفارغة التي ينطلق نحوها تتكرر بشكل مختلف قليلا في العلاقة بين الظل والفسحة الفارغة التي يتجه هذا الظل نحوها ثم يزداد صدى هذا كله وراء المسلح بطريقة الترابط
بين الشخص الواقف على الباب والفسحـة الفـارغـة بين البـاب والرجل المسلح .
التكرار الشبيه بمـا ذكرناه . ولكن لأشكال وتشكيلات مختلفة في صـورة مـا يبعث بـإيقاع
وكثيراً ما يمكن اعتمـاد الاجتزاء بالغ الدقة لتعديل الفسحـات أو الأشكـال قليلا ، وذلك لتحسين الايقاع في الصورة أو لازالة شيء ما يعيق الانتباه اليـه فـإذا استعمل الايقاع بشكل جيد .. يعطي الصورة حياة ونضارة .
تشكيل المحتوى إذا هو ببساطة في ترتيب عنـاصـر الصـورة - اشكال وخطوط وتدرجات لونيـة والوان - بطريقة منظمة ممتعة ففي معظم الحالات ، نجـد ان الصورة جيدة الترتيب ليست ممتعة أكثر عند التطلع اليها فقط ، بل وسهلة الفهم كذلك يمكننا القول الى حـد مـا أن اجتـزاء الصورة بعـد صنـع التعريض الضوئي هو إعتراف بعدم التقاط هذه الصورة بشكل جيد منذ البـدايـة ، الا ان هذا يجب الا يدفعنا الى رفض التحسين في القوة والأناقة اللذين يستطيع الاجتزاء الابداعي ادخالهما الى صور كادت تذهب هباء .
من أصل ملايين التعريضات الضوئية التي تصنع كل عـام هناك صور قليلة فقط هي التي تصبح رائعة ، وعلى الرغم من أن هذه قد تنشأ هكذا لأن شخصاً ما كان في المكان المناسب في اللحظة المناسبة ، فهي تصبح صوراً رائعة لأن كل عنصر في الصورة له أهمية وهي لا تشتمل على شيء ليس ضـروريـا ــ كـان الاجتزاء فعالا وما زال ، لو تم في محدد النظر أو فيما بعد وقد يكون العنصر الحاسم في إحدى الصور⏹
⏺عملية الاجتزاء :
أدوات الإجتزاء الأساسية واضحة ، فسيساعدك أن تستعمل قطعتين من الكرتون الصلب على شكل حرف ( L ) ، يستحسن أن يكون لونهما أسود ، فهاتان القطعتان معاً تبعثان باطار مغلق تستطيع تشكيل الصورة التي تريدها في داخله ، مستثنياً شيئاً معيقاً ما أو فسحة فارغة لا تسهم بأي شيء .
هذا ، وعلى الرغم من البساطة ، النسبية في ازالة جزء من طبعة سوداء وبيضاء بقص منطقة الإجتزاء مباشرة أو اجتزائها في المكبر عند صنع طبعة أخرى ، يبقى أن اجتزاء الشفافية أصعب . تستطيع استعمال شريط تقنيع تضعه فوق منطقة الإجتزاء ، أو تستطيع شراء إطار تقنيع له شكل مثير .
أما البديل فهو أنك تستطيع صنع شفافية تنسخ طبق الأصل فيما عدا أنها تشمل المنطقة التي يحتاجها الأمر فقط . حتى أمد ليس ببعيد . كانت هذه الطريقة تترك لمختبر الوان اختصاصي .
أما الآن ، فمن الممكن تركيب وصلات إلى الكاميرا لنسخ شفافيات طبق الأصل اعتماداً على مبدأ الزوم . توضع السلايد الأصلية في جهاز النسخ وتركز الكاميرا عليها . ثم يتم تعديل عدسة الزوم الموجودة على جهاز النسخ بحيث أن عملية الزوم تخرج المقطع اللامرغوب في الأصلية محدد النظر ، فينتهي الأمر الى نسخة جديدة لا تحتوي الا على مساحة مكبرة للمنطقة التي يحتاجها الأمر من الصورة⏹
من المستحسن دائماً أن نضبط إطار الصورة بحيث نجعله خالياً من أي معيقات ، وبحيث يكون المحتوى شاملًا للأمور الضرورية داخل الصورة لكن إذا لم نستطع تحقيق ذلك لأي سبب من الأسباب تصبح عملية الاجتزاء لاحقا ضرورية للوصول الى صورة ناجحة لا بل رائعة .
