لماذا لا ينبغي خلط المنظفات؟

يوميًا، نأكل ونشرب ونتنفس المواد الكيميائية بأمان، لكن أحيانًا تحدث كارثة إذا ارتبطت هذه العناصر الكيميائية بطريقة ما. ويبدو أن خلط المواد الكيميائية الخطرة الموجودة في المنزل أصبح أمرًا شائعًا، بل تحديًا يقوم به بعض صناع المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي، ما يسبب حوادثَ خطيرة.

قد يؤدي خلط مواد كيميائية قد تبدو غير ضارة إلى نتائج مميتة. ففي عام 2019، تُوفي مدير في مطعم بافالو وايلد وينجز في بيرلينجتون ماساتشوستس بعد استنشاقه غازًا ضارًا تكوَّن في المطعم، ونُقل عشرة آخرون إلى المشفى، معظمهم زبائن كانوا في المطعم. المواد الكيميائية التي سببت الكارثة كانت موجودة في منظفات شهيرة؛ مثل سكيل كلين – scale kleen وسوبر 8 – super 8، هذه المنظفات آمنة تمامًا إذا استُخدمت بمفردها، لكن عند خلطها تتكوّن بركة صغيرة من مادة خضراء تحتوي على فقاعات.

»هناك صنفان من المنظفات، هما المنظفات المذوّبة والمنظفات النشطة كيميائيًا»، يقول جوزيف توبتشيفسكي أستاذ الكيمياء من جامعة مينيسوتا: »يقع كل من الصابون والشامبو في الصنف الأول من المنظفات؛ أي المنظفات المذوّبة، وتُستخدم لإزالة الدهون والأوساخ استنادًا إلى خصائص التعادل الكيميائي البسيط التي تمتلكها المادة».



أما الصنف الثاني فيغيّر طبيعة المواد التي يتفاعل معها، مثلًا يُفكك المنظف درانو – Drano كيميائيًا كل الأوساخ العالقة في البالوعة، أما المبيض فيؤكسد كل ما يُنظفه، ويقتل البكتيريا والجراثيم من طريق تخليص الأيونات من المواد الكيميائية التي تتكون منها. يوضّح توبتشيفسكي: «رغم أنه من أكثر المنظفات خطورة، وإحدى أكثر المواد القاعدية تفاعلًا، فإن فوائده تفوق المخاطر».

«سبب فائدة المبيض هو فعاليته العالية»، يضيف توبتشيفسكي، «ولأنه شديد الفعالية يتفاعل مع مجموعة كبيرة من الأشياء».

يعد سوبر 8 مبيضًا مع نسبة تركيز من مركب هيبوكلوريت الصوديوم أعلى مما يوجد عادةً في منظفات المطابخ، أما سكيل كلين فهو حمض يحتوي على حمض الفوسفوريك بنسبة (22 – 28) بالمئة، وعلى حمض النتريك بنسبة (18 – 23) بالمئة. وإذا استطاع علماء الكيمياء توضيح شيء بدقة، فهو أنّ القواعد والحوامض لا تتوافق!.

في حادثة مطعم بافايلو وايلد وينجز المؤسفة، يبدو أنهم لم يتخلّصوا من منظف سكيل كلين الحامضي تمامًا قبل إضافة سوبر 8 القاعدي. خلَّف التفاعل الحاصل غاز الكلورين (المادة ذاتها التي استُخدمت سلاحًا حربيًا في الحرب العالمية الأولى)، وانتشرت بسرعة مسببة شعورًا بالغثيان وصعوبة في التنفس. ومن المنطقي، أن يكون هذا التفاعل أكثر خطورةً في الأماكن المغلقة، وهذا ما حدث في المطعم.

هناك بعض الاحتياطات التي يمكن اتخاذها لتجنب حوادث مماثلة في المستقبل، يوضح توبتشيفسكي، أولًا على مستخدمي المنظفات قراءة الملصقات التحذيرية؛ لمعرفة المنظفات التي لا يجب أن تتفاعل مع هذه المادة، أو يمكنهم استبدال سكيل كلين بمنظف آخر غير حمضي، أو استبدال سوبر 8 بالمبيض الاعتيادي.

»لا داعي للقلق في أثناء تنظيف المنزل، فقط يجب الانتباه»، يقول أستاذ الكيمياء من جامعة مينيسوتا روتشستر جوش ماريل: »بعض المواد يجب ألا تتلامس مثل المبيض والأمونيا، أو المبيض والخل. وقد تكون نتيجة إلقاء كثير من مواد التنظيف في حوض المطبخ أو أي مكان آخر مميتةً، ما لم تُقرأ مكونات كل منها بعناية».

عمومًا، من الأفضل استخدام كل منظف على حدة، والتأكد من التهوية الجيدة التي يتعرض لها المكان الذي يُنظف.

تشير العلامات التالية إلى حدوث التفاعل:

• فقاعات.
• أصوات فوران.
• خروج الغازات ناتجًا ثانويًا للتفاعل.
• تغيّر في الحرارة.
• ظهور رواسب في المحلول المائي.

في حالة حدوث أي من هذه الحالات بصورة غير متوقعة، يجب الاتصال برقم الطوارئ، والإسراع بعيدًا عن مكان التفاعل.

«المواد الكيميائية المنزلية هي مواد كيميائية!»، يقول ماريل: «ويجب التأكد من استخدامها بطريقة صحيحة وآمنة».