كازانوفا دي سانغالت (جيوفاني جاكوم) Casanova (Giovanni Giacomo-) - Casanova (Giovanni Giacomo-)
كازانوڤا (جوڤاني جاكومو ـ)
(1725ـ 1798)
جوڤاني جاكومو كازانوڤا دي سانغالت Giovanni Giacomo Casanova de seingalt، كاهن ومغامر وجندي وجاسوس ومقامر ودبلوماسي وكاتب إيطالي. صارت حياته إحدى أساطير العصر الحديث، فهو أمير المغامرين في إيطاليا القرن الثامن عشر، وملك الخلاعة والخداع والجرأة وسرعة التأقلم مع الظروف والأوضاع الجديدة، حيث بات نموذجاً فريداً، يُخاف ويُحتذى في الوقت نفسه.
ولد كازانوڤا في مدينة ڤينيسيا (البندقية) Venezia، وتوفي في دوكس Dux في منطقة بوهيميا Bohemia (في جمهورية تشيكيا حالياً). كان والده ووالدته ممثلين مسرحيين في «مسرح سان صموئيل» Teatro San Samuele يتنقلان مع الفرقة عبر مدن أوربا، فنشأ الطفل بين يدي جدته لأمه، وقد زعم لاحقاً في كتابه «لا حب ولا نساء» Né amori né donne ء(1783) أن والده الحقيقي هو النبيل ميكيله غريماني Michele Grimani الذي تمتلك أسرته المسرح. كانت طفولته حتى الثامنة من عمره مرحلة معاناة أمراض مختلفة، كان لها بالغ الأثر في نهمه إلى الاستمتاع بالحياة. بعد إنهائه تعليمه الأساسي انتسب إلى جامعة مدينة بادوڤا Padova حيث درس الحقوق وحصل على الدكتوراه في عام 1742 (حسب التسميات الأكاديمية في ذلك العصر). إلا أنه فكر في أثناء الدراسة بأن يدخل سلك الكهنوت، واتخذ الخطوات العملية لذلك عام 1740، وتخطى أربع مراحل حتى اكتسب اللقب الكنسي الابتدائي abate. وعندما دخل المعهد اللاهوتي سان شيبريانو San Cipriano سرعان ما طُرد منه بسبب سلوكه غير اللائق، فارتد إلى حياةٍ متلونة ومتعددة المِهن منغمساً في الملذات الدنيوية، فعمل لدى شخصيات متعددة سكرتيراً لفترات قصيرة متلاحقة، ولكي يسد رمقه عمل عازف كمان في ڤينيسيا، ثم انضم عام 1750 إلى الحركة الماسونية في مدينة ليون Lyon الفرنسية، وارتحل بحثاً عن عمل ثابت عبر باريس ودرسدن وبراغ وڤيينا. وعندما عاد إلى مسقط رأسه في عام 1755، وُجهت إليه تهمة ممارسة السحر، وحكم بالسجن خمس سنوات في المعتقل الموجود أسفل مسكن الدوق، لكنه تمكن في العام التالي من الهروب بشكل استعراضي كان السبب في شهرته على طريقه إلى باريس، حيث أنشأ عام 1757 مؤسسة اليانصيب lottery التي وفرت له الثروة والمكانة في الأوساط الأرستقراطية وفي البلاط نفسه، حيث كُلف مهام دبلوماسية عدة في هولندا، وحصل لنفسه على لقب «فارس سانغالت» Chevalier de Seingalt الذي تقلده واعتز به حتى وفاته. وحيثما وجِد أو توجه كان كازانوڤا يعتمد على جاذبية شخصيته وعلى المقامرة والخداع كي يملأ جيوبه، فكان يغوي النساء الأرستقراطيات، إما ليعيش على حسابهن أو ليحقق عن طريقهن نفوذاً ما، إلا أنه كان سبباً للمشكلات حيثما حل أو ارتحل، مما اضطره إلى التنقل عبر أوربا من مدينة إلى أخرى من اصطنبول إلى لندن، من سان بطرسبورغ حتى مدريد. حوكم وسجن مرات عدة بتهم مختلفة، إما لممارسته السحر والانتماء إلى الماسونية، أو للقدح والذم، أو لغواية قاصر، أو بسبب الديون والمقامرة، أو بسبب التجسس، كما منع من دخول مدن أوربية عدة. وفي أثناء هذه التنقلات التقى كازانوڤا بشخصيات مهمة كثيرة، أبرزها ڤولتير وملك فرنسا وملك بروسيا وقيصرة روسيا وملك بولونيا وموتسارت. وبعد كل هذا التطواف اضطر كازانوڤا إلى القبول بوظيفة أمين مكتبة عرضها عليه الأمير فون ڤالدشتاين von Waldstein في قصره في دوكس Dux، فاستقر هناك منذ عام 1785 حتى وفاته.