مهما كان المـوضـوع صالحاً للتصوير ، فهو لن يتحول إلى صورة جيدة إذا لم يتطوق بشكل مناسب ، وكثيرة هي اللقطات التي كان منتظراً منها أن تاتي رائعة ولكنها تفقد تأثيرهـا لأن الموضوع يحتل جزءاً صغيراً جدا من مساحة الاطار أو انه معاق بتفاصيل تحول الانتباه عنه ولكن الاجتـزاء القائم على الذكاء ، والذي يتم داخل الكاميرا أو في الصورة النهائية ، كثيراً ما يعمل على تحسين الصورة إلى حـد ملحوظ ، كما يمكن أن يبدلها كلياً في بعض الأحيان .
يوجد في حقيقة الأمر نوعان مختلفان تماماً للاجتزاء : يستعمل الأول لاستثناء تفاصيل معيقة أو غير ضرورية سعيا وراء تحسين المحتوى ، والثاني جـذري يمكن اعتماده لإعطاء صورة جديدة تماماً أو لتفسير الموضوع بحد ذاته .
نشير هنا إلى أن بعض المصورين الفوتوغرافيين لن يسمحوا لصورهم أن تجتزا على الإطلاق ، على أنهم يبدون عناية استثنائية لتطويق موضوعهم بدقة وإحكام ، مؤكدين على استثناء كل العناصر المعيقـة واللاضرورية سعيا وراء بقاء مركز الاهتمـام حيث يريدونه تمـامـاً . حتى يحقق ذلك ، يـتم الاجتزاء بشكل حاسم ، لا بنـاء على فكرة تطرا لاحقاً ، بل في محدد النظر لخطة التقاط الصورة .
هذا هو المكان حيث على كل الاجتـزاء أن ينجـز من الناحية النـمـوذجـيـة الا ان الصـور بمعظمها تلتقط في ظروف بعيدة عن الظروف النمـوذجـيـة كـل البعد - الصور الإخبارية والصور التي تلتقط خفية عن الموضوع . ففي حالات من هذا القبيل . قد تطرا الأحداث بسرعة كبيرة ، فلا يتوفر الوقت للقيام بأي شيء سوى الكيس على زر إطلاق المغلاق وتسجيل اللحظة اذ مهم أكثر بكثير أن نلتقط هدف الفوز في مباراة ما أو تعابير الطفل الذي يتلقى قرن آيس - كريم عمـلاق بالمقارنة مع أهمية صنع صورة مثالية المحتوى لموضوع من هذا القبيل ، ذلك أننا نستطيع دائماً أن نجتزيء النبذات اللامرغوبة فيما بعـد ، وان نـركـز الإنتباه على الحدث ذاته .
على أننـا حـتـى نـجـتـزيء بشكـل إبداعي علينـا الإنتباه لعناصر التصميم التي يشملهـا صنع صورة جيدة . اذ من الممكن اعتمـاد الاجتزاء للتشديد على عناصر تصميم معينة أو تحسين بروزها ، أو للتقليل من أهمية عناصر أخرى أو إلغائهـا كلياً . حتى قبلما نكبس زر إطلاق المغلاق ، يكون جزء من تصميم الصورة قد تم إختياره أصلا .
ناخذ مثلا على ذلك أن المعدل بين عرض و ارتفاع الاطار يتحـدد بينية الكاميرا . قد يكون هذا هو معدل ۳ : ۲ لكاميرات ٣٥ ملم كاملة الاطار ، أو قد يكون ٥ : ٤ أو ٦ : ٧ او حتى ٣ : ١ في حالة الكاميرات البانورامية .
من السهل غض النظر عن هذا النوع من القيود .
حيث تبدو بعض الصور افضل ببنية بديلة .
بناء على هذا المفهوم ذاته تصبح الصورة مستطيلة الشكل هي الاختيار الأنسب للتصميم كذلك - لا حاجة لأن تكون الصور مستطيلة ـ إذا نظر إلى الأمـر هكذا ، تصبح إمكانية الاجتـزاء الى اشكال عديدة مختلفة مسالة واضحة فالوجهيات البيضاوية البارزة كانت شائعة على سبيل المثال ، ويمكن للعديد من لقطات الرأس والكتفين أن توحي لنا بأنها من عالم قديم بمجرد إجتزائها الى شكل بيضاوي . أما لقطة الحدث الناشط من ناحية ثانية ، فقد تعطي مزيداً من التوتر باستعمال بنية مثلثة .
