الاستشراق والاستغراب في التجربة التشكيلية المعاصرة خصوصيات التشابه والاختلاف
بشرى بن فاطمة
قد تبدو ظواهر التعايش والاختلاف التي شهدتها الحضارات الإنسانية مجرد سرد تاريخي لتفاعلاتها وأحداثها، ولكن في الفنون والثقافات يتجاوز الأمر الاستعراض الكرونولوجي، لأنها تخلق في حد ذاتها جوانب من التبادل والانعكاس، التأثير والتأثر، التصادم والاختلاف والتشابه وهو ما أفرز العديد من الأعمال الفنية التي لها أيضا منافذها في سرد القيم الجمالية والفكرية والإنسانية وطابع التميز بين الثقافات، مثل ظاهرة الاستشراق والاستغراب وبالخصوص في مراحلها المعاصرة التي لم تكن وليدة اللحظة بل تأسّست وتدعّمت وفق التاريخ ومراحل نضج التبادل بين منطقتين انطلاقا من التجاذبات الحضارية والفضول الثقافي الذي بُني مرة على اكتشاف الجغرافي ومرات على منافذ تأثيراتها بين الفكرة الهيمنة والخضوع.
*علي حسون Ali Hassoun
ولعل هذا التبادل الثقافي بين الشرق والغرب هو الذي خلق مصطلحات الاستشراق والاستغراب، حيث بدأ الاستشراق منذ القرن السادس عشر وبلغت ظاهرته أوجها في مطلع القرن الثامن عشر حتى الفترة الحالية، أما الاستغراب فقد بدأ في القرن التاسع عشر مع رحلات العلماء والباحثين والمثقفين الذين أبهرهم الغرب فانطلقوا نحوه لفهمه والبحث في تطوره، وفي الفترة المُعاصرة تجاوزت الرؤية الانبهار إلى محاولة للفت النظر الغربي لواقع التعايش الإنساني وفهم الآخر وقضاياه خاصة وأن الغرب لم يعد منطقة اكتشاف بل مطلب حياة واستقرار وهجرة وتعايش من طرف الوافد الشرقي الذي لم يعد يعبر عن انبهار حضاري بل عن تعايش وتفاعل ومواطنة يعتبر فيها شرقه جذور.
*Vanessa Stafford
ومع تداخل التعامل معنويا بين المصطلحين والبحث في مقاصد كل منهما كان ارتكاز التفاعل منعكسا بين عالمين مختلفي الحضارة والثقافة والعقليات والأفكار خصوصا في دوافع القوة والضعف والواقع من حيث الانتماء لشرق طاله احتلال ذلك الغرب واستقلّ دون استقلالية من تلك النظرة وذلك الشعور الذي أسّس فكرة الرمز والتعبير والتوجّه والمواجهة وهي المرحلة الحالية التي غيّرت فكرة التعبير الفني في التبادل الفكري بين الاستشراق والاستغراب بين التقابل والتصادم.
*Marie Tuma
ولعل البحث في المسألة والظاهرة التي تجمع الشرق والغرب من بُعدها الثقافي وخصوصا الفني لها ارتكازات رؤيوية مُختلفة خاصة في التعبير المُعاصر والتجارب الجديدة التي تُعبّر عن الواقع الحالي وأحداثه من الجانبين فلا الفنان المتستشرق حافظ على خياله الحالم ولا المُستغرب الشرقي بقي لديه ذلك الانفعال العاطفي والانبهار لأنه اكتسب أدوات التحليل البصرية ومواقف التعبير الإنسانية ليثبّت بها ذاته.
وهو ما بسطه الفن بعفوية التلاقي الذي جمع الفكرتين دون انفصال عن هوية الانتماء الأول، فمن خلال بعض التجارب الشرقية كان التلاقي في الغرب فكرة تُمفصل الذهنية التي حملت قيم التعايش وبالتالي كسرت حواجز الفعل والكون.
