اسكوريال (متحف)
El Escorial - Escurial
الإسكوريال (متحف -)
متحف الإسكوريال Escorial مجموعة مبان أثرية في إسبانية شيدت في القرن السادس عشر الميلادي في سفح جبل وادي الرملة Sierra Guadarrama على ارتفاع 1000م عن سطح البحر في قشتالة الجديدة قرب قرية سان لورنزو إسكوريال، وعلى بعد خمسين كيلو متراً شمال غرب العاصمة مدريد. وتعدّ مجموعة مباني الإسكوريال من أهم الصروح الملكية في أوربة لضخامتها ومحتوياتها الفنية ومكتبتها الشهيرة. وقد اشتق الاسم من اللفظ الإسباني إسكورياس Escorias الدال على الحديد لوجود المتحف في موقع أقدم مناجم الحديد في إسبانية.
تتألف مجموعة مباني الإسكوريال من القصر الملكي، والدير، والكنيسة، والمعهد الديني، والمتحف، وعدد من الأبنية الصغيرة. ويعود فضل بنائها إلى ملك إسبانية فيليب الثاني (حكم 1556- 1598)، وتعدّ من أهم منجزاته الحضارية. ويرد في الحديث عن بناء هذه المجموعة أن المدفعية الإسبانية كانت قد أصابت خطأ كنيسة سان لورنزو San Lorenzo في أثناء معركة سان كانتان San Quentin فأراد الملك فيليب الثاني أن يخلد ذكرى القديس لورنزو بمناسبة انتصار جيشه انتصاراً حاسماً في تلك المعركة التي دارت يوم 10/8/1557 وهو يتفق مع ذكرى استشهاد القديس لورنزو (10/8/258م). وتذكر الموروثات أن هذا القديس عذب ووضع فوق مشوى من الحديد المحمّى بنيران فحم ملتهبة.
وقد تم بهذه المناسبة اختيار موقع المشروع وتبنّي شكل «المشوى» شكلاً معمارياً لمجموعة مباني الإسكوريال، وعهد فيليب الثاني في مهمة تشييد الدير إلى المهندس المعماري الطليطلي خوان بوتيستا توليدو Juan Bautista de Toledo الذي كان قد عمل في الماضي بنابولي. وأعدّ هذا المهندس مخططات المشروع لتتوسطه كنيسة وتقع في جنوبه أروقة وباحات، وصمم مبنى القصر الملكي ليضم قاعة للعرش وقاعات كثيرة غيرها. بدأت أعمال بناء مجموعة الإسكوريال في 23/4/1562، ولكن وفاة المهندس سنة 1567 جعلت الملك يعهد في إدارة أعمال البناء إلى جيامباتيستا كاستلّو Giambatista Castello، ولم تمض سنتان حتى توفي هذا الأخير فعهد الملك فيليب الثاني إلى المهندس الإسباني خوان غوتيريز دي هرّيرا Juan Gutierrez de Herrera في إدارة العمل، فقام بالمهمة خير قيام وتابع تنفيذ مخططات سلفه جيامباتيستا. وكان دي هرّيرا قد درس الرياضيات في بروكسل، ثم فن العمارة وفن ميكيلانجلو في رومة.
استمرت أعمال البناء إحدى وعشرين سنة (1563 - 1584)، واتصفت مجموعة مباني الإسكوريال بتناظرها وتكاملها وطرازها المعماري التقليدي المهيب.
