فن التصوير . . المباديء والمنهاج الدرس -٢٧-
النور الطبيعي مزاياه واتجاهاته
في البـدايـة ، وقبـل متابعتنـا فـي ، فن التصوير ، عموماً ، وضمن هذه الدراسة بوجه خاص ، نعلم جيداً أن الكثيرين كـانـوا يلتقطون بالأفلام الملونة فقط لكن الآن ومع الدخول إلى عالم التصوير بالأبيض والأسود لابد من تعديل الأسلوب عمـومـاً بما في ذلك عين ، المصور نفسها . معنی ذلك ان عليـك كمصور أن تتدرب على رؤية النور بطريقة مختلفة .
على هذا الأساس فان الكون من حولك لن يقتصر على مجرد اشکال والوان متغيرة ومختلفة . بل يصبح نمازجاً في اشكال وتدرجات لونية سوداء وبيضاء منثقـة . فبالأسود والأبيض يتحول الظل الذي يرميه سياج ما الى تعبير قوي : أما بالألوان ، فقد يضيـع هذا الظل وسط التنافس الكبير بين الألوان الكثيرة بـالأسـود والأبيض ، قد يكون الشكل المظلل مقابل السماء دراماتيكياً أمـا بالألوان ، فقد يكون هذا الشكل ذاتـه مجرد محتويات تافهة في الصورة .
هذا ومن حسنات التصـويـر الفوتوغرافي بالاسود والأبيض تلك المتعة التي ستنعم بها عندما تبدا الاحساس بهذا العالم الجديد كليا من حيث الشكل والتـدرج اللوني . سوف تبدأ فعلا بمشاهدة النور للمرة الأولى - فبينما تسير في الشارع ، وبينما تقود سيارتك . سوف تشاهد العالم بطريقة جديدة ممتعة .
- سوف تبدأ الشعور بالطبـاع المختلفة للنور :
النوعية الهشة لأشعة الشمس البراقة ظهراً .
النور المخملي الناعم في نهار مميز بالسحب .
النظام البنيوي ( Textured ) لاشعة الشمس المتسللة من بين أوراق الشجر .
التفجـر النجمي الدراماتيكي لاشعة شمسية معاقة جزئياً .
الكآبة الضبابية للنور في يوم ممطر .
الدراما الخفية لنور القمر .
وإذا اعتبرنا ان الكاميرا هي فرشاة ، المصور الفوتوغرافي الفنـان ، فالنور هو , طلاؤه . انت تطلي صورتك الفوتوغرافية بالنور ، وتماماً مثلما يعمل الفنان بدقة وعنـاية على اختيار الوان الطلاء الذي يستعمله ، ستعمـل انت الأخـر بدقة وعنـايـة على اختيار أنوارك .
سوف نستعرض هنـا طريقة استعمال اشعة الشمس إبداعياً ، كما سنرشدك الى تفهم أفضـل للمـزايـا المختلفة في الاشعـة الشمسية .
- المزايا الأساسية للنور :
كل الانوار ، إذا كانت أشعة شمس طبيعية أو ضوء استديو اصطناعي ، لها مزايا معينة :
١ - الشدة : تشير الشدة ( * ) الى القوة النسبية للنـور . وهذه تتفاوت تبعاً لمـا ينتجه المصدر الضـونـي والبعـيـد عـن هـذا المصدر .
۲ - الاتجاه : عندما يتواجـد مصدر ضوئي واحد وحيد ، يكون اتجاه الثور محدداً بشكل واضح أما اذا تواجدت مصادر ضوئية متعددة ، أو اذا نشتت النور كما يحدث في يوم مميز بالسحب ، فيقل الاتجاه وضوحاً ، أو انه بغيب تماماً .
٣ - اللون : يتفاوت النور من حيث اللون وقفـا على مـصـدره والمـواد التي يمر من خلالها . فلاشعة الشمس الطبيعية مزيـج الوان يختلف عن مزيج الألوان في إضاءة مصباح متوهج ( * ) او فلاش اليكتروني ، كما ان اشعة الشمس بحد ذاتها تتغير وقفاً على الأحوال الجوية والوقت من النهار .
في التصوير الفوتوغرافي بـالأسـود والأبيض ، يتعلق اهتمامك أكثر ما يتعلق بالاتجاه و الشدة ، اما لون النور فيزداد أهمية في التصوير الفوتوغرافي الملون ، ونحن سنعمد هنا الى مناقشة الانجـاه والشدة ، ثم نناقش اللون في درس لاحق .