يمكن للاجتزاء الصحيح مع البنية المعيارية أن يكون قيماً بالمقدار ذاته ، فتوقيع الموضوع داخـل الإطار وعلاقته مع حـافة الإطار قد يكون لهما تأثير كبير على الصورة ومـعـنـاهـا .
فالمصورون الفـوتـوغـرافيـون الأفضل نجدهم متنبهين تماماً لهذا الأمر ، فقد صنع جون هیلیارد على سبيل المثال سلسلة من أربع صور دعاها ، سبب الموت ، من السلبية ذاتها . كل ما في الأمر أنه إجنـزا كل صورة بشكل مختلف لاعطاء هذه الصورة معنى مختلف كل الاختلاف ، ومع ذلك فكل من هذه الصور أساساً هي اللقطة ذاتها لشخص مغطى ومنبطح على الشاطيء . الـعـنـاويـن هـي :
« محطم » و « غارق » و « ساقط » و محروق . والعنوان في كل من هذه الحالات يمثـل المعنى الذي اعطي لاجتزاء مختلف .
فبينمـا يمكن تـوقيـع الاطار ليستثني أو يشمل أجزاء معينة من الصورة سعياً وراء اظهـار معنى معين ، يـمـكـن كـذلك إستعماله بحد ذاتـه كوسيلة تشكيل للمحتوى ، من الصور الشائعة تلك التي تعرض مشهدا مطوقاً بغصن شامل انها إحدى الطرق لاستعمال اطار ضمن اطار وسيلة تعـطي عمقا للصـورة فالعين ترى الاطار كنافذة ينطلق النظر من خلالها ليجد ، نافذة اخرى هذا ونتـامن في الصورة مسافات مختلفة من الناظر ، كما يعطي انطباع عمق عنـدمـا يستعمل هذا الانطبـاع مـع تلميحات عمق أخرى ، أمثال لون وتدرج لوني ، يتم الحصول على تاثير مثير للدهشة ، هـو تاثيـر أبعاد ثلاثة .
على أنه إذا كان للاجتـزاء أن يستعمل كوسيلة إبـداعيـة ، تستدعي الضرورة فهم الطريقة التي يلعب فيها الاطار دوره ببعث وهم الفسحة الفضائية . فعلى الرغم من أن المشهـد المـطوق بالأغصان قد أصبح روتينياً ربما يمكن إستعمال الأسلوب ذاتـه بمقدار أكبر من الدهـاء . اذ من الممكن إستعم أشياء كثيـرة مختلفة لتطويق المـوضـوع الرئيسي - من نـافـذة بـاص إلى طوق مدرب اسود !
من ناحية أخرى ، يمكن بعث مزيد من التـاثيـر في بعض المـواضيـع عن طريق اجتـزاء الصورة بحيث أن الموضوع يملأ الاطار حتى الحـواف ، نجتـزيء بالكاميرا أو بناء على خاطر يطرا فيما بعد وحين نضغط أجزاء الصورة نحو حافة تلك الصورة بهذه الطريقة ، يطرا إنطباع بان هناك مزيدا من الموضوع يقع خارج الاطار مباشرة ، وهذا يشدد على الكمية والقوة فصورة مجموعة من المتظاهرين في شارع كبيـر فـارغ تجعلهم يظهرون وحيدين معزولين ، أما اذا اجتزانا لنملأ الإطار بهؤلاء ، فسيظهرون اقوى بكثير جدا .
حالما تصبح على علم بالتاثير الذي يستطيع الاطار أن يبعثه في الصورة ، نستطيع البدء بالبحث عن هذه التأثيرات من خلال محدد النظر أثناء التقاط الصورة . وهذا سيسهل إجراء الاجتزاء بالكاميرا قبل صنع الصورة .
كما أن لزوايا الاطار تأثيراً خـاصـاً على المحتـوى أيضاً . فعنصر الرسم الذي يمتد من جسم الصورة الى زاوية الاطار يعطي احساساً بالحركة والديناميكية والقوة ، لنتخيل صورة للاعب غولف وعصاه مرفوعة للضرب .
