المقدمة
التصوير الضوئى وليد العاملين أوليين هما : الضوء أولا ، ثم خامة حساسة له يسجل عليها تأثيره وهى الفلم عادة ، ولن تنشأ صورة ضوئية لو غاب أحد هذان العاملان ، ولهذا السبب نرى أن دراسة التصوير الضوئي في صميمها لا تعدو أن تكون دراسة الخصائص كل من الضوء والخامات الحساسة له ، ويؤيد ذلك أن كلمتى «التصوير الضوئى نذكرها كترجمة عربية لكلمة «فوتوغرافيا» Photo ، وهى كلمة من مقطعين ، هما Photo أي ضوء ، والمقطع الثاني هو Graphy يدل على الكتابة . وعلى ذلك نجد أن الفوتوغرافيا هي علم الكتابة بالضوء أو الرسم بالضوء ، أو هي تسجيل تأثير الضوء على خامات حساسة له . وهذا هو موضوع هذا الكتاب ، فهو يجمع هذان العنصران الضوء والقلم ) .
وقد بدأت في الباب الأول بمقدمة عن طبيعة الضوء وقياس كميته ولونه ، واختص الباب الثانى بدراسة مصادر الضوء المستخدمة في التصوير الضوئى وخصائصها ، أما الباب الثالث فهو يبحث في العلاقة بين الضوء والظلال ، فالإضاءة هي - كما علمنا – العنصر الأول فى التصوير الضوئي ، والظلال هي النتيجة الحتمية لسقوط الضوء على الاجسام الثلاثية الأبعاد ، وبناء عليهما وعلى توزيعهما في مساحة الصورة وفقاً لرغبة المصور تتوقف القيمة الجمالية للصورة، كما يتوقف تقدير التعريض الذى يؤدى إلى التأثير الفنى المطلوب .
وكان من الواجب في بحث عن ( الإضاءة اللازمة في التصوير الضوئى ) ألا تغفل دراسة المرشحات الضوئية لشدة ارتباطها مع موضوع الكتاب ، ووجدت ـ تحقيقاً لهذا الغرض - إنه يتعذر أن يبحث موضوع المرشحات الضوئية دون المام سابق بالخصائص العامة للطبقة الحساسة في الأفلام ، ولا سيا خاصية الحساسية الطيفية Spectral Sensitivity ، لذلك اختصت الابواب من الرابع إلى الثامن بدراسة الطبقات الحساسة في الأفلام وخصائصها المتعددة .
ثم يأتى الباب التاسع ليبحث فى المرشيحات الضوئية وتأثيرها في الضوء الذي ينفذ خلالها ليسجل الصورة على الطبقة الحساسة .
وفى الباب العاشر يختتم الكتاب بحديث طويل عن كيفية توزيع الإضاءة على الموضوعات المطلوب تصويرها ، بحيث تحقق الاهداف الفنية التي يرغبها المصور و أن تخدم التأثير الدرامى الذى يناسب موضوع اللقطة سواء رغب أن تكون الصورة طبقتها عالية High Key ، أو منخفضة Low Key ، ويشمل هذا الباب أيضاً أمثلة مدعمة بصور الموضوعات جرى تصويرها وأشكال إيضاحية عملية تبين نوع مصادر الضوء المستخدمة ومكان وكيفية وضعها بالنسبة للاجسام الجارى تصويرها .
وإني لأرجو أن أكون قد وفقت فى هذا الكتاب لأسد ثغرة في دراسات التصوير الضوئى لم يكتب فيها من قبل . والله ولى التوفيق .
عبد الفتاح رياض
وقد سادت هذه النظرية حتى القرن العشرين حين ظهرت نظرية الكم Quantum Theory التي تفرض أن الضوء ينبعث على هيئة سيل من المقذوفات المتتالية كتلك التي تخرج من المدفع الرشاش ولكل مقذوف منها ( أو لكل كم Quantum ) طاقة صغيرة جداً ومحددة بحيث يمكن حسابها بدقة وتختلف هذه الطاقة باختلاف الإشعاعات الطيفية .
وقد ثبت أخيرا أنه ليس ثمة تعارض بين نظرية الكم والنظرية الموجية القديمة سوى أن الأشعة الضوئية تتميز وفقا للنظرية الموجية بترددها Frequency وطول موجتها Wave length بينما تتميز فى نظرية الكم» بطاقة الكم واحد Energy of one quantum كخاصية مميزة للإشعاع الطيفى .
وتفترض النظرية الموجية أن الأشعة الضوئية تسير في خطوط مستقيمة (شكل ١) وعلى هيئة موجات ( شكل ۲ ) وتنتشر في وسط افتراضي هو الاثير بسرعة ۱۸٦,٠٠٠ ميلا فى الثانية الواحدة. ويتوقف لون الأشعة وخصائصها على طول الموجة الضوئية ، ويقاس طولها بالمسافة بين أي قمتين أو أى قاعين الموجتين متتاليتين .
