الفنان التشكيلي لطفي جعفر
في رحاب النص والكلمة
ازداد فـي الآونة الأخيرة عـدد المهتمين بالخطـوط العربيـة بحثـاً علمياً تشكيلياً وتقصياً أثرياً ومسـا ارا تاريخياً ، بشكل ملحوظ لمـا امتازت به الخطوط العربية من تنوع وغنى في إيقاعاتها وفق امتلاكها للسطح ، وكيفية هذا الامتلاك ، وما يليه إيقاع الحرف والكلمة ، إن كان ليناً أو يابساً إضافة لحركة محور الحروف . فكل خط يمتلك إيقاعاً يخصه . وتأتي في هذا الإطار أعمال الفنان التشكيلي لطفي جعفر ، ومن يعرف لطفي جعفر لا شـك وأنه يذكر بداياته في دراسـة التصوير حيث انتهى إلى أن فن التصوير هو فن اللون سـواء كان تمثيلياً أو غير ذلك . واكتسـب جعفر من هذه الدراسـة تقنيات الضوء واللون والشكل ومعالجته والإحسـاس بقيمه وحيله البصرية في إيجاد الأبعاد باستخدام الظل والنور وتأثره بالمنظور والأبعاد الثلاثة . وبأعماله التي قدمها في معارضه الأخيــرة يمكن القول دون تحفظ خطاط أو خطاطاً الألفاظ . يصور وعلى الرغم من أن لطفـي جعفر زاوج في عمله الخاص بين الرسـم والخطـوط العربية التقليدية إلا أننا نـراه في معارضه وقد أختار الخط الحر وحـاول أن يضيف إلـى الاحتفاظ بمعالم هذه الحروف رؤيته الذاتية كخطاط
خلال معالجـة تصويرية حاول أن يتفرد بها !! وإن الدارس لقواعد وأنماط الخط العربي والتي استمرت عدة قرون حتى استقرت على هذا السمت والشكل بتصاريفه المختلفة مبدوءاً أو وسطأ أو منتهياً ، مستقرأ على السطر أو فوقه أو تحتـه ، متأثراً بما قبلـه وبعده محققا بذلك حسـن الجوار ، جيلا بعد جيـل إضافة وحذفاً وتطويعاً واستخداماً وتطويراً إلى أن انتهى بهـا المطاف إلى هذه الخلاصـة من القوانين الموضوعة والقواعد الراسخة كأساس لتشكيل الحـرف ، ومع هذه الرحلة ذات المرحلة الطويلة والتي امتدت آماداً وأحقابـاً يلاحظ أن الفنان جعفر يريد ببساطة بعد هذا الجهد الجهيد أن ينحيهـا جانباً ، ولا نقـول ينبذها كما فعل بعض الفنانين عمداً أو عفوا تحت ما يسـمى بشعار التطوير أو التحريف أو التجديد . ونحن نطلب من فناننا أن يقف حارسـا أميناً على كنوز تراثه الحضاري الثر لا يسمح بخروج شيء منه أو إدخال شـيء عليه ، كمـا أننا لا نريد منه إعادة اجترار هذه القواعد والأساليب بصيغة أو بأخرى ولكننا كنا نتمنى عليه وقد غاص في أعماق الحــروف أن يخرج وفـي جعبته أعمالاً تحمل بين طياتها الأصالة دون أن يغيب عنها روح العصر وتأثيراته وتقنياته على الرغم من أنه نجح والى حـد بعيد بعدم اهتمامه كغيره من الفنانين بتجريد الحرف لأن الحرف العربي هـو في ذاته يرمـز إلى مجردات فلـم يرد أن يزيـد جرعـة التجريد على المتلقي فيحدث
فاصـلا كبيرا في عمليـة الاتصال بين لوحاته والمتلقي بل يريد أن يصل إلى قلبه وفكره أياً كان مستواه وهو لا يريد أن يجرد في الحرف حتى يصل به إلى شكل جمالـي مطلق وإنما أبدع تركيبات متميزة وجديدة قدمها للجمهور واستطاع أن يبتعد عن أسـلوب من حاولوا أن يقلع مشاهدهم عن قراءة الألفاظ لكي يصلوا إلى القيم الجمالية الحقيقية لأعمالهم ، بل يرى أنه لا مانع من أن تشتمل اللوحة على العنصرين معاً فتكون بمثابة قيم جمالية مقروءة مصورة لحروف الكلمـات العربية وهـو يفضل الربط بين هذين العنصرين ويحاول جاهدا التركيز على التشكيل كقيمة للفظ المكتوب المقروء كلغة مرتبطة بالعالم العلوي .. بقي أن نقول أن للحروف العربية مجالها وجلالها وقدسيتها لارتباطها بالقـرآن الكريم وقد تضمنت جميع أعمال الفنان جعفر لنصوص من القرآن الكريم فكان هناك انسجام في بعض اللوحات بين النص واللوحـة وفي أحيان أخرى كانت الألوان حارة جدا وقد طغى الصخب اللوني على العمل ليحوله إلى أقرب ما يشبه الإعلان ؟؟ . ولكننـا لا نريد أن نبخس جهده حيث استطاع أن يبرز ثراء الخط العربي محققاً تكوينـات مبتكرة تحمـل حروفها أبعاداً جمالية واضحة ، وكأنه يريد أن يقدم دعوة مفتوحة للفنانين للاهتمام بهذا الإرث الحضاري حيث كان قديماً واسطة التعبير الجمالي في الفنون .
