كويت Kuwait - Koweït
الكويت
اشتق اسم الكويت من الكوت؛ ومعناه البيوت الصغيرة التي يحفظ فيها الطعام، أو الحصن. والكويت تصغير لهذه الكلمة، وغالباً ما تطلق على البيوت القريبة من البحر أو النهر والتي تستطيع السفن والقوارب أن تستمد منها الوقود والزاد، وحتى أوائل القرن التاسع عشر كانت الكويت تسمى بالقُرَين.
لدولة الكويت موقع استراتيجي مهمّ في الزاوية الشمالية الغربية من الخليج العربي، ويفصلها عن العراق في الغرب والشمال الغربي وادي الباطن، كما يفصلها في الشمال أراضي الرتق الشمالي والجنوبي، وفي الجنوب الغربي تمتد أراضي الدَّبدبة الفاصلة بين الكويت وشمالي المملكة العربية السعودية، ويبلغ طول حدودها مع العراق 240كم ومع السعودية 222كم. وفي الشرق يمتد الخليج العربي الذي تقع فيه كلّ من جزيرة بوبيان المهجورة في الشمال الشرقي، وجزيرة فيلكة المقابلة لخليج الكويت ويبلغ طول شواطئها 499كم. أما مساحتها الإجمالية فتبلغ 17818كم2. ومن الجزر الكويتية كذلك كلّ من جزيرة وربة في الشمال، ويفصلها عن جزيرة بوبيان خور بوبيان، وهناك أيضاً كبَّر ومسكان وجزر صغيرة أخرى، مثل جزيرة عوهة وأمّ النمل وأم رادم وقاروة وجزيرة الشويخ أو الجزيرة الصغيرة. تبلغ مساحة هذه الجزر الإجمالية 900كم2، هذا إضافة إلى المنطقة المحايدة إلى الغرب من الكويت وتشترك فيها مع المملكة العربية السعودية، مساحة هذه المنطقة تقارب 5770كم2، وتستغل آبار النفط فيها بشكل مشترك بين كلّ من المملكة العربية السعودية والكويت. تنتسب الكويت إلى مجموعة دول غربي آسيا، وهي عضو في هيئة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) Organization of Petroleum Exporting Countries (OPEC) وفي مجلس التعاون الخليجي.
منظر عام لمدينة الكويت
الجغرافية الطبيعية
تعد دولة الكويت بلداً حديث التكوين الجيولوجي، تسيطر على أراضيه المظاهر السهلية المنبسطة على وجه العموم؛ إلا أنه لا يخلو من وجود بعض التلال قليلة الارتفاع كتلال وارة في جنوبي مدينة الكويت، وتلال مناقيش في غربيها وتلال الزَّور التي تمتد على طول الخليج حتى الجهرة، وفي جنوبي خليج الكويت؛ وعلى موازاة مياه الخليج العربي تمتد تلال الظهر، وتشاهد الأودية الجافة منتشرة في كل مكان من أراضي دولة الكويت. يسيطر الجفاف على مختلف المناطق الجغرافية في دولة الكويت؛ وذلك لقلّة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، وهناك بعض الآبار التي تمتلئ بالمياه عند هطل الأمطار، لكن مياهها تحتوي على نسبة مرتفعة من الملح، ولا يتغير المشهد الطبوغرافي في المنطقة المحايدة المشتركة بين المملكة العربية السعودية والكويت؛ سوى أن هذه المنطقة أكثر جفافاً مما هو عليه في المناطق الأخرى في دولة الكويت. يلامس خط العرض 30 ْ درجة (شمال خط الاستواء) الحدود الشمالية لدولة الكويت، ويخترق مدار السرطان شبه الجزيرة العربية؛ مما جعل دولة الكويت تقع ضمن نطاق المناخ الصحراوي الحار. الفروق الحرارية شديدة بين الصيف والشتاء والليل والنهار، ففي فصل تموز/يوليو يصل متوسط درجة الحرارة في الكويت إلى 37 درجة مئوية، في حين يبلغ متوسط درجة الحرارة في كانون الثاني/يناير 13 درجة مئوية، وبذلك يكون المدى الحراري السنوي بحدود 24 درجة مئوية، أما الرياح في دولة الكويت فهي تختلف حسب الجهة التي تهب منها بين الصيف والشتاء، ففي فصل الشتاء تهب الرياح الشمالية الشرقية الجافة، أما في فصل الصيف فتهب الرياح الشمالية الغربية والزوابع الترابية التي تكاد تكون ظاهرة عامة في دولة الكويت إذ لا يكاد يخلو جوها من الأتربة والرمال التي تنثرها الرياح، أما من حيث الأمطار فإن دولة الكويت تعد واحدة من أشد بلاد العالم جفافاً، وأمطارها من نوع الأمطار الصحراوية قليلة الكمية، تراوح ما بين 50 -100ملم سنوياً. وإن قلة الأمطار والفروق الحرارية العالية والصفة القارية والرياح الجنوبية الغربية القادمة من الربع الخالي والرياح الشمالية الباردة والجافة تجعل مناخ الكويت من أكثر أنواع المناخ إرهاقاً.
