المطر في صور مثيرة ونادرة
أشرنا مراراً إلى إمكانية التصوير الفوتوغرافي في الأجواء الممطرة ، لكن في هذا الموضوع سنتعرف إلى كيفية تحويل المطر نفسه الى موضوع في صورنا ، إلى مادة مستقلة ، أو من خلال استغلال مواضيع جانبية أخرى .
الهدف منها اظهار المطر كمادة رئيسية في لقطاتنا .
ليس ضرورياً ان تكون الصور الفوتوغرافية الأكثر متعة واثارة هي تلك التي تلتقط تحت أشعة شمس براقة فقط . ومن سوء الحظ ان معظم المصورين الفـوتـوغـرافيين ينظرون الى نقاط المطر القليلة الأولى كإشارة تدعوهم للانزواء في الغرفة المظلمة ، أو حتى الى تناسي التصوير الفوتوغرافي بمجمله .
هذا مخجل ، طالما ان النهار الممطر يمثل وقتاً جيداً لتـحـقـيـق تـاثـيـرات رائعة ودراماتيكية أحياناً ، وذلك من النوع الذي يستحيل تحقيقه بينما الشمس مشعة .
عندما نقرر اعتماد الشجاعة والخروج الى المطر ، منتعلين احذية واقية من الماء ، ومرتدين معطفاً للمـطر مع توفير بعض الحماية للكاميرا ، سوف نتعرض الى الكثيـر مـن الامـكـانـات الفوتوغرافية الابداعية .
ولكـل منا صورة مختلفة عن المطر . وكثيراً جداً ما تكون هذه الصور مثيرة لذكريات حول حالة نفسية أو مكان او طريقة حياة . كما ان التقاط هكذا صور هو تحد بالفعل ، مثلما هي عملية اعادة بعث ذات الأحاسيس المتعلقة بالمطر في نفوس كل من يشاهد الصورة هذا ، ويمكن للمطر أن يتفاوت بين مجرد رذاذ متنـاثـر وتدفق موسمي يحدث فيضانـاً وهذا يعني وجود تفاوت واسع بين الصور ممكنة التحقيق .
قد يكون تصوير المطر بحد ذاتـه مسـالة صعـبـة ذلك ان انطباعنا البصري للمطر يشمل حركته ، وعلى الرغم من اننا لا نشاهد نقاطاً إفرادية نستطيع ادراك تساقطها حتى عندما تكون دقيقة جدا وتـاثيـرهـا الخـطي المالوف ليس واضحاً ، عندما تلتقط صورة فوتوغرافية تحت هكذا ظروف ، فهي لن تظهر شيئاً من المطر ، وعلى الرغم ممـا تشاهده العين كمطر واضح قد لا يتـسـجـل هـذا عـلى صـورة فوتوغرافية كاي شيء اكثر من ضبابية عامة .
أمـا المـطر الأكثـر غـزارة من ناحية أخرى ، فيظهر في الصورة الفوتوغرافية كخطوط منسابة . رغم ان الصورة الدقيقة ستتوقف على نقطة التركيز وعمق المجال ، فمع عمق مجال محدود ، قد ياتي التأثير التخطيطي أقل وضوحاً مما يأتي عليه عند دخول مجال واسع ضمن التركيز .
نحن عـادة نتطلع الى شيء داكن حتى نأخذ فكرة عن مدى غزارة المطر المتساقط ، وهـذا ذاته صحيح إذا اردنا واقعية تتحقق غالباً باظهار المطر كخطوط قصيرة ، لكن هذا التاثير يحتـاج لسرعة مغلاق كبيرة جدا ، تكون صعبـة عمـومـاً بسبب ضعف النور .
هذا وبـاسـتـعـمـال فـلاش اليكتروني ، يصبح بالإمكان عزل نقاط مطر إفرادية اثناء سقوطها ولكن هذا قد يعطي تأثيراً لا يشبه المطر ابدأ . كما ان النقاط القليلة التي تسقط على مقربة كافية من الكاميرا لتشاهد بوضوح ، قد نحصـل على تعـريض ضـونـي يتجاوز ما ينبغي ، بينما تمتزج البعيدة في ضابية عامة .
