معرض الزهور بتونس.. زينة وتخفيف للضغوط النفسية
تجار الزهور مثل الكثير من عمال باقي القطاعات يكافحون للإبقاء على تجارتهم صامدة في ذروة الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد.
الاثنين 2023/05/29
انشرWhatsAppTwitterFacebook
سعيا للمزيد من الاخضرار
معرض الزهور أقيم في تونس في نهاية فصل الربيع ويستقطب في العادة صناع الورود من كامل أنحاء البلاد، كما يستقطب في نفس الوقت حرفيين في قطاع الصناعات التقليدية.
تونس - حوّل عارضو مشاتل الزهور مدخل “البلفيدير”، أكبر حديقة عمومية للحيوانات في تونس، إلى بساط كبير من الزهور والورود التي فاح عطرها في الأرجاء، ضمن فعاليات الدورة الـ26 لمعرض الزهور.
وحديقة البلفيدير، افتتحت في 1963، حيث تتربع على مساحة 12 هكتارا وتعتبر فضاء أخضر والمتنفس الأكبر لسكان العاصمة، تؤوي أنواعا عديدة من الحيوانات الأليفة والبرية، من مختلف مناطق العالم وتستقبل أكثر من 800 ألف زائر سنويا.
ومنذ نحو 28 عاما، تنظم جمعية أحباء البلفيدير (مستقلة/ تأسست عام 1988) معرض الزهور لمدينة تونس خلال الفترة من الرابع عشر إلى الثامن والعشرين من مايو الجاري، وفق رئيسة الجمعية آمنة الشرفي.
وقالت الشرفي “استقطب المعرض هذا العام 32 عارضا من كافة أنحاء الجمهور”. وذكرت “لنا عارضون من الوطن القبلي (ولاية نابل/ شمال شرق) ومن الشمال الغربي وشط مريم (ولاية سوسة/ شرق)، وقابس (جنوب شرق) ومن العاصمة تونس”.
وأضافت الشرفي “ننظم سنويا هذا المعرض بالشراكة مع بلدية مدينة تونس”. وتابعت “لا نقتصر على عرض الزهور، ولكن نقوم بأنشطة مرافقة وورشات لتدريس الصغار كيفية رسكلة (إعادة تدوير) النفايات لحماية الطبيعة، وورشات للتعريف بأنواع الزهور، وأخرى لكيفية تهيئة حديقة مائية في المنزل”.
وقالت آسيا بونابي، صاحبة مشتل للزهور في مدينة الكرم بالضاحية الشمالية للعاصمة، إن “منذ 1999 نشارك في هذا المعرض، وننتظره كل عام للمشاركة”. وأضافت بونابي “بعد اضطراب الطقس في الأيام الأولى، تحسنت الأجواء وأصبح هناك إقبال كبير من الناس على المعرض”.
وبخصوص ما تقدمه خلال المعرض، قالت بونابي “هناك الكوفيا، والإكليل، والزعتر البلدي، والفيزان، ونبتة السبحة، وزيتون الزينة”. وتابعت “نعرض أيضا الياسمين، والفل، والخزامى وهي نباتات عليها إقبال كبير”.
12
هكتارا مساحة حديقة البلفيدير وتعتبر فضاء أخضر والمتنفس الأكبر لسكان العاصمة
وفسرت هذا الإقبال بكون “الفل والياسمين والخزامى نباتات صغيرة تزرع في مساحات صغيرة لأصحاب الشقق”.وأضافت “كما نعرض مشاتل الأشجار المثمرة مثل الخوخ والمشمش وتفاح سبيبة (منطقة بولاية القصرين)”. ولفتت بونابي إلى أن “هناك من يقتني أشجار الزيتون والأشجار المثمرة”.
وقالت سوسن السماعلي، صاحبة مشتل “ينمو” بالعاصمة تونس، “أشارك منذ أربعة أعوام في معرض الورد بالبلفيدير، والإقبال يتقدم شيئا فشيئا”.
وأضافت السماعلي “من عام إلى عام هناك تطور، فالسنة الماضية مر المعرض في ظروف طيبة، وكل عام هناك تُعرض أنواع جديدة”. وأردفت “بالتواصل مع الناس نعرف ماذا يريد الزبون، هل النباتات الداخلية أم الخارجية حتى ننتج ما يحبون، وهنا تكمن أهمية المعارض”.
