تجربة التشكيلي << Frederick Spratt>> مداها التأثيري على وحدة اللون وجدليتها الرمزية في محاكاة الفراغ
بشرى بن فاطمة
لا ينفصل الإبداع الفني في التشكيل عن الفكرة وتأثيرها البصري والفلسفي والتعبيري حيث ينطلق التوافق في الفلسفة نحو الذهن ويستمر ليؤسس لها تداخلات تتفرع بالمنطلق الفكري أبعد في التأثير وهنا،
تتمازج الفكرة الجمالية في تكويناتها الفنية وتشكلها البصري مع عنصري المساحة والضوء بتكامل الفلسفة المتداخلة بين مفاهيم الفراغ والظلال والصورة وهو المنطلق الجدلي المؤثر الذي بدأ مع اللون وفكرته المؤثرة التي تجلت في تجربة الأمريكي فريدريك سبرات حيث أنه لم يقدّم نظرياته في اللون بل طوّرها برؤى مختلفة تنوعت في الطرح المفاهيمي حسب كثافة الظل والضوء ومواسم الطبيعة وحالة المزاج، فتختلف في التنفيذ التشكيلي ما قد يستفز الذهن لطرح جدوى صراع اللون مع الفراغ في المساحة ومدى تعبيره عن تفاصيل الواقع والوجود وهو ما جعل عدّة تشكيليين يتأثرون بمساره ويتجرؤون على التجريب الجدلي بين اللون والمساحة والحركة والنور.
Frederick Spratt*
فريدريك سبرات (1927-2008) فنان تشكيلي أمريكي يعتبر من أنشط الرسامين وأبرز من اشتغلوا على التجديد المعاصر في فكرة التعامل مع اللون والفراغ وحركة الفضاء والنور، ورغم تجريبه وتواصله في البحث الفني إلا أن الفترة اللافتة للفلسفة البصرية هي فترة السبعينات حيث طوّر أفكاره وأخرجها من التنظير إلى التطبيق والجرأة في اتخاذ مساراته التعبيرية من عمق الفكرة إلى فكرة اللون وحضوره حيث عمد إلى تنفيذ نظرية اللون على الأعمدة وخلق موازنة بينها تحيل إلى فكرة تتعمق في بحث التشكيلات فيما بينها.
فقد صُنعت الأعمدة من ألواح مستطيلة الشكل مسطحة بلونين أحاديين مختلفين طبّق عليها أكثر من مائة طبقة من طلاء الأكريليك على كل لوحة من الألومينيوم مما مازج في توزيعها حركة الضوء والفضاء أو ما يعبر عنها بحركة إنهاء الصنم وهنا ينصب التركيز الفني على الظواهر الادراكية وخاصة ظاهرة الألوان التي سمح بها التسطيح ومدى التأثر بالضوء ما يجعله سطحا ظاهرا ولامعا وشفافا حيث جرب تطبيق الألوان على ثلاث سلاسل رئيسية وهي سلسلة الإشارات والمخطوطات والتضمين وهي توظيفات فلسفة بصرية على الألومينيوم وعن هذه التجربة يقول سبرات “يبدو أنني كنت أسعى إلى طريقة لوضع الطلاء في خدمة الفن مع تحريره من تسخير التصوير أو السرد للسماح للون أن يكوّن روايته الخاصة”.
إن لوحات سبرات تعتبر مرجعيات جمالية تثير التوافقات في التسطيح والتشبّع والألوان حيث تستجيب هندسيا لسلطة المكان وأحادياتها اللونية المختارة حسب النظرية التعبيرية فيها، تناسباتها نفسية فلسفية في رمزياتها الرمادية الخافتة وخصوصيتها التعبيرية التي تخترع جمالياتها المفاهيمية بتفاعلاتها البصرية، وهو ما جعل التصور الذي ابتكره سبرات يكون سند ارتكاز لكثير من الفنانين الأمريكيين حيث استنبطت التجربة فكرة اللون وفلسفته البصرية.