ولهذه المجموعة المعمارية شكل يشبه المستطيل أبعاده الأفقية 207 ×161م ويضم تسعة أبراج وخمسة عشر رواقاً وست عشرة باحة وثمانية وثمانين حوض ماء وستة وثمانين درجاً وثلاثة وسبعين تمثالاً وألفاً ومئتين وخمسين باباً وألفين وسبعمئة نافذة وثلاثمئة صومعة وخمس قاعات طعام وأربعة آلاف مسكن وعدداً كبيراً من قاعات الجلوس والاستقبال وغير ذلك، وتفصل المباني بعضها عن بعض باحات داخلية بينها «باحة الإنجيليين» Patio Do Los Evangelistas التي تقوم حول قبة الكنيسة. وفي زوايا هذه المجموعة المعمارية أربعة أبراج تمثل شكل قواعد «المشوى». أما المبنى البارز في الجهة الشرقية الذي جُعل مقراً ملكياً فإنه يمثل شكل مقبض المشوى، في حين تشبه النوافذ الكثيرة فتحات المشوى. ويزين منتصف الواجهة الغربية من هذا المبنى، وفوق الباب الرئيس، تمثال ضخم للقديس لورنزو يبلغ ارتفاعه 4.20م أبدعه النحات الطليطلي خوان بوتيستا مونيغرو Juan Bautista Monegro. ولهذه الواجهة الغربية ثلاثة أبواب تؤدي إلى المعهد الديني وباحة الملوك والدير. وتؤدي الباحة إلى الكنيسة المتميزة بمخطط شكله شكل صليب متساوي الأضلاع. وتقع هذه الكنيسة على امتداد مجموعة المبنى من جهة الشرق إلى جهة الغرب، وتعلو منتصف مبناها قبة ضخمة جميلة يبلغ قطرها نحو 20م وارتفاعها في المركز نحو 100م مع برج صغير للإضاءة. ومن المعتقد أن مخططات هذه القبة مستوحاة من مخططات ميكيلانجلو للقبة الرئيسة لكنيسة القديس بطرس في الفاتيكان. وتزين سقوف الكنيسة في الإسكوريال رسوم جدارية أبدعها الفنان لوقا جيوردانو (1632-1705) Luca Jiordano وقد جعل هيكل الكنيسة من حجر الغرانيت. وتحوي الكنيسة أربعة وأربعين مصلىً مع لوحات فنية من إبداع عدد من الفنانين الإيطاليين والإسبان الذين عهد إليهم الملك في تجميل داخل الكنيسة بعدما تم بناؤها. ويضم المصلى الرئيس في هذه الكنيسة لوحة ضخمة ارتفاعها 26م وعرضها 14م إضافة إلى بيت القربان، كما يضم مجموعتين مهمتين من التماثيل البرونزية المذهبة من عمل الفنان الإيطالي بومبيو ليوني Pompeo Leoni الذي استدعاه فيليب الثاني من إيطالية. وفي الجهة اليمنى من الكنيسة مجموعة تماثيل للملك شارلكان (1500- 1558) والد فيليب الثاني وأفراد أسرته. وفي الجهة اليسرى مجموعة تماثيل للملك فيليب الثاني وأفراد أسرته راكعين أمام المذبح الكبير. وهناك مكان «لجوقة الكنيسة» والمنشدين ولوحة تمثل السيد المسيح من أعمال بنفينوتو تشيليني Benvenuto Cellini.
وللمدفن الملكي (البانتيون Pantheon)، في أسفل المصلى الرئيس، شكل يشبه مضلعاً له ستة عشر ضلعاً، تم بناؤه في عهد الملك فيليب الرابع (1621- 1667)، ويبدو فيه مدى انتشار فن الباروك وقتئذ. وفي منتصف القرن التاسع عشر شيد مبنى مدافن الأمراء والأميرات الذين لم يتعاقبوا على الحكم، وقد زينت أروقته وباحاته برسوم جدارية ولوحات لكبار الفنانين.
أما مكتبة الإسكوريال الشهيرة فقد أسسها الملك فيليب الثاني وهي تدين بجمالها المعماري إلى دي هرّيرا، وجمالها الفني إلى الإيطالي تيبالدي Tibaldi الذي زين سقوفها برسوم جدارية تمثل مجالات الفنون المختلفة. وإذا كانت محتويات هذه المكتبة لا تزيد كثيراً على 60000 مجلد، فإنها مع ذلك، تتميز من غيرها بأنها تضم ذخيرة جيدة من البقية الباقية من مخطوطات التراث العربي الإسلامي الأندلسي. ويبلغ عدد هذه المخطوطات نحو 2000 مخطوطة، وقد وضع لها اللبناني ميخائيل الغزيري (الذي يعرف في الغرب باسم كازيري Casiri) فهرساً في جزأين، كما تضم المكتبة كذلك عدداً من المخطوطات اليونانية واللاتينية والعبرية.
تقع مكتبة الإسكوريال في الجناح الأيمن من صرح الإسكوريال الضخم، وإلى جانبها يقع المعهد الديني الذي يشرف عليه الآباء الأغسطينيون. ويضم البناء بهواً واسعاً تعرض فيه طائفة من المخطوطات النفيسة ومنها مصحف ملكي كريم كان ملكاً للمنصور السعدي سلطان المغرب. وقد تألفت هذه المكتبة بدءاً من المكتبة الملكية الصغيرة ومما كان يشتريه سفراء الملك من المخطوطات النادرة. ثم ضُمت إليها بضعة ألوف من المخطوطات العربية التي جمعت من مناطق متعددة بعد سقوط غرناطة (1492)، وزادت مجموعة المخطوطات فيها زيادة كبيرة في عهد فيليب الثالث، وذلك حين استولت السفن الإسبانية سنة 1612م على سفينة مغربية كانت تنقل مكتبة مولاي زيدان سلطان مراكش. ولكن حريقاً وقع في المكتبة سنة 1671 أتى على الكثير من محتوياتها ولم ينقذ منها سوى نحو 2000 من المخطوطات.
