غانية (بنو)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • غانية (بنو)

    غانيه (بن)

    - -


    غانية (بنو ـ)



    أسرة بربرية حكم عددٌ من أفرادها مدَّةً جزيرةَ ميورقة وما جاورها في البحر شرقي الأندلس، وقد بدأ ظهور الأسرة حين وجّه أمير المرابطين (448ـ541هـ/1056ـ1146م) علي بن يوسف بن تاشفين (ت537هـ/1143م) إلى الأندلس رجلين أخوين؛ هما يحيى ومحمد ابنا علي من قبيلة مسّوفة، ويُعْرَفان بابنَي غانية، وهي أمهما. وكان الأخ الأكبر يحيى رجلاً صالحاً ذا علم في الفقه والحديث شجاعاً فارساً مرموقاً استعمله أمير المرابطين في كثير من المهمات الناجحة في الأندلس، ومنها إنقاذه مدينة (إفراغه) في شمال شرقي الأندلس عام 529هـ/1134م من يد ألفونسو الأول (رذمير) ملك الأراغون، ثم ولاَّه مدينة بلنسية مدة، ولاه بعدها قرطبة، واستمر والياً عليها إلى أن مات (543هـ/1148م) أول الفتنة على المرابطين ثابتاً على موالاتهم ومقاومة الموحدين.

    وكان الأخ الأصغر محمد والياً من قبل أخيه على بعض أعمال قرطبة، فلما مات يحيى اضطرب أمر محمد في حين كانت الفتنة تتزايد ودعوة الموحدين تنتشر، فصار يجول في الأندلس، ولما خاف على نفسه قصد مدينة دانية، وعبر منها إلى جزيرة ميورقة في حشمه وأهل بيته فملك الجزيرة والجزيرتين المجاورتين لها (مينورقة ويابسة)، وتعرف جميعها بالجزائر الشرقية أو جزائر الباليار Baléares شرقي الأندلس، وهي جزر خصبة معتدلة المناخ، أسَّس فيها دولة مستقلة ضبطها لنفسه، ودعا فيها لبني العباس جرياً على عادة المرابطين، واستمر فيها إلى أن مات (546هـ/1151م) مُخلفاً ذرية كثيرة، وكان قد عهد بالحكم بعده إلى ابنه الأكبر عبد الله، فحسده أخوه إسحاق فقتله، وتولى إسحاق بن محمد الحكم بعد أبيه وانتظم الأمر له وحسنت حاله، وكثر الداخلون عليه في جزره من بقايا اللمتونيين فأحسن إليهم ووصلهم قدر طاقته، واعتنى بالجيش والأسطول، وواظب على سنة أبيه في غزو الروم، فكان يغزوهم مرتين في العام يغنم ويسبي، وكان يراسل الموحدين ويهاديهم ويماطلهم في أمر طاعتهم والدعاء لهم، ويبالغ في مجاملتهم ويشغلهم عنه بهداياه وكانوا يلحّون عليه ويتوعدونه وهو يسوّف، وفي عام 579هـ/1183م خرج إلى بلاد الروم غازياً واستشهد. وله من الولد علي وهو الأكبر وعبد الله ويحيى وأبو بكر وسير وتاشفين ومحمد والمنصور وإبراهيم.

    قام بعده بالأمر بعهدٍ منه ابنه علي الذي انتهز فرصة انشغال الموحدين في الأندلس بوفاة أبي يعقوب يوسف بن عبد المؤمن (580هـ/1184م) الأول، وأخذ البيعة لابنه يعقوب بن يوسف، فخرج بأسطوله إلى العُدوة ونزل بساحل (بجاية) في أرض الجزائر فاستولى عليها سنة 582م، والتف حوله بعض عرب بني هلال والغزّ المصريين برئاسة قراقوش المناوئين للموحدين، وتلقب بأمير المسلمين (وهو لقب المرابطين وقد زالت دولتهم)، وجعل الدعاء على منابر بجاية لبني العباس، ثم غادر بجاية بعد تنظيم أمورها وقصد قلعة بني حمَّاد ونواحيها فملكها، وحاصر قسنطينة مما أحنق أبا يوسف يعقوب أمير الموحدين الذي خرج بجيش إلى بجاية، فخرج عنها علي بن غانية وقصد بلاد الجريد، وجرى صدام بين جيش للموحدين وأصحاب علي بن غانية خارج تونس هُزم فيه الموحدون، فخرج أمير المؤمنين الموحدي أبو يوسف يعقوب بنفسه مع جيش كبير من تونس، ولقي علياً بن غانية في موقع (حامة تقيوس) قرب تونس، فانكشف أصحاب علي عنه، وأثخن جراحاً وفرَّ ومات في خيمة عجوز أعرابية.

    وكان علي بن غانية حين خرج من ميورقة خرج معه من إخوته عبد الله ويحيى الثاني وأبو بكر وسير الذين بقوا بعد الهزيمة مع من بقي من أصحابهم، فقدموا عليهم يحيى، ثم لحقوا بالصحراء، وساكنوا العرب فيها إلى أن رجع أمير المؤمنين أبو يوسف الموحدي عن المنطقة إلى المغرب، وظل يحيى يقوم بما كان يقوم به أخوه علي من تدبير الأمور، فأرسل يحيى أخاه عبد الله بن إسحاق بن محمد بن غانية إلى ميورقة، فألفاها قد انتقضت، ودُعي فيها للموحدين على يد أخيهم محمد بن إسحاق، فقام عبد الله باسترداد الجزيرة من أخيه مستعيناً بمؤيديه بزعامة المولى نجاح وخَلْقٌ من الفلاحين ورعاة الغنم المؤازرين، ونفى إلى الأندلس أخاه محمداً الذي حظي لدى الموحدين فولوه مدينة دانية، وظل فيها حتى مات، واستقر عبد الله بميورقة وضبط أمورها وجرى في الغزو على نهج أبيه إلى أن دخلها عليه الموحدون وقتلوه وانتهى بذلك أمر بني غانية فيها سنة 599هـ/1203م، وفي سنة 601هـ سار أمير الموحدين بجيش كبير إلى إفريقية واستعادها من الميورقيين، وانفض جمع يحيى وانتهى أمره ولاذ بعض أقربائه، ومنهم أخوه سير بالموحدين، فأكرموهم بالمال وأقطعوهم وصارت إفريقيا للموحدين في ذلك التاريخ.

    يوسف الأمير علي
يعمل...
X