ابن عِذَاري المَرّاكُشِي Ibn Idhari al-Marakushi

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ابن عِذَاري المَرّاكُشِي Ibn Idhari al-Marakushi

    عذاري مراكشي ()

    Ibn Idhari al-Marakushi - Ibn Idhari al-Marakushi

    ابن عِذَاري المَرّاكُشِي
    (توفي بعد 712هـ/ بعد 1312م)

    أبو العباس أحمد بن محمد بن عذاري المراكشي، مؤرخ من أهل مراكش، أندلسي الأصل، لم ترد لـه ترجمة في المصادر والمراجع المتداولـة. اختُلِف في اسمه وتاريخ وفاته وأحياناً في نسبته، إذ يشير إليه إسماعيل البغدادي بقوله: «محمد بن عذاري الأندلسي ثم المراكشي توفي حوالي 695». وعند عباس بن إبراهيم هو: «محمد بن عذاري المراكشي»، وعند محمد الفاسي: «أحمد بن محمد بن عذاري المراكشي»، وعند الزركلي: «محمد أو أحمد بن محمد عذاري المراكشي توفي حوالي 695». ولا يوجد ما يثبت اسمه على التحقيق، والذي ينسبه إلى الأندلس يخلط بينه وبين ابن عذاري البلنسي محمد بن علي. لكن هذا سبقه زمناً، ويكفي أن ابن الأبار الذي ترجم لـه توفي هو نفسه سنة (656هـ)، أي قبل أن يبلغ ابن عذاري المراكشي مبلغ الرجال، وعندما حرر ابن عذاري المراكشي كتابه «البيان المغرب» القسم الخاص بالموحدين، وتحدث عن مصير أبناء المرتضى في الصفحات الأخيرة منه، قال عن أحدهم: «… وأخوه محمد بغرناطة في وقتنا هذا، وهو عام اثني عشر وسبعمئة». وعلى هذا فوفاة ابن عذاري متأخرة بكثير عما ذكره عدد من المترجمين لـه.
    نشأ ابن عذاري المراكشي في مراكش، وعاصر نهاية الدولة الموحدية وشطراً مهماً من العهد المريني، بدءاً بيعقوب ونجله يوسف، وانتهاء بأبي ربيع وأبي سعيد عثمان، وهذه فترة قوة واستقرار ونمو حضاري شامل، وهناك مثقفون وعلماء بارزون لهم نشاط كبير في هذه الفترة، من أمثال: مالك بن المرحل، وابن آجروم النحوي، وابن رُشَيْد المحدث الأديب، وابن بناء الرياضي، أي من كانوا في درجة شيوخه أو أقرانه. ومن ثم فلم يكن ابن عذاري المراكشي بحاجة إلى رحلة خارج المغرب للدراسة في هذه الفترة بالذات، ولو أنها مرحلة مزدهرة في عموم الشمال الإفريقي من حيث النشاط الثقافي والعلمي.
    ومن أسلوب ابن عذاري المراكشي في كتابه «البيان المغرب» وتتبعه بدقة لبعض الأحداث المصيرية، وتوثيقه للمعلومات، يلاحظ أنه أديب مثقف، ومؤرخ دقيق الملاحظة، أمين في نقله ومراجعه، وبقاء هذا المؤرخ مجهولاً من حيث التعريف بحياته وشخصيته وأعماله، في كتب التراجم اللاحقة لعصره فهذا ما يدعو إلى العجب.
    اشتهر ابن عذاري بكتابه «البيان المغرب»، ولـه كتاب آخر بعنوان «تاريخ المشرق» أشار إليه في كتابه «البيان المغرب».
    يهتم ابن عذاري المراكشي في هذا الكتاب بأخبار الأندلس والمغرب منذ الفتح العربي الإسلامي حتى سنة 478هـ فيما يتعلق بأخبار الأندلس، وفيما يتعلق بأخبار المغرب حتى سنة 667هـ.
    قسم ابن عذاري المراكشي كتابه تبعاً لما جاء في المقدمة إلى ثلاثة أقسام أو أجزاء:
