بين الطب والأدب على هامش محاضرة د. وجيه البارودي والى اطباء اليوم:
في بعض من مطالعتي أذكر أي قرأت ذات مرة أنه : سيكون على طلاب كلية الطب في جامعة أبردين التي تعتبر من أهم كليات الطب في بريطانيا دراسة منهاج أدبي ولمدة ثماني أسابيع , وتجاوز امتحان بالأدب حتى يتخرجوا من كلية الطب . هنا انتهى الخبر ..وأما لماذا فلأنهم كانوا قد وجدوا أن الكتابة الأدبية تقدم للطبيب مهارات وبعدا إنسانياً في تواصله الاجتماعي مع المريض حيث تشكل عنصرا هاما جدا في مهنة الطب لأنها تساهم في الفهم الدقيق لأعماق وتفاصيل نفسية المريض وتسد النقص الذي تفتقره التقارير .فالقدرة الإبداعية على الكتابة وصياغة الأفكار تساعد الطبيب على نقل المعلومات الطبية للمريض ..ودراسة الأدب قد تولد فهماً عميقاً ضرورياً للممارسة الإنسانية للطب , ذلك لها الأثر النفسي الذي يعين الطبيب في تماثل مريضه للشفاء .وهذا كان سر نجاح طبيب حماه المرحوم وجيه البارودي.. وما أحوجنا اليوم لاستعادة الصفة الإنسانية للطب , وبخاصة في وقت بات فيه المريض مجرد سلعة لبعض الأطباء , ومعاناته باتت لا تهم الطبيب إلا بمقدار أجرة المعاينة أو كلفة العملية الجراحية أو عدد المراجعين في غرفة الانتظار .