أما من حيث الموارد المائية، فإنه تكاد تختفي المياه الجارية أو دائمة الجريان، ويندر المطر أو يختفي في كثير من أرجاء الدولة، وهناك عدد من الآبار في دولة الكويت تسمى (القلبان أو الجلبان)؛ وهي عبارة عن آبار قليلة العمق تستمدّ مياهها من التكوينات السطحية التي تعتمد على الأمطار؛ ولهذا فإن مياهها محدودة جداً، وتحفر أغلب القلبان في المناطق القريبة من شواطئ الخليج، ومياهها مرتفعة الملوحة، ولكن استعيض عنها في الوقت الراهن بمياه البحر المحلاة، وهناك آبار الجهرة ذات المياه الغنية بملوحتها، أما آبار الصليبية فهي عميقة، ومياهها عذبة، وتوجد المياه الجوفية في مناطق عدة، مصدرها الرئيس تكوينات الدمام في المملكة العربية السعودية، وتتفاوت هذه المياه في نوعيتها من حيث نسبة الأملاح فيها، فهناك:
- المياه الجوفية العذبة التي تتمثل في حقول الروضتين وأم العين، وتبلغ الطاقة الإنتاجية نحو 68 ألف متر مكعب من المياه يومياً، ومن أجل المحافظة عليها فقد خفض منسوب الاستغلال بنسبة 75٪ من إنتاجها.
- المياه الجوفية القليلة الملوحة، وتنتشر حقولها الرئيسة في الصليبية والشقايا، وتصل طاقتها الإنتاجية إلى 159 ألف متر مكعب يوميّاً، كما أنه من المرجح وجود مياه جوفية في الشمال الغربي من أراضي الدولة في منطقة خور الزبير.
وفيما يخص تحلية مياه البحر فقد شهدت دولة الكويت وغيرها من دول الخليج العربي توسعاً كبيراً في إنتاج المياه المحلاة، ومن المتوقع أن يستمر تزايد طاقة التحلية في المستقبل، وقد يكون خيار تحلية المياه الخيار الوحيد المتاح أمام الدولة لتلبية حاجة السكان إلى المياه العذبة، وتتم تحلية مياه البحر في محطات تقطير المياه المشتركة مع محطات توليد الطاقة الكهربائية الكائنة في مناطق الشويخ والشعيبة والدوحة إضافة إلى محطات منطقة الزور.
وتعدّ تجربة دولة الكويت من التجارب الرائدة في تحلية مياه البحر؛ لاعتمادها منذ البداية على النظريات العلمية الحديثة والأساليب الفنية المناسبة، ومن ثم تطوير الخبرات المكتسبة وتوطينها؛ مما كان له تأثير بالغ الأهمية في تطوير تقنية تحلية مياه البحر على النطاقين المحلي والعالمي. وفي مجال مياه الصرف الصحي توجد ثلاث محطات لمعالجة مياه الصرف الصحي في دولة الكويت، تبلغ طاقتها الإجمالية نحو 300 ألف متر مكعب يومياً، وقد وضعت خطة تهدف إلى الاستفادة من كامل مياه الصرف الصحي المعالجة كأحد المصادر الرئيسة لمياه الري.
لقد فرضت طبيعة التكوين الجيولوجي وأشكال التضاريس والظروف المناخية أنواع الأتربة، حيث تسود التربة الصحراوية على مساحات واسعة من أرض دولة الكويت، ويمكن القول: إن دولة الكويت تفتقر إلى تربة مكتملة العناصر والتركيب؛ مما جعل إمكاناتها الزراعية محدودة حيناً ومفقودة أحياناً أخرى. ولا تعدو أن تكون غشاء من المواد المفككة يغطي الأرض، وإن كثيراً من المساحات مكون من سطوح صخرية تخلو تماماً من التربة، وبفعل العوامل الطبيعية تتفتت الصخور، وتتحول إلى حصى ورمل، تمتد على شكل غطاء، وإذا أدخلت هذه التربة ضمن أنواع الترب السائدة في أغلب جهات الدولة؛ فيمكن تسميتها بالترب المحلية الفجّة التي لم يكتمل بناؤها، وهي مؤلفة من حصى ورمل. وتعمل المياه المتسربة إلى الطبقات السفلى على إذابة المواد الكلسية التي تصادفها في أثناء تسرّبها على تكوين طبقة صلبة صمّاء تحول دون تغلغل جذور النباتات، كما أنها عامل يساعد على زيادة ملوحة التربة، وتعدّ السبخات الصحراوية ظاهرة شائعة الوجود في أراضي دولة الكويت، ونتيجة لقلة الأمطار وندرة المياه الجارية؛ فإن نسبة المواد الكلسية في التربة الصحراوية ترتفع إلى نسبة 70٪، وتهبط نسبة المواد العضوية، وتقل فرص نمو النبات، وتنعدم قيمة التربة مجالاً للتوسع الزراعي، وعدا عن التربة المحلية هناك نوع من التربة المنقولة، نقلها الماء والهواء أو كلاهما، توجد هذه التربة في مجاري الأودية الكبيرة، أما النبات فتتحكم فيه الظروف المناخية من جهة وظروف التربة من جهة ثانية؛ لذلك يوجد بعض أنواع الأشجار التي تتحمل الجفاف كالنخيل، وهناك بعض شجيرات السهوب، كما أن مناطق السباخ والكثبان الرملية المتنقلة لا تساعد على ازدهار الحياة النباتية، وتتهيأ الفرص لنمو بعض الأعشاب والحشائش في جهات عديدة بعد سقوط الأمطار حيث كانت تعيش عليها قطعان البدو من الأغنام والإبل والماعز، أما الأشجار المعمرة فهي عبارة عن نباتات قزمية أشواكها كثيرة وأوراقها صغيرة؛ أهمها العرفج والسدر والأثل والنخيل، وفيما يخص الحيوان البري فإن أراضي دولة الكويت فقيرة كذلك بالثروة الحيوانية الطبيعية؛ وذلك بسبب فقرها بالموارد المائية والحياة النباتية، حيث تطبع البيئة الصحراوية المدارية الثروة الحيوانية الطبيعية بطابعها المميز، حيث إن أهمّ ما يميز بعض أنواع الحيوانات الموجودة في أراضيها صغر حجمها من جهة وغلبة فصيلتي الزواحف والقوارض من جهة ثانية، كما توجد بعض الحيوانات الأخرى كبيرة الحجم كالغزلان والأرانب والظباء السوداء إضافة إلى الثعالب والذئاب وابن آوى والقط البري والأرانب البرية، وأكثر الأنواع شيوعاً من الزواحف هي السحالي والضباب (مفردها ضبّ) والورل والأبراص والعقارب والثعابين، ومن الطيور الطيور الجارحة، ولما كانت البيئة الصحراوية فقيرة بمياهها وتربها وحيواناتها فإن مياه البحر كانت أكثر سخاء رغم فقرها هي الأخرى بالأحياء المائية، ومع ذلك توجد أنواع جيدة من الثروة الحيوانية المائية، مثل القريدس (الروبيان) وأسماك الزبيدي والهامور وغيرها، ومن الأحياء البحرية الأخرى توجد الأصداف والمرجان، إذ تعدّ مياه الخليج المتميزة بدفئها وقلّة أعماقها من أنسب البيئات البحرية وأكثرها ملاءمة لتوالد هذه الأحياء ونموها وازدهارها.
