عمري (فضل الله)
Al-Omari (Ibn Fadel allah-) - Al-Omari (Ibn Fadel allah-)
العُمَري (ابن فضل الله ـ)
(700 ـ 749هـ/1301ـ 1349م)
أبو العباس شهاب الدين، أحمد بن يحيى بن فضل الله العُمريّ العدويّ القُرَشيّ. ينتمي إلى بني عَدِيٍّ القرشيين رهطِ عمر بن الخطابt، ولذلك سمي العُمَري. كان إماماً بارعاً في الأدب، وعالماً متفنناً في التاريخ، وفقيهاً مفتياً على المذهب الشافعي، وذا منزلة في الترسل والإنشاء معروفة، وفضيلة في النظم والنثر موصوفة، فقد نظم كثيراً من القصائد والأراجيز والمقطَّعات والدُّوْبَيْت.
ولد في دمشق، ونشأ فيها، وتلقى علوم العربية والفقه والأحكام والحديث على يَدَيْ علمائها. ثم توجه إلى مصر ودرس في القاهرة والإسكندرية. ورحل إلى الحجاز وأخذ العلم عن شيوخ هذه البلاد. ثم عاد إلى القاهرة فتولى كتابة السر للسلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون، فكان يقرأ عليه البريد وينفِّذ المهمات التي يكلفه بها. إلاّ أنه صُرف عن هذا العمل سنة ثمان وثلاثين وسبعمئة من الهجرة، فعاد إلى بلده دمشق وتفرغ للتصنيف والتأليف.
كان يُعَد أحد الأدباء الكَمَلة الذين يقومون بالأدب علماً وعملاً، إلى جانب خبرته الواسعة بتراجم أهل عصره ومَنْ تقدَّمهم على اختلاف طبقاتهم.
ولـم يكـن أحـد من المؤرخين يفوقـه في معرفته بتواريخ الملوك المغول من أيام جنكيز خان إلى العصر الذي عـاش فيه العمري، وبتواريخ الهند والأتراك، مع نبوغه في العلوم الجغرافية، وتبحره في معرفة الممالك والمسالك، وخطوط الأقاليم والبلدان وخواصها وتقدير المسافات بينها، وفي علـم الاَسطُرْلاب وحـل التقويم وصور الكواكب.
لـه من الكتب «مسالك الأبصار في ممالك الأمصار» يقع في سبعة عشر مجلداً، وهـو من الموسوعات المهمة في الأدب والتاريخ والجغرافية والتاريخ الطبيعي وغيرها. وقـد قسمـه مؤلفه قسمين: الأول في الأرض، والثاني في السكان، فوصفَ البيئة الطبيعية، وحدَّد مواقع مشاهير البلدان ولاسيما بلدان مصر والشام والحجاز، واختص منازل العرب بالكلام. كما أفاض في وصف سكان الأرض، وترجم لرجالهم من أطباء وعلماء وفقهاء وساسـة وإداريين، ثم بحث في العلوم الطبيعية كالمعادن والحيوان والطير والنبات، إلى غير ذلك من المظاهر العمرانية والبشرية والطبيعية.
كان مدققاً في النقل، شديد الاحتراس في تقبل الأخبار، يقول في مقدمـة كتابـه: «ولم أنقل إلاّ عن أعيان الثِّقات من ذوي التدقيق في النظر، والتحقيق للرواية. واستكثرت ما أمكنني من السؤال عن كل مملكة لآمن من تغفُّل الغفلاء، وتخيُّل الجهالات الضالة، وتحريف الأفهام الفاسدة».
ومن كتبه (التعريف بالمصطلح الشريف) تحدث فيه عن المراسم الملكية وبيَّن المصطلحات المستخدمة في دواوين الإنشاء والوظائف الإدارية والمراسلات الحكومية. وقد كان هذا الكتاب مرجعاً أساسياً من مراجع القلقشندي في كتابه «صبح الأعشى».
ومـن كتبـه أيضاً «فواضل السَّمر في فضائل آل عمر»، و«صبابة المشتاق» في المدائح النبوية، و«يقظة الساهر» و«نفحة الروض» في الأدب وغير ذلك.