Suzanne Klotz
مثل تجربة التشكيلي اللبناني الإيطالي علي حسون التي حملت الأثر الواقعي من أحداث لبنان وصداماتها الأهلية وهي ترشح بمفاهيم الانسان والحضور في عالم آخر يختلف عنه من حيث الوجود الفكري والايديولوجيا التي ترى الشرق زخارف وخطوط وأدبا وألوانا فهو لم يلغ كل هذا بل وظّفه خدمة لرؤاه الجمالية ودمجها مع الأساليب الغربية المعاصرة “البوب آرت” والوسائط المُدمجة والحركة اللونية وهو يحاكي الهجرة والانتماء والحضور والتوافق الفكري وصدام الجماليات الكلاسيكية وقيمها المختلفة والخروج عن الصور التقليدية التي تُحمل عن الشرق والغرب في البيئتين مُركزا على فوارق اللاتعايش الإنساني طبيعة العلاقات حضور المرأة اختلاف النظرة للفن والجماليات صدامات الصورة بين الشرقي وطبيعته والغربي وطبعه بين فردانية واستهلاك.
*Ali Hassoun
أما ماري توما الفلسطينية الأمريكية فهي تعكس الواقع من حيث المبدأ الأساسي لفكرة الانسان والحق وصدمة صورة الشرق المنكوبة بالحروب والاضطهاد بالمحاصرة ولاانسانية المعاملة التي تكبّل الحق والمقاومة فهي تحمل الشرق برؤاها الغربية والشرقية في ازدواجية الهوية لتثير مفاهيميا فكرة الشعب والوطن من خلال خامات تراثية أقمشة وأثواب وتفاصيل مفاهيمية للتعبير عن الأرض والمساحة والفضاء.
إن ما يُميّز التجارب الشرقية أنها لم تنفصل عن ذاتيتها وهي تُوظّف شرقيتها لتفسير الانتماء لظاهرة الاستغراب في توافقات التبادل المحكي بصريا عن عالمين ومنفذين كما في تجربة الصينية بريندا لوي وهي تثير شرقها بصورها ومفاهيمها وتسرد قصة انتمائها بتشكيل حركة الأزهار التي تتبع أثر نموّها وإشراقها من خلال حيويتها المشكّلة في رقصات النور الباحثة عن طاقاتها.
*بريندا لوي Brenda Louie
إن الحركة الفنية الخاصة بالمغتربين لا تعني أنهم ينفصلون عن عالمهم بل يوظفون الحكمة والأدب والأثر والثقافة والرمز وبالتالي حمل الفكرة وإعادتها وفق الذهنيات التي تفسّرها مثل العنف والقوة والحرية والتعبير والانسان والوجود.
وفي تجربة العراقي الهولندي نديم كوفي عبّر من حيث رمزيات المفهوم عن فكرة الوجود وعبث الزمن بمراحلها في الغياب والحضور من حيث بقاء الأمكنة وتلاشي الملامح والتفاصيل، إذ طرح البقاء والفناء وتشتت الذاكرة وهو يتفاعل مع انفعالاتها الدافعة للاستمرار، وهو أيضا ما يتشابه مع ما عبّر من خلاله السوري ثائر معروف ولكن مع شرح تجاوز الحسي المعنوي في فكرة التعايش مع الأمكنة بين حضور شرقي هادئ في الغرب وحضور غربي دام في الشرق بطرح الغرب الأيديولوجي الذي يعاني من عقد الشرقي الواقعي من حيث كره الآخر ونبذ المختلف وهو ما تجلى في وصف العقد ومدى طرحها بين عالمين وعقليتين.
*نديم كوفي Nedim Kufi
في التجربة المتفاعلة مع تراث الحروفية والخط العربي المعاصر قدّم الفنان الخطاط العراقي حسن المسعود تصورات الخط وتطويراته انطلاقا من روح الشرق الذي اندمج مع الغربي موظّفا أسلوب الأداء والحركة الدمج ووساطة الميديا وانعكاس الضوء إضافة إلى تطويع الخامة وتنويع النص وتفعيل الخط اللاتيني ليحوّل حرفه إلى فن وتكويناته إلى جسور تلاق وعبور.