وقد تكون الصور التي تميز المطر بحد ذاته وهي الأكثر فعالية عندما يكون هناك موضوع اضافي قريب الى حد ما من الكاميرا ، نركز عليه . في هذه الحالة تكون عملنا على اقتصار عمق المجال لمنطقة الموضوع ، ويكون المطر ذاتـه ظاهراً للكاميرا . من المواضيع التقليدية هنـا وجـود اشخاص أجبروا على الوقوف تحت المطر ، او يحتمـون من المطر في مدخل بناء او تحت مظلة مخزن .
قد نجد على وجه العموم اننا سنستفيد اكثـر عنـدمـا نـصـور تأثيرات المطر بدلا من المطر ذاته .
ومن المزايا الأكثر جاذبية لليوم الممطر ذلك التحول الذي يطرا عندما يصبح كل شيء مبللاً لدرجة ان اكثر ما هو عادي من السطحيات ، كالأرصفـة مثـلا ، تصبـح عبارة عن أحـواض من النور المنعكس يبرق ويلمع . هذه الانعكاسات المختلفة ومتعددة الأنواع التي يبعثهـا المـاء هي مواضيع بحد ذاتها نستطيع قضاء نـهـارنـا الممطر منهمكين بتصويرها . لنبحث خصوصاً عن ابنية أو سيارات او مصـابيـح شوارع منعكسة على صفحـة رصيف . أما السطحيات المتعرجة كشارع مـرصـوف بحصى ، فيتجمع فيها الماء باشكال متفاوتة باعثين هكذا بانعكاسات مثيرة متقطعة تعطي انطباعات رائعة .
هذا ، والماء الساكن الذي تتساقط عليه نقاط المطر سيكون له التأثير ذاته تقريباً ، فإذا ركزنا على صفحة الماء فقط ، تكون امکانات التلاعب ابداعيـا بالانعكاسات المعروضة لا حدود لها من الناحية العملية إذا خلدنا الى التفكير فيها بدقة وعناية .
وكثيراً ما تنشأ الظروف من هذا القبيـل بينمـا المـطر يتساقط بغزارة . فكثيراً ما سيتوقف نوع الصور التي تلتقطها على طبيعة هذا المطر ، والمطر المتساقط بغزارة على وجه الخصوص يفسح المجال لاستغلال العديد من الفرص الفوتوغرافية .
هناك دائما احتمال سقوط امطار مدرارة تبعث مقداراً من الذعر في الشوارع ، اذ يسارع الناس بحثاً عن مكـان يلتجئون اليه ويتشاحنون مع مظلاتهم وقبعـاتهم ويتحـول المطر الى سواق تتدفق على الأرض كالشلالات ، فتتقهقر القطط هاربة الى أقرب باب ، بينما يبدو من الأطفال انهم الوحيدون الذين يتفاعلون بمتعة وحماس نجد الأصغر بينهم وبغض النظر عما ينتعلونه من احذية ، وقد سارعوا ليسيروا في أقرب ساقية . ونلاحظ كذلك كيف ان المتفرجين في موقع حدث رياضي يواجهون المطر الغزير الذي يسقط دونما توقع بمظلات وأغطيـة للرأس تـخلـهـر بسرعة عجيبة والجدير بالذكر ان الناس فـي هـكـذا ظروف . ينهمكون على وجه العموم بما يحفظ مظهرهم المحترم ووقارهم فلا يلاحظون انهم تحولوا الى مواضيع ممتعة أمام الكـاميـرا الخفية .
للأشجـار ومظلات واجهات المخازن مصدرها الذاتي والجاهز لالتقاط الصور أثنـاء تسـاقـط المطر ، فهي عادة ما تجمع المطر وتقذفه كنقاط كبيرة لا متوقعة على المارين غير المنتبهين لها . علينا الانتظار بصبر ودون تطفل لنلتقط تعابير الإشمئزاز وهي تظهر على وجه شخص ما تلقى نقطة كبيرة سقطت على مؤخرة رقبته .