ثم نتخيـل الصـورة بينمـا قمـة العصا مرفوعة حتى الزاوية العليا من الإطار ، نستطيع تقـريبـاً أن نشعر بقوة وطاقة اللقطة ، أما إذا اجتـزانـا صـورة من هذا النوع بحيث أن العصـا تحـتـل وسـط الإطار ، فسوف نـفـقـد هـذا الاحساس بديناميكية العمل كلياً .
هذا ، بينما المحتوى الذي فيه رابط بصري مصنوع من مركـز الاهتمام إلى احدى زوايا الاطار هو وسيلة تشكيل للمحتوى ذات فعالية مميزة . ويمكن استعمال الإجتزاء لنقل واحدة أو اثنتين من الزاوية المثير للاستغراب هنا ان حـواف الاطار لتعـديـل مـوقـع هذا المنهج نادراً ما ينجـح جيداً اذا كان الرابط مصنوعاً داخـل الزاوية تماماً ، ولكنه ينجح أكثر بكثير عندما يحدث للرابـط أن يخطيء الزاوية بمسافة ضئيلة . أو يقف قبيل الزاوية ذاتها .
على أن استعمال الزوايا بهذه الطريقة هو في حقيقة الأمر حالة خاصة من إستعمالات خط القطر المنحرف ( diagonal Line ) . فكل خط في ة لا يكون متوازياً مع حافة الاطار يعطي إحساساً بـالـحـركـة داخـل الصـورة . ونستطيع شمـول أكثر من قطر منحرف واحد بهذه الطريقة لبعث
سلسلة من حركات موحى بها داخل الصورة هكذا هي الأقطار قليلة الانحراف ذات الزاوية الأقل حدة ، كثيراً ما نشاهدها في صور المناظر الطبيعية حيث تضفي نوعية . غنـائيـة ، على الصورة أما الأقطار ، الأكـثـر إنـحـرافـاً والمتقاطعة مع بعضها البعض فتعطي الصـورة إحـسـاسـاً بالفوضى بل وحتى بالعنف مع ذلك نرى أن الـعـلاقـة بـين . الأقطار » المنحرفة والاطار هي في حقيقة الأمر أكثر ديناميكية من العلاقة بين ، الاقطار ، المنحرفة الافرادية بحد ذاتها ، من هنا يصبـح من الممكن إستعـمـال الاجتزاء لتمييل الإطار قليلا الى هذه الناحية أو تلك للاستفادة من هذه الأقطار المنحرفة إلى اقصى حد .
يلي هذا أن الخطوط المتوازية مع الحواف ستكون ذات تاثير معاكس ، معـطيـة إحسـاسـاً بالسكون والصلابة والقوة .
امـا الفسحـة الفـارغـة فهي محتوى آخر في الصورة يستطيع الاجتزاء ضبطه . فبينمـا تدعو الاهمية دائما الى تجنب الفسحة الفارغة المهدورة في صورة ما . ليس معنى هذا أن كل فسحة فارغة هي هدر بالضرورة ، والاستعمال الأكثر وضوحاً للفسحة هو بعث فكرة العزلة ـ شخص وحيد يسير خـلال منـطقـة طبيعية هائلة المقاييس ، أو طفل يبدو ثائها في شارع فارغ - فـالصور من هذا القبيل بحاجة الى فسحاتها حتى تنجح ، وإذا اجتزانا حتى حافـة الموضوع في هذه الحالات ، نفقد الهدف من الصورة ، ويمكن اية تفاصيل قد تؤدي الى ابعاد استعمال الاجتزاء بفعالية لإزالة مفهوم هذه البساطة لولاه .
ثم على الرغم من أنه في النظرة الأولى قد يبدو أن هناك خطأ بسيطاً في صنع إطار صورة معينة ما يدهشنا عدد الصور التي يمكن تحسينهـا بـاجـتـزاء اضيق قليلا . ففي صورة تلتقط خفية لشخصين يتجـادلان على سبيـل المثال ، قد تبدو اللقطة الأصلية لنصف الجسد طبيعية وممتعة تماماً الا أن اللقطة قد تعطي فعالية أكثر بكثير لو تم إجتزاؤها لتشمل الرأس والكتفين فقـط ، بحيث ان التعـابيـر المشحونة للشخصين المـتـجـادليـن تمـلا الإطار ، كثيرة هي الصور الأخرى التي قد تتحسن بهذه الطريقة ، حيث يتم اجتزاء كل التفاصيل المعيقـة التي لا عـلاقـة لهـا بالموضوع ، وقد تخفف تاثيره لو بقيت .
