“الذكاء الاصطناعي”.. صديقٌ جديد أم عدوٌّ قادم؟
شام تايمز – لينا فرهودة
سيناريو أفلام الخيال العلمي التي اعتدنا مشاهدتها بدأت ملامحها تتجسّد في واقعنا، ولامست يومياتنا واخترقت أفكارنا وخصوصياتنا، لتعلن البداية لثورة تكنولوجية أثارت دهشة البشر، وأشعلت فتيل المخاوف، فهل يمكن أن تكون الآلة صديقنا الجديد؟ أم عدوّنا القادم؟.
“الذكاء الاصطناعي” تصدّر المشهد، وبدأت إشارات الاستفهام تحوم حوله، فالبعض اعتبر أنه تهديداً لمستقبل البشرية ويسعى لـ “تبليد” الإنسان وتقييد إمكانياته، بينما وصفه البعض الآخر بأنه وسيلة لتحسين جودة الحياة، فما هو مصير البشرية وإلى أين تتجه في ظلّه؟ وكيف يمكن تقويض مخاطره وتوظيفه بما يخدم تطلعاتنا؟.
مخاوف شائعة:
وفي ظل المخاوف الشائعة، أكّد الخبير الإعلامي “حسين الابراهيم” في حديث خاص لـ “شام تايمز” أن الذكاء الاصطناعي (AI) لا يمكن أن يحل محل الإنسان، ولكن يمكن استخدامه كوسيلة لتحسين الحياة البشرية ودعم القرارات الأخلاقية والإنسانية، لافتاً إلى أنها تكنولوجيا متقدمة قد تساعد في حلّ الكثير من المشكلات، ويتطلب استخدامها الحفاظ على الأخلاقيات والقيم الهامة.
وحول كيفية الاستفادة من هذا التطور وتوظيفه بطريقة مستدامة، أشار “الابراهيم” إلى ضرورة تعزيز التعليم والتدريب المناسب للفرد لتحسين قدراته، وتأهيله للعمل مع التقنيات الحديثة والاستفادة منها بشكل فعال، والتركيز على الاستخدامات الإيجابية للذكاء الاصطناعي، في مختلف المجالات ومنها: “الرعاية الصحية والتعليم والزراعة والبيئة وغيرها”.
ونوّه “الابراهيم” بضرورة التأكد من أن التقنيات المستخدمة تعمل بشكلٍ متسق مع القيم الأخلاقيّة الإنسانية، والتي تشمل “الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية وحماية خصوصية البيانات الشخصية”، ناصحاً بالعمل على تحسين الوعي العام بشأن الذكاء الاصطناعي وتداعياته، والتفاعل مع الجمهور في الحوار والتوعية، وتصحيح المفاهيم الخاطئة حول هذه التقنية، وتطوير الأنظمة المناسبة للتحكم في استخدامه حتى لا يؤثر سلباً على الوظائف والاقتصاد والمجتمع.
الحوكمة الأخلاقية.. مسؤوليات وواجبات:
حوكمة الذكاء الاصطناعي ممكنة بحسب “الابراهيم” من خلال وضع إطار تشريعي وقواعد وإرشادات واضحة لاستخدامه بشكل مسؤول وأخلاقي وفعال، مضيفاً أن بعض الدول والمنظمات بدأت برسم ملامح تشريعات وإرشادات للحوكمة الأخلاقية، وذلك لتحديد المسؤوليات والواجبات والحقوق المتعلقة بهذه التقنية الحديثة.
وأوضح الخبير الإعلامي أن هذه التشريعات يجب أن تشمل العديد من المجالات، مثل “خصوصية البيانات وحماية السلامة والصحة والبيئة والأمن والعدالة والتعليم والعمل وغيرها”، وتتطلب التركيز على تحديد المسؤوليات والواجبات المتعلقة بالاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي، إضافةً إلى تحديد الحقوق والحريات المتعلقة بالأفراد والمؤسسات والمجتمع في استخدامه، وتحديد الآليات اللازمة للمراقبة والتدقيق والتحقق من سلامة الاستخدام، وآليات تعويض الأضرار الناجمة عن سوء الاستخدام.
