عياد (محمد كامل)
Ayyad (Mohammad Kamil-) - Ayyad (Mohammad Kamil-)
عياد (محمد كامل ـ)
(1901ـ 1986)
محمد كامل عياد أديب، تربوي، باحث، محقق. ولد في طرابلس الغرب. وفي أثناء الغزو الإيطالي عام 1911 هاجر مع والده إلى تركيا، وتابع دراسته في اصطنبول، ثم انتقل عام 1914 إلى المدرسة الثانوية بحلب. سافر في مطلع شبابه إلى ألمانيا عام 1921 ليبدأ الدراسة في جامعة برلين، واشتغل إلى جانب دراسته بالصحافة، واشترك في تأسيس مجلة بالعربية اسمها «الحمامة» وجريدة بالألمانية اسمها «صدى الإسلام».
حصل على شهادة الماجستير في الآداب والدكتوراه في الفلسفة عام 1930. وعاد إلى دمشق، ولما أسست كلية الآداب في جامعة دمشق عُيِّن فيها أستاذاً مساعداً للتاريخ اليوناني.
انتخب عام 1958 عضواً عاملاً في المجمع العلمي العربي بدمشق (مجمع اللغة العربية) وبقي فيه حتى وفاته.
نشر في برلين عام 1930 أطروحته باللغة الألمانية عن «نظرية ابن خلدون في التاريخ والاجتماع»، واشترك في تأسيس مجلتي «الثقافة» و«المعلمين والمعلمات» بدمشق، ونشر فيهما وفي غيرهما كثيراً من المقالات.
عمل في التربية والتعليم منذ عام 1933، وكان ميدانه الرحب فيها؛ إذ أقبل عليه واندفع بكل قواه وطاقاته يعلم طلابه، ويفتح لهم أبواب المعرفة، وينمي فيهم حب البحث والمتابعة للوصول إلى الحقيقة، وكان يؤلف لهم الكتب ويضمنها اللباب المفيد. ويبث في نفوس طلابه القيم الوطنية والأخلاقية، ويذكي فيهم روح التقدم، ويحضهم على التمسك بالمبادئ والمثل العليا لايحيدون عنها. وبادله طلابه حبهم وتقديرهم، وكانوا يتحدثون عنه باحترام في مجالسهم ويتناقلون كلماته. ويقول شاكر الفحام في محمد كامل عياد: «وإني لأذكر كيف كنا نتدافع بالمناكب، نحن طلاب البكالوريا الثانية ـ قسم الرياضيات، لنشارك زملاءنا قسم الفلسفة الحظوة بسماعه في قاعة الدرس والأخذ عنه، ونحس النشوة وهو يلقي دروسه في الأخلاق».
وكان عياد نيِّر الفكر، موسوعي المعرفة، منهوماً بالقراءة، يتابع كل جديد، يشارك في مختلف الأنشطة التي ترمي إلى تحرير المجتمع من قيوده، وتفسح له طريق التقدم والترقي، كانت تتملكه أبداً روح المعلم المربي، والثوري الخلاق.
ألف عياد وترجم وحاضر وحرر المقالات الكثيرة في الصحف والمجلات، وشارك في المؤتمرات العلمية والوطنية والسياسية. وتبدو في مؤلفاته ومقالاته آثار التدقيق والتأني، وإن المرء ليعجب لأناته وهو يتأمل خطه الجميل الأنيق الذي كان يرسمه بعناية فائقة .
اشترك عياد في تأليف سلسلة من الكتب المدرسية التاريخية، ولاسيما التاريخ القديم. ونشر بالاشتراك مع جميل صليبا «مختارات من ابن خلدون» و«حي بن يقظان» لابن طفيل و«المنقذ من الضلال» للغزالي و«المنطق وطرائق البحث العلمي». ونشر في عام 1942 كتاب «علم الأخلاق»، وفي عام 1958 ترجم بتكليف من منظمة اليونسكو رسالة عن «كتب التاريخ المدرسية والتفاهم الدولي». وله: «أديب عربي وأديب سوڤييتي: عمر فاخوري ومكسيم غوركي ـ دمشق 1946» و«تاريخ اليونان ـ الجزء الأول ـ دمشق 1969». وترجم كتاب «الرأي العام» لألفريد سوفي، ونشر في دمشق سنة 1962.
أحيل عياد على التقاعد بجامعة دمشق في 31/12/1960 ، وعمل أستاذاً للتاريخ في الجامعة الأردنية بين عامي 1963ـ 1966، وكان ختام ما قام به من جليل الأعمال ما قاسم به زملاءه في الموسوعة الفلسطينية.
عاش عياد حياته كلها وفياً لمبادئه، دعا إلى تحرير الإنسان من ربقة الاستعمار والخوف والفقر والجهل، ونادى بالاشتراكية طريقاً لإنصاف المستعبدين والمظلومين، وتعني الاشتراكية عنده: «الحرية، التضامن والارتباط العفوي بين البشر، ورفض كل قهر وإرغام، والثورة والنقمة على كل ظلم واستبداد، والإنسانية والتسامح وحب السلام» مؤكداً أن الثورة شرط للإصلاح.
نذر عياد نفسه لخدمة المُثل والأفكار التي آمن بها، وتحمل ما تحمل من ضروب الأذى في سبيلها. لقد كان القدوة البالغة بسلوكه قبل فكره، وبإيمانه قبل منطقه، عزف عن كل مغريات الحياة وزينتها ليظل الداعية المخلص لتعليمه ومبادئه، وخاض معاركه مشرّع الراية أبداً حتى وافته المنية تاركاً وراءه أجيالاً وقراءً يذكرون فضله وعلمه.
