العديل بن الفرخ العجلي Al-Udayl ibn al-Farkh al-Ajeli

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • العديل بن الفرخ العجلي Al-Udayl ibn al-Farkh al-Ajeli

    عديل فرخ عجلي

    Al-Udayl ibn al-Farkh al-Ajeli - Al-Udayl ibn al-Farkh al-Ajeli

    العُدَيْل بن الفَرْخ العِجْلي
    (…ـ 100هـ/… ـ 718م)

    العُدَيْل (بلفظ التّصغير) بن الفَرْخ (بفتح الفاء وسكون الرّاء، كذا ضُبِط في أصولٍ عالية الضّبط لا تُحصى، ومع ذلك فقد خالف البغدادي في خزانته ما أطبقت عليه هذه الأصول، ولعله وَهَم، فضبطه بضمّ فسكون، ضبط عبارة، وتابعه على ذلك الزِّرِكلي وجرى على آثاره) بن معن بن الأسود، من بني عِجْل؛ رهط أبي النّجم الرّاجز، ثمّ من بكر بن وائل، ثم من ربيعة بن نزار.
    شاعرٌ مقلٌّ من شعراء الدولة الأُمويّة، لقبه العَبّاب (زنة شدّاد)، كان له إخوةٌ ثمانية، فيهم الفارس والشاعر، غرّتهم كثرتهم يوماً، فأجمعوا أمرهم على أن يرصدوا ابن عَمٍّ لهم ليضربوه، فلمّا تواثبوا وأخذوا سيوفهم، حذّرتهم أمّهم مراتع البَغْي وخوّفتهم بوائقه، فقال قائلهم لها: «وأيَّ شيء تخافين علينا، فوالله لو حملنا بأسيافنا على هذا الحِنْو حِنْو قُراقِر (موضع حول ذي قار) لما قاموا لنا».
    فلمّا لقوا ابن عمِّهم، وكان بصحبته عبدٌ له اسمه دابغ، ناشدهم بالرّحم فأبوا، فاخترط سيفه، وناشد عبده: أنِ اضرب وأنت حُرّ، فحملا على العُدَيل وإخوته وتداولاهم حتّى قَتلا منهم أربعة، وتفرّق عنهم الباقون وفيهم العُدَيل، قد أصابته ضربة على أمّ رأسه، مكث يتداوى لها مدّة.
    ثم لقي العُدَيل دابغًا، وكلٌّ في طريقه يريد الحجّ، وكان جهد في طلبه، فضربه بالسّيف فقتله، وأنشأ يقول:
    ألمْ تَرَنِي جَلَّلْتُ بالسّيف دابغاً
    وإنْ كان ثأراً لم يُصِبْهُ غليلي
    فاستعدى مولى دابغٍ على العُدَيل الحجّاجَ بن يوسف، وطالبه بالقَوَد فيه، فهرب العُدَيل من طَلَب الحجّاج حتّى انتهى إلى بلاد الرّوم، ولجأ إلى قيصر فأمّنه، وصار العُدَيل، وقد أُمِّنَ، كلّما انتهى إليه توعّد الحجّاج إياه، على بعد ما بينهما، يقول:
    أُخَوَّفُ بالحجّاج حتّى كأنّما
    يُحَرَّكُ عظمٌ في الفُؤاد مَهِيْضُ
    ودون يَدِ الحجّاج من أن تنالني
    بَِساطٌ لأَيْدِي اليَعْملاتِ عريضُ
    فكتب الحجّاج إلى قيصر، والله لَتَبْعَثَنَّ به أو لأُغْزِيَنَّك خيلاً يكون أوّلها عندك وآخرها عندي.
    فبعث به إلى الحجّاج، فلمّا وقف بين يديه، قال له الحجّاج: إِيْهِ يا عُدَيل، هل نجّاك بَِساطك العريض؟ فقال أنا الذي أقول:
    لو كنت في سلمى أَجًا وشِعابها
    لـكان لـحجّاجٍ علـيَّ دلـيلُ
    خليلُ أمير المؤمنين وسيفُه
    لـكلِّ إمـامٍ مصطفىً وخلـيلُ
    بَنى قُبَّةَ الإسلامِ حتّى كأنّما
    هدى النّاسَ من بعد الضَّلال رسولُ
    فقال له الحجّاج: ارْبَح بنفسك، واحقِن دمَك، وإيّاك وأختَها، فقد كان الذي بيني وبين قتلك أقصر من إبْهام الحُبارى.
    شعره قليلٌ جيّد، وفي ذلك يقول الفرزدق: هو شاعر بكر، على أنّه ضائع الشّعر، سروقٌ للبيوت. وكان ربّما رجز، من ذلك قوله:
    يا دارَ سلمى أقْفَرتْ من ذي قارْ
    وهل بإقفـار الدِّيار من عارْ
    وقـد كُسِين عَرَقًا مثل القارْ
    يخرجن من خلال الأوبارْ
    له إحدى المُنصِفات، وربّما دفعها بعضهم عنه ونسبها إلى أبي الأَخْيَل العِجِلي، منها قوله يُنصف عدوّه أيّما إنصاف:
    إذا ما حملنا حملةً ثبتوا لنا
    بمرهفةٍ تُذري السّواعدَ من صُعْدِ
    وإن نحن نازلناهمُ بصوارمٍ
    رَدوا في سرابيلِ الحديدِ كما نُرْدي
    وله قصائد في الفرزدق مدحاً وهجاء ورثاء، وكان له نديماً وصاحباً.
    جُمِعت بُقْيا شعره أبياتاً ومقاطيع وقصائد في مجموع اشتمل على شعر ثُلّة من المُقلّين في العصر الأموي، ونُشر في العراق سنة 1976م.
    مقبل التّامّ عامر الأحمدي
يعمل...
X