وأشارت إلى أن “من خلال تجربتي هناك تطور كبير، فالمواطن أصبح يحب أكثر الغرسات (الشتلات)”. وأوضحت أن “في الماضي كان هناك إقبال من أصحاب الحدائق، لكن اليوم حتى من ليست له حديقة يريد غرس النباتات الداخلية”.
ولفتت السماعلي إلى أن “الإقبال على النباتات تضاعف خاصة بعد أزمة وباء كورونا، التي خدمتنا كثيرا في مسألة النباتات الداخلية”. وقالت “المواطن أصبح يريد المزيد من الاخضرار في منزله لإزالة الضغط النفسي، ولتزيين بيته”. وأضافت “الإقبال تضاعف خاصة من الموظفين، الذي يشترون النباتات الداخلية لتزيين مكاتبهم”. وتابعت “الموظفون يقولون إنهم يقضون كثيرا من الوقت في مكاتبهم وبالتالي يريدون تزيينها بنباتات داخلية”.
وخلصت إلى أن “الوعي لدى المواطنين بأهمية النباتات ازداد في السنوات الأخيرة”. الاهتمام بالزهور في معرض البلفيدير لم يكن لدى أصحاب المنازل والموظفين فحسب، بل وجدنا الطالبة الجامعية سلمى بصدد اقتناء بعض الورود.
وقالت سلمى “لم أكن أعلم بهذا المعرض من قبل. مررت من هنا لقضاء شأن خاص ففوجئت به.. مفاجأة سارة”. وأردفت “دخلت المعرض فوجدت كل أنواع الزهور”. وتابعت “اشتريت أنواعا عديدة من الورود لتزيين منزلنا”.وتمثل الزهور قطاعا مهما في تونس من حيث عدد العاملين فيها وحجم عائداتها سنويا. وتفيد بيانات نشرت في 2015 بأن تونس تصدر إلى السوق العالمية نحو ألف طن سنويا من الورود.
ويكافح تجار الزهور مثل الكثير من عمال باقي القطاعات للإبقاء على تجارتهم صامدة في ذروة الأزمة الاقتصادية التي تعصف بتونس. ففي بلد طالما استقبل زائريه من السياح في المطارات والموانئ بالياسمين والفل، ألقت الأزمة التي أعقبت الثورة عام 2011 بظلالها أيضا على قطاع الزهور واهتمامات الناس به في حياتهم.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
تجار الزهور مثل الكثير من عمال باقي القطاعات يكافحون للإبقاء على تجارتهم صامدة في ذروة الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد.
الاثنين 2023/05/29
انشرWhatsAppTwitterFacebook
سعيا للمزيد من الاخضرار
معرض الزهور أقيم في تونس في نهاية فصل الربيع ويستقطب في العادة صناع الورود من كامل أنحاء البلاد، كما يستقطب في نفس الوقت حرفيين في قطاع الصناعات التقليدية.
تونس - حوّل عارضو مشاتل الزهور مدخل “البلفيدير”، أكبر حديقة عمومية للحيوانات في تونس، إلى بساط كبير من الزهور والورود التي فاح عطرها في الأرجاء، ضمن فعاليات الدورة الـ26 لمعرض الزهور.
وحديقة البلفيدير، افتتحت في 1963، حيث تتربع على مساحة 12 هكتارا وتعتبر فضاء أخضر والمتنفس الأكبر لسكان العاصمة، تؤوي أنواعا عديدة من الحيوانات الأليفة والبرية، من مختلف مناطق العالم وتستقبل أكثر من 800 ألف زائر سنويا.
ومنذ نحو 28 عاما، تنظم جمعية أحباء البلفيدير (مستقلة/ تأسست عام 1988) معرض الزهور لمدينة تونس خلال الفترة من الرابع عشر إلى الثامن والعشرين من مايو الجاري، وفق رئيسة الجمعية آمنة الشرفي.
وقالت الشرفي “استقطب المعرض هذا العام 32 عارضا من كافة أنحاء الجمهور”. وذكرت “لنا عارضون من الوطن القبلي (ولاية نابل/ شمال شرق) ومن الشمال الغربي وشط مريم (ولاية سوسة/ شرق)، وقابس (جنوب شرق) ومن العاصمة تونس”.
وأضافت الشرفي “ننظم سنويا هذا المعرض بالشراكة مع بلدية مدينة تونس”. وتابعت “لا نقتصر على عرض الزهور، ولكن نقوم بأنشطة مرافقة وورشات لتدريس الصغار كيفية رسكلة (إعادة تدوير) النفايات لحماية الطبيعة، وورشات للتعريف بأنواع الزهور، وأخرى لكيفية تهيئة حديقة مائية في المنزل”.