    ـ الأول: يشتمل على أنظمة المغرب الكبير، منذ الفتح العربي الإسلامي سنة 27هـ إلى نهاية الصنهاجيين بإفريقيا وبداية المرابطين بالنصف الغربي. إذ يقول عنه: «فاختصرت فيه أخبار إفريقيا من حين الفتح الأول …، إلى حين ابتداء الدولة اللمتونية المرابطية».
    ـ الثاني: ويشتمل على تاريخ الأندلس منذ الفتح العربي الإسلامي إلى عصر الطوائف. يقول عنه: « فاختصرت فيه أخبار جزيرة الأندلس …، وقيام الفتنة البربرية، وذكرت فيه أخبار ملوك الطوائف …، وكل ذلك إلى حين دخول لمتونة إلى الأندلس سنة 478».
    ـ الثالث: تحدث فيه عن المرابطين باختصار، والموحدين بشيء من التفصيل، مخللاً ذلك نبذة عن الحفصيين في إفريقيا، وبني هود وبني الأحمر في الأندلس، وتركيزه على الموحدين في هذا الجزء مع كونه حرر هذا الكتاب (البيان) بعد أكثر من أربعة عقود على سقوط مراكش نهائياً في يد المرينين، وهذا الجزء بالذات هو أهم مصدر شامل للعصر الموحدي من حيث استيفاؤه أهم أحداثه، يقول عنه: «فاختصرت فيه أخبار الدولة المرابطية …، وابتداء الدولة الموحدية …، إلى عام 667».
    وتنقسم المصادر المكتوبة التي اعتمد عليها ابن عذاري المراكشي في كتابه إلى:
    ـ الكتب المشرقية: مثل، تاريخ الطبري والواقدي والمسعودي.
    ـ الكتب الأندلسية: مثل، ابن حيان في المقتبس والبكري وابن الأبار وابن بسام وابن حزم.
    ـ الكتب الإفريقية: مثل، ابن يوسف الوراق وابن شرف والرقيق وابن سعدون.
    ـ الكتب المغربية: مثل، الإدريسي وعبد الملك الوراق ابن مروان في المِقباس وابن القطان.
    وقسم كبير من مصادر ابن عذاري فُقد بعده كلاً أو جزءاً، ونقل كذلك بعض الروايات عن شيوخ أدركوا أحداثاً لم يعايشها هو.
    لم يُكثر ابن عذاري من الحكايات والاستطرادات قدر ما فعله مؤرخون آخرون، وهو في أغلب نقوله وترتيب أحداثه يبحث عن الموضوعية، وينقل الخبر، ويترك التعليق للقارئ، وربما اكتفى بتعليق من روى الحدث، وهناك قِطع كثيرة ضاعت من هذا المصدر الجاد، ولكنه يظل أول مصدر مغربيّ وصل حول تاريخ المغرب العربي الإسلامي بمختلف أنظمته حتى القرن السابع الهجري، وبذلك فهو يعرض كثيراً مما ضاع من المصادر التي أنجزت قبله، على أن الجزء الخاص بالموحدين أنجزه ابن عذاري سنة 712هـ.
    نشر المستشرق دوزي R. Dozy الجزأين الأول والثاني محققين بين عامي 1848 و1851م، ثم نشر المستشرق ليفي بروفنسال L. Provencal الجزء الثالث عام 1929م، ثم أعاد نشر الجزأين الأول والثاني المستشرق دي كولان Colin، ومراجعة ليفي بروفنسال عام 1948م.
    ونشر القسم الثالث (وهو غير الجزء الثالث المشار إليه سابقاً) بتحقيق المستشرق ميراندا، وإسهام محمد بن تاويت ومحمد الكتاني في تطوان عام 1963م.
    ثم نشر الكتاب في أربعة أجزاء في دار الثقافة ببيروت عام 1967م، وكان الجزءان الأول والثاني مصورين عن طبعة دوزي، والثالث كان مصوراً عن طبعة بروفنسال، والرابع كان بتحقيق إحسان عباس، ولم يذكر في هذه الطبعة الجزء الذي نشره المستشرق ميراندا Meranda وسماه القسم الثالث. وأخيراً ظهر «البيان المغرب» (قسم الموحدين) بتحقيق جماعة من الباحثين في بيروت عام 1406هـ/1985م.
    محمد هشام النعسان
يعمل...
X