عمرو اهتم
Amr ibn al-Itnabah - Amr ibn al-Itnabah
عمرو بن الأَهْتَم
(…ـ 75هـ/… ـ 677م)
عمرو بن سنان بن سميّ بن سنان ابن خالد بن مِنْقَر، يرتفع نسبه إلى تميم، وله كنيتان: أبو ربعي، وأبو نعيم، وهما ولداه، والأهتم: هو الذي انكسرت ثنايا أسنانه من أصلها، وهو لقب غلب على اسم أبيه، لأن قيس بن عاصم المِنْقَرِيّ رئيس قيس بن سعد في يوم الكُلاب الثاني اختلف مع سنان فضربه بقوس فَهُشِمَتْ أسنانه، وأمُّه ميّة بنت فَدكيّ بن أعبد بن أسعد بن مِنْقَر فارس بني سعد في الجاهلية.
وعمرو سيد من سادات تميم، وأشعر شعرائهم في الجاهلية والإسلام، كان يلقب في الجاهلية «المُكَحَّل» لجمالٍ في شبابه، وكان أبوه وجدَّه ممن عُرفا بالأنفة والسيادة لذلك نراه يفتخر بأصله من ناحيتي أبيه وأمه كما في قوله:
نَمتني عروق بني زُرارةَ للعُلى
ومِن فَدكيٍّ والأشدِّ عروق
وعمرو من شعراء تميم المخضرمين ومن خطبائها المفوَّهين، عاش مدة قصيرة من حياته في الجاهلية، وأسلم وهو صغير، وحَسُن إسلامه، وهو أحد الصحابة الشعراء المجيدين، وفد على الرسولr ضمن وفد تميم في السنة التاسعة للهجرة، وكان مضرب المثل في البلاغة والبيان، أعجب النبيr ببيانه لمَّا سأله عن الزِّبْرِقان بن بدر، وقال عن إجابته الفَطِنة «إنّ من البيان لسحراً ومن الشعر لحكمة».
تزوج عمرو من امرأة كنّاها في شعره «بِأمِّ هيثم» وولدت لـه ثلاثة: رِبعياً ونُعيماً، وأم حبيب. وكان عاقلاً أبيَّا. حرّم الخمرة على نفسه في الجاهلية، وكان كريماً معتداً بنفسه، طالما وجه النصح لربعي ابنه للسير على خطا أجداده لبلوغ المجد والتضحية بالمال والنفس من مثل قوله:
لقد أوصيت ربعيَّ بن عمرو
إذا ضربت عشيرتَك الأمور
وإنك لن تنال المجدَ حتى
تجود بما يضنّ به الضمير
وأثمرت وصيته، إذ شارك ربعي في الفتوحات الإسلامية في بلاد فارس، واسْتُشْهِد في معركة بَيْهَن في نواحي نيسابور، أمّا نعيم فقد كان جميلاً، ذكره عبد الرحمن بن حسان في شعره، وتزوج الحسن بن علي من ابنته أم حبيب، ثم طلقها.
وفد عمرو بن الأهتم مع الأحنف ابن قيس على عمر بن الخطاب، فغلب عَمْرٌ الأحنفَ في الخطابة، إذ طالما اشْتُهِرَ بهذا الفن الذي نافس الشعر منذ بداية الدعوة الإسلامية، وشارك في جيش الحكم بن أبي العاص الذي وجهه عثمان بن أبي العاص الثقفي إلى فارس، ففتح مدينة (رام شهر) في نيسابور، وزفّ بشرى النصر إلى الخليفة الفاروق بقوله:
جئتُ الإمام بإسراع لأُخبرَه
بالحق من خبر العبديّ سَوّار
أخبار أروعَ ميمون نقييته
مستعمل في سبيل الله مغوار
عمّر الشاعر طويلاً، وهو من الشعراء المجيدين الذين وُصفَ شعرهم «بالحُلل المُنشَّرة في مجالس الملوك تأخذ منه ما شاءت»، وعُرف بجودة المعاني وحسن النظم وسلامة التعبير ورشاقة الألفاظ، وجمال الصورة. وعلى الرغم من قِلّة شعره فإنه طرق أغراضاً شعرية عدة كالفخر والحماسة والحكمة والهجاء والوصف، وقد جمع السُّكري شعره، وعني سعود محمود الجابر بتحقيقه وشرحه في كتاب سمّاه شعر «الزبرقان بن بدر وعمرو بن الأهتم».