Recently, the number of those interested in Arabic calligraphy, in scientific plastic research, archaeological investigation, and historical paths, has increased significantly, due to the diversity and richness of Arabic calligraphy in its rhythms according to its possession of the surface, the manner of this possession, and what follows the rhythm of the letter and the word, whether it is soft or dry in addition to movement. letter axis. Each line has its own rhythm. In this context comes the work of the plastic artist Lotfi Jaafar, and whoever knows Lotfi Jaafar undoubtedly mentions his beginnings in the study of photography, as he concluded that the art of photography is the art of color, whether it is representational or otherwise. From this study, Jaafar acquired the techniques of light, color, and shape, its treatment, and a sense of its value and its visual tricks in finding dimensions using shadow and light, and its influence on perspective and three dimensions. With his works that he presented in his recent exhibitions, it can be said without reservation that he is a calligrapher or a calligrapher of words. He depicts, and although Lutfi Jaafar coupled in his private work between painting and traditional Arabic calligraphy, we see him in his exhibitions, and he chose the free calligraphy and tried to add to preserving the features of these letters his own vision as a calligrapher, even though he was a photographer.
During a photographic treatment, he tried to be unique!! And the student of the rules and patterns of Arabic calligraphy, which lasted for several centuries until it settled on this azimuth and form with its various inflections, beginning, middle, or ending, settled on the line, above it, or below it, influenced by what came before and after it, achieving good neighborliness, generation after generation, addition, deletion, adaptation, use, and development. It ended up with this summary of established laws and established rules as a basis for craft formation, and with this long-stage journey that spanned ages and decades, it is noted that the artist Jaafar simply wants, after this hard effort, to put it aside, and we do not say he discards it as some artists did, deliberately or voluntarily. Under the so-called slogan of development, distortion or renewal. We ask our artist to stand as a faithful guard over the treasures of his rich cultural heritage, not to allow anything to be expelled from it or to introduce something into it, just as we do not want him to repeat these rules and methods in one form or another, but we hoped that he, having sunk into the depths of letters, would come out with works in his pocket. It carries with it originality without losing sight of the spirit of the era, its influences and techniques, although he succeeded to a large extent by not caring, like other artists, in abstracting the letter because the Arabic letter itself symbolizes abstractions, so he did not want to increase the dose of abstraction on the recipient, so it happens
A major break in the process of communication between his paintings and the recipient. Rather, he wants to reach his heart and thought, whatever his level, and he does not want to be abstracted in the letter until he reaches it to an absolute aesthetic form. Rather, he created distinct and new combinations that he presented to the audience, and he was able to move away from the style of those who tried to take off their scenes from Reading utterances in order to reach the true aesthetic values of their works. Rather, he believes that there is no objection to the painting including the two elements together, so that they serve as aesthetic values readable illustrating the letters of the Arabic words. He prefers linking these two elements and tries hard to focus on diacritics as a value for the written word that is read as a language linked to the upper world. .. It remains for us to say that the Arabic letters have their scope, majesty and sanctity due to their association with the Holy Qur’an. All the works of the artist Jaafar included texts from the Holy Qur’an, so there was harmony in some paintings between the text and the painting, and at other times the colors were very hot and the chromatic bustle overwhelmed the work to turn it into the closest thing Looks like an ad?? . But we do not want to underestimate his efforts, as he was able to highlight the richness of Arabic calligraphy, achieving innovative formations whose letters bear clear aesthetic dimensions, as if he wanted to present an open invitation to artists to pay attention to this cultural heritage, as it was in the past a means of aesthetic expression in the arts.
