كلمة العدد
تقدير للهواة
في هذا العدد كانت لنا وقفة مع محترفي الفن الفوتوغرافي عبر اختيار ثلاثة من المجلين للعام ١٩٨٦ ، والسؤال الذي سيطرحه الهواة ... وبالأحرى قد طرح في العديد من الرسائل هو عبارة عن مقترحات تهدف الى تشجيع هواة التصوير ممن هم بحاجة ماسة لهذا التقدير في عملية دفع مستمر لهم ...
لذا عمدنا الى تخصيص جوائز تقديرية خاصة بالهواة تمنح سنوياً وذلك عبر باب التحقيقات الخاصة « حديث الكاميرا » وباب « لوحة الشهر » .
« حديث الكاميرا » والذي هو مخصص لتحقيق ما يبرز جمال الطبيعة أو المدن العربية ضمن تحقيق مترابط تمتاز صوره بالجمالية والإحساس الفني ستخصص له ثلاث جوائز .
وباب « لوحة الشهر » ، وهو أيضاً من مقترحات القراء ستُنشر فيه أجمل لقطة او مشهد طبيعي او عمل فني او تقني . كذلك ستخصص له ثلاث جوائز .
على امل ان نوفق في توجيه قرائنا نحو ما يفيد ويغني طبيعة بلادنا عبر الصورة⏹
رئيس التحرير
⏺فلاش يقدمه مالك حلاوي
صورة ... وقفص
صورة ساكنة يحاصرها إطار
مذهب ...
قفص جميل تحاصره شباك معدنية بلون الذهب أيضاً ...
داخل إطار الصورة ، حبيبتي ترنو
بعيداً وتحلم بما هو أعمق وأبعد .
وداخل شباك القفص ، كناري يصدح بأحلى الأنغام .. وفي نغماته بعض
عتاب .
سجنان جميلان حضاریان !
سجن يحتكر لحظة جميلة من لحظات الحياة في مكان ما ، وفي زمان ما ، تشيخ صاحبة الصورة ويشيخ مقتنيها ، وتبقى اللحظة أسيرة السجن الذهبي بفضل التقنية الحضارية المنضوية تحت لواء مفاهيم « التصوير » ، ما لم تدخل ظروف « حضارية » أخرى تدمرها وتدمرنا .
والسجن الآخر أقل حضارية أقل سكوناً .. يحكم من فيه حكماً مؤبداً لا أحكام مخففة فيه ، ولا إفراج بحسن السلوك ، على العكس كلما أبدع النزيل كلما جرى التمسك باستمرار سجنه .
حالتان قفزتا إلى واجهة إهتمامي وانا أنقل النظر بين شرفة منزلي ، حيث يعلق قفص كناري منذ زمن نسيته ، وبين منضدة أمامي حيث تنتصب صورة أذكر بالساعة وبالدقيقة تاريخ امتلاكها وتاريخ سجنها في إطار ما وتاريخ نقلها من مكان إلى آخر ومن حقيبة إلى أخرى قبل وصولها إلى هذه المنضدة .
حالتان أراهما أمامي ، دون أن اتطرق الى هذه المقارنة ، لأكتشف حقيقة جديدة تدمر السعادة التي كنت أعيشها مع هذه وذاك .
استيقظ صباحاً على « غناء » عصفوري ، وأشعر بشحنة مضاعفة من السعادة التي تنقلني الى احضان طبيعة كدت أنساها فاسرح ، بعيداً ، لتسقط عيني على الصورة فنرحل معا ( أنا وصاحبة الصورة ) في نزهة بأحضان الطبيعة دون جهد ودون عناء .
كنت أظن أننا سعداء نحن الثلاثة ،
عصفوري يفرح لفرحي ولتطييبي لغنائه وللحبيبات التي أرميها له بين حين وآخر ، وحبيبتي يسعدها أن تكون معي ولو في هذه اللحظة الساكنة ، تكون في بالي وتحت نظري ، دون أن يسرقني شيء آخر أو شخص آخر منها .
كنت أظن ذلك حتى جاء اليوم الذي وقعت فيه تحت ظروف هذه المقارنة الصعبة .
هذا الذهب .. ذهب الاطار وذهب الأسلاك صار سجنا بنظري ، فلماذا لا يكون الغناء أنيناً فهمته من منطلق أنانيتي غناءاً ، ونظرة حبيبتي عتباً واسترحاماً .
متى كان السجن مقراً مريحاً لنازله ، ومتى كان السجان املا وفرحاً لسجينه .
عصفوري يريدني أن الحقه الى الطبيعة ، فأسمعه هناك يشدو ويغني ولا يئن أو يعاتب .
وحبيبتي تريدني معها دما وروحا الى جانب دم وروح ، لا سجنا ولا ذكرى ، تريدني أن أتألم للفراق ولا اسكنه بهذه اللقطة الساكنة ، تريدني أن أضيق بالبعد فاسعى للقياها ، دون الاكتفاء بصورتها .
معادلة جديدة دفعتني الى ما هو غير متوقع .