عبد الرحمن عبد الرحيم
Amr ibn al-Itnabah - Amr ibn al-Itnabah
عمرو بن الأَهْتَم
(…ـ 75هـ/… ـ 677م)
عمرو بن سنان بن سميّ بن سنان ابن خالد بن مِنْقَر، يرتفع نسبه إلى تميم، وله كنيتان: أبو ربعي، وأبو نعيم، وهما ولداه، والأهتم: هو الذي انكسرت ثنايا أسنانه من أصلها، وهو لقب غلب على اسم أبيه، لأن قيس بن عاصم المِنْقَرِيّ رئيس قيس بن سعد في يوم الكُلاب الثاني اختلف مع سنان فضربه بقوس فَهُشِمَتْ أسنانه، وأمُّه ميّة بنت فَدكيّ بن أعبد بن أسعد بن مِنْقَر فارس بني سعد في الجاهلية.
وعمرو سيد من سادات تميم، وأشعر شعرائهم في الجاهلية والإسلام، كان يلقب في الجاهلية «المُكَحَّل» لجمالٍ في شبابه، وكان أبوه وجدَّه ممن عُرفا بالأنفة والسيادة لذلك نراه يفتخر بأصله من ناحيتي أبيه وأمه كما في قوله:
نَمتني عروق بني زُرارةَ للعُلى
ومِن فَدكيٍّ والأشدِّ عروق
وعمرو من شعراء تميم المخضرمين ومن خطبائها المفوَّهين، عاش مدة قصيرة من حياته في الجاهلية، وأسلم وهو صغير، وحَسُن إسلامه، وهو أحد الصحابة الشعراء المجيدين، وفد على الرسولr ضمن وفد تميم في السنة التاسعة للهجرة، وكان مضرب المثل في البلاغة والبيان، أعجب النبيr ببيانه لمَّا سأله عن الزِّبْرِقان بن بدر، وقال عن إجابته الفَطِنة «إنّ من البيان لسحراً ومن الشعر لحكمة».
تزوج عمرو من امرأة كنّاها في شعره «بِأمِّ هيثم» وولدت لـه ثلاثة: رِبعياً ونُعيماً، وأم حبيب. وكان عاقلاً أبيَّا. حرّم الخمرة على نفسه في الجاهلية، وكان كريماً معتداً بنفسه، طالما وجه النصح لربعي ابنه للسير على خطا أجداده لبلوغ المجد والتضحية بالمال والنفس من مثل قوله:
لقد أوصيت ربعيَّ بن عمرو
إذا ضربت عشيرتَك الأمور
وإنك لن تنال المجدَ حتى
تجود بما يضنّ به الضمير
وأثمرت وصيته، إذ شارك ربعي في الفتوحات الإسلامية في بلاد فارس، واسْتُشْهِد في معركة بَيْهَن في نواحي نيسابور، أمّا نعيم فقد كان جميلاً، ذكره عبد الرحمن بن حسان في شعره، وتزوج الحسن بن علي من ابنته أم حبيب، ثم طلقها.
وفد عمرو بن الأهتم مع الأحنف ابن قيس على عمر بن الخطاب، فغلب عَمْرٌ الأحنفَ في الخطابة، إذ طالما اشْتُهِرَ بهذا الفن الذي نافس الشعر منذ بداية الدعوة الإسلامية، وشارك في جيش الحكم بن أبي العاص الذي وجهه عثمان بن أبي العاص الثقفي إلى فارس، ففتح مدينة (رام شهر) في نيسابور، وزفّ بشرى النصر إلى الخليفة الفاروق بقوله:
جئتُ الإمام بإسراع لأُخبرَه
بالحق من خبر العبديّ سَوّار
أخبار أروعَ ميمون نقييته
مستعمل في سبيل الله مغوار
عمّر الشاعر طويلاً، وهو من الشعراء المجيدين الذين وُصفَ شعرهم «بالحُلل المُنشَّرة في مجالس الملوك تأخذ منه ما شاءت»، وعُرف بجودة المعاني وحسن النظم وسلامة التعبير ورشاقة الألفاظ، وجمال الصورة. وعلى الرغم من قِلّة شعره فإنه طرق أغراضاً شعرية عدة كالفخر والحماسة والحكمة والهجاء والوصف، وقد جمع السُّكري شعره، وعني سعود محمود الجابر بتحقيقه وشرحه في كتاب سمّاه شعر «الزبرقان بن بدر وعمرو بن الأهتم».
عبد الرحمن عبد الرحيم