عطاء رباح
Atta ibn abi Rabah - Atta ibn abi Rabah
عطاء بن أبي رباح
(27 ـ 115هـ/647 ـ 733م)
أبو محمد عطاء بن أبي رباح أسلم ابن صفوان، الجَنَدي مولداً، المكي نشأة، القرشي الفهري مولاهم، كان من كبار التابعين علماً وعملاً وإتقاناً في زمانه، وكان ثقة فقيهاً عالماً كثير الحديث.
ولد في الجَنَد (بفتح الجيم والنون بلد باليمن) في آخر خلافة عثمان بن عفان، وقيل: في أول خلافة عمر، ونشأ بمكة، وتبوأ فيها المكانة العلمية العالية، فكان مفتي أهلها ومحدثهم، وكان عبد الله بن عباس يقول لأهل مكة إذا جلسوا إليه: «تجتمعون إلي يا أهل مكة وعندكم عطاء؟».
وروي عن ابن عمر أنه لما قدم مكة، سألوه، فقال: «تجمعون لي المسائل وفيكم عطاء؟». وعن ربيعة أنه قال: «فاق عطاء أهل مكة في الفتوى».
أدرك ابن أبي رباح مئتين من الصحابة، وروى عن كثير منهم، ومن أشهر من روى عنهم: عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله ابن عمرو، وأبو هريرة، وعائشة وغيرهم، وروى عنه جماعات من التابعين، منهم: عمرو بن دينار، والزّهري، وأيوب السختياني، وقتادة بن دعامة السدوسي، والأعمش، والأوزاعي، والإمام أبو حنيفة وغيرهم.
وقد تحدث عن مآثره العلمية والمسلكية كثير من العلماء الذين عاصروه، والذين جاؤوا بعده، ومن أشهر هؤلاء الذين تحدثوا عنه: الإمام النووي فقال: «ما رأيت من يطلب بعلمه ما عند الله غير عطاء، وطاووس، ومجاهد»، وابن حبان في كتابه «الثقات» فقال: «كان من سادات التابعين فقهاً، وعلماً وورعاً وفضلاً»، والإمام أبو حنيفة النعمان إذ قال: «ما رأيت فيمن لقيت أفضل من عطاء»، وقال فيه الإمام الأوزاعي: «مات عطاء يوم مات وهو أرضى أهل الأرض عند الناس».
إلى غير ذلك من أقوال العلماء في عطاء التي تشهد لمكانته العلمية على وجه العموم، وتدل على مبلغ ثقته وصدقه، وليس أدل على ذلك من شهادة أستاذه ابن عباس له بذلك.
ومما تميز به عطاء من غيره معرفته بمناسك الحج؛ ولهذا فقد روي عن محمد الباقر أنه قال: «ما بقي أحد من الناس أعلم بأمر الحج من عطاء»، وقال إبراهيم بن عمر بن كيسان: «أذكرهم في زمان بني أمية يأمرون في الحج صائحاً يصيح: لا يفتي الناس إلا عطاء بن أبي رباح».
ويُعد عطاء من أشهر تلاميذ ابن عباس في تفسير القرآن، مدرسة التفسير بمكة، ولكنه مقل في الرواية عنه، وفي التفسير عامة، ولعلَّ إقلاله في التفسير يرجع إلى تحرجه من القول بالرأي، فقد قال عبد العزيز بن رفيع: «سئل عطاء عن مسألة، فقال لا أدري، فقيل له: ألا تقول فيها برأيك؟ قال: إني أستحي من الله أن يدان في الأرض برأيي». فمناقب عطاء في العلم والزهد والعبادة كثيرة.
توفي عطاء بمكة، واختلف في سنة وفاته، فذهب الأكثر إلى أنه مات سنة خمس عشرة ومئة (115هـ)، وقيل: أربع عشرة ومئة (114هـ)، وقيل: سبع عشرة ومئة (117هـ). وقال الواقدي: مات وهو ابن ثمان وثمانين سنة، وهذا يؤيد قول الأكثر، وقيل: عاش تسعين سنة أو أزيد، وهذا يؤيد القول الثالث.