عنـدمـا نصبـح على معـرفـة بتحويل المطر الى مـوضـوع للتصوير الفوتوغرافي ، سوف نلاحظ وجود العديد من الأنواع المختلفة للمطر في حقيقة الأمر .
فإذا هو تساقط رذاذاً ، نستطيع دخـوله بشجـاعـة ، والكـاميـرا محمية بكيس من النايلون . انه نوع من المطر يعمل كشاشة رقيقة بيننا وبين موضوعنا ، ويكاد تأثيره ان يكون شبيها بـالتأثيـر الذي يعطيه مرشح ترکیز خفیف .
أما في حالة انهمار المطر غزيراً أو اشبه بالأمطار الموسمية ، فقد لا يكون كيس النايلون كافياً لتحقيق الغرض منه ، ومن الأفضل أن نمارس التصوير في مكان يقينا تساقط المطر .
نشير هنا إلى أن اليوم الممطر يحتاج إلى فيلم سریع ، طالما ان المستوى الضوئي سيـكـون منخفضاً جداً أثناء تساقط المطر غزيراً ولكن علينا عدم المبالغة في التعريض الضـونـي والا تنعطب الميزة الثقيلة ( heavy mood ) التي ترافق هكذا مطر .
ولكن للفيلم السريع سيئة إعطاء الوان تقل حيوية مع تباين ضوئي أكثر انخفاضاً ، الأمر الذي قد يؤدي إلى انتاج صور مخيبـة للأمال . ويقتضي الأمر أن نبحث عن اشياء بـراقـة الألوان تحقق التباين الضوئي امثـال : معاطف مطر صفراء او انوار حركة سير حمراء أو أوراق نبائية خضراء براقة وعندما يتساقط المطر سريعاً ، يعمد الناس أوتوماتيكياً إلى إضاءة أنوارهم للتعويض على نور النهار المفقود ، اذا كانت هذه الأنوار عبارة عن مصابيح سيارات أو مصابيح منزلية . هذه نستطيع استغلالها لتحقيق تاثير رائع في صورنا .
عاصفة المطر ليست المكان الأنسب للكاميرا ، وعلى الرغم من أن نقاط المطر القليلة التي تسقط على التعليبة أو مرشح العدسة لن تتسبب بضرر ، يبقى من الأفضل ربما ان نمارس التـصـويـر الفـوتـوغـرافـي اثنـاء المـطر ونحن ملتجئين إلى مكان يحمينا منه والجدير بالذكر أن نقاط المـطر على زجـاج نـافـذة هي موضوع كلاسيكي لو الثقطت بحد ذاتها كموضوع قريب ، أو كجـزء من صورة فيها شخص مـا يتطلع الى المطر في الخارج .
كذلك تمثل الدقائق القليلة التي تلي توقف المطر عن الهطول فترة مفيدة للتصوير الفوتوغرافي في كثير من الأحيان انها اللحظة التي نشاهد فيها احياناً شقا في ذيل غيوم العاصفة تتسلل منه اشعة الشمس ، واللحظة التي تنشأ فيها امكانات تحقيق تأثيرات إضاءة خلفية لا معتادة ينبغي استغلالها قبلما يعمل مزيج الريح والشمس على تخفيف كل شيء .
فنقـاط الماء المدلاة من أغصان و اوراق اشجـار وأزهـار وخيوط عنكبوت على سبيل المثال . تصنع صوراً فوتوغرافية جذابة . خصوصاً عندما تضاء من الخلف بحيث ان الماء يلمع ويبرق على الموضوع .
مع هذه الأهداف الأصغر . يجدر بنا أخذ لقطة قريبة نضـع فيها الخلفية خارج التركيز بحيث ان الانتباه الأقصى ينصب على تأثير الماء . ويمكن تحقيق بعض الصور الأكثر اثارة بالتركيز على تفاصيل وأشياء قريبة .
