تويت
غريب
Uncanny - Etrange
الغريب
الغريب uncanny-étrange مصطلح نقدي يتعلق بالسرد الحكائي.
يُقال عن النص إنه يقع في حقل الغريب عندما «تتلقى الأحداث ـ التي تبدو على طول [النص] فوق طبيعية ـ تفسيراً عقلانياً في النهاية»، فالغريب نص تخضع أحداثه في النهاية إلى قوانين المألوف نفسه، مهما بدت متأبية على هذا الخضوع في أثناء سير القص.
ويمكن أن يُمثل الغريب بالروايات البوليسية، مثل أعمال أجاثا كريستي، حيث يظهر عادة حدث ما يبدو خارقاً للمألوف أو متأبياً على التفسير ـ للوهلة الأولى ـ ولكن شيئاً فشيئاً تتجه القصة في النهاية نحو تفسير هذا اللغز تفسيراً طبيعياً، فتبقى قوانين الواقع محفوظة ومصونة، ومثل ذلك أن يفاجئك النص بعوالم غريبة خارقة للمألوف، وفي آخر النص تأتي جملة كهذه: (في تلك اللحظة استيقظ من حلمه) فتعيد إلى الواقع رسوخه من خلال تأكيد أن ما بدا خارقاً للمألوف لم يكن سوى حلم، فيطمئن المتلقي إلى صحة قوانينه التي ألِفها.
وفي الغريب تظهر السيادة مطلقة لقوانين الواقع والمألوف، ولذلك فإن شخصياته دائماً من هذا الواقع. والإثارة التي قد يولدها مرتبطة وحسب بأحاسيس الشخصيات تجاه الأحداث، وليس بواقعة مادية تتحدى العقل، فالإحساس بالخوف، مثلاً، مرتبط بردود أفعال الشخصيات تجاه الأحداث وليس بأحداث محددة خرقت ـ حقًّا ـ نظام المعقول. وعلى هذا يعد الغريب دفاعاً عن المنظومة المعرفية السائدة، لأنه يرفض أي فعل خارج هذه المنظومة، فالقاعدة هي التي تحدد الفعل داخل الغريب وليس العكس.
ولعل وصف الغريب بأنه يُجذّر علاقة المتلقي بواقعه ويرسخ قوة الإنسان قائم على تأكيد الغريب الدائم على صحة قواعد العالم المألوف، وسعيه نحو إثبات قدرتها على تفسير معظم الظواهر ـ إن لم يكن كلها ـ مما يمنح المتلقي شعوراً بالطمأنينة تجاه واقعه ومعتقداته التي يثبت له (الغريب) صحتها دائماً.
لؤي خليل
Uncanny - Etrange
الغريب
الغريب uncanny-étrange مصطلح نقدي يتعلق بالسرد الحكائي.
يُقال عن النص إنه يقع في حقل الغريب عندما «تتلقى الأحداث ـ التي تبدو على طول [النص] فوق طبيعية ـ تفسيراً عقلانياً في النهاية»، فالغريب نص تخضع أحداثه في النهاية إلى قوانين المألوف نفسه، مهما بدت متأبية على هذا الخضوع في أثناء سير القص.
ويمكن أن يُمثل الغريب بالروايات البوليسية، مثل أعمال أجاثا كريستي، حيث يظهر عادة حدث ما يبدو خارقاً للمألوف أو متأبياً على التفسير ـ للوهلة الأولى ـ ولكن شيئاً فشيئاً تتجه القصة في النهاية نحو تفسير هذا اللغز تفسيراً طبيعياً، فتبقى قوانين الواقع محفوظة ومصونة، ومثل ذلك أن يفاجئك النص بعوالم غريبة خارقة للمألوف، وفي آخر النص تأتي جملة كهذه: (في تلك اللحظة استيقظ من حلمه) فتعيد إلى الواقع رسوخه من خلال تأكيد أن ما بدا خارقاً للمألوف لم يكن سوى حلم، فيطمئن المتلقي إلى صحة قوانينه التي ألِفها.
وفي الغريب تظهر السيادة مطلقة لقوانين الواقع والمألوف، ولذلك فإن شخصياته دائماً من هذا الواقع. والإثارة التي قد يولدها مرتبطة وحسب بأحاسيس الشخصيات تجاه الأحداث، وليس بواقعة مادية تتحدى العقل، فالإحساس بالخوف، مثلاً، مرتبط بردود أفعال الشخصيات تجاه الأحداث وليس بأحداث محددة خرقت ـ حقًّا ـ نظام المعقول. وعلى هذا يعد الغريب دفاعاً عن المنظومة المعرفية السائدة، لأنه يرفض أي فعل خارج هذه المنظومة، فالقاعدة هي التي تحدد الفعل داخل الغريب وليس العكس.
ولعل وصف الغريب بأنه يُجذّر علاقة المتلقي بواقعه ويرسخ قوة الإنسان قائم على تأكيد الغريب الدائم على صحة قواعد العالم المألوف، وسعيه نحو إثبات قدرتها على تفسير معظم الظواهر ـ إن لم يكن كلها ـ مما يمنح المتلقي شعوراً بالطمأنينة تجاه واقعه ومعتقداته التي يثبت له (الغريب) صحتها دائماً.
لؤي خليل