ولكل موجة ضوئية تردد Frequency يتناسب عكسياً مع طولها ، فكلا قل طول الموجة زاد التردد ، وبالعكس يقل التردد كلما زاد طول الموجة ( شكل ۳ ) . وتردد الموجة هو عدد الذبذبات فى الثانية الواحدة ، أو عدد الموجات التى تمر في الثانية الواحدة أمام نقطة معينة . وهناك علاقة ثابتة بين سرعة انتشار الأشعة الضوئية وطول الموجة وترددها ، والمعادلة التالية توضح هذه العلاقة.
وتفسر هذه المعادلة سبب زيادة تردد الموجة كلما قصر طولها إذ أن سرعة انتشار الموجات الضوئية واحدة دائما مهما اختلفت ألوانها ، بدليل أن ضوء الشمس عند الكسوف يختفى كله دفعة واحدة وليس لونا ثم آخر .
وحين يمر شعاع ضوئى أبيض خلال منشور زجاجي ، يتحلل هذا الشعاع إلى أشعة أخرى ملونة تمثل ألوان الطيف السبعة المعروفة وهى : الأحمر، البرتقالي ، الأصفر، الأخضر، الأزرق ، النيلي ، البنفسجي ( شكل ٤ ) . وتتداخل ألوان هذه الأشعة المنظورة بعضها في بعض دون تحديد دقيق بينها .
وللأشعة الضوئية خصائص كهربية ومغناطيسة، وهى تسمى من أجل ذلك بالموجات الكهرومغناطيسية Electromagnetic . وليست هذه التسمية بقاصرة على تلك الأشعة المنظورة فقط ، بل هى أوسع من ذلك شمولا ، إذ يدخل فيها أيضا تلك الأشعة غير المنظورة Invisible Radiations ، بل أن الأشعة المنظورة لا تمثل سوى جزء صغير فى سلسلة الموجات الكهرومغناطيسيه ، حيث لا تحس عين الإنسان بالموجات التي تقل فى طولها عن ٣٩٠٠ وحدة أنجستروم ( وهى الحدود التقريبية الفاصلة بين الأشعة البنفسجية المنظوره وفوق البنفسجية غير المنظورة ) كما لا تتأثر العين بالموجات الضوئية التي تزيد طولا عن ٧٦٠٠ أنجستروم ( وهى الحدود التقريبية الفاصلة بين الأشعة الحمراء المنظورة والأشعة تحت الحمراء غير المنظورة ) .
التصوير الضوئى وليد العاملين أوليين هما : الضوء أولا ، ثم خامة حساسة له يسجل عليها تأثيره وهى الفلم عادة ، ولن تنشأ صورة ضوئية لو غاب أحد هذان العاملان ، ولهذا السبب نرى أن دراسة التصوير الضوئي في صميمها لا تعدو أن تكون دراسة الخصائص كل من الضوء والخامات الحساسة له ، ويؤيد ذلك أن كلمتى «التصوير الضوئى نذكرها كترجمة عربية لكلمة «فوتوغرافيا» Photo ، وهى كلمة من مقطعين ، هما Photo أي ضوء ، والمقطع الثاني هو Graphy يدل على الكتابة . وعلى ذلك نجد أن الفوتوغرافيا هي علم الكتابة بالضوء أو الرسم بالضوء ، أو هي تسجيل تأثير الضوء على خامات حساسة له . وهذا هو موضوع هذا الكتاب ، فهو يجمع هذان العنصران الضوء والقلم ) .
وقد بدأت في الباب الأول بمقدمة عن طبيعة الضوء وقياس كميته ولونه ، واختص الباب الثانى بدراسة مصادر الضوء المستخدمة في التصوير الضوئى وخصائصها ، أما الباب الثالث فهو يبحث في العلاقة بين الضوء والظلال ، فالإضاءة هي - كما علمنا – العنصر الأول فى التصوير الضوئي ، والظلال هي النتيجة الحتمية لسقوط الضوء على الاجسام الثلاثية الأبعاد ، وبناء عليهما وعلى توزيعهما في مساحة الصورة وفقاً لرغبة المصور تتوقف القيمة الجمالية للصورة، كما يتوقف تقدير التعريض الذى يؤدى إلى التأثير الفنى المطلوب .
وكان من الواجب في بحث عن ( الإضاءة اللازمة في التصوير الضوئى ) ألا تغفل دراسة المرشحات الضوئية لشدة ارتباطها مع موضوع الكتاب ، ووجدت ـ تحقيقاً لهذا الغرض - إنه يتعذر أن يبحث موضوع المرشحات الضوئية دون المام سابق بالخصائص العامة للطبقة الحساسة في الأفلام ، ولا سيا خاصية الحساسية الطيفية Spectral Sensitivity ، لذلك اختصت الابواب من الرابع إلى الثامن بدراسة الطبقات الحساسة في الأفلام وخصائصها المتعددة .