ألوان الأزهار أو أوراق الاشجار على سبيل المثال تتغير عندما تصبـح مبللة ، ومـع الإلتـقـاط القريب ، يحـدث لنقـاط المـاء الفردية أنها تغير مظهر سطح الموضوع تحتهـا عـاملة هكذا كعدسة تكبير صغيرة علينا البحث هنا عن الميزة الانعكاسية للمـاء ، تلك الميزة التي تبعث باعداد لا تحصى من المشرقات المتلألئة.
وهنـاك تاثيـر آخـر كثيراً ما نشاهده بعد توقف المطر مباشرة هو قوس القزح ، ينشأ هذا القوس عندما تشع شمس منخفضة الى حد ما على المطر ، ويشاهد في الجـهـة المقـابلة للشمس من السماء . أما تأثيره الأشد فينشأ عندما يشاهد مقابل غيوم داكنة .
على أن اقواس القزح لا تدوم الا لفترات قصيرة فقط غالباً ، مما يعني اننا لا نستطيع اختيار نقطة مشاهدتنـا حسبما نشـاء ، ولكن عنـدمـا نكون ملمين بظروف نشوئها ، نستطيع ان نكـون متيقظين قابعين بانتظار فرصة جيدة لالتقاط الصورة.
سوف تساعدنا العدسة واسعة الزاوية على اظهار التقوس وايـة أقواس داخليـة أو خـارجـيـة ، بينمـا تستطيع عدسة التليفوتو أن تكون ذات فائدة للتركيز على المكان الذي يشاهد فيه قوس القزح مقابل مـزايـا أرضية يعطيهـا ألواناً غريبة .
هذا ويمكننا اعطاء التعريض الضوئي العادي للعـداد الضوئي ، عند تصوير قوس فرح ، رغم أن خفض هذا التعريض نصف وقفـة قـد يحسن التـأثيـر الدرامي ويقوي الألوان بشكـل دراماتيكي⏹
أشرنا مراراً إلى إمكانية التصوير الفوتوغرافي في الأجواء الممطرة ، لكن في هذا الموضوع سنتعرف إلى كيفية تحويل المطر نفسه الى موضوع في صورنا ، إلى مادة مستقلة ، أو من خلال استغلال مواضيع جانبية أخرى .
الهدف منها اظهار المطر كمادة رئيسية في لقطاتنا .
ليس ضرورياً ان تكون الصور الفوتوغرافية الأكثر متعة واثارة هي تلك التي تلتقط تحت أشعة شمس براقة فقط . ومن سوء الحظ ان معظم المصورين الفـوتـوغـرافيين ينظرون الى نقاط المطر القليلة الأولى كإشارة تدعوهم للانزواء في الغرفة المظلمة ، أو حتى الى تناسي التصوير الفوتوغرافي بمجمله .
هذا مخجل ، طالما ان النهار الممطر يمثل وقتاً جيداً لتـحـقـيـق تـاثـيـرات رائعة ودراماتيكية أحياناً ، وذلك من النوع الذي يستحيل تحقيقه بينما الشمس مشعة .
عندما نقرر اعتماد الشجاعة والخروج الى المطر ، منتعلين احذية واقية من الماء ، ومرتدين معطفاً للمـطر مع توفير بعض الحماية للكاميرا ، سوف نتعرض الى الكثيـر مـن الامـكـانـات الفوتوغرافية الابداعية .
ولكـل منا صورة مختلفة عن المطر . وكثيراً جداً ما تكون هذه الصور مثيرة لذكريات حول حالة نفسية أو مكان او طريقة حياة . كما ان التقاط هكذا صور هو تحد بالفعل ، مثلما هي عملية اعادة بعث ذات الأحاسيس المتعلقة بالمطر في نفوس كل من يشاهد الصورة هذا ، ويمكن للمطر أن يتفاوت بين مجرد رذاذ متنـاثـر وتدفق موسمي يحدث فيضانـاً وهذا يعني وجود تفاوت واسع بين الصور ممكنة التحقيق .