- شدة الضوء :
تتوقف شدة النور الداخل الى عدستك على بريق المصـدر الضوئي وبعدك عن هذا المصدر . كلما ازددت بعـداً عن المصـدر الضوئي ، كلما انخفضت شدة الضوء .
هذه العلاقة بين شدة الضوء والمسافة تدعى قانون التربيـع - العكسي لا ترتعب في هذه الجملة الغريبة حتى ولو لم تكن الرياضيات موضوعك المفضل في المدرسة . فالقانون سهل بالفعل . مـا يعنيـه تـربيـع عـدد مـا ببساطة ، هو ضرب العدد بذاته .
فمربع ۲ هو ٤ ـ اي ٢ × ٢ = ٤
ومربع ٣ هو ۹ - اي ۳ × ۳ = ٩ وهكذا دواليك .
والعكس يعني العكس بكـل عکسـه يصبح أصغر ، وعندما يتعلق الأمر بالنور ، كلما ازدادت بساطة ، اذا ازداد شيء ، فـان المسافة ، تصبح شدة النور اقل .
على ان قانون التـربيع - العكس يقول أن شدة النور تتفاوت تبعاً لمربع البعد عن المصدر .
خذ مثلاً على ذلك انه اذا كانت النقطة ( B )
تبعد عن مصدر ضوئي ما ضعف بعد النقطة ( A ) عنه ، فما يصيب النقطة ( B ) من النور هو ربع ما يصيب النقطة ( A ) واذا كـانـت النقطة ( C ) تبعد عن مصدر ضوئي ما ثلاثة أضعاف بعد النقطة ( A ) سوف تحصـل حـينـذاك على شدة النـور التي تحصل عليها النقطة ( A ) ، هذا هو كل ما يعنيه القانون .
- اتجاهات أساسية للنور :
باستطاعـة النـور أن يصيب موضوعك في أي جانب ، وذلك وقفاً على المكان الذي تضع فيه الكاميرا أو الموضوع أو الضوء .
وعندما يتوفر لديك مصدر ضوئي رئيسي قوي - شمس براقة على سبيل المثـال ـ تنتـج عن ذلك تأثيرات مختلفة تتوقف على مكان سقوط النور نسبـة للمـوضـوع حسبما تشاهده الكاميرا ، وهناك أربع فئات أساسية للتـوقيـع الضوئي .
١ - إضاءة أمـامـيـة ( Frontlighting ) .
۲ - اضاءة جانبية بزاوية ٤٥ درجة
٣- اضاءة جانبية بزاوية ٩٠ درجة .
٤- اضاءة خلفية ( Backlighting ) .
١ - الإضاءة الأمامية :
هذا هو نوع الإضاءة الذي تحصـل عليـه عنـدمـا تـعمـل بالنصيحة التي تعطى للعديد من المصورين الفوتوغرافيين الهواة و التـقـط والشمس وراءك . . فالاضاءة الأمامية تنتج صورة دون ظلال .
وحيث ان كل اجزاء الموضوع المواجهة للكـامـيـرا
تكـون سابحـة هكذا تحت نـور مبـاشـر ، تكـون كلهـا فـاتـحـة والنتيجة هي صورة تتميز بالقليل من التـدرجـات اللونية .
ثم لما كان التشديد على ابراز العمق والتكوير يتم بالتفاعل بين النور والظل . فـان الاضاءة الأمـاميـة
تعطي هكذا احساساً مسطحاً ( Flat ) ببعدين . لذلك يطلق عليها تعبير الإضاءة المسطحة( Flat Lighting ) .
قد يكون الضـوء الأمامي ضعيفاً ، كما في شمس الصبـاح الباكر أو أواخر بعد الظهر ؛ أو قد يكون عالياً ، كما في شمس الظهر .
كل من هذين ينتج تأثيراته الذاتية الخاصة وعندما تكون في صدد تصوير وجـه سوف تجد ان الإضاءة الأمامية العالية لا تكون جذابة ، طالما انها ترمي ظلالا عميقة في محاجر العينين وتحت الوجه ، اما ، التغميض ، والذي الأنف بينما الإضاءة المسطحة التي تنتج عن إضاءة امـامـيـة منخفضة باستطاعتها ان تحسن تسببه للعينين فلا يفعل ذلك .