قلق مبرّر:
وعند الحديث عن القلق الذي أحدثه الذكاء الاصطناعي فيما يخص التخوف من بطالة محتملة، أكد “الابراهيم” بأنه “قلقٌ مبرر”، مضيفاً: “يمكن أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى تغييرات في سوق العمل وكيفية تأثيرها على بعض الصناعات والمهن بشكل خاص”، لافتاً إلى أن الصناعة الإعلامية والإعلانية على وجه التحديد يمكن أن تتغير طريقة عملها والطريقة التي تتم بها الإعلانات والتسويق.
ونبّه “الابراهيم” إلى أنه ليس بالضرورة أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى البطالة كما ذكر البعض، وإنما يؤدي إلى تغييرات في الطلب على بعض المهن والمهارات المطلوبة في هذه الصناعة، وبالتالي يمكن أن يؤدي أيضاً إلى تغيير في توظيف العمالة.
وأضاف: “الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون إضافة للمهنة الإعلامية بشكل كبير، ويساهم في تحسين جودة المحتوى والصور وتحسين تجربة المستخدم، وتوفير مزيد من الفرص للإعلاميين والمصممين والمبدعين، وفي الوقت ذاته سيتطلب منهم تطوير وتحديث مهاراتهم للتكيف مع التغييرات في السوق والتكنولوجيا.
التنبؤ بالحوادث الطبيعية:
ونفى الخبير الإعلامي وجود علاقة مباشرة بين الحوادث الطبيعية التي شهدناها مؤخراً والذكاء الاصطناعي، لافتاً إلى أن هذه الحوادث هي ظواهر طبيعية تحدث بسبب تغيرات في البيئة ولها أسباب طبيعية، في حين أن الذكاء الاصطناعي هو تكنولوجيا مصممة لمساعدة البشر في تحسين حياتهم وزيادة الإنتاجية وسهولة الحياة.
وأضاف أنه لا يمكن ربط الحوادث الطبيعية بالذكاء الاصطناعي أو أي تكنولوجيا أخرى، ولكن يمكن استخدام التكنولوجيا بطريقة إيجابية للتعامل مع هذه الحوادث وتحسين الاستجابة لها، على سبيل المثال، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالحوادث الطبيعية وتحديد مواقع المخاطر المحتملة، ويمكن استخدام التكنولوجيا لتحسين الرصد الصحي والوقاية من الأمراض المعدية.
وبالنسبة للاستخدام المثير للجدل لبصمة الصوت، أوضح “الابراهيم” أن هذا الأمر يعود إلى الأشخاص الذين يستخدمون التكنولوجيا بطرق غير أخلاقية أو غير قانونية، ولا يعني هذا أن الذكاء الاصطناعي هو السبب وراء هذه الفوضى.
سلاحٌ ذو حدين:
ورأى “الابراهيم” أن الذكاء الاصطناعي تكنولوجيا قوية في حال تم استخدامه بوعي، لما له دور في تحسين الإنتاجية والكفاءة في العمل، وتحسين الخدمات الطبية والتعليمية وجودة الحياة، إضافةً إلى تحسين الأمن والسلامة العامة والخاصة، والتنبؤ بالأحداث وتوفير الوقت والتكاليف، وإدارة التفاعل بين الإنسان والآلة، وتوفير تجربة مستخدم مريحة وجيدة.
وفي الوقت ذاته، كشف “الابراهيم” عن مخاطر الذكاء الاصطناعي في حال عدم إدراكه واستخدامه بطرق غير أخلاقية، مشيراً إلى أنه يؤدي لفقدان فرص العمل في بعض الصناعات والمهن، وتفاقم الفوارق الاجتماعية والاقتصادية، وزيادة التمييز والتحيز، وانتهاك الخصوصية والحريات الفردية، واتخاذ القرارات الخاطئة إذا لم يتم تدريبه بشكل صحيح.
وختم “الابراهيم” حديثه بالتأكيد على ضرورة العمل من قبل المستخدمين والمؤسسات والحكومات على تطوير وتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل أخلاقي وقانوني لتحقيق الفوائد الكاملة لهذه التكنولوجيا.
