تويت
دراسة: مضادات الأكسدة قد لا تقي من الخرف
وفقّا لدراسة حديثة، إنّ المكملات المضادة للأكسدة قد لا تساعد في الوقاية من الخرف.
رغم أنّ دراسات سابقة تشير إلى وجود علاقة بين مضادات الأكسدة والوقاية من الخرف، إلّا أنّ هذه الدراسة التي تعد أحدث وأكبر دراسة أُجريت لبحث ما إذا كانت مضادات الأكسدة تساعد حقًا في الوقاية من الخرف أم لا، لم تتوصل إلى مثل هذه العلاقة.
حلّل الباحثون معلومات جُمعت من دراسة اشتملت على أكثر من 7500 رجل أمريكيّ تجاوزا من العمر 60 عامًا تمّ اختيارهم عشوائيًّا بهدف إعطائهم مكمل فيتامين هـ (vitamin E) أو مكمّل السيلينيوم (selenium) يوميًّا، أو كلا المكملين، أو عقار وهمي.
ويُعَد كلٌ من فيتامين هـ والسيلينيوم المعدني مضادين للأكسدة، ما يعني أنهما قد يمنعان حدوث بعض أنواع التلف في الخلايا.
أخذ الرجال المكملين مدة خمسة أعوام، في المتوسط، وأثناء تلك الفترة، تابع الباحثون حالات الرجال لتحديد أيهم أصيب بالخرف.
بعد انتهاء هذه المرحلة، وافق قسم من الرجال يبلغ عددهم 3700 رجل على مواصلة الدراسة والمتابعة لمدة ستة أعوام أخرى لم يحصلوا خلالها على أيّ من المكملين.
وفقًا لنتائج الدراسة إن معدل الإصابة بالخرف كان متساويًا تقريبًا بين الرجال الذين حصلوا على المكملين لمدة خمسة أعوام وبين مَن حصلوا على العقار الوهمي في خلال تلك الفترة.
وفي كل مجموعة من مجموعات الدراسة الأربع، أصيب ما يقارب 4 إلى 5 في المائة من الرجال بالخرف في أثناء الدراسة. [أكثر 6 ألغاز غموضًا حول مرض الزهايمر].
توصل الباحثون من جامعة كنتاكي (University of Kentucky) في بحثهم الذي نُشر يوم 20 مارس من العام الحالي في دورية جاما نيورولجي (JAMA Neurology) “إنّ استخدام فيتامين هـ والسيلينيوم كمكملين لم يقِ من الإصابة بالخرف”، ولا يوصَى بهذين المكملين للوقاية من هذا المرض.
يُعتقَد أن مضادات الأكسدة تحبط عملية متلفة تُسمَى الإجهاد التأكسدي (oxidative stress)؛ وهي العملية التي تلعب دورًا في الإصابة بالخرف.
وقد أشارت بعض الدراسات السابقة إلى أنّ مضادات الأكسدة قد تُحسِن من الإدراك البشري أو تقلل من خطر الإصابة بالخرف، لكن الدراسات اللاحقة التي صُمِمت على نحوٍ أكثر دقة — بما في ذلك هذه الدراسة التي تُعَد الأحدث بين هذه الدراسات — لم تتوصل إلى رابط بين مضادات الأكسدة والوقاية من الخرف.
بيد أنّ الباحثين يشيرون إلى قصور في بعض جوانب هذه الدراسة الحديثة ربما تكون قد أثرت على نتائجها.
على سبيل المثال، البيانات المتعلقة بالمشاركين أًخِذَت من دراسة أكبر كانت تبحث فيما إذا كان فيتامين هـ أو السيلينيوم يمكنهما الوقاية من سرطان البروستاتا، وكان عنوان هذه الدراسة هو “سيليكت” (SELECT) ــوهو اختصار الحروف الأولى لعنوان ترجمته بالعربية “تجربة حول وقاية السيلينيوم وفيتامين هـ من السرطان”ــ لكن هذه الدراسة انتهت في عام 2009، عندما لم يُظهِر التحليل فائدة للمكملين، وأشارت دراسات لاحقة إلى أن فيتامين هـ ربما يزيد أيضًا من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا.
وعند انتهاء دراسة “سيليكت”، خرج منها الكثير من المشاركين، وخسر الباحثون المشاركون في الدراسة الجديدة نحو نصف عدد المشاركين في دراستهم.
وأضاف الباحثون إن اختبار الكشف عن الخرف المُستخدم في الدراسة ربما يكون قد غفل عن بعض الأفراد الذين كانوا في مراحل مبكرة من المرض.
علاوة على ذلك، ذَكر كلّ من الدكتور ستيفن ديكوسكي (Steven DeKosky) من جامعة فلوريدا والدكتور لون شنايدر (Lon Schneider) من جامعة كاليفورنيا الجنوبية، اللذان كتبا مقدمة للدراسة الجديدة في الدورية، رغم عدم مشاركتهما في البحث، أنّ معظم المشاركين في الستينيات من عمرهم أثناء فترة الدراسة، وخطر الإصابة بالخرف منخفض في هذه الفئة العمرية.