كاشغر(مدينة في غربي الصين)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كاشغر(مدينة في غربي الصين)

    كاشغر Kashgar - Kachgar
    كاشغر




    كاشغر Kashgar مدينة في غربي الصين قرب قرغيزيا، تحف بها سلاسل تيان شانTian Shan وكون لون Kun Lun، وتتبع إقليم سينكيانغ أويغور Xinjiang Uygur الذاتيّ الحكم، وتقع على طريق الحرير الذي يسلك ممر تيريك Terick الجبلي الذي يربط بين الصين وأواسط آسيا وغربيها.

    المدينة واحة وسط الصحراء (واحة كاشغر)؛ أوجدها نهر قيزيل صو Qizil Su، وهي غارقة في القدم، وتتكون من جزأين: صيني؛ لاي نينغ Lai-ning صغير، وعُرف سابقاً باسم تشو ـ لو Shu-Lo، وتركي (أويغور) كبير، وسكانه من التركمان؛ وهو أصل المدينة، ويسميه الصينيون شو ـ فو Shu-Fu.

    بنيت المدينة وسط واحة وارفة الظلال وعلى نبكة (مرتفع) من الأرض (1306م) وسط دلتا رملية طينية خصبة يمخر عبابها نهر قيزيل صو(80م/ثا) بفروعه العديدة، ليعوّض عن جفاف الأرض وندرة الهطل (63ملم/سنة) الذي يحدث أساساً في الصيف؛ وليقلل من حر الصيف وقرّ الشتاء. فالصيف حار(26 ْ ـ 30 ْم) والشتاء بارد (-4 ْ، -6 ْم) وأعظميّ الحرارة (45 ْ، 40 ْم) صيفاً، وأدناها (-30 ْ، -40 ْم) شتاءً. المدى الحراري المتوسط السنوي عظيم (34 ْم)، والأقصى (60 ْ ـ 63 ْم)، وتشهد المدينة عواصف رملية وترابية عاتية في الفصل الجاف.

    السكان: الغلبة للأتراك الأويغور (70%)، والمسلمون من التتار والكازاخ والقيرغيز والمغول (10%)، ونسبة الصينيين (15 ـ 20%). ويتكاثر المسلمون سنوياً (قرابة 5%) زيادة على الصينيين، ووسطي الأعمار لديهم 67 سنة ولدى الصينيين 70 سنة.

    تنامى عدد سكان المدينة بسرعة، فبعد أن كانت تضم بضعة آلاف من الناس في نهاية القرن التاسع عشر؛ بلغ عددهم نحو 90000 عام 1957م، ثم نحو 200000 في عام 1976، ونحو350000 عام 2000.

    المدينة مركز تجاري واقتصادي مهم في الإقليم وعقدة مواصلات حيوية، وتضم جامعة ومعاهد متعددة الاختصاصات، أهمّها الزراعية و الحيوانية.

    اقتصاد المدينة: زراعي وحرفي بالدرجة الأولى وأهم زراعاتها: الحبوب والذرة والشعير والأرز والتوت لتربية دود القز، وتكثر فيها الخضراوات والبطيخ. ومن الصناعات: صناعة الفرو والسجاد والحرير واللباد والجلود، وتصدِّر شرانق الحرير ووبر الجمل وشعر الخيول والحيوانات كالخيول والجمل والأغنام.

    لمحة تاريخية


    أبنية حديثة تحيط بمدينة كاشغر القديمة

    عرفت المدينة منذ الألف الأولى قبل الميلاد باسم تشوـ لو، وذكرها بطلميوس في مؤلفاته، وورد ذكرها في الصينية القديمة والسنسكريتية والفارسية والعربية والتيبتية والتركية. وعرفها الرحّالة العرب باسم كاشغر، والرحّالة ماركو بولو بأسماء عدّة: كاش Kash، خاسي Khasi، غار Ghar، وتعني كلمة كاش الألوان المتعددة؛ وكلمة غار اللبن، ولايزال سكان المدينة الأصليون يدهنون بيوتهم بألوان لمّاعة مأخوذة من الصخر الناري Nephrite، وله ألوان عدّة: الأبيض، الأخضر، الرمادي، الرمادي المزرق.

    احتلتها قبائل يوين شيه Yüen-Chih في القرن الثالث ق.م، ثم اقتحمها الصينيون لاحقاً، ودُفن قائدهم بان ـ شاو Pan-Chao فيها، ولكن هذه القبائل استعادت المدينة بعد حين حاملة معها الديانة البوذية من الهند.

    بدأت جحافل الترك والمغول بالظهور في القرون الأولى للميلاد، وعاشت المدينة فترة مظلمة مضطربة إلى أن جاء العرب في العهد الأموي بقيادة قتيبة بن مسلم الباهلي، فدخلها سنة (96هـ/714م)، وأسلم معظم سكانها، وعاشت المدينة فترة ازدهار لمعت فيها الحضارة الإسلامية، وبرز كثير من العلماء، أمثال سديد الدين الكاشغري ومحمود الكاشغري وأبو المعالي طغرل شاه والحسن بن عليّ جبرائيل.

    بعد ذلك ظهرت مملكة أويغور التركية شاملة كاشغر، وفي القرن الحادي عشر الميلادي اجتاحتها جيوش جنكيز خان، ثم تلاه بعد قرنين تيمورلنك، ومع الزمن تنامى تأثير الصينيين، إذ سيطروا عام 1755م على المدينة، وثار ضدهم القائد التركي يعقوب بك (1855ـ1875) وجعل المدينة عاصمة لدولته، إلا أن الصينيين احتلوا المدينة ثانيةً، واستمر حكمهم حتى عام 1928، إذ ثار ضدهم القائد المسلم ما ـ شونغ ـ ينغ Ma-shung-ying، وأزاحهم عن المدينة، فتحالف الصينيون مع الروس السوڤييت، وقضوا على حركة التمرد، واستمر تأثير الروس في الأحداث حتى عام1943، وبعد أن سيطر الشيوعيون على الصين زحف الجيش الرابع الأحمر إلى المدينة موطّداً ونهائياً حكم الصين، وحوّلوا سنة 1953 اسم الإقليم من تركستان الشرقية إلى سينكيانغ (المقاطعة الجديدة)، ثم حوّل إلى إقليم ذاتي الحكم أسموه سينكيانغ أويغور.

    شاهر جمال آغا
يعمل...
X