كاكينوموتو (هيتومار)شاعر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كاكينوموتو (هيتومار)شاعر

    كاكينوموتو (هيتومار) Kakinomoto no Hitomaro - Kakinomoto no Hitomaro
    كاكينوموتو (هيتومارو ـ)

    (660 ـ 710م)



    هيتومارو نو ـ كاكينوموتو Hitomaro No-Kakinomoto شاعر مبجل عند الشعب الياباني منذ الأزمان الغابرة، ولاسيما أنه أعظم شخصية أدبية في اليابان القديمة. ترجح المصادر أنه ولد ونشأ بالقرب من مدينة نارا Nara وتوفي في مدينة إيوامي Iwami التي هي اليوم مركز محافظة شيمانِه Shimane. بدأ العمل في البلاط الملكي موظفاً صغيراً، واستمرت خدمته في عهد أميرين متعاقبين في منطقته. وقد احتفى في بعض قصائده الشهيرة بالاحتفالات والأنشطة التي كانت تقام في البلاط. صار لاحقاً مسؤولاً إقليمياً، ويرجح أيضاً أنه قد تزوج مرتين على الأقل حسبما يستخلص من قصائده.

    يتبين مما تبقى من أعمال كاكينوموتو أن قصائده تنقسم إلى الشكلين الشعريين اليابانيين الأكثر انتشاراً وتداولاً وهما «تَنكا» tanka و«تشوكا» chõka، ويحتمل أيضاً أنه كتب في الشكل الثالث الأقل تداولاً وهو «سِدوكا» Sedoca أو القصيدة ذات المقطعين، ويتألف المقطع من ثلاثة أبيات والبيت من ثلاث تفعيلات متناوبة. ويرى بعض الباحثين أنه قد طور هذا الشكل شكلاً ومضموناً لأسباب معينة، إلا أنه لم يستمر طويلاً بعد عصره. يبلغ عدد القصائد المتبقية والمعترف بنسبتها قطعياً إلى كاكينوموتو إحدى وستين «تنكا» وست عشرة «تشوكا». إلا أن ثمة عدداً كبيراً من القصائد المنسوبة إليه والمحفوظة في ديوان «مانيوشو» Manyõshu، وهو أول مجموعة من الشعر الياباني القديم وأضخمها، تتألف من عشرة آلاف صفحة ويشار إليها أيضاً بــ«مجموعة الأجيال المتعاقبة»، وقد جُمعت قصائدها بين أعوام 760ـ809 وتتضمن 4500قصيدة من مختلف الأشكال الشعرية المطروقة. ومؤلفو هذه القصائد الذين بلغ عددهم 561شاعراً ينتمون إلى مختلف الفئات الاجتماعية، بدءاً من صياد السمك مروراً بالمتسول والغانية حتى الملك. وإضافة إلى هذه القصائد سَجل مُصنفها مجموعة من الملاحظات التاريخية والفنية حول الشاعر وشعره، مما جعلها أحد المصادر الرئيسية في تاريخ الشعر الياباني.

    ينتمي إبداع كاكينوموتو إلى مرحلة انتقالية حرجة في تاريخ اليابان، من المرحلة القديمة التي انتشرت فيها الأمية إلى مرحلة المجتمع المتحضر الذي عمل على نشر التعليم. وبذلك تكون قصائده قد حققت توازناً متميزاً ما بين الأغنية المحلية البدائية وما بين الصنعة الشعرية الأكثر تعقيداً التي تستجيب لمتطلبات العصر الجديد؛ إذ إنه ورث تقنيات جامدة وخيالاً ساذجاً وموضوعات محددة بصرامة، أي مستودعَ مفردات الأغنية البدائية. وقد أضاف الشاعر إلى هذا الإرث موضوعات وأمزجة واهتمامات وتقنيات بلاغية وبنيوية جديدة، استقى بعضها على الأرجح من الشعر الصيني، إلا أن أكثر ما يلفت النظر في شعره الجديد هو وقار المعالجة وأهميتها ولون النغمة الإيقاعية. وهناك كثير من قصائده المطولة التي كان يفتتحها بمقدمة شعرية جليلة تربط ما بين العصر الحاضر وبين ماضي اليابان المجيد وشعبها.

    وقصائد كاكينوموتو جميعها مشبعة بنوع من الغنائية الذاتية وبإحساس إنساني عميق وشعور بالهوية الفردية، ولكن ضمن الجماعة. ومن أشهر قصائده تلك التي يصف فيها أطلال العاصمة في أومي Õmi، وتلك التي تحتفي برحلة الأمير كارو Karu إلى سهول أكي Aki، وقصيدتان مؤثرتان يرثي في أولاهما زوجته الأولى المتوفاة، ويصف في الأخرى انفصاله عن زوجته الثانية، وثمة قصيدة رثاء لافتة في وفاة الأمير تاكِشي Takechi، والقصيدة الشهيرة التي يصف فيها عثوره على جثة رجل في جزيرة سامينِه Samine.

    نبيل الحفار
يعمل...
X