في مكان لاحق من هذا الدرس سـوف نناقش كيفيـة التـقـاط وجهيات في اشعة الشمس .
۲ - اضاءة جانبية بزاوية ٤٥ درجة :
هذا النوع من الاضاءة ، وهو الذي يحدث في أواسط قبل الظهر و اواسط بعد الظهر ، يعتبره الكثيرون النوع الافضل وصور فوتوغرافية وجهية . وكما ستتعلم في درس لاحق ، يكـون الضـوء الرئيسي المسـتـعـمـل وصـورة وجهية تلتقط داخل الاستديو في حقيقة الأمر هو ضوء جـانبي بزاوية ٤٥ درجة على الأغلب .
ذلك ان ضوء الـ ٤٥ درجـة الجانبي ينتج تفاعلا وطيفاً بين النور والظلال ، دون ان يكون شاملا متسلطاً ، هنا تأخذ الأشكال مزايا تدرج لوني تشدد على إبراز عمقهـا ، منتجة مـا يدعى بتاثير تشكيلي ( Modeling ) .
كذلك تتسجـل بنيـة السـطح بشكـل لطيف لهذه الأسباب ، كثيراً ما تعتبر الاضاءة الجانبية بزاوية ٤٥ درجة انها اضـاءة , طبيعية .
٣ ـ اضاءة جانبية بزاوية ٩٠ درجة :
انها اضاءة دراماتيكية تشـدد على ابراز التباين الضوئي القوي بين النـور والـعـتمـة ، ذلك أن الـجـانـب المـواجـه للنـور في مـوضـوعـك يكـون سـابـحـاً في البريق : أما الجانب البعيد عن النور فيكون مخفياً في الظلمة . الظلال هنا طويلة وقوية بينما البنية السطحية تبرز قوية لأن كلا من النتؤات يبعث بظل قوي . والحقيقة ان هذه الاضاءة يشار اليها في بعض الأحيان بتعبيـر إضاءة بنيوية ( * ) .
عنـدمـا يتعلق الأمـر بصـور وجهيـة ، انت تستعمل الاضاءة الجانبية بزاوية ٩٠ درجـة فقط عندما تريد انتاج تاثير دراماتيكي صارم .
وسوف تتجنب هذا التأثير بكل تأكيد اذا كان هدفك هو صورة انثوية ناعمة .
هذا ، وعند استعمال اضاءة جانبية بزاوية ٩٠ درجة ، عليك أن تبدي اهتماماً دقيقاً بالظلال : فهي تمثل جزءاً من المحتـوى له ذات الأهمية
كما للمشرقات .
٤ - إضاءة خلفية :
عندما ينتقل النور بـاتـجـاه الكاميرا من وراء الموضوع تحصل على التأثير المسرحي جداً ، ذلك الذي يطلق عليه اسم الاضاءة الخلفية .
فإذا عرضت ضوئيا للنور ، يتحول موضوعك الى ظلية سوداء ، واذا اعتمدت الحل الوسط كتعريض ضوئي ، تستـطيـع انتاج تفـاصيـل في موضوعك ، بينما تحافظ على هذا الموضوع بارزاً بقوة مقابل ضوء الخلفية .
ولو كان النور عالياً ، قد يحدث لحافة دراماتيكية في النور البراق أن تحيط بقمة موضوعك - شعر نمـوذجـك على سبيل المثال - صانعة تأثيراً دراماتيكيا هكذا يدعى هذا اضاءة حافة ( * ) .
مع الإضاءة الخلفية . يؤدي الموضوع المظلل مقابل خلفية بزاقة الى انتـاج صـورة تباين ضوئي - شديد يستطيع ان يكون قوياً جداً في بساطتـه . هذا هو السبب الذي يفسر كون الاضاءة الخلفية مفضلة بين العديد من المحترفين .
- كيف تلتقط وجهيـات في الخارج :
المشكلة : عندما تلتقط وجهيات في الخارج ، ما هو نوع الأشعة الشمسية التي تريدها ؟ ..
غالباً ما يزعم المبتدئون ان ما تريده في هذه الحال هـو اشعة شمس براقة تنعكس من خلفك . وتشـع على وجـه المـوضـوع مباشرة ، وما يحصلون عليه لسوء الحظ يظهر في ( الصـور أ ) .