وفي عهد الملك كارلوس الثالث (1716- 1788) شيد مبنى «قُصير الأمير»، وتحيط بباحة التماثيل فيه ثلاثة أجنحة ملكية هي: جناح الملك فيليب الثاني وجناح الملكة الذي خصص للأميرة إيزابيلا كلارا أوجينيا Isabella Clara Eugenia وجناح الانتظار.
El Escorial - Escurial
الإسكوريال (متحف -)
متحف الإسكوريال Escorial مجموعة مبان أثرية في إسبانية شيدت في القرن السادس عشر الميلادي في سفح جبل وادي الرملة Sierra Guadarrama على ارتفاع 1000م عن سطح البحر في قشتالة الجديدة قرب قرية سان لورنزو إسكوريال، وعلى بعد خمسين كيلو متراً شمال غرب العاصمة مدريد. وتعدّ مجموعة مباني الإسكوريال من أهم الصروح الملكية في أوربة لضخامتها ومحتوياتها الفنية ومكتبتها الشهيرة. وقد اشتق الاسم من اللفظ الإسباني إسكورياس Escorias الدال على الحديد لوجود المتحف في موقع أقدم مناجم الحديد في إسبانية.
تتألف مجموعة مباني الإسكوريال من القصر الملكي، والدير، والكنيسة، والمعهد الديني، والمتحف، وعدد من الأبنية الصغيرة. ويعود فضل بنائها إلى ملك إسبانية فيليب الثاني (حكم 1556- 1598)، وتعدّ من أهم منجزاته الحضارية. ويرد في الحديث عن بناء هذه المجموعة أن المدفعية الإسبانية كانت قد أصابت خطأ كنيسة سان لورنزو San Lorenzo في أثناء معركة سان كانتان San Quentin فأراد الملك فيليب الثاني أن يخلد ذكرى القديس لورنزو بمناسبة انتصار جيشه انتصاراً حاسماً في تلك المعركة التي دارت يوم 10/8/1557 وهو يتفق مع ذكرى استشهاد القديس لورنزو (10/8/258م). وتذكر الموروثات أن هذا القديس عذب ووضع فوق مشوى من الحديد المحمّى بنيران فحم ملتهبة.
استمرت أعمال البناء إحدى وعشرين سنة (1563 - 1584)، واتصفت مجموعة مباني الإسكوريال بتناظرها وتكاملها وطرازها المعماري التقليدي المهيب.
ولهذه المجموعة المعمارية شكل يشبه المستطيل أبعاده الأفقية 207 ×161م ويضم تسعة أبراج وخمسة عشر رواقاً وست عشرة باحة وثمانية وثمانين حوض ماء وستة وثمانين درجاً وثلاثة وسبعين تمثالاً وألفاً ومئتين وخمسين باباً وألفين وسبعمئة نافذة وثلاثمئة صومعة وخمس قاعات طعام وأربعة آلاف مسكن وعدداً كبيراً من قاعات الجلوس والاستقبال وغير ذلك، وتفصل المباني بعضها عن بعض باحات داخلية بينها «باحة الإنجيليين» Patio Do Los Evangelistas التي تقوم حول قبة الكنيسة. وفي زوايا هذه المجموعة المعمارية أربعة أبراج تمثل شكل قواعد «المشوى». أما المبنى البارز في الجهة الشرقية الذي جُعل مقراً ملكياً فإنه يمثل شكل مقبض المشوى، في حين تشبه النوافذ الكثيرة فتحات المشوى. ويزين منتصف الواجهة الغربية من هذا المبنى، وفوق الباب الرئيس، تمثال ضخم للقديس لورنزو يبلغ ارتفاعه 4.20م أبدعه النحات الطليطلي خوان بوتيستا مونيغرو Juan Bautista Monegro. ولهذه الواجهة الغربية ثلاثة أبواب تؤدي إلى المعهد الديني وباحة الملوك والدير. وتؤدي الباحة إلى الكنيسة المتميزة بمخطط شكله شكل صليب متساوي الأضلاع. وتقع هذه الكنيسة على امتداد مجموعة المبنى من جهة الشرق إلى جهة الغرب، وتعلو منتصف مبناها قبة