كينياتا (جومو) مؤسس كينيا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كينياتا (جومو) مؤسس كينيا

    كينياتا (جوم) Kenyatta (Jomo-) - Kenyatta (Jomo-)
    كينياتا (جومو ـ)

    (1891 ـ 1978)




    جومو كينياتا Jomo Kenyatta مؤسس كينيا المعاصرة وقائد الاستقلال ضد الاستعمار البريطاني في شرقي إفريقيا.

    ولد كينياتا في غاتوندو Gatundu، في تشرين الأول/أكتوبر 1891، تُوفِّي والداه حين كان صبياً صغيراً، فتعهده جدّه إلى أن ذهب إلى المدرسة في مقّر البعثة الاسكتلندية في ثوغوتو Thogoto، وفيها تلقى تعليمه الابتدائي، وعاش بين أقربائه من قبيلة مساي Maasaï في ناروك Narok، وهناك اعتنق المسيحية إبان الحرب العالمية الأولى، وعمل محاسباً لتاجر آسيوي. وبعد الحرب عمل أمين مستودع في شركة أوربية، فكاتباً في بلدية نيروبي، وفي تلك الأثناء كان يضع حزاماً مرصعاً بالخرز، فعرف باسم كينياتا (كلمة سواحلية تعني الحزام المرصع بالخرز).

    في عام 1925 دخل الميدان السياسي وأصبح واحداً من قادة منظمة كيكويو المركزية Kikuyu Central Association التي اختارته؛ ليمثلها في طرح مشكلات أرض شعوب الكيكويو القبلية أمام لجنة هيلتون يونغ Hilton Young Commission في نيروبي.

    في عام 1928 بدأ كينياتا نشر مجلته «الإصلاحي» (بالسواحلية Mwigithania) التي تناول فيها ثقافة الكيكويو وعاداتهم إضافة إلى طرائق الزراعة الحديثة. وفي عام 1929 أرسلته منظمة كيكويو إلى لندن؛ ليقدم مطالبها المتعلقة بإعادة الأراضي الإفريقية التي استولى عليها المستوطنون الأوربيون إلى أصحابها؛ وليزيد في الفرص السياسية والاقتصادية للأفارقة في كينيا التي كانت قد صارت إحدى مستعمرات بريطانيا في شرقي إفريقيا عام 1920.

    بقي كينياتا في أوربا نحو خمس عشرة سنة، التحق في أثنائها بمدارس وجامعات عدة، وطبع عدداً من المقالات والكتيبات حول كينيا ومعاناتها نير الاستعمار. وحين كان في مدرسة لندن للعلوم الاقتصادية London School of Economics درس على يد برونيسلاف مالينوفسكي Bronislaw Malinowski علم الإنسان الاجتماعي، وطبع كتابه «في مواجهة جبل كينيا» Facing Mount Kenya (1938)، الذي نال عليه درجة الدكتوراه، وفيه وصف مجتمع كيكويو التقليدي، ونقد التغييرات الممزّقة التي أحدثها المستعمر. وقد لاقى كتاب كينياتا هذا أصداء واسعة في أوربا بوصفه دفاعاً عن الثقافة الإفريقية، كما جعل من كينياتا متحدثاً معتمداً عن شعبه.

    وبعد الحرب العالمية الثانية نظم بالتعاون مع كوامي نكروما Kwame Nkrumah المؤتمر الخامس للاتحاد الإفريقي Pan-African Federation في بريطانيا.

    عاد إلى كينيا في عام 1946، وانتخب رئيساً للاتحاد الكيني الإفريقي Kenya African Union، وهو أول منظمة سياسية إفريقية تأسست في ظل المستعمر، ووجّه كينياتا معظم جهود الاتحاد للفوز بحكومة مستقلة قيادتها إفريقية، غير أنه لم يلق النجاح في مسعاه، وبدأت مقاومة الأفارقة لسياسات المستعمر ولسيادة المستوطنين الأوربيين تأخذ منحى الكفاح. وفي عام 1952 ظهرت حركة تمرد «ماو ماو» Mau Mau التي بدأت تنتهج العنف على حكومة المستعمرين والمستوطنين البيض. ومع أن كينياتا لم يكن مقتنعاً بالعنف سبيلاً لتحقيق أهداف إفريقيا السياسية؛ فإن سلطات المستعمر قامت باعتقاله مع خمسة من قادة الاتحاد الآخرين بدعوى إدارة تمرد «ماو ماو»، وحكمت عليه بالسجن مدة سبع سنوات مع الأشغال الشاقة.

    لم يطلق سراح كينياتا نهائياً إلا عام 1961؛ ليتسلم بعد مدة من إطلاق سراحه قيادة الاتحاد الوطني الكيني الإفريقي Kenya African National Union، وهو حزب كان قد تأسس عام 1960 بدعم شعوب قبائل «كيكويو» و«لو» Luo.

    قاد كينياتا الحزب إلى الفوز بالانتخابات عام 1963، وعُيّن رئيساً لوزراء كينيا، وصار يعرف باسم «مزي» Mzee (كلمة سواحلية تعني الرجل العجوز). وفي كانون الأول/ديسمبر عام 1964 أعلن استقلال كينيا، وانتُخب كينياتا أول رئيس لها في الشهر نفسه.

    تبنّت سياسة كينياتا شعار «هارامبي» Harambee (كلمة سواحلية تعني «لنجذب معاً») طالباً من المستعمرين البيض والأفارقة العمل معاً على تطوير كينيا، وأبقى كثيراً من المستعمرين البيض في مناصبهم القديمة. وشجع الاستثمارات الأجنبية في كينيا، وأبرم اتفاقيات تجارية مع أوغندا وتنزانيا. وفي السياسة الخارجية؛ انضمت كينيا إلى عصبة الأمم والتحقت بحركة عدم الانحياز.

    كان كينياتا شخصية مؤثرة في إفريقيا، بيد أن سياسته السلطوية كانت محل انتقادات واسعة أثارت ضده معارضة داخلية. أعيد انتخاب كينياتا رئيساً للجمهورية عام 1966، وقد توترت العلاقات مع الصومال، وزاد حجم المعارضة السياسية بسبب اعتماده الاتحاد الوطني الكيني الإفريقي حزباً سياسياً وحيداً في كينيا، وأَرهقت قواته الأمنية المنشقين، واتُهمت علانية باغتيال شخصيات سياسية معارضة؛ ومع ذلك أعيد انتخابه عام 1974، وبقي بمنصبه حتى وفاته.

    كان كينياتا شخصية نابضة بالحياة ومولعة بالجدل، وهو من أبرز رجالات القرن العشرين في الساحة الإفريقية، ويعد حكمه حقبة ذهبية في تاريخ تطور كينيا.

    غسان منيف عيسى
يعمل...
X