عمارة اليمني Umarah al-Yamani

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عمارة اليمني Umarah al-Yamani

    عماره يمني

    Umarah al-Yamani - Umarah al-Yamani


    عُمارة اليمني

    (…ـ 569هـ/… ـ 1174م)



    نجم الدين عمارة بن أبي الحسن علي بن محمد بن زيدان الحَكَمي المذْحِجيُّ اليمني مؤرخ ثقة، فقيه وشاعر أديب، وُلِدَ لأسرة علماء في منطقة الزرائب بناحية تهامة في منازل قبيلة حكم.

    هاجر عمارة إلى زَبيد سنة 531هـ لطلب العلم، ونبغَ فيها، ونودي بالقاضي عمارة، ثم سموه عمارة الفرضي، وعُرف في صنعاء وعدن بعمارة الفقيه والشاعر.

    حج في عام 549هـ، واتصل في أثناء ذلك بأمير مكة القاسم بن هاشم بن فَلِيْتَةَ (ت 557هـ)، فأرسله إلى مصر بمهمة إلى الخليفة الفاطمي الفائز ابن الظاهر وإلى وزيره طلائع بن رزيك، ومدح الفائز فسّر بمدحه وأجزل له العطاء، فعُرف عند المصريين والفاطميين باسم «عمارة اليمني» ولم يزل موالياً لهم حتى دالت دولتهم.

    أقام عُمارة في مصر ثم عاد إلى مكة واليمن، ثم عاد إلى مصر في حين أرسله أمير مكة ثانية إليها، وأقام فيها إلى حين صُلِبَ بأمر من السلطان الأيوبي صلاح الدين، وذلك حينما اتهم عمارة بالتآمر على صلاح الدين لمصلحة الفاطميين، مع سبعة من أعيان مصر، وقيل إن سبب قتله يرجع إلى بيت مشكوك بنسبه إليه وعُدّ تعريضاً بالرسولrوالبيت هو:

    قد كان أولُ هذا الدِّين من رجلٍ

    سعى إلى أن دَعُوهُ سيِّد الأممِ

    فأفتى أهل العلم من أهل مصر بقتله، وحرضوا السلطان عليه.

    على أن استقراء علم عُمارة من حيث الفقه وحياته من حيث التدين، وتشبثه بمذهب السنة يُرجِّح نفي تهمة تآمره، ولاسيما بعد أن بايع السلطان صلاح الدين، ولكن الوفاء الكبير والحب الذي ظل في نفسه لملوك الفاطميين لإكرامهم وإحسانهم إليه قد أغرى به حسَّاده الذين ابْتُليَّ بهم طوال حياته فأوقعوا به.

    شغل عُمارة اليمني عصره بنبوغه وذكائه العلمي والأدبي والفقهي، ويعدُّ أول مؤرخ يمني يؤرخ لليمن، ويشهرها في الخارج من بكتابه «المفيد في تاريخ زبيد» فهو أول من تصدى للكتابة عن اليمن وأول من ألَّف عن شعرائها وأدبائها، ومن مؤلفاته أيضاً «النكت العصرية في أخبار الوزراء المصرية» وهو مطبوع.

    وله ديوان شعر مشهور في غاية الحسن والرقة والملاحة، فقد كان عُمارة شاعراً مفلقاً بليغاً فصيحاً، لا يُلحق شأوه في هذا الشأن ولعل قصيدته اللامية التي قالها راثياً دولة الفاطميين بعد أن مرّ بساحة قصرهم تعدّ من روائع ما قيل. وفيها يقول:

    رميتَ يا دهرُ كفَّ المجد بالشلل

    وجِيدَهُ بعد حسن الحلْي بالعَطَلِ

    هدَمْتَ قاعدة الحسنى على عجلٍ

    شقيتَ مهلاً أما تمشي على مَهَلِ

    واللهِ مازلت عن عهد الوفاء لهم

    ما أخّر الله لي في مدة الأجل

    ومن شعره قصيدة يمدح بها الفائز ووزيره ابن رزيك يقول فيها:

    الحمد للعيش بعد الغرمِ والهممِ

    حمداً يقوم بما أولَتْ من النَّعمِ

    ورُحْنَ من كعبة البطحاء والحرمِ

    وفداً إلى كعبة المعروف والكرمِ

    خليفةٌ ووزيرٌ مدَّ عَدْلُهما

    ظلاً على مفرق الإسلام والأمم

    ومن رقيق شعره:

    لي في هوى الرَّشأ العذريّ إعذارُ

    لم يبقَ لي مذ أقر الدمع إنكارُ

    لي في القدودِ وفي لثمِ الخدودِ وفي

    ضمِّ النهود لبانات وأوطارُ

    هذا اختياري فوافق إن رضيت به

    أَوْ لا فدعني لما أهوى وأختارُ

    منى الحسن
يعمل...
X