لنتذكر على كل حال أنه تسهل المبـالـغـة بـالاجتـزاء فبينمـا الاجتزاء الكثير قد يبسط الصورة ويقويها ، قد يؤدي كذلك إلى القضاء على بعض المعلومـات ذات الأهمية ويشوه الصورة أو يفقدها قيمتها ، فاذا حدث على سبيل المثال أن كـانت فكـرة الصورة هي عرض زيد من الناس وهـو يـقـضـي الإجـازة على الشاطيء ، سيكون التصـرف سخيفاً عندما نجتزيء حـول زيد فنزيل الماء في الخلفية ، كذلك سوف تميل الصور لتبدو متشابهة تقريباً لو بولغ باجتزائها كلها .
من الناحية النموذجية ، ينبغي أن يكون هنـاك تـوازن جيد بين معلومات الخلفية والمـوضـوع المركزي في لقطة من هذا القبيل .
يمكن للموقع الدقيق للاجتزاء أن يكون حاسماً ، وباستطاعتنا أن نشاهد تاثير الإجتزاء باجـراء التجـارب على وجـهـيـة كـامـلة الطول ، لنحاول تغطية الصورة تدريجيا للتحكم على تأثير علامة الاجتـزاء ـ القـدمـان أولا ـ ثم قصبتي الساقين وهكذا دواليك - فبينما نضيع المعلومات مع كل
مـزيـد من الاجتـزاء ، يـصبـح الموضوع أكبر وأبسط ، هذا . وكثيراً ما يحدث ان الاجتزاء الذي يبقي على الرأس والكتفين فقـط يستطيع انتاج صورة تختلف كل الاختلاف عن صورة الطول الكامل والأصلية واحدة .
بل ويستطيع إعطاء انطباع للموضوع يختلف كل الاختلاف . رغم أن العملين يؤديان نتيجـة جذابة .
هـذا ذاته يمكن تطبيقه على العديد من المواضيع الأخـرى . فالمناظر الطبيعية على سبيل المثال كثيرا ما تستطيع الاستفادة عندما تجتزا بطريقة معينة ، أو أنها هكذا تعطي صورة تختلف عن الأصلية كل الاختلاف على أن هناك شيئاً واحداً لنتذكره عند الاجتزاء وهو أن لا تقلل من قيمة الفسحة الفارغة في صورة ما . قد لا يبدو ان الفسحة الفارغة تسهم في التأثير إيجابياً ، ولكن يمكن للصـورة أن تبدو مفتقـرة إلى التوازن بدونها ، لذا علينا أن نحاول استخدام الفسحة الفارغة والتفاصيل ابداعياً .
كذلك يمكن استخدام الفسحة الفارغة لايضاح عمل ما أو التأكيد عليه في صورة . فـالمـواضيـع المتحـركـة تـحـافـظ على بعث احساس بالحركة لو كـانت لهـا فسحة فارغة تتحرك نحوها هكذا هو حال السيارة المنطلقة بسرعة - أو الـعـداء ـ غـالبـاً مـا تـاتي صورتها باتجاه جـزء فارغ من الاطار ، بالمقارنة مع فعاليتها لو ان خط سيـرهـا مـعـاق بعنصـر بصري آخر في الصورة المصور دون مـاكـالين استـعمـل هـذا الأسلوب بشكل رائع في صورته لمسلح تركي يهرب من فتحة باب في قبرص وقد أعطت الفسحة الفارغة في هذه الصورة مزيداً من القوة طالما أن ظل المسلح يؤكد على انطلاقـه نـحـو الفـسـحـة الفارغة واضح أن هناك مناسبات تدعو الأهميـة فيهـا لأن تتميـز الصورة بمـزيـد من الفسحـة الفارغة . في هذه الحالات ، علينا ان نشكل الصورة بدقة في حينه . لان الإجتزاء بعد الحدث لن يساعد على اعطاء صورة مميزة .
من أكثر الأشياء التي يصعب تحقيقها في صـورة مـا هـو الإحساس بوجود إيقاع أو تناغم .