قد يكون تصوير المطر بحد ذاتـه مسـالة صعـبـة ذلك ان انطباعنا البصري للمطر يشمل حركته ، وعلى الرغم من اننا لا نشاهد نقاطاً إفرادية نستطيع ادراك تساقطها حتى عندما تكون دقيقة جدا وتـاثيـرهـا الخـطي المالوف ليس واضحاً ، عندما تلتقط صورة فوتوغرافية تحت هكذا ظروف ، فهي لن تظهر شيئاً من المطر ، وعلى الرغم ممـا تشاهده العين كمطر واضح قد لا يتـسـجـل هـذا عـلى صـورة فوتوغرافية كاي شيء اكثر من ضبابية عامة .
أمـا المـطر الأكثـر غـزارة من ناحية أخرى ، فيظهر في الصورة الفوتوغرافية كخطوط منسابة . رغم ان الصورة الدقيقة ستتوقف على نقطة التركيز وعمق المجال ، فمع عمق مجال محدود ، قد ياتي التأثير التخطيطي أقل وضوحاً مما يأتي عليه عند دخول مجال واسع ضمن التركيز .
نحن عـادة نتطلع الى شيء داكن حتى نأخذ فكرة عن مدى غزارة المطر المتساقط ، وهـذا ذاته صحيح إذا اردنا واقعية تتحقق غالباً باظهار المطر كخطوط قصيرة ، لكن هذا التاثير يحتـاج لسرعة مغلاق كبيرة جدا ، تكون صعبـة عمـومـاً بسبب ضعف النور .
هذا وبـاسـتـعـمـال فـلاش اليكتروني ، يصبح بالإمكان عزل نقاط مطر إفرادية اثناء سقوطها ولكن هذا قد يعطي تأثيراً لا يشبه المطر ابدأ . كما ان النقاط القليلة التي تسقط على مقربة كافية من الكاميرا لتشاهد بوضوح ، قد نحصـل على تعـريض ضـونـي يتجاوز ما ينبغي ، بينما تمتزج البعيدة في ضابية عامة .
وقد تكون الصور التي تميز المطر بحد ذاته وهي الأكثر فعالية عندما يكون هناك موضوع اضافي قريب الى حد ما من الكاميرا ، نركز عليه . في هذه الحالة تكون عملنا على اقتصار عمق المجال لمنطقة الموضوع ، ويكون المطر ذاتـه ظاهراً للكاميرا . من المواضيع التقليدية هنـا وجـود اشخاص أجبروا على الوقوف تحت المطر ، او يحتمـون من المطر في مدخل بناء او تحت مظلة مخزن .
قد نجد على وجه العموم اننا سنستفيد اكثـر عنـدمـا نـصـور تأثيرات المطر بدلا من المطر ذاته .
ومن المزايا الأكثر جاذبية لليوم الممطر ذلك التحول الذي يطرا عندما يصبح كل شيء مبللاً لدرجة ان اكثر ما هو عادي من السطحيات ، كالأرصفـة مثـلا ، تصبـح عبارة عن أحـواض من النور المنعكس يبرق ويلمع . هذه الانعكاسات المختلفة ومتعددة الأنواع التي يبعثهـا المـاء هي مواضيع بحد ذاتها نستطيع قضاء نـهـارنـا الممطر منهمكين بتصويرها . لنبحث خصوصاً عن ابنية أو سيارات او مصـابيـح شوارع منعكسة على صفحـة رصيف . أما السطحيات المتعرجة كشارع مـرصـوف بحصى ، فيتجمع فيها الماء باشكال متفاوتة باعثين هكذا بانعكاسات مثيرة متقطعة تعطي انطباعات رائعة .
هذا ، والماء الساكن الذي تتساقط عليه نقاط المطر سيكون له التأثير ذاته تقريباً ، فإذا ركزنا على صفحة الماء فقط ، تكون امکانات التلاعب ابداعيـا بالانعكاسات المعروضة لا حدود لها من الناحية العملية إذا خلدنا الى التفكير فيها بدقة وعناية .