كانت كتابات كازانوڤا متعددة الأجناس والأهداف؛ فهي جميعها لم تصدر عن هم فكري ثقافي بقدر ما كانت وليدة المصادفة غالباً. فقد كتب قصائد مناسبات ومسرحيات وحكايات ودراسات وترجم عدداً من الأعمال الروائية والملحمية. ففي أثناء زيارته لوالدته الممثلة في مدينة درسدن Dresden في سكسونيا Sachsen كتب مسرحية «لا مولوكيد» La Molucheideء(1751)، وكانت هذه أول تجاربه الأدبية. وفي سجنه في مدريد بسبب فضيحة قدح وذم، كتب «تاريخ حكومة ڤينيسيا» Histoire du gouvernement de Venise ء(1768) آملاً أن ترفع عنه المدينة حكم النفي. ثم نشر عام 1769 «دحض تاريخ حكومة داملو دي لا هوسيه في البندقية» Confutazióne della Storia del Governo Veneto d’Amelot de La Houssaie حول الموضوع نفسه المرتبط بتاريخ مسقط رأسه. وفي أثناء إقامته في مدينة بولونيا Bologna نشر عمله الساخر «جدل غير معقول» Lana caprina حول نمط تفكير الأساتذة الجامعيين بالمرأة في تلك المرحلة. وقبيل السماح له بالعودة إلى ڤينيسيا نشر دراسة سياسية بعنوان «تاريخ اضطرابات بولندا» Istoria delle turbolènze della Polonia. وليقوم بأوده في موطنه من دون خداع التفت كازانوڤا إلى الترجمة فعمل بين 1775ـ1778 على ترجمة «إلياذة» هوميروس[ر] شعراً، ونشرها عام 1779، كما نشر في العام نفسه دراسة نقدية لاذعة حول أعمال ڤولتير [ر] Voltaire، في مجلته الأدبية الشهرية التي أسماها «كراريس منوعة» Opuscoli miscellanei، ثم ترجم رواياتٍ لمدام ريكوبوني Mme Riccoboni ومدام تنسان Mme Tencin، كما أصدر مجلة مسرحية أسبوعية باللغة الفرنسية بعنوان «رسول من تالي» Messager de Thalie، وذلك بين 1782ـ1783.
كانت مرحلة دوكس ساكنة مملة وكئيبة لشخصية حيوية مثل كازانوڤا اعتادت التنوع المستمر، وليقتل هذا الملل انكب على الكتابة بدأب لافت، فنشر عام 1787 مغامرة هروبه من السجن، ثم رواية من نوع الخيال العلمي بعنوان «إيكوساميرون» Icosameronء(1788)، وصورة أدبية Portrait لقيصرة روسيا كاترينا الثانية Catharina II، إضافة إلى كثير من الدراسات في الرياضيات وفي التقويم الغريغوري والجولياني. إلا أن أهم ما كتبه في تلك المرحلة بالفرنسية وأشهرها هو «قصة حياتي» Histoire de ma vie، التي نشرت بعد وفاته في اثني عشر جزءاً بين 1826ـ1838، والتي عُرفت بعنوان «مذكرات كازانوڤا»، وهي تقدم إلى جانب تفاصيل حياته، صورة دقيقة للحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية في القرن الثامن عشر، ولاسيما عن الطبقة الوسطى والأرستقراطية.