ثم يأتى الباب التاسع ليبحث فى المرشيحات الضوئية وتأثيرها في الضوء الذي ينفذ خلالها ليسجل الصورة على الطبقة الحساسة .
وفى الباب العاشر يختتم الكتاب بحديث طويل عن كيفية توزيع الإضاءة على الموضوعات المطلوب تصويرها ، بحيث تحقق الاهداف الفنية التي يرغبها المصور و أن تخدم التأثير الدرامى الذى يناسب موضوع اللقطة سواء رغب أن تكون الصورة طبقتها عالية High Key ، أو منخفضة Low Key ، ويشمل هذا الباب أيضاً أمثلة مدعمة بصور الموضوعات جرى تصويرها وأشكال إيضاحية عملية تبين نوع مصادر الضوء المستخدمة ومكان وكيفية وضعها بالنسبة للاجسام الجارى تصويرها .
وإني لأرجو أن أكون قد وفقت فى هذا الكتاب لأسد ثغرة في دراسات التصوير الضوئى لم يكتب فيها من قبل . والله ولى التوفيق .
عبد الفتاح رياض
وقد سادت هذه النظرية حتى القرن العشرين حين ظهرت نظرية الكم Quantum Theory التي تفرض أن الضوء ينبعث على هيئة سيل من المقذوفات المتتالية كتلك التي تخرج من المدفع الرشاش ولكل مقذوف منها ( أو لكل كم Quantum ) طاقة صغيرة جداً ومحددة بحيث يمكن حسابها بدقة وتختلف هذه الطاقة باختلاف الإشعاعات الطيفية .
وقد ثبت أخيرا أنه ليس ثمة تعارض بين نظرية الكم والنظرية الموجية القديمة سوى أن الأشعة الضوئية تتميز وفقا للنظرية الموجية بترددها Frequency وطول موجتها Wave length بينما تتميز فى نظرية الكم» بطاقة الكم واحد Energy of one quantum كخاصية مميزة للإشعاع الطيفى .
وتفترض النظرية الموجية أن الأشعة الضوئية تسير في خطوط مستقيمة (شكل ١) وعلى هيئة موجات ( شكل ۲ ) وتنتشر في وسط افتراضي هو الاثير بسرعة ۱۸٦,٠٠٠ ميلا فى الثانية الواحدة. ويتوقف لون الأشعة وخصائصها على طول الموجة الضوئية ، ويقاس طولها بالمسافة بين أي قمتين أو أى قاعين الموجتين متتاليتين .
ولكل موجة ضوئية تردد Frequency يتناسب عكسياً مع طولها ، فكلا قل طول الموجة زاد التردد ، وبالعكس يقل التردد كلما زاد طول الموجة ( شكل ۳ ) . وتردد الموجة هو عدد الذبذبات فى الثانية الواحدة ، أو عدد الموجات التى تمر في الثانية الواحدة أمام نقطة معينة . وهناك علاقة ثابتة بين سرعة انتشار الأشعة الضوئية وطول الموجة وترددها ، والمعادلة التالية توضح هذه العلاقة.
وتفسر هذه المعادلة سبب زيادة تردد الموجة كلما قصر طولها إذ أن سرعة انتشار الموجات الضوئية واحدة دائما مهما اختلفت ألوانها ، بدليل أن ضوء الشمس عند الكسوف يختفى كله دفعة واحدة وليس لونا ثم آخر .
وحين يمر شعاع ضوئى أبيض خلال منشور زجاجي ، يتحلل هذا الشعاع إلى أشعة أخرى ملونة تمثل ألوان الطيف السبعة المعروفة وهى : الأحمر، البرتقالي ، الأصفر، الأخضر، الأزرق ، النيلي ، البنفسجي ( شكل ٤ ) . وتتداخل ألوان هذه الأشعة المنظورة بعضها في بعض دون تحديد دقيق بينها .
وللأشعة الضوئية خصائص كهربية ومغناطيسة، وهى تسمى من أجل ذلك بالموجات الكهرومغناطيسية Electromagnetic . وليست هذه التسمية بقاصرة على تلك الأشعة المنظورة فقط ، بل هى أوسع من ذلك شمولا ، إذ يدخل فيها أيضا تلك الأشعة غير المنظورة Invisible Radiations ، بل أن الأشعة المنظورة لا تمثل سوى جزء صغير فى سلسلة الموجات الكهرومغناطيسيه ، حيث لا تحس عين الإنسان بالموجات التي تقل فى طولها عن ٣٩٠٠ وحدة أنجستروم ( وهى الحدود التقريبية الفاصلة بين الأشعة البنفسجية المنظوره وفوق البنفسجية غير المنظورة ) كما لا تتأثر العين بالموجات الضوئية التي تزيد طولا عن ٧٦٠٠ أنجستروم ( وهى الحدود التقريبية الفاصلة بين الأشعة الحمراء المنظورة والأشعة تحت الحمراء غير المنظورة ) .
تعليق