شام تايمز – لينا فرهودة
سيناريو أفلام الخيال العلمي التي اعتدنا مشاهدتها بدأت ملامحها تتجسّد في واقعنا، ولامست يومياتنا واخترقت أفكارنا وخصوصياتنا، لتعلن البداية لثورة تكنولوجية أثارت دهشة البشر، وأشعلت فتيل المخاوف، فهل يمكن أن تكون الآلة صديقنا الجديد؟ أم عدوّنا القادم؟.
“الذكاء الاصطناعي” تصدّر المشهد، وبدأت إشارات الاستفهام تحوم حوله، فالبعض اعتبر أنه تهديداً لمستقبل البشرية ويسعى لـ “تبليد” الإنسان وتقييد إمكانياته، بينما وصفه البعض الآخر بأنه وسيلة لتحسين جودة الحياة، فما هو مصير البشرية وإلى أين تتجه في ظلّه؟ وكيف يمكن تقويض مخاطره وتوظيفه بما يخدم تطلعاتنا؟.
مخاوف شائعة:
وفي ظل المخاوف الشائعة، أكّد الخبير الإعلامي “حسين الابراهيم” في حديث خاص لـ “شام تايمز” أن الذكاء الاصطناعي (AI) لا يمكن أن يحل محل الإنسان، ولكن يمكن استخدامه كوسيلة لتحسين الحياة البشرية ودعم القرارات الأخلاقية والإنسانية، لافتاً إلى أنها تكنولوجيا متقدمة قد تساعد في حلّ الكثير من المشكلات، ويتطلب استخدامها الحفاظ على الأخلاقيات والقيم الهامة.
وحول كيفية الاستفادة من هذا التطور وتوظيفه بطريقة مستدامة، أشار “الابراهيم” إلى ضرورة تعزيز التعليم والتدريب المناسب للفرد لتحسين قدراته، وتأهيله للعمل مع التقنيات الحديثة والاستفادة منها بشكل فعال، والتركيز على الاستخدامات الإيجابية للذكاء الاصطناعي، في مختلف المجالات ومنها: “الرعاية الصحية والتعليم والزراعة والبيئة وغيرها”.
ونوّه “الابراهيم” بضرورة التأكد من أن التقنيات المستخدمة تعمل بشكلٍ متسق مع القيم الأخلاقيّة الإنسانية، والتي تشمل “الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية وحماية خصوصية البيانات الشخصية”، ناصحاً بالعمل على تحسين الوعي العام بشأن الذكاء الاصطناعي وتداعياته، والتفاعل مع الجمهور في الحوار والتوعية، وتصحيح المفاهيم الخاطئة حول هذه التقنية، وتطوير الأنظمة المناسبة للتحكم في استخدامه حتى لا يؤثر سلباً على الوظائف والاقتصاد والمجتمع.
الحوكمة الأخلاقية.. مسؤوليات وواجبات:
حوكمة الذكاء الاصطناعي ممكنة بحسب “الابراهيم” من خلال وضع إطار تشريعي وقواعد وإرشادات واضحة لاستخدامه بشكل مسؤول وأخلاقي وفعال، مضيفاً أن بعض الدول والمنظمات بدأت برسم ملامح تشريعات وإرشادات للحوكمة الأخلاقية، وذلك لتحديد المسؤوليات والواجبات والحقوق المتعلقة بهذه التقنية الحديثة.
وأوضح الخبير الإعلامي أن هذه التشريعات يجب أن تشمل العديد من المجالات، مثل “خصوصية البيانات وحماية السلامة والصحة والبيئة والأمن والعدالة والتعليم والعمل وغيرها”، وتتطلب التركيز على تحديد المسؤوليات والواجبات المتعلقة بالاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي، إضافةً إلى تحديد الحقوق والحريات المتعلقة بالأفراد والمؤسسات والمجتمع في استخدامه، وتحديد الآليات اللازمة للمراقبة والتدقيق والتحقق من سلامة الاستخدام، وآليات تعويض الأضرار الناجمة عن سوء الاستخدام.