على الموضوع ان يغمض عينيه نصف إغماضة رغما عنه . فاذا كانت الشمس منخفضـة ، تكـون إضاءة الوجـه المغمض مسطحة ( Flat ) ، واذا كـانت الشمس عالية ، تنشأ ظلال داكنة فـي العيـنيـن وتـحـت الأنف .
والحـالـتـان تسيئان إلى الموضوع .
الحـل الأول : لا تلتقط والمـوضـوع في اشعـة شمس مبـاشـرة . بدلا من ذلك ليكن موضوعك غارقاً في أشعة شمسية ناعمة مشئتة هذا يمكن تحقيقه بعدد من الطرق المختلفة .
تستطيع الانتظار لتلتقط في يوم سمـاؤه مكللة بـالسحب فكمـا الحظنا سابقاً لالتقاط وجهيات في الخارج ، يفضل الكثير من المحترفين طقساً كئيبـاً مميزاً بتـواجـد السحب ، عوضاً عن العمل في يوم مشـع بـراق أو تستطيع انتظار سحابـة تخفي اشعة الشمس البراقة وهذا هو ذاته من حيث التأثير كنهار سماؤه مكللة بالسحب ، أو انك تستطيع نموذجياً في هذه الحال ، ولكن احذر من وجود تبقعات ضوئية إبعاد الموضوع عن منطقة أشعة الشمس المبـاشـرة الى أخـرى مظللة سيكون ظل شجـرة مـا براقة منعكسة من الشمس البراقة التي قد تصب أشعتها على وجـه المـوضـوع متسللة بين أوراق الشجرة ، منتجة تاثيرا مرقطاً .
الحل الثاني : أولا ، تخلص من و النصف إغمـاضـة ، على وجـه موضوعك بادارة هذا الوجه الى حين يصبح النور غير منصب على العينين مباشرة ، هدفك الآن هو إضفاء بعض الضوء على الظلال بحيث تكف هذه عن كونها سوداء تماماً ، لتفعل ذلك ، فان ابسط اسلوب تعتمـده هـو ان تعكس الاشعة الشمسيـة نـحـو وجـه الموضوع باستعمال لوحـة من الكرتون الأبيض العاكس .
الحيلة هنا أن تقرب اللوحـة البيضاء من وجه الموضوع ، فلو أمسكتها بعيدة عنه اكثر من ١٢
بوصة ، عادة ما لا تحصل على تنوير كاف يدخـل الظلال عليك كذلك أن تحرك هذه اللوحة الى الأمام والوراء بينما تراقب بدقة وعنـايـة كيف يتـلاعب النور المنعكس عنها على المناطق الظلية ، فعند نقطة ما ، ستشاهد تذهب انت الى محدد النظر في النور الذي نريده ، اطلب من شخص ما ان يساعدك على مسك اللوحة في هذا الموقع ، بينما الخلف لإعداد التشكيل النهائي .
تعمل هذه الأساليب بالجودة ذاتها مع وجهيات ملونة وسوداء بيضاء والفارق الوحيد هو انك عندما تلتقط بالألوان عليك ان تحذر من المسحة اللونية للظل المنفتـح فالنـور زرقاوي تماماً كما تبدو السماء زرقاء قد تريد أن تعوض على ذلك ، اي باستعمـال مرشح ( 81A ) او ( 85C ) .
انهـا مرشحات تضعف المسحة اللونية الزرقاء وتنتج تدرجاً لونياً عادياً أكثر للبشرة .
تشـاهـد هـنـا صـورة وجهيـة خـارجية رائعة لاعلان ازياء . وحيث انهـا التقطت في ظل مفتوح ، جاءت التفاصيل مرئية بوضوح في كل جزء من الصورة تقريباً .
مع ذلك يبقى هناك تظليل لطيف في جـانبنـا الأيمن يعطي احساساً بتشكيل ثلاثة أبعاد في الوجه والجسم . هذا هو التاثير الذي تسعى اليه .
( الصورة أ ) : تاتي الاغماضة النصفية نتيجة سقوط الأشعة الشمسية على عيني الموضوع مباشرة ، منعكسة هكذا من وراء الكاميرا .