المركز العلمي في الكويت
الجغرافية البشرية:
يتكون المجتمع الكويتي من خليط من القوميّات، ولا يؤلف السكان الأصليون البالغ عددهم نحو 1196000 نسمة حسب إحصاء 2004 إلا ما نسبته 46٪ من إجمالي عدد السكان، في حين يؤلف السكان العرب من خارج دولة الكويت ما نسبته 15٪، وهؤلاء يقيمون لدواعي العمل. أكبر جالية فيهم هي المصرية ثم السورية والعراقية، إضافة إلى جاليات عربية أخرى، وهنالك جاليات عديدة من الأجانب الذين يعملون في الكويت، وبعضها كبير العدد نسبياً.
وصل عدد سكان الكويت عام 2004 (حسب تقديرات صندوق السكّان التابع لهيئة الأمم المتحدة) إلى 2.6 مليون نسمة ومن المتوقع أن يبلغ تعدادهم عام 2050 نحو 4.9 ملايين نسمة. بلغ متوسط معدل النمو السكاني 3.5٪ في الفترة ما بين 2000 - 2005، أما معدل الخصوبة الإجمالي فقد وصل إلى 2.66٪، ويصل معدل المواليد الإجمالي إلى 31 في الألف. العمر المرتقب عند الولادة 77 سنة؛ مع أن هناك فارق بين الرجال والنساء، حيث يصل عند الرجال إلى 75سنة، ويصل عند النساء إلى 79 سنة.
أبراج الكويت
وصلت النسبة المئوية لسكان الحضر إلى 96٪ من مجموع أعداد السكان، في حين وصلت نسبة الأميّة عند الذكور الذين تزيد أعمارهم على 15 سنة إلى 15٪، وهي عند الإناث أعلى مما هي عليه عند الذكور، حيث تصل عندهن إلى 19٪. وصل معدل القيد في التعليم الابتدائي إلى 95٪ عند الذكور و94٪ عند الإناث، ونسبة من يصلون إلى الصف السادس تصل إلى 99٪ من الذكور و 98٪ من الإناث (لعام 2004).
تقسم الكويت إلى خمس محافظات وأهم مدنها هي مدينة الكويت، وهي عاصمة البلاد، ويقطنها نحو 89٪ من السكان، وهناك كل من الجهرة والأحمدي والسالمية. اللغة الرسمية هي اللغة العربية، ويدين سكان الكويت الأصليون بالإسلام الذي هو الدين الرسمي للدولة، وهناك بعض الديانات والمذاهب السائدة في الدول الآسيوية التي قدم منها المهاجرون كالبوذية والهندوسية والمسيحية.
الجغرافية الاقتصادية
تحتل الكويت مكاناً مرموقاً من حيث الاحتياطي النفطي، حيث بلغت كمية النفط الاحتياطي فيها 96.5 مليار برميل عام 1999، إنتاجها 1.883 مليون برميل للعام ذاته، تتوزع حقول النفط في الكويت بين شماليه وجنوبيه؛ ففي الشمال حقول الروضتين وصابرية وبحرة، أما حقول الجنوب فهي أقدم وأغنى، وتضمّ حقل البرقان الكبير الذي بُدئ في استغلال نفطه منذ عام 1938، ويعطي 3/4 إنتاج الكويت، ويضم هذا الحقل 330 بئراً من مجموع آبار الكويت البالغ عددها 586 بئراً؛ وهو من النوعية العالية الجودة، ويعد حقل الأحمدي في الكويت من أغنى حقول النفط في العالم، ولحقل البرقان توابع تمتد إلى الشمال الشرقي من حقل مقوع وحقل الأحمدي، وحقل مناقيش وأم قدير؛ وتنتمي جميعها إلى الحقل نفسه.