وقالت آسيا بونابي، صاحبة مشتل للزهور في مدينة الكرم بالضاحية الشمالية للعاصمة، إن “منذ 1999 نشارك في هذا المعرض، وننتظره كل عام للمشاركة”. وأضافت بونابي “بعد اضطراب الطقس في الأيام الأولى، تحسنت الأجواء وأصبح هناك إقبال كبير من الناس على المعرض”.
وبخصوص ما تقدمه خلال المعرض، قالت بونابي “هناك الكوفيا، والإكليل، والزعتر البلدي، والفيزان، ونبتة السبحة، وزيتون الزينة”. وتابعت “نعرض أيضا الياسمين، والفل، والخزامى وهي نباتات عليها إقبال كبير”.
12
هكتارا مساحة حديقة البلفيدير وتعتبر فضاء أخضر والمتنفس الأكبر لسكان العاصمة
وفسرت هذا الإقبال بكون “الفل والياسمين والخزامى نباتات صغيرة تزرع في مساحات صغيرة لأصحاب الشقق”.وأضافت “كما نعرض مشاتل الأشجار المثمرة مثل الخوخ والمشمش وتفاح سبيبة (منطقة بولاية القصرين)”. ولفتت بونابي إلى أن “هناك من يقتني أشجار الزيتون والأشجار المثمرة”.
وقالت سوسن السماعلي، صاحبة مشتل “ينمو” بالعاصمة تونس، “أشارك منذ أربعة أعوام في معرض الورد بالبلفيدير، والإقبال يتقدم شيئا فشيئا”.
وأضافت السماعلي “من عام إلى عام هناك تطور، فالسنة الماضية مر المعرض في ظروف طيبة، وكل عام هناك تُعرض أنواع جديدة”. وأردفت “بالتواصل مع الناس نعرف ماذا يريد الزبون، هل النباتات الداخلية أم الخارجية حتى ننتج ما يحبون، وهنا تكمن أهمية المعارض”.
وأشارت إلى أن “من خلال تجربتي هناك تطور كبير، فالمواطن أصبح يحب أكثر الغرسات (الشتلات)”. وأوضحت أن “في الماضي كان هناك إقبال من أصحاب الحدائق، لكن اليوم حتى من ليست له حديقة يريد غرس النباتات الداخلية”.
ولفتت السماعلي إلى أن “الإقبال على النباتات تضاعف خاصة بعد أزمة وباء كورونا، التي خدمتنا كثيرا في مسألة النباتات الداخلية”. وقالت “المواطن أصبح يريد المزيد من الاخضرار في منزله لإزالة الضغط النفسي، ولتزيين بيته”. وأضافت “الإقبال تضاعف خاصة من الموظفين، الذي يشترون النباتات الداخلية لتزيين مكاتبهم”. وتابعت “الموظفون يقولون إنهم يقضون كثيرا من الوقت في مكاتبهم وبالتالي يريدون تزيينها بنباتات داخلية”.
وخلصت إلى أن “الوعي لدى المواطنين بأهمية النباتات ازداد في السنوات الأخيرة”. الاهتمام بالزهور في معرض البلفيدير لم يكن لدى أصحاب المنازل والموظفين فحسب، بل وجدنا الطالبة الجامعية سلمى بصدد اقتناء بعض الورود.
وقالت سلمى “لم أكن أعلم بهذا المعرض من قبل. مررت من هنا لقضاء شأن خاص ففوجئت به.. مفاجأة سارة”. وأردفت “دخلت المعرض فوجدت كل أنواع الزهور”. وتابعت “اشتريت أنواعا عديدة من الورود لتزيين منزلنا”.وتمثل الزهور قطاعا مهما في تونس من حيث عدد العاملين فيها وحجم عائداتها سنويا. وتفيد بيانات نشرت في 2015 بأن تونس تصدر إلى السوق العالمية نحو ألف طن سنويا من الورود.
ويكافح تجار الزهور مثل الكثير من عمال باقي القطاعات للإبقاء على تجارتهم صامدة في ذروة الأزمة الاقتصادية التي تعصف بتونس. ففي بلد طالما استقبل زائريه من السياح في المطارات والموانئ بالياسمين والفل، ألقت الأزمة التي أعقبت الثورة عام 2011 بظلالها أيضا على قطاع الزهور واهتمامات الناس به في حياتهم.
انشرWhatsAppTwitterFacebook