محمد بن محمد الغزال الدمشقي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • محمد بن محمد الغزال الدمشقي

    غزال دمشقي (محمد محمد)

    Al-Ghazal al-Dimishqi (Mohammad ibn Mohammad-) - Al-Ghazal al-Dimishqi (Mohammad ibn Mohammad-)

    الغزال الدمشقي (محمد بن محمد ـ)
    (826 ـ … هـ/1423ـ … م)

    بدر الدين محمد بن محمد بن أحمد شمس الدين الغزال الدمشقي، الشهير بسبط المارديني، اشتهر بالفلك والرياضيات والميقات والفرائض والنحو والفقه.
    ولد وتوفي في القاهرة، و«حفظ القرآن وجودّه على النور إمام الأزهر، بل تلاه عليه ببعض الروايات، وألفية النحو وبعض المنهاج، وأخذ عن ابن المجدي الفرائض والحساب والميقات والطب ولازم دروسه، وكذا لازم العلاء القلقشندي في الفرائض والفقه ومما أخذه عن الفصول لابن الهائم، وتقسيم الحاوي وبهجته والمنهاج والمهذب، بل وقرأ عليه البخاري والترمذي وغيرهما، كما ذكر السخاوي في «الضوء اللامع»، وحضر دروس كبار الأساتذة في ذلك العصر، وحج أكثر من مرة، وزار بيت المقدس مرات عديدة، وسافر إلى الشام وحماة، وتميز سبط المارديني «بالذكاء مع حسن العشرة والتواضع والرغبة في الممازحة والنكتة والنادرة وامتهان نفسه، وترك التأنق في أمره، وأشير إليه بالفضيلة فتصدى للإقراء وانتفع به الفضلاء في الفرائض والحساب والميقات والعربية ونحوها، وممن أخذ عنه النجم بن حجي… تصدر بجامع طولون برغبة نور الدين بن النقاش له عنه وعمل فيه إجلاساً» كما أشار السخاوي.
    اختلف المؤرخون في تحديد سنة وفاته، فمنهم من قال سنة 902هـ/1496م كالبغدادي في كتابيه: «هدية العارفين» و«إيضاح المكنون»، ومنهم من قال سنة 907هـ/1501م مثل الزركلي في «الأعلام»، وكحالة في «معجم المؤلفين»، ومنهم من ذكر سنة وفاة سبط المارديني سنة 912هـ/1506م مثل بروكلمان.
    ولابد من الإشارة إلى الخلط بين بدر الدين محمد بن محمد وبين جده جمال الدين عبد الله بن خليل بن يوسف المارديني (توفي سنة 809هـ/1406م)، في كثير من كتب التراجم وفهارس المخطوطات، ولذلك يُلحظ نسبة بعض مؤلفات الأول للثاني، وبعض مؤلفات الثاني للأول، حتى إن بعض كتب التراجم لا تذكر إلا ماردينياً واحداً، وتنسب إليه جميع المؤلفات!.
    وضع سبط المارديني مجموعة كبيرة من المؤلفات الرياضية، تراوحت بين الشرح والتوضيح لكتب المؤلفين الآخرين وبين التأليف، فمن أعماله: «تحفة الأحباب في علم الحساب»، «اللمعة الماردينية في شرح الياسمينية» لابن الياسمين، «تكملة شرح الياسمينية»، «القول المبدع في شرح المقنع»، «شرح قصيدة المقنع في علم الجبر والمقابلة» لابن الهائم، «شرح اللمع في علم الحساب» لابن الهائم، «شرح نزهة النظار في قلم الغبار»، «دقائق الحقائق في حساب الدرج والدقائق»، «زبد الرقائق في حساب الدرج والدقائق»، «إرشاد الطلاب إلى وسيلة الحساب»، «شرح كتاب المعونة في الحساب الهوائي» لابن الهائم. ومعظم تلك الكتب لم تنشر، ومن كتبه المحققة كتاب «إرشاد الطلاب إلى وسيلة الحساب» الذي حققه ودرسه مصطفى موالدي ونشره معهد التراث العلمي العربي بجامعة حلب عام 2004م، تصنف المخطوطة ضمن مخطوطات الحساب الذهني ـ الهوائي ـ من حيث اهتمامها بتطوير ذلك النوع من الحساب منهجياً وتعليميا، وتتفوق المخطوطة في ترتيب موادها وتسلسلها بأسلوب منطقي، لتخدم هدفها التعليمي والذهني.
