تويت
الصحفي صباح سليم علي مع انور الدرويش
ضمن فعاليات. الأيام الموصلية الثقافية نينوى .المعرض
الفوتوغرافي الأول ...أسود وأبيض ..للفنان أنور الدرويش.
الصورة تعبير حي عن موقف الفنان أزاء الحياة حين تنبع من
وعي وقدرة خلاقة في الأختيار. حيث تبقى شاهد عصر ..
وعلامة حضارية مضيئة وأداة أعلام ولغة ومن خلالها يمكن
أن نقول الكثير ..نتقارب نتفاهم ..وننتصر وندين ..ننتصر
للحق والبناء. وندين التخلف من أجل الحياة الأجمل ..أذن ..
تبقى الرؤية المتميزة فقط ..وهي تلك الرؤية ألتي تحس
بالأشياء أعمق ما يحس به الأخرين ..عندئذ لن تبقى أمام الفنان الأبواب موصدة. ولا ظلام الليل عتمة لرؤى مطلقة كما
يراها البعض بالعين المجردة ..لتكن كاميراتنا شجاعة ومنحازة للوطن والحياة ...التصوير الضوئي لغته في التعبير
الفني هو الضوء ..وللضوء لغة خاصة به. حيث نستطيع أن
نكون منه كلمات ونركب من هذه الكلمات جملا" ..وبدون الضوء والنور لايمكن أن يكون هناك تصوير ضوئي وكما في الحياة فلا حياة بدون ضوء. والضوء يعني الأمل. وعندما
يكون مصدر الضوء ظاهرا" في الصورة فأن ذلك هو الأمل.
وقد يأتي الضوء من الأعلى فيعطي نورا" سماويا" وروحيا'.
وقد يأتي من شباك فيعطي الأحساس بالتفاؤل. وقد يعطي
الضوء ومضات مضيئة على بعض المواد ليعطي أيقاعا" مليئا"
بالحيوية .والظلام والنور هما رمزان لأمور كثيرة. فالضوء
يعني الأمان والطمأنينة. والمعلوم والظلام يعني الخوف والقلق والمجهول. وأن هناك صراعا"بين الضوء والظلام يجب
إبرازه بالصورة. يعتبر الفوتوغرافي أنور الدرويش أمتداد لمدرسة...مراد الداغستاني ..وكوفاديس ..وآرام كورديان.
وأكوب ..وحازم باك مع أن الأخير إدخل الألوان على صوره الفوتوتغرافية. وكذلك فعل أنور الدرويش موخرا".لكنه يفضل
التصوير باللونين الأسود والإبيض. ذلك أن مجال التعبير الفني بهما أكبر من مجال التصوير بالألوان .وأن التصوير
بالأسود والأبيض مسيطر عليه أكثر من التصوير بالألوان
لكونه يعطي الحرية الحرية الأكبر بالتعبير. .والألوان تمسح
الضوء والظل .وتجعل الصورة تبدو بدون ظلال بينما في
في الأسود والأبيض. يمكن أبراز ذلك بوضوح. ويقال أن
العمل الفني كلما كان مجردا" من عتاصر الواقع كان أقرب
ألى التعبير الفني الذي هو ليس نسخا"للواقع وهكذا نرى
أن فقدان الألوان في الصورة ( الأبيض والأسود) هو تجريد
أحد عناصز الواقع. ناهيك عن التكاليف الباهضة للتصوير
بالألوان. ..أن الفوتوغرافي أنور الدرويش. بحرص في معظم
صوره على وجود أنسان أو على شيء يدلل على وجوده.
ولكن ماهي صفات الأنسان ألذي يبحث عنه. ? أنه يبحث
عن المنهمكون في العمل ويصورهم أثناء أستغراقهم أيقاع
العمل ..الذين يعانون من قسوة العمل لأجل لقمة العيش ..
تكفيهم لهم ولأطغااهم ...يبحث عن الناس البسطاء.والمتعبين
وعن وجوهم المتعبة المجعدة ألتي أرهقتها الحياة. والتعب
وحفرها الزمن بشكل مريع ....في سنوات بعد تحرير المدينة من عصابات داعش. يحمل كاميرته ويتجول في أزقة المنطقة
القديمة ليوثق الخراب والدمار الذي حل بها ...ومع أن ما حصل. يجثم ثقيلا" على كاهل الناس. فأنه يحاول أحيانا"
أن يضفي على. الأنسان والمكان مسحة شاعرية تخفف من
قسوة وشراسة ماجرى .................
