تمكن الباحث والروائي السعودي صالح بن عايض اليامي من إعادة تقديم قصة أحد أبرز شعراء الجاهلية "المرقش" بأسلوب روائي شيق، مستعينا بخوارزميات الذكاء الاصطناعي، في محاولة لتقريب سيرة هذا الشاعر بأقرب صورة واقعية.
ووفق صحيفة "الشرق الأوسط"، يأخذنا الروائي اليامي إلى ذلك العصر، معيدا إحياء سيرة الشاعر، وقد مزج السرد الروائي باللغة الشعرية، مسلطا الضوء على أبرز ملامح قصته المأساوية والبطولية في حرب البسوس.
وتختلط الرواية التي حملت اسم الشاعر "المرقش" بقصة بطولته وعشقه لابنة عمه "أسماء"، التي حرمه منها عمه، وقام بتزويجها إلى رجل آخر في غيابه، ثم ادّعى أنها ماتت، وبعد أن اكتشف "المرقش" حقيقة الأمر رحل إلى منطقة نجران، مثلما يروي عنه حفيده الشاعر المعروف طرفة بن العبد:
فَلَمّا رَأى أَن لا قَرارَ يُقِرُّهُ
وَأَنَّ هَوى أَسماءَ لا بُدَّ قاتِلُه
تَرَحَّلَ مِن أَرضِ العِراقِ مُرَقِّشٌ
عَلى طَرَبٍ تَهوي سِراعاً رَواحِلُه
إِلى السَروِ أَرضٌ ساقَهُ نَحوَها الهَوى
وَلَم يَدرِ أَنَّ المَوتَ بِالسَروِ غائِلُه
وتأتي "الخيانة" لتنهي فصول حياة الشاعر المأساوية، حيث يغدر به أصحابه، وعندما يداهمه الموت يطلب إرسال خاتمه في وعاء حليب مع الراعي إلى حبيبته أسماء، فتعرف من ذلك أنه المرقش، وقد مات ضحية للحب والوفاء، مخلدا حقبة ثرية من الزمن، شهدت صراعات وحروبا، وكذلك منحت قصائد تاريخ بأكمله للعرب.
يوظف اليامي شخصية المرقش عمرو بن سعد البكري، كموضوع بحث "مسعد" قبل غيبوبته، بينما يغوص الذكاء الاصطناعي في أعماقه، أملا في الوصول إلى سبب غيبوبة "مسعد"، الذي لم يتمكن أحد من إيقاظه.
وتتقاطع أحداث الرواية مع العديد من الشخصيات والأحداث التاريخية التي وقعت في تلك الحقبة، مثل وقوع "المرقش" في أسر المهلهل، وتسليط الضوء على ابن شقيقه عمرو بن قميئة، وكذلك عمرو بن سعد المرقش الأصغر صاحب ابنة المنذر، وكذلك طرفة بن العبد، وامرؤ القيس.
توظيف الذكاء الاصطناعي
يحاول صالح اليامي سرد التاريخ بتوظيف خوارزميات الذكاء الاصطناعي، للوصول إلى أقرب صورة حقيقية لمرحلة ما قبل الإسلام، ويتبنى محاولة تصحيح سير الشخصيات وترابطها الزمني في ذلك الوقت.
ويسعى الروائي السعودي إلى إعادة بناء التاريخ من منظور شامل، كأنما يحاول إعادة تفكيك الحقائق وإعادة بنائها بشكل متجرد.
ويستعين بالحاضر لبث الحياة في سيرة "المرقش"، فشخصية "مسعد" في الرواية يقودها الفضول لتغوص عميقا في التاريخ، كأنما غاب عن الوعي، فيما يحاول الأطباء في المستشفى أن يعيدوه إلى الواقع طوال أشهر، لكنه كان في حالة سَكرة العشق العذري.
يتمكن "المرقش" من إسكار "مسعد" بقصة عشقه لأسماء، فيحاول الأخير البحث عن سر هذا العشق في مدينة نجران، فيحاول بمساعدة صديقه "سالم"، المتخصص في قراءة الدماغ البشري بتقنية الرنين المغناطيسي، الوصول إلى كل القصة.