يؤلف صيد الأسماك نسبة ضئيلة من اقتصاد الكويت
وإلى جانب النفط هناك الغاز الطبيعي باحتياطي قدره 1.48 مليار متر مكعب، وقد بلغ إنتاج الكويت في عام 1999 نحو 10.86 مليون متر مكعب، إضافة إلى ما سبق هناك حقول المنطقة المحايدة التي تتقاسم المملكة العربية السعودية والكويت إنتاج النفط فيها، حيث تضم هذه المنطقة كلاً من حقول النفط الآتية: حقل الوفرة ورأس الخفجي، فوارس الجنوبي وأمّ قدير الجنوبي والرطاوي.
ينقل النفط الكويتي من حقول البرقان والأحمدي والروضتين ومناقيش إلى ميناء الأحمدي (الذي يعدّ الميناء الأول في العالم لنقل النفط) بشبكة من خطوط نقل النفط القصيرة ذات الكفاءة العالية.
وتعدّ صناعة تكرير النفط أهم صناعة في البلاد، تضاف إليها بعض الصناعات الكيميائية وتحلية مياه البحر، لا تؤلف الزراعة إلا ما نسبته 2٪ فقط من اقتصادها، حيث تزرع بعض الخضار والفاكهة، وتقوم فيها تربية الأغنام والإبل وصيد الأسماك.
لمحة تاريخية
تشير المصادر التاريخية إلى أن الهجرات السامية -التي انطلقت من شبه الجزيرة العربية في منتصف الألف الرابعة قبل الميلاد- عبرت السواحل الغربية للخليج العربي، واستقرّ قسم منها في الأراضي التي تشغلها دولة الكويت حالياً، وبعد الهجرة الأولى بنحو ألف سنة حصلت هجرة أخرى اندفعت من شبه جزيرة العرب باتجاه الشمال حتى بلاد الرافدين، وكان آخر الهجرات في القرن السابع الميلادي؛ إذ انتشر الإسلام في معظم الأرجاء التي وصل إليها، سكّان الكويت الحاليّون هم أحفاد العرب الساميين الذين كان موطنهم الأصلي شبه الجزيرة العربية، وبحكم الجوار أولاً؛ ثم الاستعمار ثانياً، فقد قدمت إليها هجرات من دولٍ شتى حيث يوجد بين سكانها العرب جماعات من الإيرانيين والباكستانيين والهنود والأفغان؛ وجماعات من جنسيات أوربية وأمريكية، إضافة إلى جماعات من جنسيات من الأقطار العربية. تبعت الكويت للعثمانيين في القرن السادس عشر، وفي عام 1899 تم توقيع معاهدة بين الأسرة الحاكمة في الكويت وبريطانيا نصت على إعطاء بريطانيا عدداً من الامتيازات في الكويت، وفي عام 1914 وقعت معاهدة جديدة عدّت الكويت بموجبها إمارة تحت الحماية البريطانية، وقد حصلت الكويت على استقلالها عن بريطانيا في شهر تموز/يوليو من عام 1961، ومع إعلان الاستقلال طالبت الحكومة العراقية القائمة آنذاك بضم الكويت إلى العراق؛ مستندة في ذلك إلى بعض الدعاوى التاريخية؛ قوبلت مطالب الحكومة العراقية برفض عربي ودولي، ونزلت قوات بريطانية في الكويت لحمايتها. بعد ذلك وفي عام 1963 اعترفت العراق بالكويت دولة مستقلة ذات سيادة، ووقعت كل من الحكومة العراقية والحكومة الكويتية على محضر تم الاتفاق عليه، وقد أودع هذا المحضر في الأمم المتحدة بصفته وثيقة من وثائقها، وعلى الرغم من ذلك فقد عادت المشكلة، وانفجرت مرة ثانية في الثاني من شهر آب/أغسطس عام 1990 حين قامت القوات العسكرية العراقية باحتلال الكويت إثر أزمة نشبت بين البلدين، اتهمت فيها الحكومة العراقية الكويت بنهب نفط العراق وقضم أراضيها والإضرار بها اقتصادياً عن طريق تجاوز الحصة المخصصة لها من قبل أوبك؛ الأمر الذي أدى إلى انخفاض أسعار النفط في السوق العالمية، بعد ذلك بوقت قصير قامت الحكومة العراقية بضمّ الكويت، وعدتها إحدى محافظات العراق. قوبلت هذه المحاولة مرة أخرى برفض عربي ودولي، وتحالفت نحو ثلاثين دولة من دول العالم ضد العراق لإزالة احتلاله للكويت، حيث وصلت قوات هذه الدول إلى المملكة العربية السعودية، ومن بينها قوات من دول عربية، ونشبت ما اصطلح على تسميتها حرب الخليج الثانية من 18 كانون الثاني/يناير حتى 24 شباط/فبراير من عام 1991. تمّ في أثنائها تدمير قسم كبير من القوات العسكرية العراقية، وتم تحرير الكويت، ولم تنتهِ آثار الحرب حتى اليوم.
نظام الحكم في دولة الكويت أميري، ويتمتع الأمير بصلاحيات واسعة، ويتم اختياره من بين أفراد الأسرة الحاكمة. يوجد في البلاد برلمان يسمي مجلس الأمة، يتكون من خمسة وسبعين عضواً يعين الأمير خمسة وعشرين منهم، ويتم انتخاب الأعضاء الخمسين الآخرين من قبل المواطنين ممن أتموا الحادية والعشرين عاماً، ولمجلس الأمة الكويتي دور فاعل في الحياة السياسية في الدولة.