    كشفت العلاقات والقوانين والقواعد الرياضية المستخدمة في المسائل والحلول عن تزاوج أفكار علماء المشرق العربي بأفكار علماء المغرب العربي في مخطوطة كتبت في مصر، وتميزت هذه المخطوطة باتباع قواعد محددة في تقديم المسائل والقوانين الرياضية وحلولها وتطبيقاتها من حيث الإيجاز عموماً، واهتمامها بسرعة الحساب وعمومية القوانين، واقتصاد الصيغ والوقت والجهد، وسهولة العمل.
    عالجت المخطوطة، بالتفصيل المسهب، عمليات الضرب المختصرة، التي تعد من أهم ما يميز مخطوطات الحساب الهوائي أو حساب اليد أو حساب العقود، أو ما يُسمى في العصر الحالي بالحساب الذهني، مع ذكر أمثلة كثيرة جداً، فمنها ما يرتكز على القواعد المبينة في الشكل (1).
    كان سبط المارديني فاعلاً في النص، إذ وقف منه موقف الشارح والمحلل والباحث والمبدع.
    انصبت مؤلفات سبط المارديني الفلكية، بصورة رئيسية، على علم الميقات وأدواته، فمن مؤلفاته: «جداول في رسم المنحرفات على الحيطان»، و«حاوي المختصرات في العمل بربع المقنطرات»، و«رسالة الاستيعاب في العمل بصدر الإوزة وجناح الغراب»؛ وهو ربع الدائرة المشهور بالمجنَّح، وبعضهم يسميه بعروس الآلات، و«الرسالة الفتحية في الأعمال الجيبية»؛ وهي رسالة في العمل بالربع المجيب، و«رسالة كفاية القنوع في العمل بالربع الشمالي المقطوع»، و«رسالة لقط الجواهر في تحديد الخطوط والدوائر»، و«رسالة نظم اللآلى في العمل بالربع الهلالي»، و«المطلب في العمل بالربع المجيَّب»، يقول: «إنه ليس في الآلات الفلكية أشرف من الربع المجيب؛ لأنه يعمل به جميع الأعمال في جميع الآفاق».
    كان الهدف الرئيس من مؤلفاته الفلكية: معرفة اتجاه القبلة, وتحديد مواعيد الصلاة، وحركة الشمس …، وهذه الأهداف تخدم أغراضاً تطبيقية تعليمية.
    من مؤلفات سبط المارديني: «الرحبية في علم الفرائض»؛ وهي منظومة يبلغ عدد أبياتها مئة وثلاثة وسبعين بيتاً، وقد عالجت جميع أبواب المواريث وبالحالات الممكنة كافة، والمنظومة من وضع الشيخ أبي عبد الله محمد بن علي بن محمد بن حسين الرحبي وشرح سبط المارديني.
    ومن مؤلفاته الأخرى: «كشف الغوامض في علم الفرائض»، و«إرشاد الفارض إلى كشف الغوامض»، و«المواهب السنية في أحكام الوصية».
    ومن مؤلفاته في النحو: شرح الغزال الدمشقي: «الشذور»، و«القطر». ومن مؤلفاته في الطب «الرسالة الشهابية في الصناعة الطبية» ونسختها الخطية في المكتبة الظاهرية بدمشق.
    تميز منهج الغزال الدمشقي في الشرح والتأليف بالموضوعية والعلمية، فقد تحقق من نص المتن، واختار تعابير أفضل مما جاء في المتن، وركز على تعميق التوجه التعليمي والتربوي، والذي يُعدّ، في تلك المرحلة التاريخية، توجهاً جديداً أدى إلى انتشار العلم، وجعله متاحاً لشرائح أكبر من الناس، وقد أسس هذا التوجه مرحلة جديدة مهمة في حياة الحضارة العربية/الإسلامية.
    لقد كان الغزال الدمشقي، سبط المارديني، عالماً موسوعياً تطبيقياً تربوياً.
    مصطفى موالدي
يعمل...
X