في رحاب النص والكلمة
ازداد فـي الآونة الأخيرة عـدد المهتمين بالخطـوط العربيـة بحثـاً علمياً تشكيلياً وتقصياً أثرياً ومسـا ارا تاريخياً ، بشكل ملحوظ لمـا امتازت به الخطوط العربية من تنوع وغنى في إيقاعاتها وفق امتلاكها للسطح ، وكيفية هذا الامتلاك ، وما يليه إيقاع الحرف والكلمة ، إن كان ليناً أو يابساً إضافة لحركة محور الحروف . فكل خط يمتلك إيقاعاً يخصه . وتأتي في هذا الإطار أعمال الفنان التشكيلي لطفي جعفر ، ومن يعرف لطفي جعفر لا شـك وأنه يذكر بداياته في دراسـة التصوير حيث انتهى إلى أن فن التصوير هو فن اللون سـواء كان تمثيلياً أو غير ذلك . واكتسـب جعفر من هذه الدراسـة تقنيات الضوء واللون والشكل ومعالجته والإحسـاس بقيمه وحيله البصرية في إيجاد الأبعاد باستخدام الظل والنور وتأثره بالمنظور والأبعاد الثلاثة . وبأعماله التي قدمها في معارضه الأخيــرة يمكن القول دون تحفظ خطاط أو خطاطاً الألفاظ . يصور وعلى الرغم من أن لطفـي جعفر زاوج في عمله الخاص بين الرسـم والخطـوط العربية التقليدية إلا أننا نـراه في معارضه وقد أختار الخط الحر وحـاول أن يضيف إلـى الاحتفاظ بمعالم هذه الحروف رؤيته الذاتية كخطاط
خلال معالجـة تصويرية حاول أن يتفرد بها !! وإن الدارس لقواعد وأنماط الخط العربي والتي استمرت عدة قرون حتى استقرت على هذا السمت والشكل بتصاريفه المختلفة مبدوءاً أو وسطأ أو منتهياً ، مستقرأ على السطر أو فوقه أو تحتـه ، متأثراً بما قبلـه وبعده محققا بذلك حسـن الجوار ، جيلا بعد جيـل إضافة وحذفاً وتطويعاً واستخداماً وتطويراً إلى أن انتهى بهـا المطاف إلى هذه الخلاصـة من القوانين الموضوعة والقواعد الراسخة كأساس لتشكيل الحـرف ، ومع هذه الرحلة ذات المرحلة الطويلة والتي امتدت آماداً وأحقابـاً يلاحظ أن الفنان جعفر يريد ببساطة بعد هذا الجهد الجهيد أن ينحيهـا جانباً ، ولا نقـول ينبذها كما فعل بعض الفنانين عمداً أو عفوا تحت ما يسـمى بشعار التطوير أو التحريف أو التجديد . ونحن نطلب من فناننا أن يقف حارسـا أميناً على كنوز تراثه الحضاري الثر لا يسمح بخروج شيء منه أو إدخال شـيء عليه ، كمـا أننا لا نريد منه إعادة اجترار هذه القواعد والأساليب بصيغة أو بأخرى ولكننا كنا نتمنى عليه وقد غاص في أعماق الحــروف أن يخرج وفـي جعبته أعمالاً تحمل بين طياتها الأصالة دون أن يغيب عنها روح العصر وتأثيراته وتقنياته على الرغم من أنه نجح والى حـد بعيد بعدم اهتمامه كغيره من الفنانين بتجريد الحرف لأن الحرف العربي هـو في ذاته يرمـز إلى مجردات فلـم يرد أن يزيـد جرعـة التجريد على المتلقي فيحدث
فاصـلا كبيرا في عمليـة الاتصال بين لوحاته والمتلقي بل يريد أن يصل إلى قلبه وفكره أياً كان مستواه وهو لا يريد أن يجرد في الحرف حتى يصل به إلى شكل جمالـي مطلق وإنما أبدع تركيبات متميزة وجديدة قدمها للجمهور واستطاع أن يبتعد عن أسـلوب من حاولوا أن يقلع مشاهدهم عن قراءة الألفاظ لكي يصلوا إلى القيم الجمالية الحقيقية لأعمالهم ، بل يرى أنه لا مانع من أن تشتمل اللوحة على العنصرين معاً فتكون بمثابة قيم جمالية مقروءة مصورة لحروف الكلمـات العربية وهـو يفضل الربط بين هذين العنصرين ويحاول جاهدا التركيز على التشكيل كقيمة للفظ المكتوب المقروء كلغة مرتبطة بالعالم العلوي .. بقي أن نقول أن للحروف العربية مجالها وجلالها وقدسيتها لارتباطها بالقـرآن الكريم وقد تضمنت جميع أعمال الفنان جعفر لنصوص من القرآن الكريم فكان هناك انسجام في بعض اللوحات بين النص واللوحـة وفي أحيان أخرى كانت الألوان حارة جدا وقد طغى الصخب اللوني على العمل ليحوله إلى أقرب ما يشبه الإعلان ؟؟ . ولكننـا لا نريد أن نبخس جهده حيث استطاع أن يبرز ثراء الخط العربي محققاً تكوينـات مبتكرة تحمـل حروفها أبعاداً جمالية واضحة ، وكأنه يريد أن يقدم دعوة مفتوحة للفنانين للاهتمام بهذا الإرث الحضاري حيث كان قديماً واسطة التعبير الجمالي في الفنون .