Susan Schimke*
من خلال عدّة أسماء تأثروا بتجربته نلاحظ انعكاسات التصورات اللونية على الفضاء في أعمال سوزان شيمكي التي استغلت الفراغ في المساحة محدثة تفاعل الظلال والنور والأبعاد في النقاط التي تفرضها على الأسود والأبيض بتخالفات البؤر المعتمة والثقوب في تدرجات الفكرة الوجودية والحديث عن القلق والبحث عن الذات في عتمة المصير.
أو في تصورات ماري بورتر التي تخترق المساحة بالخطوط الفاصلة للشكل بالأسلوب الايهامي وأبعاده المتواترة وكأنها تبحث عن الوجود بين الظلام والنور بكل ما يثيره الحضور العميق في فلسفة البقاء والفناء وتناقضاتها.
Mary Porter*
وفي تجربة جون بيرسون فإن المساحة تتداخل في الأشكال والألوان باعتماد فراغ العمق في الفضاء وكسره باللون والخطوط في التباين والانحسار المكثف في معاملة الألوان وتناقضاتها وهي تشتغل على لون الفضاء الموحد في التسطيح وفق التدريج الضوئي فهو لا يفصل الألوان بالسلاسل ولا يتقيّد بتجربة سبرات بل ينفصل عنها في توظيف العمق الداخلي باختلاف اللون وانعكاساته وهو ما يخلق محاورة بين فكرته واللون والمساحة.
John Pearson*
أما في تجربة لونغ نغويان فهو يخاطب الألوان في الفضاء ويتحوّل بها لسرد عمق الانسان في الطبيعة مستغلا الفضاء لتحديد الأشكال المطلوبة في عمله وتوظيفها في مفاهيمية العمق الفراغي ودلالته التعبيرية مثل العمل على تسطيح الفراغ باللون الأخضر والاشتغال فيه وكأنه يُشغل به الطبيعة ويتوافق معه أو اللون الأصفر وهو يبحث عن جدوى الوجود في اختلافات اللون والانسان.
Long Nguyen*
إن التجربة الجمالية التي صاغها فريدريك سبرات مع المساحة والفراغ واللون والتوظيف المفاهيمي لها تركت أثرها وخلقت فلسفة بصرية لها معانيها وتصوراتها التي اندمجت مع انعكاسات الحالات الوجودية وتعبيريتها من خلال محاكاة اللون والشكل ودلالته الفنية.
بشرى بن فاطمة
لا ينفصل الإبداع الفني في التشكيل عن الفكرة وتأثيرها البصري والفلسفي والتعبيري حيث ينطلق التوافق في الفلسفة نحو الذهن ويستمر ليؤسس لها تداخلات تتفرع بالمنطلق الفكري أبعد في التأثير وهنا،
تتمازج الفكرة الجمالية في تكويناتها الفنية وتشكلها البصري مع عنصري المساحة والضوء بتكامل الفلسفة المتداخلة بين مفاهيم الفراغ والظلال والصورة وهو المنطلق الجدلي المؤثر الذي بدأ مع اللون وفكرته المؤثرة التي تجلت في تجربة الأمريكي فريدريك سبرات حيث أنه لم يقدّم نظرياته في اللون بل طوّرها برؤى مختلفة تنوعت في الطرح المفاهيمي حسب كثافة الظل والضوء ومواسم الطبيعة وحالة المزاج، فتختلف في التنفيذ التشكيلي ما قد يستفز الذهن لطرح جدوى صراع اللون مع الفراغ في المساحة ومدى تعبيره عن تفاصيل الواقع والوجود وهو ما جعل عدّة تشكيليين يتأثرون بمساره ويتجرؤون على التجريب الجدلي بين اللون والمساحة والحركة والنور.
Frederick Spratt*
فريدريك سبرات (1927-2008) فنان تشكيلي أمريكي يعتبر من أنشط الرسامين وأبرز من اشتغلوا على التجديد المعاصر في فكرة التعامل مع اللون والفراغ وحركة الفضاء والنور، ورغم تجريبه وتواصله في البحث الفني إلا أن الفترة اللافتة للفلسفة البصرية هي فترة السبعينات حيث طوّر أفكاره وأخرجها من التنظير إلى التطبيق والجرأة في اتخاذ مساراته التعبيرية من عمق الفكرة إلى فكرة اللون وحضوره حيث عمد إلى تنفيذ نظرية اللون على الأعمدة وخلق موازنة بينها تحيل إلى فكرة تتعمق في بحث التشكيلات فيما بينها.