ويوظف اليامي شخصية المرقش عمرو بن سعد البكري، كموضوع بحث "مسعد" قبل غيبوبته، بينما يغوص الذكاء الاصطناعي في أعماقه، أملا في الوصول إلى سبب غيبوبة "مسعد"، الذي لم يتمكن أحد من إيقاظه.
مقتطفات من الرواية
كانت الرحى ينبعث منها صوت مبحوح حزين كأنما هي أم تئن على جوع أبنائها وموتهم الواحد تلو الآخر، ولا حيلة لها إلا الصبر، لم تكن لتركع أو تتوانى أمام أهوال هذه الدنيا.
تنبع رائحة القمح المهشم على الصخر لتنثر رائحة عطرية مزيجاً من الشهوة والحياة.
هل تعلم أسماء إلى أي مكانة أرفعها؟
إن الزهر يتنفسها، إن همساتها كامنة في نشيد الرعاة.
من شدة شوقي إليها يتجسد منها طيف في الهواء، فتنبع النسائم الباردة على الوجوه العطشى، كأنما خلقت تزين الكون وأنا أتألم ليشفق علي الحجر فيوحي إلى من حوله بأن أنشدوه له قصيدة تعالج جراحه المثخنة لعله يسلو قليلاً فينبثق من روحه مجد للكلمات.
إن المعذب هو أم كل مجد للكلمات، كلما كان الصمود والصبر كان الجذب للخلد أشد.
إنني وإن كنت عاشقاً
إلا أن الحياة أوسع من كائن
لا يمكننا رؤيتها إلا به
ولكن الرؤية ليست كل شيء
الصورة تنبت في الروح العامرة
لتلد كوناً أفسح
وحياة عطافتها أجمح
لكنني قد ألفت أن توقد ناري أسماء
ومع الزمن آمنت بها كآلهة لناري
يذكر أن "المرقش" هي الرواية الثامنة لصالح اليامي، الذي أصدر كذلك "أرملة المهندس"، و"شآبيب"، و"الغياف"، و"كفانا حزنا"، و"قيادة الأفكار تعلمك القيادة"، و"رقصة الهرداء"، و"مذهب الأمل 2022"
ووفق صحيفة "الشرق الأوسط"، يأخذنا الروائي اليامي إلى ذلك العصر، معيدا إحياء سيرة الشاعر، وقد مزج السرد الروائي باللغة الشعرية، مسلطا الضوء على أبرز ملامح قصته المأساوية والبطولية في حرب البسوس.
وتختلط الرواية التي حملت اسم الشاعر "المرقش" بقصة بطولته وعشقه لابنة عمه "أسماء"، التي حرمه منها عمه، وقام بتزويجها إلى رجل آخر في غيابه، ثم ادّعى أنها ماتت، وبعد أن اكتشف "المرقش" حقيقة الأمر رحل إلى منطقة نجران، مثلما يروي عنه حفيده الشاعر المعروف طرفة بن العبد:
فَلَمّا رَأى أَن لا قَرارَ يُقِرُّهُ
وَأَنَّ هَوى أَسماءَ لا بُدَّ قاتِلُه
تَرَحَّلَ مِن أَرضِ العِراقِ مُرَقِّشٌ
عَلى طَرَبٍ تَهوي سِراعاً رَواحِلُه
إِلى السَروِ أَرضٌ ساقَهُ نَحوَها الهَوى
وَلَم يَدرِ أَنَّ المَوتَ بِالسَروِ غائِلُه
وتأتي "الخيانة" لتنهي فصول حياة الشاعر المأساوية، حيث يغدر به أصحابه، وعندما يداهمه الموت يطلب إرسال خاتمه في وعاء حليب مع الراعي إلى حبيبته أسماء، فتعرف من ذلك أنه المرقش، وقد مات ضحية للحب والوفاء، مخلدا حقبة ثرية من الزمن، شهدت صراعات وحروبا، وكذلك منحت قصائد تاريخ بأكمله للعرب.
