علي بن أحمد الحرالي Ali ibn Ahmad al-Harali

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • علي بن أحمد الحرالي Ali ibn Ahmad al-Harali

    علي احمد حرالي

    Ali ibn Ahmad al-Harali - Ali ibn Ahmad al-Harali


    علي بن أحمد الحرّالي

    (...ـ 638هـ/… ـ 1240م)



    علي بن أحمد بن الحسن، أبو الحسن الحَرّالي التجيبي، أحد علماء الأندلس، أصله من قرية صغيرة اسمها حرّالة تابعة لمنطقة مرسية من شرقي الأندلس، فهو أندلسي وإن كانت ولادته في مدينة مراكش من المغرب الأقصى. وكانت الأندلس والمغرب الكبير في ذلك الوقت وحدةً واحدةً في دولة واحدة (مع المرابطين والموحدين من بعدهم). انتقل أبوه أو جدّه من الأندلس إلى العاصمة الموحّدة واستقر هناك.

    قال الغبريني في ترجمته: «الشيخ الفقيه، العالم المطلق، الزاهد الورع، بقيّة السلف، وقدوة الخلف نسيج وحده: أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن بن إبراهيم الحرّالي، التجيبي». فهو عربي الأصل والأرومة.

    سجل التاريخ للحرالي رحلتين إلى المشرق، فقد خرج من مراكش ودخل الأندلس، ثم خرج يريد الحج فسلك الطريق البري وتلبّث في عدد من البلدان، كإقامته في بجاية ومصر.

    وكانت له رحلة أخرى استقر فيها مدّة بمدينة بلبيس بمصر، وجال حتى وصل إلى مدينة حماة فاتخذها سكناً ولم يصحب معه غير زوجته. أقبل عليه أهل حماة، وغيرهم من أهل الشام، وكثُر مريدوه والمتلقون عنه وأتباعه، واستمر ذلك زماناً. فلما قرُب موته قال لأصحابه: «إذا كان يوم الثاني عشر من شعبان نسافر عنكم…» فظنوا أنه يسافر عن حماة، فلما كان ذلك اليوم مرض فجأة ومات ودفن هناك.

    علي بن أحمد الحرالي متعدّد الجوانب، وكتبه الباقية وأسماء كتبه الأخرى تشير إلى أنه باحث عالم مجدّد، كما تشير أخباره إلى أنه زاهد في الدنيا عالم عامل.

    كان عالماً بعلوم القرآن وعلوم الحديث والتفسير والفقه: معقوله ومنقوله والتصوف والمنطق والطبيعيات والإلهيات، وعلم الفرائض واللغة وأصول الفقه وعلم الكلام، وله نظم أيضاً.

    من مؤلفاته: «الأغنى في شرح أسماء الله الحسنى»، «الإحصا: موجز في أسماء الله تعالى» (مخطوط)، «مفتاح الباب المقفل لفهم القرآن المنزّل» (مطبوع)، «عروة المفتاح» (مطبوع)، «التوشية والتوفية» (مطبوع).

    ومؤلفاته مستوفاة في مقدمة تحقيق «الأغنى». والحرّالي ثمرة من ثمرات الجني الأندلسي الذي انتشر في بلاد العرب والمسلمين، وهو يمثّل شمولية علماء الإسلام الكبار، ووحدة أصول الثقافة والفكر في بلاد الإسلام، وانفتاح الأقطار العربية الإسلامية بعضها على بعضها الآخر. وهو صورة من صور التجديد وحيوية الفكر الإسلامي وقدرته على التجدّد.

    وبسبب من نزعة الحرالي التي يشوبها التصوّف (وهو تصوف له خصوصيته) اختلف الذين ترجموا له في الكلام عليه، ولكنهم أجمعوا على فهمه وعلمه وإخلاصه وكثرة مريديه، ونبوغه في العلوم والفنون التي طرقها.

    وكانت كتبه مورداً لعدد من العلماء في أغراض شتى عقلية ونقلية.

    توفي في حماة، ودُفن ظاهر باب حمص بالتل في تربة بني البارزي من مدينة حماة.

    محمد رضوان الداية
يعمل...
X