أنه شيء نستـطيـع أن نـدركـه تدريجياً كلمـا التقطنا مزيداً من الصور . ونستطيع القول عن صورة ما انها مشتملة على الإيقاع عنـدمـا يتحقق فيهـا تـوازن بين الاشكال والفسحات الفارغة ضمن الاطار ، ففي صورة دون ماكـالين التي أتينا على ذكرها سابقاً نجد أن العلاقة بين الشخص حـامـل الرشاش والفسحة الفارغة التي ينطلق نحوها تتكرر بشكل مختلف قليلا في العلاقة بين الظل والفسحة الفارغة التي يتجه هذا الظل نحوها ثم يزداد صدى هذا كله وراء المسلح بطريقة الترابط
بين الشخص الواقف على الباب والفسحـة الفـارغـة بين البـاب والرجل المسلح .
التكرار الشبيه بمـا ذكرناه . ولكن لأشكال وتشكيلات مختلفة في صـورة مـا يبعث بـإيقاع
وكثيراً ما يمكن اعتمـاد الاجتزاء بالغ الدقة لتعديل الفسحـات أو الأشكـال قليلا ، وذلك لتحسين الايقاع في الصورة أو لازالة شيء ما يعيق الانتباه اليـه فـإذا استعمل الايقاع بشكل جيد .. يعطي الصورة حياة ونضارة .
تشكيل المحتوى إذا هو ببساطة في ترتيب عنـاصـر الصـورة - اشكال وخطوط وتدرجات لونيـة والوان - بطريقة منظمة ممتعة ففي معظم الحالات ، نجـد ان الصورة جيدة الترتيب ليست ممتعة أكثر عند التطلع اليها فقط ، بل وسهلة الفهم كذلك يمكننا القول الى حـد مـا أن اجتـزاء الصورة بعـد صنـع التعريض الضوئي هو إعتراف بعدم التقاط هذه الصورة بشكل جيد منذ البـدايـة ، الا ان هذا يجب الا يدفعنا الى رفض التحسين في القوة والأناقة اللذين يستطيع الاجتزاء الابداعي ادخالهما الى صور كادت تذهب هباء .
من أصل ملايين التعريضات الضوئية التي تصنع كل عـام هناك صور قليلة فقط هي التي تصبح رائعة ، وعلى الرغم من أن هذه قد تنشأ هكذا لأن شخصاً ما كان في المكان المناسب في اللحظة المناسبة ، فهي تصبح صوراً رائعة لأن كل عنصر في الصورة له أهمية وهي لا تشتمل على شيء ليس ضـروريـا ــ كـان الاجتزاء فعالا وما زال ، لو تم في محدد النظر أو فيما بعد وقد يكون العنصر الحاسم في إحدى الصور⏹
⏺عملية الاجتزاء :
أدوات الإجتزاء الأساسية واضحة ، فسيساعدك أن تستعمل قطعتين من الكرتون الصلب على شكل حرف ( L ) ، يستحسن أن يكون لونهما أسود ، فهاتان القطعتان معاً تبعثان باطار مغلق تستطيع تشكيل الصورة التي تريدها في داخله ، مستثنياً شيئاً معيقاً ما أو فسحة فارغة لا تسهم بأي شيء .
هذا ، وعلى الرغم من البساطة ، النسبية في ازالة جزء من طبعة سوداء وبيضاء بقص منطقة الإجتزاء مباشرة أو اجتزائها في المكبر عند صنع طبعة أخرى ، يبقى أن اجتزاء الشفافية أصعب . تستطيع استعمال شريط تقنيع تضعه فوق منطقة الإجتزاء ، أو تستطيع شراء إطار تقنيع له شكل مثير .
أما البديل فهو أنك تستطيع صنع شفافية تنسخ طبق الأصل فيما عدا أنها تشمل المنطقة التي يحتاجها الأمر فقط . حتى أمد ليس ببعيد . كانت هذه الطريقة تترك لمختبر الوان اختصاصي .
أما الآن ، فمن الممكن تركيب وصلات إلى الكاميرا لنسخ شفافيات طبق الأصل اعتماداً على مبدأ الزوم . توضع السلايد الأصلية في جهاز النسخ وتركز الكاميرا عليها . ثم يتم تعديل عدسة الزوم الموجودة على جهاز النسخ بحيث أن عملية الزوم تخرج المقطع اللامرغوب في الأصلية محدد النظر ، فينتهي الأمر الى نسخة جديدة لا تحتوي الا على مساحة مكبرة للمنطقة التي يحتاجها الأمر من الصورة⏹
تعليق