محمد صافيتا
الكويت
اشتق اسم الكويت من الكوت؛ ومعناه البيوت الصغيرة التي يحفظ فيها الطعام، أو الحصن. والكويت تصغير لهذه الكلمة، وغالباً ما تطلق على البيوت القريبة من البحر أو النهر والتي تستطيع السفن والقوارب أن تستمد منها الوقود والزاد، وحتى أوائل القرن التاسع عشر كانت الكويت تسمى بالقُرَين.
لدولة الكويت موقع استراتيجي مهمّ في الزاوية الشمالية الغربية من الخليج العربي، ويفصلها عن العراق في الغرب والشمال الغربي وادي الباطن، كما يفصلها في الشمال أراضي الرتق الشمالي والجنوبي، وفي الجنوب الغربي تمتد أراضي الدَّبدبة الفاصلة بين الكويت وشمالي المملكة العربية السعودية، ويبلغ طول حدودها مع العراق 240كم ومع السعودية 222كم. وفي الشرق يمتد الخليج العربي الذي تقع فيه كلّ من جزيرة بوبيان المهجورة في الشمال الشرقي، وجزيرة فيلكة المقابلة لخليج الكويت ويبلغ طول شواطئها 499كم. أما مساحتها الإجمالية فتبلغ 17818كم2. ومن الجزر الكويتية كذلك كلّ من جزيرة وربة في الشمال، ويفصلها عن جزيرة بوبيان خور بوبيان، وهناك أيضاً كبَّر ومسكان وجزر صغيرة أخرى، مثل جزيرة عوهة وأمّ النمل وأم رادم وقاروة وجزيرة الشويخ أو الجزيرة الصغيرة. تبلغ مساحة هذه الجزر الإجمالية 900كم2، هذا إضافة إلى المنطقة المحايدة إلى الغرب من الكويت وتشترك فيها مع المملكة العربية السعودية، مساحة هذه المنطقة تقارب 5770كم2، وتستغل آبار النفط فيها بشكل مشترك بين كلّ من المملكة العربية السعودية والكويت. تنتسب الكويت إلى مجموعة دول غربي آسيا، وهي عضو في هيئة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) Organization of Petroleum Exporting Countries (OPEC) وفي مجلس التعاون الخليجي.
منظر عام لمدينة الكويت
الجغرافية الطبيعية
تعد دولة الكويت بلداً حديث التكوين الجيولوجي، تسيطر على أراضيه المظاهر السهلية المنبسطة على وجه العموم؛ إلا أنه لا يخلو من وجود بعض التلال قليلة الارتفاع كتلال وارة في جنوبي مدينة الكويت، وتلال مناقيش في غربيها وتلال الزَّور التي تمتد على طول الخليج حتى الجهرة، وفي جنوبي خليج الكويت؛ وعلى موازاة مياه الخليج العربي تمتد تلال الظهر، وتشاهد الأودية الجافة منتشرة في كل مكان من أراضي دولة الكويت. يسيطر الجفاف على مختلف المناطق الجغرافية في دولة الكويت؛ وذلك لقلّة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، وهناك بعض الآبار التي تمتلئ بالمياه عند هطل الأمطار، لكن مياهها تحتوي على نسبة مرتفعة من الملح، ولا يتغير المشهد الطبوغرافي في المنطقة المحايدة المشتركة بين المملكة العربية السعودية والكويت؛ سوى أن هذه المنطقة أكثر جفافاً مما هو عليه في المناطق الأخرى في دولة الكويت. يلامس خط العرض 30 ْ درجة (شمال خط الاستواء) الحدود الشمالية لدولة الكويت، ويخترق مدار السرطان شبه الجزيرة العربية؛ مما جعل دولة الكويت تقع ضمن نطاق المناخ الصحراوي الحار. الفروق الحرارية شديدة بين الصيف والشتاء والليل والنهار، ففي فصل تموز/يوليو يصل متوسط درجة الحرارة في الكويت إلى 37 درجة مئوية، في حين يبلغ متوسط درجة الحرارة في كانون الثاني/يناير 13 درجة مئوية، وبذلك يكون المدى الحراري السنوي بحدود 24 درجة مئوية، أما الرياح في دولة الكويت فهي تختلف حسب الجهة التي تهب منها بين الصيف والشتاء، ففي فصل الشتاء تهب الرياح الشمالية الشرقية الجافة، أما في فصل الصيف فتهب الرياح الشمالية الغربية والزوابع الترابية التي تكاد تكون ظاهرة عامة في دولة الكويت إذ لا يكاد يخلو جوها من الأتربة والرمال التي تنثرها الرياح، أما من حيث الأمطار فإن دولة الكويت تعد واحدة من أشد بلاد العالم جفافاً، وأمطارها من نوع الأمطار الصحراوية قليلة الكمية، تراوح ما بين 50 -100ملم سنوياً. وإن قلة الأمطار والفروق الحرارية العالية والصفة القارية والرياح الجنوبية الغربية القادمة من الربع الخالي والرياح الشمالية الباردة والجافة تجعل مناخ الكويت من أكثر أنواع المناخ إرهاقاً.