قلق مبرّر:
وعند الحديث عن القلق الذي أحدثه الذكاء الاصطناعي فيما يخص التخوف من بطالة محتملة، أكد “الابراهيم” بأنه “قلقٌ مبرر”، مضيفاً: “يمكن أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى تغييرات في سوق العمل وكيفية تأثيرها على بعض الصناعات والمهن بشكل خاص”، لافتاً إلى أن الصناعة الإعلامية والإعلانية على وجه التحديد يمكن أن تتغير طريقة عملها والطريقة التي تتم بها الإعلانات والتسويق.
ونبّه “الابراهيم” إلى أنه ليس بالضرورة أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى البطالة كما ذكر البعض، وإنما يؤدي إلى تغييرات في الطلب على بعض المهن والمهارات المطلوبة في هذه الصناعة، وبالتالي يمكن أن يؤدي أيضاً إلى تغيير في توظيف العمالة.
وأضاف: “الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون إضافة للمهنة الإعلامية بشكل كبير، ويساهم في تحسين جودة المحتوى والصور وتحسين تجربة المستخدم، وتوفير مزيد من الفرص للإعلاميين والمصممين والمبدعين، وفي الوقت ذاته سيتطلب منهم تطوير وتحديث مهاراتهم للتكيف مع التغييرات في السوق والتكنولوجيا.
التنبؤ بالحوادث الطبيعية:
ونفى الخبير الإعلامي وجود علاقة مباشرة بين الحوادث الطبيعية التي شهدناها مؤخراً والذكاء الاصطناعي، لافتاً إلى أن هذه الحوادث هي ظواهر طبيعية تحدث بسبب تغيرات في البيئة ولها أسباب طبيعية، في حين أن الذكاء الاصطناعي هو تكنولوجيا مصممة لمساعدة البشر في تحسين حياتهم وزيادة الإنتاجية وسهولة الحياة.
وأضاف أنه لا يمكن ربط الحوادث الطبيعية بالذكاء الاصطناعي أو أي تكنولوجيا أخرى، ولكن يمكن استخدام التكنولوجيا بطريقة إيجابية للتعامل مع هذه الحوادث وتحسين الاستجابة لها، على سبيل المثال، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالحوادث الطبيعية وتحديد مواقع المخاطر المحتملة، ويمكن استخدام التكنولوجيا لتحسين الرصد الصحي والوقاية من الأمراض المعدية.
وبالنسبة للاستخدام المثير للجدل لبصمة الصوت، أوضح “الابراهيم” أن هذا الأمر يعود إلى الأشخاص الذين يستخدمون التكنولوجيا بطرق غير أخلاقية أو غير قانونية، ولا يعني هذا أن الذكاء الاصطناعي هو السبب وراء هذه الفوضى.
سلاحٌ ذو حدين:
ورأى “الابراهيم” أن الذكاء الاصطناعي تكنولوجيا قوية في حال تم استخدامه بوعي، لما له دور في تحسين الإنتاجية والكفاءة في العمل، وتحسين الخدمات الطبية والتعليمية وجودة الحياة، إضافةً إلى تحسين الأمن والسلامة العامة والخاصة، والتنبؤ بالأحداث وتوفير الوقت والتكاليف، وإدارة التفاعل بين الإنسان والآلة، وتوفير تجربة مستخدم مريحة وجيدة.
وفي الوقت ذاته، كشف “الابراهيم” عن مخاطر الذكاء الاصطناعي في حال عدم إدراكه واستخدامه بطرق غير أخلاقية، مشيراً إلى أنه يؤدي لفقدان فرص العمل في بعض الصناعات والمهن، وتفاقم الفوارق الاجتماعية والاقتصادية، وزيادة التمييز والتحيز، وانتهاك الخصوصية والحريات الفردية، واتخاذ القرارات الخاطئة إذا لم يتم تدريبه بشكل صحيح.
وختم “الابراهيم” حديثه بالتأكيد على ضرورة العمل من قبل المستخدمين والمؤسسات والحكومات على تطوير وتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل أخلاقي وقانوني لتحقيق الفوائد الكاملة لهذه التكنولوجيا.