وكثيراً ما تنشأ الظروف من هذا القبيـل بينمـا المـطر يتساقط بغزارة . فكثيراً ما سيتوقف نوع الصور التي تلتقطها على طبيعة هذا المطر ، والمطر المتساقط بغزارة على وجه الخصوص يفسح المجال لاستغلال العديد من الفرص الفوتوغرافية .
هناك دائما احتمال سقوط امطار مدرارة تبعث مقداراً من الذعر في الشوارع ، اذ يسارع الناس بحثاً عن مكـان يلتجئون اليه ويتشاحنون مع مظلاتهم وقبعـاتهم ويتحـول المطر الى سواق تتدفق على الأرض كالشلالات ، فتتقهقر القطط هاربة الى أقرب باب ، بينما يبدو من الأطفال انهم الوحيدون الذين يتفاعلون بمتعة وحماس نجد الأصغر بينهم وبغض النظر عما ينتعلونه من احذية ، وقد سارعوا ليسيروا في أقرب ساقية . ونلاحظ كذلك كيف ان المتفرجين في موقع حدث رياضي يواجهون المطر الغزير الذي يسقط دونما توقع بمظلات وأغطيـة للرأس تـخلـهـر بسرعة عجيبة والجدير بالذكر ان الناس فـي هـكـذا ظروف . ينهمكون على وجه العموم بما يحفظ مظهرهم المحترم ووقارهم فلا يلاحظون انهم تحولوا الى مواضيع ممتعة أمام الكـاميـرا الخفية .
للأشجـار ومظلات واجهات المخازن مصدرها الذاتي والجاهز لالتقاط الصور أثنـاء تسـاقـط المطر ، فهي عادة ما تجمع المطر وتقذفه كنقاط كبيرة لا متوقعة على المارين غير المنتبهين لها . علينا الانتظار بصبر ودون تطفل لنلتقط تعابير الإشمئزاز وهي تظهر على وجه شخص ما تلقى نقطة كبيرة سقطت على مؤخرة رقبته .
عنـدمـا نصبـح على معـرفـة بتحويل المطر الى مـوضـوع للتصوير الفوتوغرافي ، سوف نلاحظ وجود العديد من الأنواع المختلفة للمطر في حقيقة الأمر .
فإذا هو تساقط رذاذاً ، نستطيع دخـوله بشجـاعـة ، والكـاميـرا محمية بكيس من النايلون . انه نوع من المطر يعمل كشاشة رقيقة بيننا وبين موضوعنا ، ويكاد تأثيره ان يكون شبيها بـالتأثيـر الذي يعطيه مرشح ترکیز خفیف .
أما في حالة انهمار المطر غزيراً أو اشبه بالأمطار الموسمية ، فقد لا يكون كيس النايلون كافياً لتحقيق الغرض منه ، ومن الأفضل أن نمارس التصوير في مكان يقينا تساقط المطر .
نشير هنا إلى أن اليوم الممطر يحتاج إلى فيلم سریع ، طالما ان المستوى الضوئي سيـكـون منخفضاً جداً أثناء تساقط المطر غزيراً ولكن علينا عدم المبالغة في التعريض الضـونـي والا تنعطب الميزة الثقيلة ( heavy mood ) التي ترافق هكذا مطر .
ولكن للفيلم السريع سيئة إعطاء الوان تقل حيوية مع تباين ضوئي أكثر انخفاضاً ، الأمر الذي قد يؤدي إلى انتاج صور مخيبـة للأمال . ويقتضي الأمر أن نبحث عن اشياء بـراقـة الألوان تحقق التباين الضوئي امثـال : معاطف مطر صفراء او انوار حركة سير حمراء أو أوراق نبائية خضراء براقة وعندما يتساقط المطر سريعاً ، يعمد الناس أوتوماتيكياً إلى إضاءة أنوارهم للتعويض على نور النهار المفقود ، اذا كانت هذه الأنوار عبارة عن مصابيح سيارات أو مصابيح منزلية . هذه نستطيع استغلالها لتحقيق تاثير رائع في صورنا .
