علي بن جبله العكوك Al-Akouk (Ali ibn Djabalah-)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • علي بن جبله العكوك Al-Akouk (Ali ibn Djabalah-)

    عكوك (علي جبله)

    Al-Akouk (Ali ibn Djabalah-) - Al-Akouk (Ali ibn Djabalah-)


    العكوّك (عليُّ بن جَبَلَة)

    (160ـ 213هـ/ 777 ـ 828 م)





    أبو الحسن، عليُّ بنُ جَبَلَة بن عبد الله الأبناوي، المعروف بالعَكَوَّك (السَّمين القصير)، صفة أطلقها عليه الأصمعي، حين رأى هارون الرشيد معجباً به، وهو ينشده بعض مدائحه الجيدة فلصقت به، وغلبت عليه.

    وُلد في بغداد بحيِّ الحربية في الجانب الغربيِّ، وكان أصغر إخوته، مما جعل والده يفضله، ويقربه منه، فنال رعايته من دون إخوته، وأخذ إخوته يختلفون به إلى مجالس العلم والأدب بتوجيه من أبيهم، وكان ذكياً فطناً، يستمع إلى دروس العلماء في الشعر واللغة والنحو، وما يدور بينهم من محاورات ومناظرات في المذاهب الكلامية، ففقه أسرار العربية، وحفظ قسطاً وافراً من أشعار العرب الجاهليين والإسلاميين والعباسيين من أمثال: امرئ القيس، والنابغة، وبشار بن برد، وأبي نواس، ومسلم بن الوليد، وأبي العتاهية، وغيرهم، وكل ذلك أذكى موهبته الشعرية، وهذّبها، وزودها بذخيرة صالحة من روائع الشعر، فتفتحت قريحته، وترك أشعاراً كثيرة في مختلف الموضوعات وكان بعضها سبباً في موته على يد المأمون ـ كما تذهب إلى ذلك بعض الروايات ـ لمبالغته في مدح أبي دُلَفٍ القاسم بن عيسى العِجلي بقوله:

    أنـتَ الذي تُنزِلُ الأيـَّام منزِلَها

    وتمسكُ الأرض عن خسفٍٍ وزلزالِ

    وما مَددتَ مدى طرفٍ إلى أحدٍ

    إلا قـضيـتَ بـأرزاقٍ وآجــالِ

    وابن جبلة شاعر أعمى، وقد اختلف الرواة اختلافا بيّناً في فقده لبصره، ذهب بعضهم إلى أنه ولد مكفوفاً لا يبصر، وبعضهم الآخر إلى أنه أصيب بالجدري في سن السابعة، فذهبت إحدى عينيه، ثم فقئت عينه الثانية بعد ذلك، ويذهب فريق ثالث إلى أنه فقد بصره وهو صبي. ولم يكن العكوك أعمى وحسب، وإنما كان إلى ذلك أسود أبرص، وربما كان أصله سِنْدياً أو حبشياً، ولئن فاته وسامة أهل بغداد، إلا أنها خلعت عليه من رقتها وأدبها، ما جعله حاضراً في ساحات الرؤساء يمدحهم، فيلقى الحفاوة والتكريم، وفي أخباره ما يدل على ذلك، فقد امتدح الخليفة هارون الرشيد، ونظم مدحة في المأمون، ثم بعد ذلك قصد الوزراء والولاة والقادة، ليظفر بصلاتهم. ولم يكن حضوره في بلاط الخلفاء والوزراء لجودة شعره وحسب، وإنما كان أحسن إنشاداً أيضاً، كما شهد له بذلك الجاحظ.

    له شعر كثير دوّن بعضه وضاع بعضه، وديوانه حافل بالأشعار ذات الموضوعات المختلفة، فهي تنحو منحى التقليد تارةً، والتجديد تاراتٍ، وكان أغلب شعره في المدح، وأشهر ممدوحيه، حُمَيد الطُّوسي الطائي، وأبو دُلَفٍ القاسم بن عيسى العِجلي، وعبد الله بن طاهر الخزاعي، والحسن بن سهل وزير المأمون. وثاني موضوعات شعره الرثاء، وهو يتفوق فيه تفوقاً بعيداً، ثم الهجاء، وهو يأخذ عنده شكل المقطوعة القصيرة، كما يراوح في بعضه بين السخرية والتهكم والفحش، وهتك الأعراض والرمى بالزندقة. وله غزل عذب، وشيء من شعر الاعتذار والعتاب، والوصف الذي لا يقتصر على شيء بعينه، بل يصف أشياء كثيرة منها الخمر، والطيف، والغيث؛ ومما قاله في وصف الغيث:

    وغَيث تـَألَّفــَهُ نـَــوؤُهُ

    فـألبَســَهُ غَلَــلاً أربـَدَا

    تظلُّ الـرِّيـاحُ تـهادى بـه

    إذا مـا تحيــَّرَ أو عَــرَّدا

    صَدوق المخيلةِ داني الظــِّلا

    لِ قد وعدَ الأرضَ أن تَرغـدَا

    وقد اعتنى حسين عطوان بجمع أشعاره، ونشرها في ديوان، فقسمها قسمين: القسم الأول هو الصحيح الذي لا خلاف في صحة نسبته إليه، والقسم الثاني هو المختلف فيه، وقد رتب شعره على القوافي مع الموازنة بين الروايات المختلفة لبعض الأبيات، وترجيح صورة على أخرى، ومع شرح القصائد وتخريجها تخريجاً دقيقاً.

    جاء الديوان في جزء واحد، طبع في مصر عام 1972م.

    شلاش قداح
يعمل...
X