فتحت باب قفصي ... وأطلقت حبيبتي من اطارها ، وطرت أنا الى حيث تسكن صاحبة الصورة أدعوها لاقرب بستان و اشترط عدم اصطحاب الكاميرا معنا ، ولو أزعج ذلك زملائي في « فن التصوير » !⏹
تقدير للهواة
في هذا العدد كانت لنا وقفة مع محترفي الفن الفوتوغرافي عبر اختيار ثلاثة من المجلين للعام ١٩٨٦ ، والسؤال الذي سيطرحه الهواة ... وبالأحرى قد طرح في العديد من الرسائل هو عبارة عن مقترحات تهدف الى تشجيع هواة التصوير ممن هم بحاجة ماسة لهذا التقدير في عملية دفع مستمر لهم ...
لذا عمدنا الى تخصيص جوائز تقديرية خاصة بالهواة تمنح سنوياً وذلك عبر باب التحقيقات الخاصة « حديث الكاميرا » وباب « لوحة الشهر » .
« حديث الكاميرا » والذي هو مخصص لتحقيق ما يبرز جمال الطبيعة أو المدن العربية ضمن تحقيق مترابط تمتاز صوره بالجمالية والإحساس الفني ستخصص له ثلاث جوائز .
وباب « لوحة الشهر » ، وهو أيضاً من مقترحات القراء ستُنشر فيه أجمل لقطة او مشهد طبيعي او عمل فني او تقني . كذلك ستخصص له ثلاث جوائز .
على امل ان نوفق في توجيه قرائنا نحو ما يفيد ويغني طبيعة بلادنا عبر الصورة⏹
رئيس التحرير
⏺فلاش يقدمه مالك حلاوي
صورة ... وقفص
صورة ساكنة يحاصرها إطار
مذهب ...
قفص جميل تحاصره شباك معدنية بلون الذهب أيضاً ...
داخل إطار الصورة ، حبيبتي ترنو
بعيداً وتحلم بما هو أعمق وأبعد .
وداخل شباك القفص ، كناري يصدح بأحلى الأنغام .. وفي نغماته بعض
عتاب .
سجنان جميلان حضاریان !
سجن يحتكر لحظة جميلة من لحظات الحياة في مكان ما ، وفي زمان ما ، تشيخ صاحبة الصورة ويشيخ مقتنيها ، وتبقى اللحظة أسيرة السجن الذهبي بفضل التقنية الحضارية المنضوية تحت لواء مفاهيم « التصوير » ، ما لم تدخل ظروف « حضارية » أخرى تدمرها وتدمرنا .
والسجن الآخر أقل حضارية أقل سكوناً .. يحكم من فيه حكماً مؤبداً لا أحكام مخففة فيه ، ولا إفراج بحسن السلوك ، على العكس كلما أبدع النزيل كلما جرى التمسك باستمرار سجنه .
حالتان قفزتا إلى واجهة إهتمامي وانا أنقل النظر بين شرفة منزلي ، حيث يعلق قفص كناري منذ زمن نسيته ، وبين منضدة أمامي حيث تنتصب صورة أذكر بالساعة وبالدقيقة تاريخ امتلاكها وتاريخ سجنها في إطار ما وتاريخ نقلها من مكان إلى آخر ومن حقيبة إلى أخرى قبل وصولها إلى هذه المنضدة .
حالتان أراهما أمامي ، دون أن اتطرق الى هذه المقارنة ، لأكتشف حقيقة جديدة تدمر السعادة التي كنت أعيشها مع هذه وذاك .
استيقظ صباحاً على « غناء » عصفوري ، وأشعر بشحنة مضاعفة من السعادة التي تنقلني الى احضان طبيعة كدت أنساها فاسرح ، بعيداً ، لتسقط عيني على الصورة فنرحل معا ( أنا وصاحبة الصورة ) في نزهة بأحضان الطبيعة دون جهد ودون عناء .
كنت أظن أننا سعداء نحن الثلاثة ،
عصفوري يفرح لفرحي ولتطييبي لغنائه وللحبيبات التي أرميها له بين حين وآخر ، وحبيبتي يسعدها أن تكون معي ولو في هذه اللحظة الساكنة ، تكون في بالي وتحت نظري ، دون أن يسرقني شيء آخر أو شخص آخر منها .
كنت أظن ذلك حتى جاء اليوم الذي وقعت فيه تحت ظروف هذه المقارنة الصعبة .
هذا الذهب .. ذهب الاطار وذهب الأسلاك صار سجنا بنظري ، فلماذا لا يكون الغناء أنيناً فهمته من منطلق أنانيتي غناءاً ، ونظرة حبيبتي عتباً واسترحاماً .
متى كان السجن مقراً مريحاً لنازله ، ومتى كان السجان املا وفرحاً لسجينه .
عصفوري يريدني أن الحقه الى الطبيعة ، فأسمعه هناك يشدو ويغني ولا يئن أو يعاتب .
وحبيبتي تريدني معها دما وروحا الى جانب دم وروح ، لا سجنا ولا ذكرى ، تريدني أن أتألم للفراق ولا اسكنه بهذه اللقطة الساكنة ، تريدني أن أضيق بالبعد فاسعى للقياها ، دون الاكتفاء بصورتها .
معادلة جديدة دفعتني الى ما هو غير متوقع .
فتحت باب قفصي ... وأطلقت حبيبتي من اطارها ، وطرت أنا الى حيث تسكن صاحبة الصورة أدعوها لاقرب بستان و اشترط عدم اصطحاب الكاميرا معنا ، ولو أزعج ذلك زملائي في « فن التصوير » !⏹
تعليق