نبيل الحفار
كازانوڤا (جوڤاني جاكومو ـ)
(1725ـ 1798)
جوڤاني جاكومو كازانوڤا دي سانغالت Giovanni Giacomo Casanova de seingalt، كاهن ومغامر وجندي وجاسوس ومقامر ودبلوماسي وكاتب إيطالي. صارت حياته إحدى أساطير العصر الحديث، فهو أمير المغامرين في إيطاليا القرن الثامن عشر، وملك الخلاعة والخداع والجرأة وسرعة التأقلم مع الظروف والأوضاع الجديدة، حيث بات نموذجاً فريداً، يُخاف ويُحتذى في الوقت نفسه.
ولد كازانوڤا في مدينة ڤينيسيا (البندقية) Venezia، وتوفي في دوكس Dux في منطقة بوهيميا Bohemia (في جمهورية تشيكيا حالياً). كان والده ووالدته ممثلين مسرحيين في «مسرح سان صموئيل» Teatro San Samuele يتنقلان مع الفرقة عبر مدن أوربا، فنشأ الطفل بين يدي جدته لأمه، وقد زعم لاحقاً في كتابه «لا حب ولا نساء» Né amori né donne ء(1783) أن والده الحقيقي هو النبيل ميكيله غريماني Michele Grimani الذي تمتلك أسرته المسرح. كانت طفولته حتى الثامنة من عمره مرحلة معاناة أمراض مختلفة، كان لها بالغ الأثر في نهمه إلى الاستمتاع بالحياة. بعد إنهائه تعليمه الأساسي انتسب إلى جامعة مدينة بادوڤا Padova حيث درس الحقوق وحصل على الدكتوراه في عام 1742 (حسب التسميات الأكاديمية في ذلك العصر). إلا أنه فكر في أثناء الدراسة بأن يدخل سلك الكهنوت، واتخذ الخطوات العملية لذلك عام 1740، وتخطى أربع مراحل حتى اكتسب اللقب الكنسي الابتدائي abate. وعندما دخل المعهد اللاهوتي سان شيبريانو San Cipriano سرعان ما طُرد منه بسبب سلوكه غير اللائق، فارتد إلى حياةٍ متلونة ومتعددة المِهن منغمساً في الملذات الدنيوية، فعمل لدى شخصيات متعددة سكرتيراً لفترات قصيرة متلاحقة، ولكي يسد رمقه عمل عازف كمان في ڤينيسيا، ثم انضم عام 1750 إلى الحركة الماسونية في مدينة ليون Lyon الفرنسية، وارتحل بحثاً عن عمل ثابت عبر باريس ودرسدن وبراغ وڤيينا. وعندما عاد إلى مسقط رأسه في عام 1755، وُجهت إليه تهمة ممارسة السحر، وحكم بالسجن خمس سنوات في المعتقل الموجود أسفل مسكن الدوق، لكنه تمكن في العام التالي من الهروب بشكل استعراضي كان السبب في شهرته على طريقه إلى باريس، حيث أنشأ عام 1757 مؤسسة اليانصيب lottery التي وفرت له الثروة والمكانة في الأوساط الأرستقراطية وفي البلاط نفسه، حيث كُلف مهام دبلوماسية عدة في هولندا، وحصل لنفسه على لقب «فارس سانغالت» Chevalier de Seingalt الذي تقلده واعتز به حتى وفاته. وحيثما وجِد أو توجه كان كازانوڤا يعتمد على جاذبية شخصيته وعلى المقامرة والخداع كي يملأ جيوبه، فكان يغوي النساء الأرستقراطيات، إما ليعيش على حسابهن أو ليحقق عن طريقهن نفوذاً ما، إلا أنه كان سبباً للمشكلات حيثما حل أو ارتحل، مما اضطره إلى التنقل عبر أوربا من مدينة إلى أخرى من اصطنبول إلى لندن، من سان بطرسبورغ حتى مدريد. حوكم وسجن مرات عدة بتهم مختلفة، إما لممارسته السحر والانتماء إلى الماسونية، أو للقدح والذم، أو لغواية قاصر، أو بسبب الديون والمقامرة، أو بسبب التجسس، كما منع من دخول مدن أوربية عدة. وفي أثناء هذه التنقلات التقى كازانوڤا بشخصيات مهمة كثيرة، أبرزها ڤولتير وملك فرنسا وملك بروسيا وقيصرة روسيا وملك بولونيا وموتسارت. وبعد كل هذا التطواف اضطر كازانوڤا إلى القبول بوظيفة أمين مكتبة عرضها عليه الأمير فون ڤالدشتاين von Waldstein في قصره في دوكس Dux، فاستقر هناك منذ عام 1785 حتى وفاته.