Recently, the number of those interested in Arabic calligraphy, in scientific plastic research, archaeological investigation, and historical paths, has increased significantly, due to the diversity and richness of Arabic calligraphy in its rhythms according to its possession of the surface, the manner of this possession, and what follows the rhythm of the letter and the word, whether it is soft or dry in addition to movement. letter axis. Each line has its own rhythm. In this context comes the work of the plastic artist Lotfi Jaafar, and whoever knows Lotfi Jaafar undoubtedly mentions his beginnings in the study of photography, as he concluded that the art of photography is the art of color, whether it is representational or otherwise. From this study, Jaafar acquired the techniques of light, color, and shape, its treatment, and a sense of its value and its visual tricks in finding dimensions using shadow and light, and its influence on perspective and three dimensions. With his works that he presented in his recent exhibitions, it can be said without reservation that he is a calligrapher or a calligrapher of words. He depicts, and although Lutfi Jaafar coupled in his private work between painting and traditional Arabic calligraphy, we see him in his exhibitions, and he chose the free calligraphy and tried to add to preserving the features of these letters his own vision as a calligrapher, even though he was a photographer.
During a photographic treatment, he tried to be unique!! And the student of the rules and patterns of Arabic calligraphy, which lasted for several centuries until it settled on this azimuth and form with its various inflections, beginning, middle, or ending, settled on the line, above it, or below it, influenced by what came before and after it, achieving good neighborliness, generation after generation, addition, deletion, adaptation, use, and development. It ended up with this summary of established laws and established rules as a basis for craft formation, and with this long-stage journey that spanned ages and decades, it is noted that the artist Jaafar simply wants, after this hard effort, to put it aside, and we do not say he discards it as some artists did, deliberately or voluntarily. Under the so-called slogan of development, distortion or renewal. We ask our artist to stand as a faithful guard over the treasures of his rich cultural heritage, not to allow anything to be expelled from it or to introduce something into it, just as we do not want him to repeat these rules and methods in one form or another, but we hoped that he, having sunk into the depths of letters, would come out with works in his pocket. It carries with it originality without losing sight of the spirit of the era, its influences and techniques, although he succeeded to a large extent by not caring, like other artists, in abstracting the letter because the Arabic letter itself symbolizes abstractions, so he did not want to increase the dose of abstraction on the recipient, so it happens
A major break in the process of communication between his paintings and the recipient. Rather, he wants to reach his heart and thought, whatever his level, and he does not want to be abstracted in the letter until he reaches it to an absolute aesthetic form. Rather, he created distinct and new combinations that he presented to the audience, and he was able to move away from the style of those who tried to take off their scenes from Reading utterances in order to reach the true aesthetic values of their works. Rather, he believes that there is no objection to the painting including the two elements together, so that they serve as aesthetic values readable illustrating the letters of the Arabic words. He prefers linking these two elements and tries hard to focus on diacritics as a value for the written word that is read as a language linked to the upper world. .. It remains for us to say that the Arabic letters have their scope, majesty and sanctity due to their association with the Holy Qur’an. All the works of the artist Jaafar included texts from the Holy Qur’an, so there was harmony in some paintings between the text and the painting, and at other times the colors were very hot and the chromatic bustle overwhelmed the work to turn it into the closest thing Looks like an ad?? . But we do not want to underestimate his efforts, as he was able to highlight the richness of Arabic calligraphy, achieving innovative formations whose letters bear clear aesthetic dimensions, as if he wanted to present an open invitation to artists to pay attention to this cultural heritage, as it was in the past a means of aesthetic expression in the arts.