( الصورة ب ) : بنقل الموضوع الى منطقة ظل مفتوح - تختفي الإغماضة النصفيـة ، كما تختفي الظلال الفظة⏹
الدرس المقبل
كل شيء عن النور المتوفر
مؤثرات طبيعية
النور الطبيعي مزاياه واتجاهاته
في البـدايـة ، وقبـل متابعتنـا فـي ، فن التصوير ، عموماً ، وضمن هذه الدراسة بوجه خاص ، نعلم جيداً أن الكثيرين كـانـوا يلتقطون بالأفلام الملونة فقط لكن الآن ومع الدخول إلى عالم التصوير بالأبيض والأسود لابد من تعديل الأسلوب عمـومـاً بما في ذلك عين ، المصور نفسها . معنی ذلك ان عليـك كمصور أن تتدرب على رؤية النور بطريقة مختلفة .
على هذا الأساس فان الكون من حولك لن يقتصر على مجرد اشکال والوان متغيرة ومختلفة . بل يصبح نمازجاً في اشكال وتدرجات لونية سوداء وبيضاء منثقـة . فبالأسود والأبيض يتحول الظل الذي يرميه سياج ما الى تعبير قوي : أما بالألوان ، فقد يضيـع هذا الظل وسط التنافس الكبير بين الألوان الكثيرة بـالأسـود والأبيض ، قد يكون الشكل المظلل مقابل السماء دراماتيكياً أمـا بالألوان ، فقد يكون هذا الشكل ذاتـه مجرد محتويات تافهة في الصورة .
هذا ومن حسنات التصـويـر الفوتوغرافي بالاسود والأبيض تلك المتعة التي ستنعم بها عندما تبدا الاحساس بهذا العالم الجديد كليا من حيث الشكل والتـدرج اللوني . سوف تبدأ فعلا بمشاهدة النور للمرة الأولى - فبينما تسير في الشارع ، وبينما تقود سيارتك . سوف تشاهد العالم بطريقة جديدة ممتعة .
- سوف تبدأ الشعور بالطبـاع المختلفة للنور :
النوعية الهشة لأشعة الشمس البراقة ظهراً .
النور المخملي الناعم في نهار مميز بالسحب .
النظام البنيوي ( Textured ) لاشعة الشمس المتسللة من بين أوراق الشجر .
التفجـر النجمي الدراماتيكي لاشعة شمسية معاقة جزئياً .
الكآبة الضبابية للنور في يوم ممطر .
الدراما الخفية لنور القمر .
وإذا اعتبرنا ان الكاميرا هي فرشاة ، المصور الفوتوغرافي الفنـان ، فالنور هو , طلاؤه . انت تطلي صورتك الفوتوغرافية بالنور ، وتماماً مثلما يعمل الفنان بدقة وعنـاية على اختيار الوان الطلاء الذي يستعمله ، ستعمـل انت الأخـر بدقة وعنـايـة على اختيار أنوارك .
سوف نستعرض هنـا طريقة استعمال اشعة الشمس إبداعياً ، كما سنرشدك الى تفهم أفضـل للمـزايـا المختلفة في الاشعـة الشمسية .
- المزايا الأساسية للنور :
كل الانوار ، إذا كانت أشعة شمس طبيعية أو ضوء استديو اصطناعي ، لها مزايا معينة :
١ - الشدة : تشير الشدة ( * ) الى القوة النسبية للنـور . وهذه تتفاوت تبعاً لمـا ينتجه المصدر الضـونـي والبعـيـد عـن هـذا المصدر .
۲ - الاتجاه : عندما يتواجـد مصدر ضوئي واحد وحيد ، يكون اتجاه الثور محدداً بشكل واضح أما اذا تواجدت مصادر ضوئية متعددة ، أو اذا نشتت النور كما يحدث في يوم مميز بالسحب ، فيقل الاتجاه وضوحاً ، أو انه بغيب تماماً .
٣ - اللون : يتفاوت النور من حيث اللون وقفـا على مـصـدره والمـواد التي يمر من خلالها . فلاشعة الشمس الطبيعية مزيـج الوان يختلف عن مزيج الألوان في إضاءة مصباح متوهج ( * ) او فلاش اليكتروني ، كما ان اشعة الشمس بحد ذاتها تتغير وقفاً على الأحوال الجوية والوقت من النهار .
في التصوير الفوتوغرافي بـالأسـود والأبيض ، يتعلق اهتمامك أكثر ما يتعلق بالاتجاه و الشدة ، اما لون النور فيزداد أهمية في التصوير الفوتوغرافي الملون ، ونحن سنعمد هنا الى مناقشة الانجـاه والشدة ، ثم نناقش اللون في درس لاحق .
