كلحبه عريني (هبيره يربوعي) Al-Kalhaba al-Arini - Al-Kalhaba al-Arini
الكَلْحَبة العَريني (هُبيرة اليربوعي)
هُبَيرة بن عبد مناف بن عَريف بن ثعلبة، يرتفع نسبه إلى زيد مَناة بن تميم، والكلحبة: لقبٌ غلب على اسمه، ومعناه: صوتُ النار ولهيبها، وكَلْحَبهُ بالسَّيف: ضربه، والنسبة إلى جَدّه عَُرين، بفتح العين أو ضَمِّها.
يعد هُبيرة أحد فرسان تميم وسادتها المشهورين، وهو شاعر جاهلي حَسنُ الشعر، لا تذكر المصادر ما يدل على مولده ونشأته إلاّ القليل، منها أنه نزل بموضع يقال له «زَرُوْد» بأرض لبني مالك بن حنظلة بن يربوع التميمي، فأغارت بنو تغلب عليهم وعلى رأسهم آنذاك حزيمة بن طارق، واستاق التغلبيون إبلهم وأموالهم، ولما وصل النذير إلى اليربوعيين، ركب الكلحبة فرسه العَرادة، ولحقوا بالقوم وهزموهم واستنقذوا منهم ما أخذه التغلبيون، وأفلت من الشاعر حزيمة بن طارق، إلى أن أسره فيما بعد واحد منهم، وكان سبب إفلاته منه أن قوم الشاعر لم يأخذوا بما أوصاهم به فقال الكلحبة يعتذر لما أفْلت منه حزيمة:
فإن تَنْجُ منها يا حزيمَ بنَ طـــارقٍ
فقد تَرَكَتْ ما خَلْفَ ظهرك بَلْقَعا
أمرتُكمُ أمري بِمُنْعَـرجِ اللِّـــوى
ولا أَمْـر لْلِمَعصيِّ إلا مـضيعا
إذا المرءُ لم يَغْشَ الكريهةَ أوشكـت
حبالُ الهُوينى بالفتى أن تَقَطَّعـا
وقد أثبت كتاب «أيام العرب في الجاهلية» الواقعة تحت اسم «يوم زَرُوْد»، ويبدو أن الشاعر آثر الرحيل في بعض حياته إلى ملوك بالشام، فسار حتى وصل إلى مكان يقال له «قرن ظبي» فرجع عما نواه، وجاور بني عمرو بن الحاف بن قضاعة، وامتدت إقامته بين ظهرانيهم، فأغار عليهم بنو جُشَم بن بكر من تغلب، واستاقوا إبلهم وأموالهم، فسار الكلحبة وابنه مع القضاعيين، وقاتلوا بني جُشم وردوا أموال القضاعيين، وفي أثناء القتال جُرح ابن الشاعر جراحاً بليغة توفي على إثرها، وفي ذلك يقول الكلحبة مفتخراً:
تُـسائِلُني بنـو جُشـم بن بكــرٍ
أغـراءُ العَــرادة أم بهيـمُ
هي الفرس التـي كـرَّت عليهـم
عليها الشيخ كالأسـد الكلـيم
إذا تَمْـضِيَهُمُ عــادت إِلــيهـم
وقيـدّها الرمـاح فما تَـريم
ويعدُّ الشاعر من الشعراء المقلين في العصر الجاهلي في ضوء ما وصلنا من أشعاره، ومع ذلك فإن شعره يحمل دلالات مهمة تعبر عن وقائع من الصراع القبلي جرت في الحقبة الزمنية التي عاشها، وتظهر جانباً من فخره بشجاعته وفروسيته وإقدامه في صدّ غزو المغيرين، وتقدم شاهداً حياً على اعتداده بفرسه العرادة في هذا المجال.
عبد الرحمن عبد الرحيم
الكَلْحَبة العَريني (هُبيرة اليربوعي)
هُبَيرة بن عبد مناف بن عَريف بن ثعلبة، يرتفع نسبه إلى زيد مَناة بن تميم، والكلحبة: لقبٌ غلب على اسمه، ومعناه: صوتُ النار ولهيبها، وكَلْحَبهُ بالسَّيف: ضربه، والنسبة إلى جَدّه عَُرين، بفتح العين أو ضَمِّها.
يعد هُبيرة أحد فرسان تميم وسادتها المشهورين، وهو شاعر جاهلي حَسنُ الشعر، لا تذكر المصادر ما يدل على مولده ونشأته إلاّ القليل، منها أنه نزل بموضع يقال له «زَرُوْد» بأرض لبني مالك بن حنظلة بن يربوع التميمي، فأغارت بنو تغلب عليهم وعلى رأسهم آنذاك حزيمة بن طارق، واستاق التغلبيون إبلهم وأموالهم، ولما وصل النذير إلى اليربوعيين، ركب الكلحبة فرسه العَرادة، ولحقوا بالقوم وهزموهم واستنقذوا منهم ما أخذه التغلبيون، وأفلت من الشاعر حزيمة بن طارق، إلى أن أسره فيما بعد واحد منهم، وكان سبب إفلاته منه أن قوم الشاعر لم يأخذوا بما أوصاهم به فقال الكلحبة يعتذر لما أفْلت منه حزيمة:
فإن تَنْجُ منها يا حزيمَ بنَ طـــارقٍ
فقد تَرَكَتْ ما خَلْفَ ظهرك بَلْقَعا
أمرتُكمُ أمري بِمُنْعَـرجِ اللِّـــوى
ولا أَمْـر لْلِمَعصيِّ إلا مـضيعا
إذا المرءُ لم يَغْشَ الكريهةَ أوشكـت
حبالُ الهُوينى بالفتى أن تَقَطَّعـا
وقد أثبت كتاب «أيام العرب في الجاهلية» الواقعة تحت اسم «يوم زَرُوْد»، ويبدو أن الشاعر آثر الرحيل في بعض حياته إلى ملوك بالشام، فسار حتى وصل إلى مكان يقال له «قرن ظبي» فرجع عما نواه، وجاور بني عمرو بن الحاف بن قضاعة، وامتدت إقامته بين ظهرانيهم، فأغار عليهم بنو جُشَم بن بكر من تغلب، واستاقوا إبلهم وأموالهم، فسار الكلحبة وابنه مع القضاعيين، وقاتلوا بني جُشم وردوا أموال القضاعيين، وفي أثناء القتال جُرح ابن الشاعر جراحاً بليغة توفي على إثرها، وفي ذلك يقول الكلحبة مفتخراً:
تُـسائِلُني بنـو جُشـم بن بكــرٍ
أغـراءُ العَــرادة أم بهيـمُ
هي الفرس التـي كـرَّت عليهـم
عليها الشيخ كالأسـد الكلـيم
إذا تَمْـضِيَهُمُ عــادت إِلــيهـم
وقيـدّها الرمـاح فما تَـريم
ويعدُّ الشاعر من الشعراء المقلين في العصر الجاهلي في ضوء ما وصلنا من أشعاره، ومع ذلك فإن شعره يحمل دلالات مهمة تعبر عن وقائع من الصراع القبلي جرت في الحقبة الزمنية التي عاشها، وتظهر جانباً من فخره بشجاعته وفروسيته وإقدامه في صدّ غزو المغيرين، وتقدم شاهداً حياً على اعتداده بفرسه العرادة في هذا المجال.
عبد الرحمن عبد الرحيم