أما من حيث الموارد المائية، فإنه تكاد تختفي المياه الجارية أو دائمة الجريان، ويندر المطر أو يختفي في كثير من أرجاء الدولة، وهناك عدد من الآبار في دولة الكويت تسمى (القلبان أو الجلبان)؛ وهي عبارة عن آبار قليلة العمق تستمدّ مياهها من التكوينات السطحية التي تعتمد على الأمطار؛ ولهذا فإن مياهها محدودة جداً، وتحفر أغلب القلبان في المناطق القريبة من شواطئ الخليج، ومياهها مرتفعة الملوحة، ولكن استعيض عنها في الوقت الراهن بمياه البحر المحلاة، وهناك آبار الجهرة ذات المياه الغنية بملوحتها، أما آبار الصليبية فهي عميقة، ومياهها عذبة، وتوجد المياه الجوفية في مناطق عدة، مصدرها الرئيس تكوينات الدمام في المملكة العربية السعودية، وتتفاوت هذه المياه في نوعيتها من حيث نسبة الأملاح فيها، فهناك:
- المياه الجوفية العذبة التي تتمثل في حقول الروضتين وأم العين، وتبلغ الطاقة الإنتاجية نحو 68 ألف متر مكعب من المياه يومياً، ومن أجل المحافظة عليها فقد خفض منسوب الاستغلال بنسبة 75٪ من إنتاجها.
- المياه الجوفية القليلة الملوحة، وتنتشر حقولها الرئيسة في الصليبية والشقايا، وتصل طاقتها الإنتاجية إلى 159 ألف متر مكعب يوميّاً، كما أنه من المرجح وجود مياه جوفية في الشمال الغربي من أراضي الدولة في منطقة خور الزبير.
وفيما يخص تحلية مياه البحر فقد شهدت دولة الكويت وغيرها من دول الخليج العربي توسعاً كبيراً في إنتاج المياه المحلاة، ومن المتوقع أن يستمر تزايد طاقة التحلية في المستقبل، وقد يكون خيار تحلية المياه الخيار الوحيد المتاح أمام الدولة لتلبية حاجة السكان إلى المياه العذبة، وتتم تحلية مياه البحر في محطات تقطير المياه المشتركة مع محطات توليد الطاقة الكهربائية الكائنة في مناطق الشويخ والشعيبة والدوحة إضافة إلى محطات منطقة الزور.
وتعدّ تجربة دولة الكويت من التجارب الرائدة في تحلية مياه البحر؛ لاعتمادها منذ البداية على النظريات العلمية الحديثة والأساليب الفنية المناسبة، ومن ثم تطوير الخبرات المكتسبة وتوطينها؛ مما كان له تأثير بالغ الأهمية في تطوير تقنية تحلية مياه البحر على النطاقين المحلي والعالمي. وفي مجال مياه الصرف الصحي توجد ثلاث محطات لمعالجة مياه الصرف الصحي في دولة الكويت، تبلغ طاقتها الإجمالية نحو 300 ألف متر مكعب يومياً، وقد وضعت خطة تهدف إلى الاستفادة من كامل مياه الصرف الصحي المعالجة كأحد المصادر الرئيسة لمياه الري.
لقد فرضت طبيعة التكوين الجيولوجي وأشكال التضاريس والظروف المناخية أنواع الأتربة، حيث تسود التربة الصحراوية على مساحات واسعة من أرض دولة الكويت، ويمكن القول: إن دولة الكويت تفتقر إلى تربة مكتملة العناصر والتركيب؛ مما جعل إمكاناتها الزراعية محدودة حيناً ومفقودة أحياناً أخرى. ولا تعدو أن تكون غشاء من المواد المفككة يغطي الأرض، وإن كثيراً من المساحات مكون من سطوح صخرية تخلو تماماً من التربة، وبفعل العوامل الطبيعية تتفتت الصخور، وتتحول إلى حصى ورمل، تمتد على شكل غطاء، وإذا أدخلت هذه التربة ضمن أنواع الترب السائدة في أغلب جهات الدولة؛ فيمكن تسميتها بالترب المحلية الفجّة التي لم يكتمل بناؤها، وهي مؤلفة من حصى ورمل. وتعمل المياه المتسربة إلى الطبقات السفلى على إذابة المواد الكلسية التي تصادفها في أثناء تسرّبها على تكوين طبقة صلبة صمّاء تحول دون تغلغل جذور النباتات، كما أنها عامل يساعد على زيادة ملوحة التربة، وتعدّ السبخات الصحراوية ظاهرة شائعة الوجود في أراضي دولة الكويت، ونتيجة لقلة الأمطار وندرة المياه الجارية؛ فإن نسبة المواد الكلسية في التربة الصحراوية ترتفع إلى نسبة 70٪، وتهبط نسبة المواد العضوية، وتقل فرص نمو النبات، وتنعدم قيمة التربة مجالاً للتوسع الزراعي، وعدا عن التربة المحلية هناك نوع من التربة المنقولة، نقلها الماء والهواء أو كلاهما، توجد هذه التربة في مجاري الأودية الكبيرة، أما النبات فتتحكم فيه الظروف المناخية من جهة وظروف التربة من جهة ثانية؛ لذلك يوجد بعض أنواع الأشجار التي تتحمل الجفاف كالنخيل، وهناك بعض شجيرات السهوب، كما أن مناطق السباخ والكثبان الرملية المتنقلة لا تساعد على ازدهار الحياة النباتية، وتتهيأ الفرص لنمو بعض الأعشاب والحشائش في جهات عديدة بعد سقوط الأمطار حيث كانت تعيش عليها قطعان البدو من الأغنام والإبل والماعز، أما الأشجار المعمرة فهي عبارة عن نباتات قزمية أشواكها كثيرة وأوراقها صغيرة؛ أهمها العرفج والسدر والأثل والنخيل، وفيما يخص الحيوان البري فإن أراضي دولة الكويت فقيرة كذلك بالثروة الحيوانية الطبيعية؛ وذلك بسبب فقرها بالموارد المائية والحياة النباتية، حيث تطبع البيئة الصحراوية المدارية الثروة الحيوانية الطبيعية بطابعها المميز، حيث إن أهمّ ما يميز بعض أنواع الحيوانات الموجودة في أراضيها صغر حجمها من جهة وغلبة فصيلتي الزواحف والقوارض من جهة ثانية، كما توجد بعض الحيوانات الأخرى كبيرة الحجم كالغزلان والأرانب والظباء السوداء إضافة إلى الثعالب والذئاب وابن آوى والقط البري والأرانب البرية، وأكثر الأنواع شيوعاً من الزواحف هي السحالي والضباب (مفردها ضبّ) والورل والأبراص والعقارب والثعابين، ومن الطيور الطيور الجارحة، ولما كانت البيئة الصحراوية فقيرة بمياهها وتربها وحيواناتها فإن مياه البحر كانت أكثر سخاء رغم فقرها هي الأخرى بالأحياء المائية، ومع ذلك توجد أنواع جيدة من الثروة الحيوانية المائية، مثل القريدس (الروبيان) وأسماك الزبيدي والهامور وغيرها، ومن الأحياء البحرية الأخرى توجد الأصداف والمرجان، إذ تعدّ مياه الخليج المتميزة بدفئها وقلّة أعماقها من أنسب البيئات البحرية وأكثرها ملاءمة لتوالد هذه الأحياء ونموها وازدهارها.
