محمد حميد الله الهندي، أحد أعلام الثقافة العربية الإسلامية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • محمد حميد الله الهندي، أحد أعلام الثقافة العربية الإسلامية

    محمد حميد الله

    Mohammad Hamidullah - Mohammad Hamidullah

    محمد حميد الله
    (1326ـ 1423هـ/1908ـ 2002م)

    محمد حميد الله الهندي، أحد أعلام الثقافة العربية الإسلامية الكبار في العصر الحديث، وأحد كبار العلماء والدعاة الذين أنجبتهم شبه القارة الهندية بصورة عامة.
    ولد في مدينة حيدر أباد وفيها نال تعليمه الأولي والجامعي, ثم قصد فرنسا والتحق بجامعة السوربون الشهيرة، وتابع فيها دراسته العليا، وحصل منها على درجة الدكتوراه، وكان موضوع أطروحته «المهمات الدبلوماسية في عصر الرسول والخلفاء الراشدين». ثم عاد إلى مدينة حيدر أباد وعمل أستاذاً في جامعتها برهة من الوقت، وعاد بعدها إلى باريس سنة 1368هـ/1948 حيث استقر هناك، وعمل أستاذاً ومحاضراً في عدد من الجامعات الفرنسية، كما عمل أستاذاً زائراً في عدد من جامعات الهند وفرنسا وتركيا، وأتقن نحواً من عشر لغات من اللغات الشرقية والغربية. وكما عرفته الجامعات المختلفة التي درّس فيها أستاذاً ومحاضراً، كذلك عرفته المساجد التي زارها في مختلف البلدان داعية من طراز رفيع. وكانت له مشاركات كثيرة في المؤتمرات العلمية واللقاءات الفكرية فكان المبرز فيها، وقد أشير إليه فيها بالبنان، وكان يقدم فيها الحلول والمقترحات المفيدة. وكانت له صلات قوية بالمستشرقين، ومحاورات مع كثيرين منهم في القضايا الدينية والشؤون الأكاديمية، وتحول إلى مستشار لعدد من الجامعات والمؤسسات الثقافية وأعيان المجتمع، وقد اعتنق الدين الإسلامي على يديه عدد كبير من الفرنسيين وغيرهم، وعاد إلى محراب الله تعالى على يديه أيضاً عدد كبير من المسلمين الذين أخذتهم الدنيا ببهرجتها. وكان يمتاز بتواضع جمّ وبخلق كريم. وكان يحرص على الابتعاد عن الأضواء ما أمكن، والانصراف إلى البحث والتأليف، وقد خلَّف ما يزيد على مئة وخمسين كتاباً تأليفاً وتحقيقاً، وما يزيد عن تسعمئة مقالة نشرها في صحف ومجلات مختلفة وبلغات عديدة، كالإنكليزية والفرنسية والألمانية والأوردية والعربية وغيرها، وأسهم في الكتابة لبعض الموسوعات، كدائرة المعارف الإسلامية بالأوردية، وموسوعة الأطلس الكبير للأديان بالفرنسية.
    ومن أهم مؤلفاته وأشهرها: «مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي والخلافة الراشدة» وأصبح مرجعاً كلاسيكياً في تراثنا الإسلامي الحديث. وألفَّه بالعربية ونشر عدة مرات, و«القرآن الكريم وترجمة معانيه» وألفَّه بالفرنسية ونشر عدة مرات، وكان الاعتماد عليه في إصدار ترجمة معاني القرآن إلى الفرنسية في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف بالمدينة المنورة، و«نبي الإسلام حياته وأعماله» وألَّفه بالفرنسية ويقع في مجلدين، ونشر عدة مرات، و«تعريف بالإسلام» ألَّفه بالفرنسية، ونشر عدة مرات، وترجم إلى ثلاث وعشرين لغة من اللغات الحيّة، و«لِمَ نصوم» ألَّفه بالفرنسية ونشر بباريس، و«ست رسائل دبلوماسية لنبي الإسلام» ألَّفه بالفرنسية ونشر بباريس، و«تصحيح ترجمة بوسكاي لصحيح البخاري» ألَّفه بالفرنسية ونشر في مجلد واحد بباريس، و«فهرس تراجم معاني القرآن الكريم» وقد ألَّفه بالفرنسية، وفهرس فيه ترجمات معاني القرآن الكريم بمئة وعشرين لغة حّية.
    ومن أهم تحقيقاته مستقلاً: «الذخائر والتحف» للقاضي الرشيد بن الزُّبير، من علماء القرن الخامس الهجري، وبالاعتماد على نسخة فريدة، وبذل جهوداً مضنية في سبيل الوصول به إلى برّ الأمان، وبه افتتحت وزارة الإعلام الكويتية سلسلة التراث العربي الشهيرة، والجزء الأول من كتاب «أنساب الأشراف» للبلاذري، ونشره معهد المخطوطات العربية بالقاهرة, وقطعة من «كتاب النبات» لأبي حنيفة الدَّينوري، ونشرها المعهد الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة. وقطعة من «السيرة النبوية» لابن إسحاق، ونشرت في الرباط، و«صحيفة همَّام بن منبّه» وهو في الحديث النبوي الشريف، ونشر في بيروت، و«كتاب السَّير الكبير» للإمام محمد بن الحسن الشيباني، ونشر في حيدر أباد، و«معدن الجواهر بتاريخ البصرة والجزائر» يعني الجزر القريبة منها، لابن عراق، ونشر في إسلام أباد، و«كتاب الرَّدة ونبذة من فتوح العراق» للواقدي، ونشر بباريس ثم ببيروت.
    ومن تحقيقاته بالاشتراك مع آخرين: «كتاب الأنواء في مواسم العرب» لابن قتيبة، وقد حققه بالاشتراك مع المستشرق الفرنسي الشهير شارل بلا، ونشر في حيدر أباد، و«المعتمد في أصول الفقه» لأبي الحسين محمد بن علي البصري، وقد حقّقه بالاشتراك مع محمد بكر، وحسن حنفي، ونشره المعهد الفرنسي للدراسات العربية بدمشق.
    وظلّ المترجم له يخدم تراث المسلمين وثقافتهم وحضارتهم إلى أن وافته المنية بباريس، وكان شاهداً على قرابة قرن كامل من الزمان.
    محمود الأرناؤوط

يعمل...
X