عبد العزيز الحاجي
Atta ibn abi Rabah - Atta ibn abi Rabah
عطاء بن أبي رباح
(27 ـ 115هـ/647 ـ 733م)
أبو محمد عطاء بن أبي رباح أسلم ابن صفوان، الجَنَدي مولداً، المكي نشأة، القرشي الفهري مولاهم، كان من كبار التابعين علماً وعملاً وإتقاناً في زمانه، وكان ثقة فقيهاً عالماً كثير الحديث.
ولد في الجَنَد (بفتح الجيم والنون بلد باليمن) في آخر خلافة عثمان بن عفان، وقيل: في أول خلافة عمر، ونشأ بمكة، وتبوأ فيها المكانة العلمية العالية، فكان مفتي أهلها ومحدثهم، وكان عبد الله بن عباس يقول لأهل مكة إذا جلسوا إليه: «تجتمعون إلي يا أهل مكة وعندكم عطاء؟».
وروي عن ابن عمر أنه لما قدم مكة، سألوه، فقال: «تجمعون لي المسائل وفيكم عطاء؟». وعن ربيعة أنه قال: «فاق عطاء أهل مكة في الفتوى».
أدرك ابن أبي رباح مئتين من الصحابة، وروى عن كثير منهم، ومن أشهر من روى عنهم: عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله ابن عمرو، وأبو هريرة، وعائشة وغيرهم، وروى عنه جماعات من التابعين، منهم: عمرو بن دينار، والزّهري، وأيوب السختياني، وقتادة بن دعامة السدوسي، والأعمش، والأوزاعي، والإمام أبو حنيفة وغيرهم.
وقد تحدث عن مآثره العلمية والمسلكية كثير من العلماء الذين عاصروه، والذين جاؤوا بعده، ومن أشهر هؤلاء الذين تحدثوا عنه: الإمام النووي فقال: «ما رأيت من يطلب بعلمه ما عند الله غير عطاء، وطاووس، ومجاهد»، وابن حبان في كتابه «الثقات» فقال: «كان من سادات التابعين فقهاً، وعلماً وورعاً وفضلاً»، والإمام أبو حنيفة النعمان إذ قال: «ما رأيت فيمن لقيت أفضل من عطاء»، وقال فيه الإمام الأوزاعي: «مات عطاء يوم مات وهو أرضى أهل الأرض عند الناس».
إلى غير ذلك من أقوال العلماء في عطاء التي تشهد لمكانته العلمية على وجه العموم، وتدل على مبلغ ثقته وصدقه، وليس أدل على ذلك من شهادة أستاذه ابن عباس له بذلك.
ومما تميز به عطاء من غيره معرفته بمناسك الحج؛ ولهذا فقد روي عن محمد الباقر أنه قال: «ما بقي أحد من الناس أعلم بأمر الحج من عطاء»، وقال إبراهيم بن عمر بن كيسان: «أذكرهم في زمان بني أمية يأمرون في الحج صائحاً يصيح: لا يفتي الناس إلا عطاء بن أبي رباح».
ويُعد عطاء من أشهر تلاميذ ابن عباس في تفسير القرآن، مدرسة التفسير بمكة، ولكنه مقل في الرواية عنه، وفي التفسير عامة، ولعلَّ إقلاله في التفسير يرجع إلى تحرجه من القول بالرأي، فقد قال عبد العزيز بن رفيع: «سئل عطاء عن مسألة، فقال لا أدري، فقيل له: ألا تقول فيها برأيك؟ قال: إني أستحي من الله أن يدان في الأرض برأيي». فمناقب عطاء في العلم والزهد والعبادة كثيرة.
توفي عطاء بمكة، واختلف في سنة وفاته، فذهب الأكثر إلى أنه مات سنة خمس عشرة ومئة (115هـ)، وقيل: أربع عشرة ومئة (114هـ)، وقيل: سبع عشرة ومئة (117هـ). وقال الواقدي: مات وهو ابن ثمان وثمانين سنة، وهذا يؤيد قول الأكثر، وقيل: عاش تسعين سنة أو أزيد، وهذا يؤيد القول الثالث.
عبد العزيز الحاجي