رسالة إلى الإخوة البربر.. إحذروا من أجندات فرنسا. بقلم: المؤرخ تامر الزغاري

إلى الإخوة البربر إحذروا من أجندات فرنسا
زمن الإستعمار كانت محاربة العروبة واللغة العربية خيانة، واليوم أناس يحاربوها بقصد أو بدون قصد

أحب أن اوجه رسالة إلى الإخوة البربر مقسمة بالنقاط التالية:

1- اللغة العربية هي رمز للنضال ضد المستعمر الفرنسي، حيث تعمد الفرنسيين محاربة اللغة العربية فقاموا بتهميشها في مختلف المراكز التعليمية والإدارية، وقاموا بغلق الكتاتيب القرآنية والجمعيات الدعوية الإصلاحية في محاولة لإبعاد الناس عن اللغة العربية.

2- سعت فرنسا لإلغاء اللغة العربية وفرض اللغة الفرنسية، فمن المعيب اليوم أن نرى حساسية ومحاربة للغة العربية وفي نفس الوقت لا نرى جزء بسيط من هذه الحرب موجهة ضد اللغة الفرنسية، فما كان في زمن الإستعمار خيانة أصبح اليوم علانية.

3- إن اللغة العربية هي جزء أصيل من هوية بلاد المغرب العربي، فإلغاؤها هو إلغاء للمغرب العربي مما يؤدي لتفككه وذوبانه في الحاضنة الإستعمارية الأوروبية

4- تسمية "المغرب العربي" هي التسمية الصحيحة، فاللغة العربية هي السائدة والتي يتكلمها العرب والبربر، فحتى أغلب البربر بالنسبة لهم اللغة العربية هي اللغة الأولى والمحكية، واللغة العربية هي رمز للوحدة في داخل المغرب العربي والرابط الذي يربطه بباقي البلاد العربية.

5- بعد الإسلام تحولت العروبة من رابطة دم ونسب إلى رابطة لغوية، فكل من إعتنق الإسلام لا يستطيع أن يفهم القرآن دون أن يلجأ للغة العربية، وكان هذا سببا في إنتشار اللغة العربية حتى بين العجم، ولهذا بعد الإسلام لم تعد اللغة العربية مُلك للعرب فقط بل تحولت أيضا إلى حاضنة تربط وتشمل كل من تحدث بها واعتبرها لغته الأولى.

6- أحب أن أستعمل مصطلح "البربر" وليس "الأمازيغ" لأن كلمة بربر كلمة ذات مرجعية تاريخية قديمة تذكرني بأبطال كتبوا تاريخنا بحروف من ذهب مثل يوسف بن تاشفين وأبو بكر اللمتوني والمعز بن باديس وغيرهم الكثير.

7- بكل تأكيد أرفض طمس أو إلغاء أي لغة، حتى بما يتعلق بالبربر، فالله لم يخلق اللغات لكي نقوم نحن بطمسها، وبكل تأكيد هنالك سياسات قومية عربية حديثة منافية لقيم العروبة وشوهت صورتهم، وخاصة إذا تذكرنا أن العرب حينما صنعوا مجدهم وعصرهم الذهبي لم يكن بالإبادة والإقصاء بل إعتمدوا منهج التقدم العلمي والإجتماعي والذي أدى لسعي باقي الفئات للتقرب منهم والمشاركة في صنع حضارتهم.

8- من الواجب إدراك أن العرب هم أصحاب جذور قديمة في التاريخ وصنعوا أعظم الحضارات القديمة مثل الكنعانية والبابلية والآشورية والآرامية، وقد نشرت سابقا مقالات تؤكد أن لغاتهم هي مجرد لهجات للغة العربية القديمة.

9- إن الفتوحات الإسلامية في بلاد المغرب تعتبر أيضا حروب تحرير عربية من الإحتلال البيزنطي، وبدأ هذا الإحتلال عندما قضى على الإمبراطورية القرطاجية الكنعانية التي كانت تحكم بلاد المغرب والذي كان زمانها زمن المجد والرفاه والإزدهار، وتعتبر الحضارة الكنعانية رابط إضافي يربط العرب بالمغرب العربي

10- من المعيب إعتبار العرب محتلين كالرومان والفرنسيين وغيرهم، ومن المعيب أكثر ما نراه من حملة ضد العرب فقط وفي نفس الوقت محاباة وتجاهل وتسامح مع الرومان والأوروبيين، وبل وصل الأمر عند فئة إلى الولاء والتقليد.

11- سعيد بوعي الكثير من الإخوة والأصدقاء البربر، وهذا ما أجده في تفاعلاتهم الإيجابية مع مقالاتي التي أنشرها عن عروبة المغرب العربي، وهذا نتيجة إدراكهم أن العروبة جزء من تاريخهم وهويتهم، وأنها لا تقصيهم ولا تهمش ثقافتهم.

12- إن الأخلاق هي أسمى وأنبل الصفات، وهي المرآة لمدى الرقي، ولهذا أرفض شتم أو إهانة شعب بكامله، حتى لو كان منه قلة مضللة تنفذ الأجندة الاستعمارية بقصد أو بدون قصد

13- إحذروا من الفتنة الإستعمارية التي يسعى لإشعالها في بلاد المغرب العربي، فهو يلعب على وتر إشعال الحرب بين العرب والبربر، وكذلك بين المغرب والجزائر، وهذا لتحقيق أطماعه ببلاد المغرب العربي.
*****************
كتب بقلم:
المؤرخ تامر الزغاري
*****************