أحمد علي كنعان
Ayyad (Mohammad Kamil-) - Ayyad (Mohammad Kamil-)
عياد (محمد كامل ـ)
(1901ـ 1986)
محمد كامل عياد أديب، تربوي، باحث، محقق. ولد في طرابلس الغرب. وفي أثناء الغزو الإيطالي عام 1911 هاجر مع والده إلى تركيا، وتابع دراسته في اصطنبول، ثم انتقل عام 1914 إلى المدرسة الثانوية بحلب. سافر في مطلع شبابه إلى ألمانيا عام 1921 ليبدأ الدراسة في جامعة برلين، واشتغل إلى جانب دراسته بالصحافة، واشترك في تأسيس مجلة بالعربية اسمها «الحمامة» وجريدة بالألمانية اسمها «صدى الإسلام».
حصل على شهادة الماجستير في الآداب والدكتوراه في الفلسفة عام 1930. وعاد إلى دمشق، ولما أسست كلية الآداب في جامعة دمشق عُيِّن فيها أستاذاً مساعداً للتاريخ اليوناني.
انتخب عام 1958 عضواً عاملاً في المجمع العلمي العربي بدمشق (مجمع اللغة العربية) وبقي فيه حتى وفاته.
نشر في برلين عام 1930 أطروحته باللغة الألمانية عن «نظرية ابن خلدون في التاريخ والاجتماع»، واشترك في تأسيس مجلتي «الثقافة» و«المعلمين والمعلمات» بدمشق، ونشر فيهما وفي غيرهما كثيراً من المقالات.
عمل في التربية والتعليم منذ عام 1933، وكان ميدانه الرحب فيها؛ إذ أقبل عليه واندفع بكل قواه وطاقاته يعلم طلابه، ويفتح لهم أبواب المعرفة، وينمي فيهم حب البحث والمتابعة للوصول إلى الحقيقة، وكان يؤلف لهم الكتب ويضمنها اللباب المفيد. ويبث في نفوس طلابه القيم الوطنية والأخلاقية، ويذكي فيهم روح التقدم، ويحضهم على التمسك بالمبادئ والمثل العليا لايحيدون عنها. وبادله طلابه حبهم وتقديرهم، وكانوا يتحدثون عنه باحترام في مجالسهم ويتناقلون كلماته. ويقول شاكر الفحام في محمد كامل عياد: «وإني لأذكر كيف كنا نتدافع بالمناكب، نحن طلاب البكالوريا الثانية ـ قسم الرياضيات، لنشارك زملاءنا قسم الفلسفة الحظوة بسماعه في قاعة الدرس والأخذ عنه، ونحس النشوة وهو يلقي دروسه في الأخلاق».
وكان عياد نيِّر الفكر، موسوعي المعرفة، منهوماً بالقراءة، يتابع كل جديد، يشارك في مختلف الأنشطة التي ترمي إلى تحرير المجتمع من قيوده، وتفسح له طريق التقدم والترقي، كانت تتملكه أبداً روح المعلم المربي، والثوري الخلاق.
ألف عياد وترجم وحاضر وحرر المقالات الكثيرة في الصحف والمجلات، وشارك في المؤتمرات العلمية والوطنية والسياسية. وتبدو في مؤلفاته ومقالاته آثار التدقيق والتأني، وإن المرء ليعجب لأناته وهو يتأمل خطه الجميل الأنيق الذي كان يرسمه بعناية فائقة .
اشترك عياد في تأليف سلسلة من الكتب المدرسية التاريخية، ولاسيما التاريخ القديم. ونشر بالاشتراك مع جميل صليبا «مختارات من ابن خلدون» و«حي بن يقظان» لابن طفيل و«المنقذ من الضلال» للغزالي و«المنطق وطرائق البحث العلمي». ونشر في عام 1942 كتاب «علم الأخلاق»، وفي عام 1958 ترجم بتكليف من منظمة اليونسكو رسالة عن «كتب التاريخ المدرسية والتفاهم الدولي». وله: «أديب عربي وأديب سوڤييتي: عمر فاخوري ومكسيم غوركي ـ دمشق 1946» و«تاريخ اليونان ـ الجزء الأول ـ دمشق 1969». وترجم كتاب «الرأي العام» لألفريد سوفي، ونشر في دمشق سنة 1962.
أحيل عياد على التقاعد بجامعة دمشق في 31/12/1960 ، وعمل أستاذاً للتاريخ في الجامعة الأردنية بين عامي 1963ـ 1966، وكان ختام ما قام به من جليل الأعمال ما قاسم به زملاءه في الموسوعة الفلسطينية.
عاش عياد حياته كلها وفياً لمبادئه، دعا إلى تحرير الإنسان من ربقة الاستعمار والخوف والفقر والجهل، ونادى بالاشتراكية طريقاً لإنصاف المستعبدين والمظلومين، وتعني الاشتراكية عنده: «الحرية، التضامن والارتباط العفوي بين البشر، ورفض كل قهر وإرغام، والثورة والنقمة على كل ظلم واستبداد، والإنسانية والتسامح وحب السلام» مؤكداً أن الثورة شرط للإصلاح.
نذر عياد نفسه لخدمة المُثل والأفكار التي آمن بها، وتحمل ما تحمل من ضروب الأذى في سبيلها. لقد كان القدوة البالغة بسلوكه قبل فكره، وبإيمانه قبل منطقه، عزف عن كل مغريات الحياة وزينتها ليظل الداعية المخلص لتعليمه ومبادئه، وخاض معاركه مشرّع الراية أبداً حتى وافته المنية تاركاً وراءه أجيالاً وقراءً يذكرون فضله وعلمه.
أحمد علي كنعان