فقد صُنعت الأعمدة من ألواح مستطيلة الشكل مسطحة بلونين أحاديين مختلفين طبّق عليها أكثر من مائة طبقة من طلاء الأكريليك على كل لوحة من الألومينيوم مما مازج في توزيعها حركة الضوء والفضاء أو ما يعبر عنها بحركة إنهاء الصنم وهنا ينصب التركيز الفني على الظواهر الادراكية وخاصة ظاهرة الألوان التي سمح بها التسطيح ومدى التأثر بالضوء ما يجعله سطحا ظاهرا ولامعا وشفافا حيث جرب تطبيق الألوان على ثلاث سلاسل رئيسية وهي سلسلة الإشارات والمخطوطات والتضمين وهي توظيفات فلسفة بصرية على الألومينيوم وعن هذه التجربة يقول سبرات “يبدو أنني كنت أسعى إلى طريقة لوضع الطلاء في خدمة الفن مع تحريره من تسخير التصوير أو السرد للسماح للون أن يكوّن روايته الخاصة”.
إن لوحات سبرات تعتبر مرجعيات جمالية تثير التوافقات في التسطيح والتشبّع والألوان حيث تستجيب هندسيا لسلطة المكان وأحادياتها اللونية المختارة حسب النظرية التعبيرية فيها، تناسباتها نفسية فلسفية في رمزياتها الرمادية الخافتة وخصوصيتها التعبيرية التي تخترع جمالياتها المفاهيمية بتفاعلاتها البصرية، وهو ما جعل التصور الذي ابتكره سبرات يكون سند ارتكاز لكثير من الفنانين الأمريكيين حيث استنبطت التجربة فكرة اللون وفلسفته البصرية.
Susan Schimke*
من خلال عدّة أسماء تأثروا بتجربته نلاحظ انعكاسات التصورات اللونية على الفضاء في أعمال سوزان شيمكي التي استغلت الفراغ في المساحة محدثة تفاعل الظلال والنور والأبعاد في النقاط التي تفرضها على الأسود والأبيض بتخالفات البؤر المعتمة والثقوب في تدرجات الفكرة الوجودية والحديث عن القلق والبحث عن الذات في عتمة المصير.
أو في تصورات ماري بورتر التي تخترق المساحة بالخطوط الفاصلة للشكل بالأسلوب الايهامي وأبعاده المتواترة وكأنها تبحث عن الوجود بين الظلام والنور بكل ما يثيره الحضور العميق في فلسفة البقاء والفناء وتناقضاتها.
Mary Porter*
وفي تجربة جون بيرسون فإن المساحة تتداخل في الأشكال والألوان باعتماد فراغ العمق في الفضاء وكسره باللون والخطوط في التباين والانحسار المكثف في معاملة الألوان وتناقضاتها وهي تشتغل على لون الفضاء الموحد في التسطيح وفق التدريج الضوئي فهو لا يفصل الألوان بالسلاسل ولا يتقيّد بتجربة سبرات بل ينفصل عنها في توظيف العمق الداخلي باختلاف اللون وانعكاساته وهو ما يخلق محاورة بين فكرته واللون والمساحة.
John Pearson*
أما في تجربة لونغ نغويان فهو يخاطب الألوان في الفضاء ويتحوّل بها لسرد عمق الانسان في الطبيعة مستغلا الفضاء لتحديد الأشكال المطلوبة في عمله وتوظيفها في مفاهيمية العمق الفراغي ودلالته التعبيرية مثل العمل على تسطيح الفراغ باللون الأخضر والاشتغال فيه وكأنه يُشغل به الطبيعة ويتوافق معه أو اللون الأصفر وهو يبحث عن جدوى الوجود في اختلافات اللون والانسان.
Long Nguyen*
إن التجربة الجمالية التي صاغها فريدريك سبرات مع المساحة والفراغ واللون والتوظيف المفاهيمي لها تركت أثرها وخلقت فلسفة بصرية لها معانيها وتصوراتها التي اندمجت مع انعكاسات الحالات الوجودية وتعبيريتها من خلال محاكاة اللون والشكل ودلالته الفنية.