التراث اللامادي في حمص في ندوة حوارية
سمر محفوض
اقام اتحاد الكتاب العرب فرع حمص، بالتعاون مع مكتب الإعداد والثقافة والإعلام في جامعة البعث للحزب، ندوة ثقافية حول التراث اللامادي في حمص، باعتباره ذخيرة روحية كالشعر والرواية والفن سواء التشكيلي أو الموسيقي وان واحتفاظ الشعوب بتراثها يعني اعتزازها بأصالتها وانتمائها وهويتها.
الدكتور محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتاب العرب في سورية أشار أن الندوة تأتي ضمن عدد من النشاطات التي تنفذها فروع اتحاد الكتاب العرب في المحافظات، بهدف تعميق مفهوم الهوية الوطنية عبر الندوات والمحاضرات والفعاليات الجامعية، وتعرية المصطلحات التي استخدمت في الحرب على سورية، وكشف حقيقتها، إضافة إلى التمسك بالثوابت الوطنية، والحفاظ على المبادئ الثقافية والأدبية الجامعة. مؤكدا انه حين نتحدث عن التراث اللامادي فحن نتحدث عن ثقافة غير مكتوبة في معظم تفرعاتها ويتوجب علينا أن نعمل بكل مؤسساتنا وكوادرنا لكي نمنهجها ونحافظ عليها ونورثها لأجيالنا ونخلق لديهم الحافز والاهتمام لكي يحافظوا عليها وتبقى حاضرة في اذهانهم وفي اعمالهم ولا سيما الجامعية من خلال حلقات البحث ورسائل الماجستير او أطروحات الدكتوراه التي يمكن ان يعملوا عليها ،لافتا الى أنه تم الاتفاق مع المشاركين بالندوة على إرسال أبحاثهم لاتحاد الكتاب العرب ليصار إلى إصدارها في كتاب عن التراث اللامادي بمحافظة حمص. لاسيما انه وقد سبق للاتحاد أن أصدر كتابا عن القدود الحلبية .
وبدورها رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب بحمص أميمة ابراهيم بينت أن المكتب التنفيذي لهذا العام ،طرح موضوعا هاما يتعلق بدور التراث المادي واللامادي ،مشيرة أن عددا من الباحثين المختصين وأساتذة الجامعات وأعضاء اتحاد الكتاب تحدثوا عن اشكال التراث من الشعر و الغناء والأدب .
وقد تضمنت الندوة في محورها الأول الشعر والغناء أدارها الدكتور أحمد دهمان .و شارك فيها الشاعر إياد خزعل بالحديث عن التراث الشعبي في القريتين .مشيرا إلى تفردها بخصوصية ألوان الغناء الشعبي من العتابا و الميجانا والمطوح والكسرة و أهازيج الدبكة أو اغاني الاعراس هذا الشكل الغنائي الخاص بهذه المنطقة هو تراث لامادي ولا يعرف قائله و ليس منسوبا لأحد معين.
وتناول الدكتور هايل الطالب في مشاركته سيمياء الشغف في الغناء الشعبي للمنطقة الوسطى من خلال التركيز على المقولات الرئيسية في هذا النمط من الغناء من حيث البنيه الموضوعية لخطاب واحد هو خطاب الحب وكيفية تمثلات هذا الغطاء الشعبي ،ليخلص إلى نتيجة مهمة ، (أن هذا الغناء مولع بمقولة أساسية هي مقولة الشغف المرتبطة بثنائيات الفقد والحضور) كما تحدث عن تغييب المرأة كمرسل للخطاب فهي غير موجودة وإن وجدت ففي سياق المعاناة .
كما شارك الاستاذ عطية مسوح بتقديم ملامح حمصية في شعر شعراء حمص من أواسط القرن العشرين حتى اليوم مركزا على الجانب المعنوي أو الوجداني ،ولافتا إلى انه من خصائص الشعر العربي البعد الفلسفي وعلاقة الإنسان بالمكان وقد تجلى ذلك بالشعر منذ أوائل العصر العباسي .مشيرا إلى عدد من شعراء حمص في خمسينيات القرن الماضي والعادات والمفاهيم والتقاليد التي كانت تحكمهم والثقافة التي تجلت في أشعارهم .حيث انهم شكلوا تراثا يمثل ذاكرة اسهمت بتغذية الوجدان الشعبي .
واختتم الدكتور جودت ابراهيم المحور الاول للندوة بالحديث عن الشعر الشعبي في وادي النضارة وكيف ان البنية الفوقية للمجتمع تشمل كافة الآداب والفنون ومجمل القضايا الروحية ،لافتا لانه تم إنجاز كتابا ضم أسماء الشعراء في منطقة وادي النضارة، بتوجيه من الأمانة السورية للتنمية .كما تم اصدار موسوعة عن الأدب الشعبي في الوادي شارك فيها أكثر من مئة شاعر وشاعرة مؤكدا أن هذه الانواع من الفنون تمثل تراث سوري عريق غير مكتوب.
وتناول محور الندوة الثاني التاريخ والفنون والذي اداره الدكتور نزار عبشي وشارك فيه رئيس فرع نقابة الفنانين بحمص أمين رومية عبر لمحة عن التراث الموسيقي من أواخر القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين لافتا لور تلك الحقبة في تشكيل ملامح التراث الغنائي بحمص و الذي تم تداوله سماعيا وشفويا لغياب طرق التدوين بالنوتة الموسيقية ،واشار لماتعرض له من تحريف ،وتاثير وسائل التواصل في التعديل على ما يطرح اليوم من جديد .
اما المسرحي فرحان بلبل فقد تحدث عن بدايات المسرح في حمص مع الشيخ عبد الهادي الوفائي1870 -1880 ،منوها لمساهمة داوود الخوري 1890و يوسف شاهين و منذر الشيخ وكوكبة أخرى ساهمت في تطوير المسرح السوري.
ليقدم الدكتور نزيه بدور رىيس جمعية العاديات بحمص شرحا تفصيليا عن ساحة الاغورا في تدمر باعتبارها رمز ازدهار المدينة ومركزا للاجتماعات والتجارة ومكان التجمع الثقافي والاقتصادي والمدني و لقاء الفلاسفة , واضاف أن الاغورا تضم المنشأة الرئيسية ومجلس الشيوخ و محكمة التعرفة وقاعة كبار الشخصيات وفيها ولد اول قانون جمركي.