- شدة الضوء :
تتوقف شدة النور الداخل الى عدستك على بريق المصـدر الضوئي وبعدك عن هذا المصدر . كلما ازددت بعـداً عن المصـدر الضوئي ، كلما انخفضت شدة الضوء .
هذه العلاقة بين شدة الضوء والمسافة تدعى قانون التربيـع - العكسي لا ترتعب في هذه الجملة الغريبة حتى ولو لم تكن الرياضيات موضوعك المفضل في المدرسة . فالقانون سهل بالفعل . مـا يعنيـه تـربيـع عـدد مـا ببساطة ، هو ضرب العدد بذاته .
فمربع ۲ هو ٤ ـ اي ٢ × ٢ = ٤
ومربع ٣ هو ۹ - اي ۳ × ۳ = ٩ وهكذا دواليك .
والعكس يعني العكس بكـل عکسـه يصبح أصغر ، وعندما يتعلق الأمر بالنور ، كلما ازدادت بساطة ، اذا ازداد شيء ، فـان المسافة ، تصبح شدة النور اقل .
على ان قانون التـربيع - العكس يقول أن شدة النور تتفاوت تبعاً لمربع البعد عن المصدر .
خذ مثلاً على ذلك انه اذا كانت النقطة ( B )
تبعد عن مصدر ضوئي ما ضعف بعد النقطة ( A ) عنه ، فما يصيب النقطة ( B ) من النور هو ربع ما يصيب النقطة ( A ) واذا كـانـت النقطة ( C ) تبعد عن مصدر ضوئي ما ثلاثة أضعاف بعد النقطة ( A ) سوف تحصـل حـينـذاك على شدة النـور التي تحصل عليها النقطة ( A ) ، هذا هو كل ما يعنيه القانون .
- اتجاهات أساسية للنور :
باستطاعـة النـور أن يصيب موضوعك في أي جانب ، وذلك وقفاً على المكان الذي تضع فيه الكاميرا أو الموضوع أو الضوء .
وعندما يتوفر لديك مصدر ضوئي رئيسي قوي - شمس براقة على سبيل المثـال ـ تنتـج عن ذلك تأثيرات مختلفة تتوقف على مكان سقوط النور نسبـة للمـوضـوع حسبما تشاهده الكاميرا ، وهناك أربع فئات أساسية للتـوقيـع الضوئي .
١ - إضاءة أمـامـيـة ( Frontlighting ) .
۲ - اضاءة جانبية بزاوية ٤٥ درجة
٣- اضاءة جانبية بزاوية ٩٠ درجة .
٤- اضاءة خلفية ( Backlighting ) .
١ - الإضاءة الأمامية :
هذا هو نوع الإضاءة الذي تحصـل عليـه عنـدمـا تـعمـل بالنصيحة التي تعطى للعديد من المصورين الفوتوغرافيين الهواة و التـقـط والشمس وراءك . . فالاضاءة الأمامية تنتج صورة دون ظلال .
وحيث ان كل اجزاء الموضوع المواجهة للكـامـيـرا
تكـون سابحـة هكذا تحت نـور مبـاشـر ، تكـون كلهـا فـاتـحـة والنتيجة هي صورة تتميز بالقليل من التـدرجـات اللونية .
ثم لما كان التشديد على ابراز العمق والتكوير يتم بالتفاعل بين النور والظل . فـان الاضاءة الأمـاميـة
تعطي هكذا احساساً مسطحاً ( Flat ) ببعدين . لذلك يطلق عليها تعبير الإضاءة المسطحة( Flat Lighting ) .
قد يكون الضـوء الأمامي ضعيفاً ، كما في شمس الصبـاح الباكر أو أواخر بعد الظهر ؛ أو قد يكون عالياً ، كما في شمس الظهر .
كل من هذين ينتج تأثيراته الذاتية الخاصة وعندما تكون في صدد تصوير وجـه سوف تجد ان الإضاءة الأمامية العالية لا تكون جذابة ، طالما انها ترمي ظلالا عميقة في محاجر العينين وتحت الوجه ، اما ، التغميض ، والذي الأنف بينما الإضاءة المسطحة التي تنتج عن إضاءة امـامـيـة منخفضة باستطاعتها ان تحسن تسببه للعينين فلا يفعل ذلك .