ضخمة جميلة يبلغ قطرها نحو 20م وارتفاعها في المركز نحو 100م مع برج صغير للإضاءة. ومن المعتقد أن مخططات هذه القبة مستوحاة من مخططات ميكيلانجلو للقبة الرئيسة لكنيسة القديس بطرس في الفاتيكان. وتزين سقوف الكنيسة في الإسكوريال رسوم جدارية أبدعها الفنان لوقا جيوردانو (1632-1705) Luca Jiordano وقد جعل هيكل الكنيسة من حجر الغرانيت. وتحوي الكنيسة أربعة وأربعين مصلىً مع لوحات فنية من إبداع عدد من الفنانين الإيطاليين والإسبان الذين عهد إليهم الملك في تجميل داخل الكنيسة بعدما تم بناؤها. ويضم المصلى الرئيس في هذه الكنيسة لوحة ضخمة ارتفاعها 26م وعرضها 14م إضافة إلى بيت القربان، كما يضم مجموعتين مهمتين من التماثيل البرونزية المذهبة من عمل الفنان الإيطالي بومبيو ليوني Pompeo Leoni الذي استدعاه فيليب الثاني من إيطالية. وفي الجهة اليمنى من الكنيسة مجموعة تماثيل للملك شارلكان (1500- 1558) والد فيليب الثاني وأفراد أسرته. وفي الجهة اليسرى مجموعة تماثيل للملك فيليب الثاني وأفراد أسرته راكعين أمام المذبح الكبير. وهناك مكان «لجوقة الكنيسة» والمنشدين ولوحة تمثل السيد المسيح من أعمال بنفينوتو تشيليني Benvenuto Cellini.
رواق الدير في قصر الإسكوريال |
أما مكتبة الإسكوريال الشهيرة فقد أسسها الملك فيليب الثاني وهي تدين بجمالها المعماري إلى دي هرّيرا، وجمالها الفني إلى الإيطالي تيبالدي Tibaldi الذي زين سقوفها برسوم جدارية تمثل مجالات الفنون المختلفة. وإذا كانت محتويات هذه المكتبة لا تزيد كثيراً على 60000 مجلد، فإنها مع ذلك، تتميز من غيرها بأنها تضم ذخيرة جيدة من البقية الباقية من مخطوطات التراث العربي الإسلامي الأندلسي. ويبلغ عدد هذه المخطوطات نحو 2000 مخطوطة، وقد وضع لها اللبناني ميخائيل الغزيري (الذي يعرف في الغرب باسم كازيري Casiri) فهرساً في جزأين، كما تضم المكتبة كذلك عدداً من المخطوطات اليونانية واللاتينية والعبرية.
تقع مكتبة الإسكوريال في الجناح الأيمن من صرح الإسكوريال الضخم، وإلى جانبها يقع المعهد الديني الذي يشرف عليه الآباء الأغسطينيون. ويضم البناء بهواً واسعاً تعرض فيه طائفة من المخطوطات النفيسة ومنها مصحف ملكي كريم كان ملكاً للمنصور السعدي سلطان المغرب. وقد تألفت هذه المكتبة بدءاً من المكتبة الملكية الصغيرة ومما كان يشتريه سفراء الملك من المخطوطات النادرة. ثم ضُمت إليها بضعة ألوف من المخطوطات العربية التي جمعت من مناطق متعددة بعد سقوط غرناطة (1492)، وزادت مجموعة المخطوطات فيها زيادة كبيرة في عهد فيليب الثالث، وذلك حين استولت السفن الإسبانية سنة 1612م على سفينة مغربية كانت تنقل مكتبة مولاي زيدان سلطان مراكش. ولكن حريقاً وقع في المكتبة سنة 1671 أتى على الكثير من محتوياتها ولم ينقذ منها سوى نحو 2000 من المخطوطات.
وفي عهد الملك كارلوس الثالث (1716- 1788) شيد مبنى «قُصير الأمير»، وتحيط بباحة التماثيل فيه ثلاثة أجنحة ملكية هي: جناح الملك فيليب الثاني وجناح الملكة الذي خصص للأميرة إيزابيلا كلارا أوجينيا Isabella Clara Eugenia وجناح الانتظار.