المركز العلمي في الكويت
الجغرافية البشرية:
يتكون المجتمع الكويتي من خليط من القوميّات، ولا يؤلف السكان الأصليون البالغ عددهم نحو 1196000 نسمة حسب إحصاء 2004 إلا ما نسبته 46٪ من إجمالي عدد السكان، في حين يؤلف السكان العرب من خارج دولة الكويت ما نسبته 15٪، وهؤلاء يقيمون لدواعي العمل. أكبر جالية فيهم هي المصرية ثم السورية والعراقية، إضافة إلى جاليات عربية أخرى، وهنالك جاليات عديدة من الأجانب الذين يعملون في الكويت، وبعضها كبير العدد نسبياً.
وصل عدد سكان الكويت عام 2004 (حسب تقديرات صندوق السكّان التابع لهيئة الأمم المتحدة) إلى 2.6 مليون نسمة ومن المتوقع أن يبلغ تعدادهم عام 2050 نحو 4.9 ملايين نسمة. بلغ متوسط معدل النمو السكاني 3.5٪ في الفترة ما بين 2000 - 2005، أما معدل الخصوبة الإجمالي فقد وصل إلى 2.66٪، ويصل معدل المواليد الإجمالي إلى 31 في الألف. العمر المرتقب عند الولادة 77 سنة؛ مع أن هناك فارق بين الرجال والنساء، حيث يصل عند الرجال إلى 75سنة، ويصل عند النساء إلى 79 سنة.
أبراج الكويت
وصلت النسبة المئوية لسكان الحضر إلى 96٪ من مجموع أعداد السكان، في حين وصلت نسبة الأميّة عند الذكور الذين تزيد أعمارهم على 15 سنة إلى 15٪، وهي عند الإناث أعلى مما هي عليه عند الذكور، حيث تصل عندهن إلى 19٪. وصل معدل القيد في التعليم الابتدائي إلى 95٪ عند الذكور و94٪ عند الإناث، ونسبة من يصلون إلى الصف السادس تصل إلى 99٪ من الذكور و 98٪ من الإناث (لعام 2004).
تقسم الكويت إلى خمس محافظات وأهم مدنها هي مدينة الكويت، وهي عاصمة البلاد، ويقطنها نحو 89٪ من السكان، وهناك كل من الجهرة والأحمدي والسالمية. اللغة الرسمية هي اللغة العربية، ويدين سكان الكويت الأصليون بالإسلام الذي هو الدين الرسمي للدولة، وهناك بعض الديانات والمذاهب السائدة في الدول الآسيوية التي قدم منها المهاجرون كالبوذية والهندوسية والمسيحية.
الجغرافية الاقتصادية
تحتل الكويت مكاناً مرموقاً من حيث الاحتياطي النفطي، حيث بلغت كمية النفط الاحتياطي فيها 96.5 مليار برميل عام 1999، إنتاجها 1.883 مليون برميل للعام ذاته، تتوزع حقول النفط في الكويت بين شماليه وجنوبيه؛ ففي الشمال حقول الروضتين وصابرية وبحرة، أما حقول الجنوب فهي أقدم وأغنى، وتضمّ حقل البرقان الكبير الذي بُدئ في استغلال نفطه منذ عام 1938، ويعطي 3/4 إنتاج الكويت، ويضم هذا الحقل 330 بئراً من مجموع آبار الكويت البالغ عددها 586 بئراً؛ وهو من النوعية العالية الجودة، ويعد حقل الأحمدي في الكويت من أغنى حقول النفط في العالم، ولحقل البرقان توابع تمتد إلى الشمال الشرقي من حقل مقوع وحقل الأحمدي، وحقل مناقيش وأم قدير؛ وتنتمي جميعها إلى الحقل نفسه.