في مكان لاحق من هذا الدرس سـوف نناقش كيفيـة التـقـاط وجهيات في اشعة الشمس .
۲ - اضاءة جانبية بزاوية ٤٥ درجة :
هذا النوع من الاضاءة ، وهو الذي يحدث في أواسط قبل الظهر و اواسط بعد الظهر ، يعتبره الكثيرون النوع الافضل وصور فوتوغرافية وجهية . وكما ستتعلم في درس لاحق ، يكـون الضـوء الرئيسي المسـتـعـمـل وصـورة وجهية تلتقط داخل الاستديو في حقيقة الأمر هو ضوء جـانبي بزاوية ٤٥ درجة على الأغلب .
ذلك ان ضوء الـ ٤٥ درجـة الجانبي ينتج تفاعلا وطيفاً بين النور والظلال ، دون ان يكون شاملا متسلطاً ، هنا تأخذ الأشكال مزايا تدرج لوني تشدد على إبراز عمقهـا ، منتجة مـا يدعى بتاثير تشكيلي ( Modeling ) .
كذلك تتسجـل بنيـة السـطح بشكـل لطيف لهذه الأسباب ، كثيراً ما تعتبر الاضاءة الجانبية بزاوية ٤٥ درجة انها اضـاءة , طبيعية .
٣ ـ اضاءة جانبية بزاوية ٩٠ درجة :
انها اضاءة دراماتيكية تشـدد على ابراز التباين الضوئي القوي بين النـور والـعـتمـة ، ذلك أن الـجـانـب المـواجـه للنـور في مـوضـوعـك يكـون سـابـحـاً في البريق : أما الجانب البعيد عن النور فيكون مخفياً في الظلمة . الظلال هنا طويلة وقوية بينما البنية السطحية تبرز قوية لأن كلا من النتؤات يبعث بظل قوي . والحقيقة ان هذه الاضاءة يشار اليها في بعض الأحيان بتعبيـر إضاءة بنيوية ( * ) .
عنـدمـا يتعلق الأمـر بصـور وجهيـة ، انت تستعمل الاضاءة الجانبية بزاوية ٩٠ درجـة فقط عندما تريد انتاج تاثير دراماتيكي صارم .
وسوف تتجنب هذا التأثير بكل تأكيد اذا كان هدفك هو صورة انثوية ناعمة .
هذا ، وعند استعمال اضاءة جانبية بزاوية ٩٠ درجة ، عليك أن تبدي اهتماماً دقيقاً بالظلال : فهي تمثل جزءاً من المحتـوى له ذات الأهمية
كما للمشرقات .
٤ - إضاءة خلفية :
عندما ينتقل النور بـاتـجـاه الكاميرا من وراء الموضوع تحصل على التأثير المسرحي جداً ، ذلك الذي يطلق عليه اسم الاضاءة الخلفية .
فإذا عرضت ضوئيا للنور ، يتحول موضوعك الى ظلية سوداء ، واذا اعتمدت الحل الوسط كتعريض ضوئي ، تستـطيـع انتاج تفـاصيـل في موضوعك ، بينما تحافظ على هذا الموضوع بارزاً بقوة مقابل ضوء الخلفية .
ولو كان النور عالياً ، قد يحدث لحافة دراماتيكية في النور البراق أن تحيط بقمة موضوعك - شعر نمـوذجـك على سبيل المثال - صانعة تأثيراً دراماتيكيا هكذا يدعى هذا اضاءة حافة ( * ) .
مع الإضاءة الخلفية . يؤدي الموضوع المظلل مقابل خلفية بزاقة الى انتـاج صـورة تباين ضوئي - شديد يستطيع ان يكون قوياً جداً في بساطتـه . هذا هو السبب الذي يفسر كون الاضاءة الخلفية مفضلة بين العديد من المحترفين .
- كيف تلتقط وجهيـات في الخارج :
المشكلة : عندما تلتقط وجهيات في الخارج ، ما هو نوع الأشعة الشمسية التي تريدها ؟ ..
غالباً ما يزعم المبتدئون ان ما تريده في هذه الحال هـو اشعة شمس براقة تنعكس من خلفك . وتشـع على وجـه المـوضـوع مباشرة ، وما يحصلون عليه لسوء الحظ يظهر في ( الصـور أ ) .