*حسن المسعود Hassan Massoudy
ولعل حركة المستشرقين الجدد لم تختلف بدورها عن حركة المستغربين فهي انعكاس واقع وأحداث مشحونة بتناقضات التعايش من ناحية وظلم العالم من زوايا أخرى مختلفة وهو ما أثار الفكرة لدى الأمريكية سوزان كلوتز لتعمل على حمل شرق آخر إلى الولايات المتحدة الامريكية وتفعيل رؤى فكرية وبصرية جديدة عن الأديان والانسان عن الأوطان بتفاصيل التراث والهوية وتلاقي الانسان على أرض واحدة معتمدة على حياكة الحكاية وتطريز تفاصيلها وتجميع قطعها وإعادة دمجها في تصورات جمعت المفاهيمية والأداء واللوحة اللون.
*سوزان كلوتز
الذي حدّدت مساراته الأمريكية فانيسا ستاوفورد والتي بدورها لم تنفصل عن شرق الأسطورة ولكن بمفاهيمها المبتكرة، حيث ألبستها الواقع لتقتحم عوالمها الخرافية مازجة الخيال بالسريالية وهي تروّض معنى الحضور في الشرق من الألوان إلى الخامات إلى الأساطير والرموز والعلامات البصرية التي تحكي حضارات تبنيها البشرية معتمدة على القوة والسيطرة وموظّفة أسس الفكرة الجمالية لخدمة حضورها.
إن الاستغراب لا يمكن أن يطرح بمعزل عن الاستشراق في الثقافة وفي طرح التعامل المختلف في العقليات التي غيّرت مفاهيم الانبهار والتلاقي والصدام والتي تشكلت مع المعاني المعاصرة لتكوّن أفكارها المستقلة بعيدا عن نظريات الهيمنة والهوية والانتماء بل معتبرة الانسان رسالة الحياة والكون أينما كانت مفاهيم التعبير وكيفما جُسّدت لتحمل لغتها التلاقي والبحث ومحاولات الفهم.
بشرى بن فاطمة
قد تبدو ظواهر التعايش والاختلاف التي شهدتها الحضارات الإنسانية مجرد سرد تاريخي لتفاعلاتها وأحداثها، ولكن في الفنون والثقافات يتجاوز الأمر الاستعراض الكرونولوجي، لأنها تخلق في حد ذاتها جوانب من التبادل والانعكاس، التأثير والتأثر، التصادم والاختلاف والتشابه وهو ما أفرز العديد من الأعمال الفنية التي لها أيضا منافذها في سرد القيم الجمالية والفكرية والإنسانية وطابع التميز بين الثقافات، مثل ظاهرة الاستشراق والاستغراب وبالخصوص في مراحلها المعاصرة التي لم تكن وليدة اللحظة بل تأسّست وتدعّمت وفق التاريخ ومراحل نضج التبادل بين منطقتين انطلاقا من التجاذبات الحضارية والفضول الثقافي الذي بُني مرة على اكتشاف الجغرافي ومرات على منافذ تأثيراتها بين الفكرة الهيمنة والخضوع.
*علي حسون Ali Hassoun
ولعل هذا التبادل الثقافي بين الشرق والغرب هو الذي خلق مصطلحات الاستشراق والاستغراب، حيث بدأ الاستشراق منذ القرن السادس عشر وبلغت ظاهرته أوجها في مطلع القرن الثامن عشر حتى الفترة الحالية، أما الاستغراب فقد بدأ في القرن التاسع عشر مع رحلات العلماء والباحثين والمثقفين الذين أبهرهم الغرب فانطلقوا نحوه لفهمه والبحث في تطوره، وفي الفترة المُعاصرة تجاوزت الرؤية الانبهار إلى محاولة للفت النظر الغربي لواقع التعايش الإنساني وفهم الآخر وقضاياه خاصة وأن الغرب لم يعد منطقة اكتشاف بل مطلب حياة واستقرار وهجرة وتعايش من طرف الوافد الشرقي الذي لم يعد يعبر عن انبهار حضاري بل عن تعايش وتفاعل ومواطنة يعتبر فيها شرقه جذور.