يوظف اليامي شخصية المرقش عمرو بن سعد البكري، كموضوع بحث "مسعد" قبل غيبوبته، بينما يغوص الذكاء الاصطناعي في أعماقه، أملا في الوصول إلى سبب غيبوبة "مسعد"، الذي لم يتمكن أحد من إيقاظه.
وتتقاطع أحداث الرواية مع العديد من الشخصيات والأحداث التاريخية التي وقعت في تلك الحقبة، مثل وقوع "المرقش" في أسر المهلهل، وتسليط الضوء على ابن شقيقه عمرو بن قميئة، وكذلك عمرو بن سعد المرقش الأصغر صاحب ابنة المنذر، وكذلك طرفة بن العبد، وامرؤ القيس.
توظيف الذكاء الاصطناعي
يحاول صالح اليامي سرد التاريخ بتوظيف خوارزميات الذكاء الاصطناعي، للوصول إلى أقرب صورة حقيقية لمرحلة ما قبل الإسلام، ويتبنى محاولة تصحيح سير الشخصيات وترابطها الزمني في ذلك الوقت.
ويسعى الروائي السعودي إلى إعادة بناء التاريخ من منظور شامل، كأنما يحاول إعادة تفكيك الحقائق وإعادة بنائها بشكل متجرد.
ويستعين بالحاضر لبث الحياة في سيرة "المرقش"، فشخصية "مسعد" في الرواية يقودها الفضول لتغوص عميقا في التاريخ، كأنما غاب عن الوعي، فيما يحاول الأطباء في المستشفى أن يعيدوه إلى الواقع طوال أشهر، لكنه كان في حالة سَكرة العشق العذري.
يتمكن "المرقش" من إسكار "مسعد" بقصة عشقه لأسماء، فيحاول الأخير البحث عن سر هذا العشق في مدينة نجران، فيحاول بمساعدة صديقه "سالم"، المتخصص في قراءة الدماغ البشري بتقنية الرنين المغناطيسي، الوصول إلى كل القصة.
ويوظف اليامي شخصية المرقش عمرو بن سعد البكري، كموضوع بحث "مسعد" قبل غيبوبته، بينما يغوص الذكاء الاصطناعي في أعماقه، أملا في الوصول إلى سبب غيبوبة "مسعد"، الذي لم يتمكن أحد من إيقاظه.
مقتطفات من الرواية
كانت الرحى ينبعث منها صوت مبحوح حزين كأنما هي أم تئن على جوع أبنائها وموتهم الواحد تلو الآخر، ولا حيلة لها إلا الصبر، لم تكن لتركع أو تتوانى أمام أهوال هذه الدنيا.
تنبع رائحة القمح المهشم على الصخر لتنثر رائحة عطرية مزيجاً من الشهوة والحياة.
هل تعلم أسماء إلى أي مكانة أرفعها؟
إن الزهر يتنفسها، إن همساتها كامنة في نشيد الرعاة.
من شدة شوقي إليها يتجسد منها طيف في الهواء، فتنبع النسائم الباردة على الوجوه العطشى، كأنما خلقت تزين الكون وأنا أتألم ليشفق علي الحجر فيوحي إلى من حوله بأن أنشدوه له قصيدة تعالج جراحه المثخنة لعله يسلو قليلاً فينبثق من روحه مجد للكلمات.
إن المعذب هو أم كل مجد للكلمات، كلما كان الصمود والصبر كان الجذب للخلد أشد.
إنني وإن كنت عاشقاً
إلا أن الحياة أوسع من كائن
لا يمكننا رؤيتها إلا به
ولكن الرؤية ليست كل شيء
الصورة تنبت في الروح العامرة
لتلد كوناً أفسح
وحياة عطافتها أجمح
لكنني قد ألفت أن توقد ناري أسماء
ومع الزمن آمنت بها كآلهة لناري
يذكر أن "المرقش" هي الرواية الثامنة لصالح اليامي، الذي أصدر كذلك "أرملة المهندس"، و"شآبيب"، و"الغياف"، و"كفانا حزنا"، و"قيادة الأفكار تعلمك القيادة"، و"رقصة الهرداء"، و"مذهب الأمل 2022"