عاصفة المطر ليست المكان الأنسب للكاميرا ، وعلى الرغم من أن نقاط المطر القليلة التي تسقط على التعليبة أو مرشح العدسة لن تتسبب بضرر ، يبقى من الأفضل ربما ان نمارس التـصـويـر الفـوتـوغـرافـي اثنـاء المـطر ونحن ملتجئين إلى مكان يحمينا منه والجدير بالذكر أن نقاط المـطر على زجـاج نـافـذة هي موضوع كلاسيكي لو الثقطت بحد ذاتها كموضوع قريب ، أو كجـزء من صورة فيها شخص مـا يتطلع الى المطر في الخارج .
كذلك تمثل الدقائق القليلة التي تلي توقف المطر عن الهطول فترة مفيدة للتصوير الفوتوغرافي في كثير من الأحيان انها اللحظة التي نشاهد فيها احياناً شقا في ذيل غيوم العاصفة تتسلل منه اشعة الشمس ، واللحظة التي تنشأ فيها امكانات تحقيق تأثيرات إضاءة خلفية لا معتادة ينبغي استغلالها قبلما يعمل مزيج الريح والشمس على تخفيف كل شيء .
فنقـاط الماء المدلاة من أغصان و اوراق اشجـار وأزهـار وخيوط عنكبوت على سبيل المثال . تصنع صوراً فوتوغرافية جذابة . خصوصاً عندما تضاء من الخلف بحيث ان الماء يلمع ويبرق على الموضوع .
مع هذه الأهداف الأصغر . يجدر بنا أخذ لقطة قريبة نضـع فيها الخلفية خارج التركيز بحيث ان الانتباه الأقصى ينصب على تأثير الماء . ويمكن تحقيق بعض الصور الأكثر اثارة بالتركيز على تفاصيل وأشياء قريبة .
ألوان الأزهار أو أوراق الاشجار على سبيل المثال تتغير عندما تصبـح مبللة ، ومـع الإلتـقـاط القريب ، يحـدث لنقـاط المـاء الفردية أنها تغير مظهر سطح الموضوع تحتهـا عـاملة هكذا كعدسة تكبير صغيرة علينا البحث هنا عن الميزة الانعكاسية للمـاء ، تلك الميزة التي تبعث باعداد لا تحصى من المشرقات المتلألئة.
وهنـاك تاثيـر آخـر كثيراً ما نشاهده بعد توقف المطر مباشرة هو قوس القزح ، ينشأ هذا القوس عندما تشع شمس منخفضة الى حد ما على المطر ، ويشاهد في الجـهـة المقـابلة للشمس من السماء . أما تأثيره الأشد فينشأ عندما يشاهد مقابل غيوم داكنة .
على أن اقواس القزح لا تدوم الا لفترات قصيرة فقط غالباً ، مما يعني اننا لا نستطيع اختيار نقطة مشاهدتنـا حسبما نشـاء ، ولكن عنـدمـا نكون ملمين بظروف نشوئها ، نستطيع ان نكـون متيقظين قابعين بانتظار فرصة جيدة لالتقاط الصورة.
سوف تساعدنا العدسة واسعة الزاوية على اظهار التقوس وايـة أقواس داخليـة أو خـارجـيـة ، بينمـا تستطيع عدسة التليفوتو أن تكون ذات فائدة للتركيز على المكان الذي يشاهد فيه قوس القزح مقابل مـزايـا أرضية يعطيهـا ألواناً غريبة .
هذا ويمكننا اعطاء التعريض الضوئي العادي للعـداد الضوئي ، عند تصوير قوس فرح ، رغم أن خفض هذا التعريض نصف وقفـة قـد يحسن التـأثيـر الدرامي ويقوي الألوان بشكـل دراماتيكي⏹
تعليق