*Vanessa Stafford
ومع تداخل التعامل معنويا بين المصطلحين والبحث في مقاصد كل منهما كان ارتكاز التفاعل منعكسا بين عالمين مختلفي الحضارة والثقافة والعقليات والأفكار خصوصا في دوافع القوة والضعف والواقع من حيث الانتماء لشرق طاله احتلال ذلك الغرب واستقلّ دون استقلالية من تلك النظرة وذلك الشعور الذي أسّس فكرة الرمز والتعبير والتوجّه والمواجهة وهي المرحلة الحالية التي غيّرت فكرة التعبير الفني في التبادل الفكري بين الاستشراق والاستغراب بين التقابل والتصادم.
*Marie Tuma
ولعل البحث في المسألة والظاهرة التي تجمع الشرق والغرب من بُعدها الثقافي وخصوصا الفني لها ارتكازات رؤيوية مُختلفة خاصة في التعبير المُعاصر والتجارب الجديدة التي تُعبّر عن الواقع الحالي وأحداثه من الجانبين فلا الفنان المتستشرق حافظ على خياله الحالم ولا المُستغرب الشرقي بقي لديه ذلك الانفعال العاطفي والانبهار لأنه اكتسب أدوات التحليل البصرية ومواقف التعبير الإنسانية ليثبّت بها ذاته.
وهو ما بسطه الفن بعفوية التلاقي الذي جمع الفكرتين دون انفصال عن هوية الانتماء الأول، فمن خلال بعض التجارب الشرقية كان التلاقي في الغرب فكرة تُمفصل الذهنية التي حملت قيم التعايش وبالتالي كسرت حواجز الفعل والكون.
Suzanne Klotz
مثل تجربة التشكيلي اللبناني الإيطالي علي حسون التي حملت الأثر الواقعي من أحداث لبنان وصداماتها الأهلية وهي ترشح بمفاهيم الانسان والحضور في عالم آخر يختلف عنه من حيث الوجود الفكري والايديولوجيا التي ترى الشرق زخارف وخطوط وأدبا وألوانا فهو لم يلغ كل هذا بل وظّفه خدمة لرؤاه الجمالية ودمجها مع الأساليب الغربية المعاصرة “البوب آرت” والوسائط المُدمجة والحركة اللونية وهو يحاكي الهجرة والانتماء والحضور والتوافق الفكري وصدام الجماليات الكلاسيكية وقيمها المختلفة والخروج عن الصور التقليدية التي تُحمل عن الشرق والغرب في البيئتين مُركزا على فوارق اللاتعايش الإنساني طبيعة العلاقات حضور المرأة اختلاف النظرة للفن والجماليات صدامات الصورة بين الشرقي وطبيعته والغربي وطبعه بين فردانية واستهلاك.
*Ali Hassoun
أما ماري توما الفلسطينية الأمريكية فهي تعكس الواقع من حيث المبدأ الأساسي لفكرة الانسان والحق وصدمة صورة الشرق المنكوبة بالحروب والاضطهاد بالمحاصرة ولاانسانية المعاملة التي تكبّل الحق والمقاومة فهي تحمل الشرق برؤاها الغربية والشرقية في ازدواجية الهوية لتثير مفاهيميا فكرة الشعب والوطن من خلال خامات تراثية أقمشة وأثواب وتفاصيل مفاهيمية للتعبير عن الأرض والمساحة والفضاء.
إن ما يُميّز التجارب الشرقية أنها لم تنفصل عن ذاتيتها وهي تُوظّف شرقيتها لتفسير الانتماء لظاهرة الاستغراب في توافقات التبادل المحكي بصريا عن عالمين ومنفذين كما في تجربة الصينية بريندا لوي وهي تثير شرقها بصورها ومفاهيمها وتسرد قصة انتمائها بتشكيل حركة الأزهار التي تتبع أثر نموّها وإشراقها من خلال حيويتها المشكّلة في رقصات النور الباحثة عن طاقاتها.
