أحمد حسن
آلية البحث المحسنة من “جوجل” والمدعومة بالذكاء الاصطناعي هي إحدى استخدامات الذكاء الاصطناعي الأكثر انتظارا في الآونة الأخيرة.
لماذا، لأنها ستغير تجربة البحث بالكامل وتضيف إليها مزايا جديدة، والآن بدأت “جوجل” بإتاحة هذه الخاصية للمستخدمين بشكل تجريبي، ولكن ما هو معيار اختيار المشاركين في هذا الاختبار وكيف يمكن أن نشارك فيه.
مزايا “Search Labs” الجديدة
“جوجل” أطلقت اسم “Search Labs” على المرحلة الاختبارية من آلية البحث الجديدة فيها، وذلك في إشارة إلى أنها ما زالت خاصية تجريبية وليست جاهزة للاستخدام اليومي الموسع، وإذا كان ماحدث مع “Bard” دليلا لهذه الخاصية الجديدة، فإنها ستظل في المرحلة التجريبية لفترة طويلة.
الإعلان الأول عن هذه المزايا جاء في حدث “Google I/O” الأخير الذي كشفت فيه “جوجل” عن مجموعة من المزايا الجديدة للذكاء الاصطناعي، وبعد انتهاء الحدث مباشرة أصبح من الممكن الاشتراك التجريبي في هذه المزايا.
برنامج “Search Labs” يضم مجموعة متنوعة من المزايا الجديدة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، ولكن تجربة البحث الجديدة هي الجانب الأبرز فيه، وتعتمد هذه التجربة على تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي التي تعرض للمستخدمين نصا مصغرا من عدة فقرات قبل عرض الروابط، ويعني هذا أن عدد الروابط المعروضة في الصفحة تصبح أقل.
النص الذي تعرضه واجهة البحث الجديدة لن يكون مأخوذا من موقع واحد، بل سيكون نص توليدي معتمد على المواقع التي تقدم معلومات متعلقة بسؤال المستخدم، ويعد هذا التغيير الأكبر في العصر الحديث على آلية البحث التي ابتكرتها “جوجل”.
البرنامج يضم مجموعة من المزايا الجديدة مثل زر إضافة الروابط والصفحات إلى تطبيق “Google Sheets”، إلى جانب آلية اختبار مساعدة للمبرمجين للتأكد من جودة الأكواد البرمجية وإن كانت تعمل بشكل صحيح.
“جوجل” ما تزال في مرحلة اختبار مزايا الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، ومن المفترض أن يبدأ الاختبار في تطبيقات “Google Docs” و “Gmail” قريبا، ويمكنك التسجيل للدخول في البرنامج الاختباري مباشرة .
الآلية الجديدة التي ترغب “جوجل” في تطبيقها تستفيد كثيرا من روبوت “Bard” والأبحاث التي أمضتها الشركة فيه، ورغم التوجه الكبير لاستخدام هذه الروبوتات، إلا أن تحويل تجربة بحث “جوجل” إليها بالكامل قد يكون له تبعات ضخمة ومؤثرة في عالم الإنترنت.
نهاية عصر صناعة الـ”SEO”
تهيئة المحتوى ليكون صديقا لمحركات البحث هي واحدة من الوظائف التي ظهرت وانتشرت مع ظهور محركات البحث وتنوع مواقع الإنترنت، وهي النتيجة المباشرة لتوجه الشركات ورجال الأعمال لبناء مواقع خاصة بهم إلى جانب بناء نماذج الأعمال المعتمدة على إعلانات “جوجل”.
التغيير الجديد الذي تطبقه “جوجل” في آلية البحث الخاصة بها قد يقضي على هذه الوظيفة تماما ويجعلها دون طائل، وذلك لأن “جوجل” لن تعرض الآن أي مواقع في المربع العلوي لنتيجة البحث، وسيكون عدد المواقع المعروضة أقل، ولا توجد فائدة من محاولة الوصول إلى النص التوليدي الخاص بالذكاء الاصطناعي لأنه ليس متوقعا على الإطلاق.
تبعات مثل هذا التحول والتجربة الجديدة لن تظهر الآن، ولكنها ستنتظر حتى تصبح الخاصية متاحة لجميع المستخدمين رسميا، لذلك لا يمكن الحكم على نتيجتها منذ الآن، ولكن الأمر المؤكد هو أن الإنترنت لن يظل على حاله بعد هذا الاعلان .