كانت كتابات كازانوڤا متعددة الأجناس والأهداف؛ فهي جميعها لم تصدر عن هم فكري ثقافي بقدر ما كانت وليدة المصادفة غالباً. فقد كتب قصائد مناسبات ومسرحيات وحكايات ودراسات وترجم عدداً من الأعمال الروائية والملحمية. ففي أثناء زيارته لوالدته الممثلة في مدينة درسدن Dresden في سكسونيا Sachsen كتب مسرحية «لا مولوكيد» La Molucheideء(1751)، وكانت هذه أول تجاربه الأدبية. وفي سجنه في مدريد بسبب فضيحة قدح وذم، كتب «تاريخ حكومة ڤينيسيا» Histoire du gouvernement de Venise ء(1768) آملاً أن ترفع عنه المدينة حكم النفي. ثم نشر عام 1769 «دحض تاريخ حكومة داملو دي لا هوسيه في البندقية» Confutazióne della Storia del Governo Veneto d’Amelot de La Houssaie حول الموضوع نفسه المرتبط بتاريخ مسقط رأسه. وفي أثناء إقامته في مدينة بولونيا Bologna نشر عمله الساخر «جدل غير معقول» Lana caprina حول نمط تفكير الأساتذة الجامعيين بالمرأة في تلك المرحلة. وقبيل السماح له بالعودة إلى ڤينيسيا نشر دراسة سياسية بعنوان «تاريخ اضطرابات بولندا» Istoria delle turbolènze della Polonia. وليقوم بأوده في موطنه من دون خداع التفت كازانوڤا إلى الترجمة فعمل بين 1775ـ1778 على ترجمة «إلياذة» هوميروس[ر] شعراً، ونشرها عام 1779، كما نشر في العام نفسه دراسة نقدية لاذعة حول أعمال ڤولتير [ر] Voltaire، في مجلته الأدبية الشهرية التي أسماها «كراريس منوعة» Opuscoli miscellanei، ثم ترجم رواياتٍ لمدام ريكوبوني Mme Riccoboni ومدام تنسان Mme Tencin، كما أصدر مجلة مسرحية أسبوعية باللغة الفرنسية بعنوان «رسول من تالي» Messager de Thalie، وذلك بين 1782ـ1783.
كانت مرحلة دوكس ساكنة مملة وكئيبة لشخصية حيوية مثل كازانوڤا اعتادت التنوع المستمر، وليقتل هذا الملل انكب على الكتابة بدأب لافت، فنشر عام 1787 مغامرة هروبه من السجن، ثم رواية من نوع الخيال العلمي بعنوان «إيكوساميرون» Icosameronء(1788)، وصورة أدبية Portrait لقيصرة روسيا كاترينا الثانية Catharina II، إضافة إلى كثير من الدراسات في الرياضيات وفي التقويم الغريغوري والجولياني. إلا أن أهم ما كتبه في تلك المرحلة بالفرنسية وأشهرها هو «قصة حياتي» Histoire de ma vie، التي نشرت بعد وفاته في اثني عشر جزءاً بين 1826ـ1838، والتي عُرفت بعنوان «مذكرات كازانوڤا»، وهي تقدم إلى جانب تفاصيل حياته، صورة دقيقة للحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية في القرن الثامن عشر، ولاسيما عن الطبقة الوسطى والأرستقراطية.
نبيل الحفار