*بريندا لوي Brenda Louie
إن الحركة الفنية الخاصة بالمغتربين لا تعني أنهم ينفصلون عن عالمهم بل يوظفون الحكمة والأدب والأثر والثقافة والرمز وبالتالي حمل الفكرة وإعادتها وفق الذهنيات التي تفسّرها مثل العنف والقوة والحرية والتعبير والانسان والوجود.
وفي تجربة العراقي الهولندي نديم كوفي عبّر من حيث رمزيات المفهوم عن فكرة الوجود وعبث الزمن بمراحلها في الغياب والحضور من حيث بقاء الأمكنة وتلاشي الملامح والتفاصيل، إذ طرح البقاء والفناء وتشتت الذاكرة وهو يتفاعل مع انفعالاتها الدافعة للاستمرار، وهو أيضا ما يتشابه مع ما عبّر من خلاله السوري ثائر معروف ولكن مع شرح تجاوز الحسي المعنوي في فكرة التعايش مع الأمكنة بين حضور شرقي هادئ في الغرب وحضور غربي دام في الشرق بطرح الغرب الأيديولوجي الذي يعاني من عقد الشرقي الواقعي من حيث كره الآخر ونبذ المختلف وهو ما تجلى في وصف العقد ومدى طرحها بين عالمين وعقليتين.
*نديم كوفي Nedim Kufi
في التجربة المتفاعلة مع تراث الحروفية والخط العربي المعاصر قدّم الفنان الخطاط العراقي حسن المسعود تصورات الخط وتطويراته انطلاقا من روح الشرق الذي اندمج مع الغربي موظّفا أسلوب الأداء والحركة الدمج ووساطة الميديا وانعكاس الضوء إضافة إلى تطويع الخامة وتنويع النص وتفعيل الخط اللاتيني ليحوّل حرفه إلى فن وتكويناته إلى جسور تلاق وعبور.
*حسن المسعود Hassan Massoudy
ولعل حركة المستشرقين الجدد لم تختلف بدورها عن حركة المستغربين فهي انعكاس واقع وأحداث مشحونة بتناقضات التعايش من ناحية وظلم العالم من زوايا أخرى مختلفة وهو ما أثار الفكرة لدى الأمريكية سوزان كلوتز لتعمل على حمل شرق آخر إلى الولايات المتحدة الامريكية وتفعيل رؤى فكرية وبصرية جديدة عن الأديان والانسان عن الأوطان بتفاصيل التراث والهوية وتلاقي الانسان على أرض واحدة معتمدة على حياكة الحكاية وتطريز تفاصيلها وتجميع قطعها وإعادة دمجها في تصورات جمعت المفاهيمية والأداء واللوحة اللون.
*سوزان كلوتز
الذي حدّدت مساراته الأمريكية فانيسا ستاوفورد والتي بدورها لم تنفصل عن شرق الأسطورة ولكن بمفاهيمها المبتكرة، حيث ألبستها الواقع لتقتحم عوالمها الخرافية مازجة الخيال بالسريالية وهي تروّض معنى الحضور في الشرق من الألوان إلى الخامات إلى الأساطير والرموز والعلامات البصرية التي تحكي حضارات تبنيها البشرية معتمدة على القوة والسيطرة وموظّفة أسس الفكرة الجمالية لخدمة حضورها.
إن الاستغراب لا يمكن أن يطرح بمعزل عن الاستشراق في الثقافة وفي طرح التعامل المختلف في العقليات التي غيّرت مفاهيم الانبهار والتلاقي والصدام والتي تشكلت مع المعاني المعاصرة لتكوّن أفكارها المستقلة بعيدا عن نظريات الهيمنة والهوية والانتماء بل معتبرة الانسان رسالة الحياة والكون أينما كانت مفاهيم التعبير وكيفما جُسّدت لتحمل لغتها التلاقي والبحث ومحاولات الفهم.