عمرو بن سعيد بن العاص Amr ibn Sa’id ibn al-As -

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عمرو بن سعيد بن العاص Amr ibn Sa’id ibn al-As -

    عمرو سعيد عاص

    Amr ibn Sa’id ibn al-As - Amr ibn Sa’id ibn al-As


    عمرو بن سعيد بن العاص

    (عمرو الأشدق)

    (3 ـ 69هـ/624ـ 790م)



    أبو أمية، عمْرو بن سعيد بن العاص الأصغر بن سعيد بن العاص الأكبر بن أمية بن عبد شمس، أموي قرشي، عُد تابعياً على حين كان أبوه من أصغر الصحابة عمراً.

    لُقب «لطيم الشيطان» و«الأشدق» وغلب عليه هذا اللقب، واختلف في سبب تلقيبه، فقيل: لقّب به لفصاحته؛ فهو مع كونه أفقم عُدّ في الخطباء المفوّهين، وفضلاً على كونه في كتاب الدواوين البلغاء، وفيه قال الشاعر:

    تشادق حتى مال بالقول شدْقه

    وكلّ خطيب لا أبالك أشدقُ

    وقيل: لقب بالأشدق، لأنه صعد المنبر ذات يوم وبالغ في شتم الإمام عليt فأصابته لقوة.

    وُلِدَ بالمدينة وأمُّه وأُم أخيه (محمد) هي أمّ البنين بنت الحكم بن العاص ابن أمية، وهي عمّة عبد الملك بن مروان.

    ولم يذكر القدماء اسم زوجته الكلبية، ويبدو أنها أم أولاده الذكور الأربعة (أميّة، وسعيد وإسماعيل ومحمد) وابنة أخرى تزوجها عبد الله ابن يزيد، وامتد عقبه فيهم.

    ولي مكة والمدينة لمعاوية إثر موت أبيه سعيد سنة 59هـ، ثم ولي المدينة ليزيد سنة 60هـ وأقام عنه في ولاية الحج، فيها أيضاً أمر عمرو بن سعيد أمير شرطته عَمْرو بن الزّبير بن العوام بهدم دور بني هاشم، ودور أخيه عبد الله ابن الزبير وجماعته، فأنفذ أمره، وبلغ فيهم كل مبلغ، من دون إراقة دماء، مما اضطر الإمام الحسينt وعبد الله بن الزبير وآله إلى مغادرة المدينة المنورة، ثم ولاه يزيد في شهر رمضان من السنة نفسها مكة المكرمة، وظل يديرها مع المدينة حتى عزله عنهما معاً في هلال ذي الحجة سنة 61هـ، ومن ثم قدم الشام سنة 62هـ، وحدثت في هذه السنة أحداث جسام جعلت يزيد يعرض على عمرو توليته المدينة من جديد، فأبى لما جرى فيها وفي مكة من دماء غزيرة، فضلاً عن أنه عزله عنها بعد أن أحكم ضبطها، وفي سنة 64هـ وقعت أحداث كبرى في تاريخ الخلافة الأموية، اجتمع رجال مشهورون وقبائل شتى إلى مروان بن الحكم منهم عمرو ابن سعيد ثم اتفقوا على التوجه إلى الجابية، وهناك بايعوه بالخلافة على أن تكون بعده لخالد بن يزيد بن معاوية ثم لعمرو بن سعيد، كما أقروا بأن تكون إمارة دمشق لعمرو وإمارة حمص لخالد بن يزيد ما دام مروان خليفة، وتمت البيعة سنة 64هـ، ومن ثم عقدوا العزم على التوجه إلى مرج راهط لقتال الضّحاك بن قيس وأنصاره، وساروا بجيشهم إليه، وكان على ميمنته عمرو بن سعيد وعلى ميسرته عبيد الله بن زياد، وبعد قتال مرير دام عشرين ليلة انتصر مروان وقتل الضّحاك، وفرّ أنصاره عنه.

    ثم عمد مروان إلى تمكين نفسه في دمشق وبلاد الشام ومصر، فأرسل إلى مصر عمرو بن سعيد في جيش تمكن من دخولها وعزل واليها عبد الرحمن ابن جحدم الذي كان يدعو لعبد الله ابن الزبير، وبعد أن استتب الأمر فيها لمروان رجع عمرو إلى دمشق، فاستقر بها وأحبه أهلها، كما أحبّه مروان وقدّره، ولكن مروان نقض ما اتفق عليه في الجابية عندما جعل الخلافة من بعده لابنه عبد الملك ومن بعده لابنه عبد العزيز، وهذا ما تؤكده أبيات لعمرو قالها في خلافهما، ومنها:

    يريد ابن مروان أموراً أظنُّها

    ستحمله مني على مَرْكب صعبِ

    وإن ينفذ الأمر الذي كان بيننا

    نحُلّ جميعاً في السهولة والرحبِ

    وإن تعطها عبد العزيز ظُلامة

    فأولى بها منّا ومنكم، بنو حَرب

    ولم تمض على خلافة مروان إلا تسعة أشهر حتى توفى في رمضان 65هـ عن إحدى وستين سنة فانتقلت الخلافة إلى عبد الملك، فلما خرج عبد الملك لقتال زفر بن الحارث الكلابي بالرحبة من أرض قرقيسيا بعد أن استخلف على دمشق عبد الرحمن بن أم الحكم الثقفي نفر عمرو في أنصاره فاستولى على المدينة، ولم يستطع عبد الرحمن فعل شيء، ولاسيما حين استمال عمرو أهلها بالوعود والإغراءات حتى اجتمعوا عليه، ولهذا رجع عبد الملك إلى دمشق فامتنع عمرو فيها، فحاصر عبد الملك دمشق ولم يستطع فتح أبوابها، ما جعله يتلطف لعمرو حتى أقنعه بفتح الأبواب، ثم عقدت العهود بينهما، لكن عبد الملك أخذ يتربص بعمرو الدوائر حتى واتته الفرصة المناسبة فاستدرجه إلى قصره، وفيه بنو مروان، ففتك به.

    حسين جمعة
يعمل...
X