يؤلف صيد الأسماك نسبة ضئيلة من اقتصاد الكويت
وإلى جانب النفط هناك الغاز الطبيعي باحتياطي قدره 1.48 مليار متر مكعب، وقد بلغ إنتاج الكويت في عام 1999 نحو 10.86 مليون متر مكعب، إضافة إلى ما سبق هناك حقول المنطقة المحايدة التي تتقاسم المملكة العربية السعودية والكويت إنتاج النفط فيها، حيث تضم هذه المنطقة كلاً من حقول النفط الآتية: حقل الوفرة ورأس الخفجي، فوارس الجنوبي وأمّ قدير الجنوبي والرطاوي.
ينقل النفط الكويتي من حقول البرقان والأحمدي والروضتين ومناقيش إلى ميناء الأحمدي (الذي يعدّ الميناء الأول في العالم لنقل النفط) بشبكة من خطوط نقل النفط القصيرة ذات الكفاءة العالية.
وتعدّ صناعة تكرير النفط أهم صناعة في البلاد، تضاف إليها بعض الصناعات الكيميائية وتحلية مياه البحر، لا تؤلف الزراعة إلا ما نسبته 2٪ فقط من اقتصادها، حيث تزرع بعض الخضار والفاكهة، وتقوم فيها تربية الأغنام والإبل وصيد الأسماك.
لمحة تاريخية
تشير المصادر التاريخية إلى أن الهجرات السامية -التي انطلقت من شبه الجزيرة العربية في منتصف الألف الرابعة قبل الميلاد- عبرت السواحل الغربية للخليج العربي، واستقرّ قسم منها في الأراضي التي تشغلها دولة الكويت حالياً، وبعد الهجرة الأولى بنحو ألف سنة حصلت هجرة أخرى اندفعت من شبه جزيرة العرب باتجاه الشمال حتى بلاد الرافدين، وكان آخر الهجرات في القرن السابع الميلادي؛ إذ انتشر الإسلام في معظم الأرجاء التي وصل إليها، سكّان الكويت الحاليّون هم أحفاد العرب الساميين الذين كان موطنهم الأصلي شبه الجزيرة العربية، وبحكم الجوار أولاً؛ ثم الاستعمار ثانياً، فقد قدمت إليها هجرات من دولٍ شتى حيث يوجد بين سكانها العرب جماعات من الإيرانيين والباكستانيين والهنود والأفغان؛ وجماعات من جنسيات أوربية وأمريكية، إضافة إلى جماعات من جنسيات من الأقطار العربية. تبعت الكويت للعثمانيين في القرن السادس عشر، وفي عام 1899 تم توقيع معاهدة بين الأسرة الحاكمة في الكويت وبريطانيا نصت على إعطاء بريطانيا عدداً من الامتيازات في الكويت، وفي عام 1914 وقعت معاهدة جديدة عدّت الكويت بموجبها إمارة تحت الحماية البريطانية، وقد حصلت الكويت على استقلالها عن بريطانيا في شهر تموز/يوليو من عام 1961، ومع إعلان الاستقلال طالبت الحكومة العراقية القائمة آنذاك بضم الكويت إلى العراق؛ مستندة في ذلك إلى بعض الدعاوى التاريخية؛ قوبلت مطالب الحكومة العراقية برفض عربي ودولي، ونزلت قوات بريطانية في الكويت لحمايتها. بعد ذلك وفي عام 1963 اعترفت العراق بالكويت دولة مستقلة ذات سيادة، ووقعت كل من الحكومة العراقية والحكومة الكويتية على محضر تم الاتفاق عليه، وقد أودع هذا المحضر في الأمم المتحدة بصفته وثيقة من وثائقها، وعلى الرغم من ذلك فقد عادت المشكلة، وانفجرت مرة ثانية في الثاني من شهر آب/أغسطس عام 1990 حين قامت القوات العسكرية العراقية باحتلال الكويت إثر أزمة نشبت بين البلدين، اتهمت فيها الحكومة العراقية الكويت بنهب نفط العراق وقضم أراضيها والإضرار بها اقتصادياً عن طريق تجاوز الحصة المخصصة لها من قبل أوبك؛ الأمر الذي أدى إلى انخفاض أسعار النفط في السوق العالمية، بعد ذلك بوقت قصير قامت الحكومة العراقية بضمّ الكويت، وعدتها إحدى محافظات العراق. قوبلت هذه المحاولة مرة أخرى برفض عربي ودولي، وتحالفت نحو ثلاثين دولة من دول العالم ضد العراق لإزالة احتلاله للكويت، حيث وصلت قوات هذه الدول إلى المملكة العربية السعودية، ومن بينها قوات من دول عربية، ونشبت ما اصطلح على تسميتها حرب الخليج الثانية من 18 كانون الثاني/يناير حتى 24 شباط/فبراير من عام 1991. تمّ في أثنائها تدمير قسم كبير من القوات العسكرية العراقية، وتم تحرير الكويت، ولم تنتهِ آثار الحرب حتى اليوم.
نظام الحكم في دولة الكويت أميري، ويتمتع الأمير بصلاحيات واسعة، ويتم اختياره من بين أفراد الأسرة الحاكمة. يوجد في البلاد برلمان يسمي مجلس الأمة، يتكون من خمسة وسبعين عضواً يعين الأمير خمسة وعشرين منهم، ويتم انتخاب الأعضاء الخمسين الآخرين من قبل المواطنين ممن أتموا الحادية والعشرين عاماً، ولمجلس الأمة الكويتي دور فاعل في الحياة السياسية في الدولة.
محمد صافيتا