على الموضوع ان يغمض عينيه نصف إغماضة رغما عنه . فاذا كانت الشمس منخفضـة ، تكـون إضاءة الوجـه المغمض مسطحة ( Flat ) ، واذا كـانت الشمس عالية ، تنشأ ظلال داكنة فـي العيـنيـن وتـحـت الأنف .
والحـالـتـان تسيئان إلى الموضوع .
الحـل الأول : لا تلتقط والمـوضـوع في اشعـة شمس مبـاشـرة . بدلا من ذلك ليكن موضوعك غارقاً في أشعة شمسية ناعمة مشئتة هذا يمكن تحقيقه بعدد من الطرق المختلفة .
تستطيع الانتظار لتلتقط في يوم سمـاؤه مكللة بـالسحب فكمـا الحظنا سابقاً لالتقاط وجهيات في الخارج ، يفضل الكثير من المحترفين طقساً كئيبـاً مميزاً بتـواجـد السحب ، عوضاً عن العمل في يوم مشـع بـراق أو تستطيع انتظار سحابـة تخفي اشعة الشمس البراقة وهذا هو ذاته من حيث التأثير كنهار سماؤه مكللة بالسحب ، أو انك تستطيع نموذجياً في هذه الحال ، ولكن احذر من وجود تبقعات ضوئية إبعاد الموضوع عن منطقة أشعة الشمس المبـاشـرة الى أخـرى مظللة سيكون ظل شجـرة مـا براقة منعكسة من الشمس البراقة التي قد تصب أشعتها على وجـه المـوضـوع متسللة بين أوراق الشجرة ، منتجة تاثيرا مرقطاً .
الحل الثاني : أولا ، تخلص من و النصف إغمـاضـة ، على وجـه موضوعك بادارة هذا الوجه الى حين يصبح النور غير منصب على العينين مباشرة ، هدفك الآن هو إضفاء بعض الضوء على الظلال بحيث تكف هذه عن كونها سوداء تماماً ، لتفعل ذلك ، فان ابسط اسلوب تعتمـده هـو ان تعكس الاشعة الشمسيـة نـحـو وجـه الموضوع باستعمال لوحـة من الكرتون الأبيض العاكس .
الحيلة هنا أن تقرب اللوحـة البيضاء من وجه الموضوع ، فلو أمسكتها بعيدة عنه اكثر من ١٢
بوصة ، عادة ما لا تحصل على تنوير كاف يدخـل الظلال عليك كذلك أن تحرك هذه اللوحة الى الأمام والوراء بينما تراقب بدقة وعنـايـة كيف يتـلاعب النور المنعكس عنها على المناطق الظلية ، فعند نقطة ما ، ستشاهد تذهب انت الى محدد النظر في النور الذي نريده ، اطلب من شخص ما ان يساعدك على مسك اللوحة في هذا الموقع ، بينما الخلف لإعداد التشكيل النهائي .
تعمل هذه الأساليب بالجودة ذاتها مع وجهيات ملونة وسوداء بيضاء والفارق الوحيد هو انك عندما تلتقط بالألوان عليك ان تحذر من المسحة اللونية للظل المنفتـح فالنـور زرقاوي تماماً كما تبدو السماء زرقاء قد تريد أن تعوض على ذلك ، اي باستعمـال مرشح ( 81A ) او ( 85C ) .
انهـا مرشحات تضعف المسحة اللونية الزرقاء وتنتج تدرجاً لونياً عادياً أكثر للبشرة .
تشـاهـد هـنـا صـورة وجهيـة خـارجية رائعة لاعلان ازياء . وحيث انهـا التقطت في ظل مفتوح ، جاءت التفاصيل مرئية بوضوح في كل جزء من الصورة تقريباً .
مع ذلك يبقى هناك تظليل لطيف في جـانبنـا الأيمن يعطي احساساً بتشكيل ثلاثة أبعاد في الوجه والجسم . هذا هو التاثير الذي تسعى اليه .
( الصورة أ ) : تاتي الاغماضة النصفية نتيجة سقوط الأشعة الشمسية على عيني الموضوع مباشرة ، منعكسة هكذا من وراء الكاميرا .
( الصورة ب ) : بنقل الموضوع الى منطقة ظل مفتوح - تختفي الإغماضة النصفيـة ، كما تختفي الظلال الفظة⏹
الدرس المقبل
كل شيء عن النور المتوفر
مؤثرات طبيعية
تعليق