ومن رقيق شعره قولـه في وصف النواعير:
زانَتْ محاسنَ شَطَّيْهِ حدائِقُها
لكونِهِ بعدَ لُقياها يُفارِقُها
لقد نَزَلْنا على العاصي بمنزلةٍ
تَبكي نواعِيرُها العَبْرى بأدمُعِها
محمد كمال
Al-Omari (Ibn Fadel allah-) - Al-Omari (Ibn Fadel allah-)
العُمَري (ابن فضل الله ـ)
(700 ـ 749هـ/1301ـ 1349م)
أبو العباس شهاب الدين، أحمد بن يحيى بن فضل الله العُمريّ العدويّ القُرَشيّ. ينتمي إلى بني عَدِيٍّ القرشيين رهطِ عمر بن الخطابt، ولذلك سمي العُمَري. كان إماماً بارعاً في الأدب، وعالماً متفنناً في التاريخ، وفقيهاً مفتياً على المذهب الشافعي، وذا منزلة في الترسل والإنشاء معروفة، وفضيلة في النظم والنثر موصوفة، فقد نظم كثيراً من القصائد والأراجيز والمقطَّعات والدُّوْبَيْت.
ولد في دمشق، ونشأ فيها، وتلقى علوم العربية والفقه والأحكام والحديث على يَدَيْ علمائها. ثم توجه إلى مصر ودرس في القاهرة والإسكندرية. ورحل إلى الحجاز وأخذ العلم عن شيوخ هذه البلاد. ثم عاد إلى القاهرة فتولى كتابة السر للسلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون، فكان يقرأ عليه البريد وينفِّذ المهمات التي يكلفه بها. إلاّ أنه صُرف عن هذا العمل سنة ثمان وثلاثين وسبعمئة من الهجرة، فعاد إلى بلده دمشق وتفرغ للتصنيف والتأليف.
كان يُعَد أحد الأدباء الكَمَلة الذين يقومون بالأدب علماً وعملاً، إلى جانب خبرته الواسعة بتراجم أهل عصره ومَنْ تقدَّمهم على اختلاف طبقاتهم.
ولـم يكـن أحـد من المؤرخين يفوقـه في معرفته بتواريخ الملوك المغول من أيام جنكيز خان إلى العصر الذي عـاش فيه العمري، وبتواريخ الهند والأتراك، مع نبوغه في العلوم الجغرافية، وتبحره في معرفة الممالك والمسالك، وخطوط الأقاليم والبلدان وخواصها وتقدير المسافات بينها، وفي علـم الاَسطُرْلاب وحـل التقويم وصور الكواكب.
لـه من الكتب «مسالك الأبصار في ممالك الأمصار» يقع في سبعة عشر مجلداً، وهـو من الموسوعات المهمة في الأدب والتاريخ والجغرافية والتاريخ الطبيعي وغيرها. وقـد قسمـه مؤلفه قسمين: الأول في الأرض، والثاني في السكان، فوصفَ البيئة الطبيعية، وحدَّد مواقع مشاهير البلدان ولاسيما بلدان مصر والشام والحجاز، واختص منازل العرب بالكلام. كما أفاض في وصف سكان الأرض، وترجم لرجالهم من أطباء وعلماء وفقهاء وساسـة وإداريين، ثم بحث في العلوم الطبيعية كالمعادن والحيوان والطير والنبات، إلى غير ذلك من المظاهر العمرانية والبشرية والطبيعية.
كان مدققاً في النقل، شديد الاحتراس في تقبل الأخبار، يقول في مقدمـة كتابـه: «ولم أنقل إلاّ عن أعيان الثِّقات من ذوي التدقيق في النظر، والتحقيق للرواية. واستكثرت ما أمكنني من السؤال عن كل مملكة لآمن من تغفُّل الغفلاء، وتخيُّل الجهالات الضالة، وتحريف الأفهام الفاسدة».
ومن كتبه (التعريف بالمصطلح الشريف) تحدث فيه عن المراسم الملكية وبيَّن المصطلحات المستخدمة في دواوين الإنشاء والوظائف الإدارية والمراسلات الحكومية. وقد كان هذا الكتاب مرجعاً أساسياً من مراجع القلقشندي في كتابه «صبح الأعشى».
ومـن كتبـه أيضاً «فواضل السَّمر في فضائل آل عمر»، و«صبابة المشتاق» في المدائح النبوية، و«يقظة الساهر» و«نفحة الروض» في الأدب وغير ذلك.
ومن رقيق شعره قولـه في وصف النواعير:
زانَتْ محاسنَ شَطَّيْهِ حدائِقُها
لكونِهِ بعدَ لُقياها يُفارِقُها
لقد نَزَلْنا على العاصي بمنزلةٍ
تَبكي نواعِيرُها العَبْرى بأدمُعِها
محمد كمال