يجب على البشر تغيير تصرفاتهم إذا أرادوا إنقاذ العسل
أثناء البحث عن إجابات وحلول للمشاكل الصحية المعقدة والخسائر في المستعمرات التي عانى منها نحل العسل في السنوات الأخيرة، قد يكون الوقت الحالي هو الوقت الأمثل بالنسبة للحرفيين والهواة في صناعة نحل العسل لكي ينظروا في المرآة.
يقول روبرت أوين في مقال بحثي سينشر هذا الأسبوع في جمعية علم الحشرات الأمريكية بدورية علم الحشرات الاقتصادية:
إنَّ النشاطَ البشريّ هو المحرك الرئيسي في انتشار مسببات الأمراض التي تصيبُ نحلَ العسلِ الأوروبيّ (Apis mellifera)، وتعتبر أنواع نحل العسل المسئولة بشكل أساسي عن إجراء عمليات التلقيح بين النباتات وإنتاج العسل حول العالم، كما يوصي بسلسلة من الاجراءات الجماعية اللازمة لوقف انتشار هذه المسبّبات المرضيّة، ويقول أوين:
بينما يسعى البعض لإيجاد حل سحري وفعال لأمراض نحل العسل مثل مرض اضطراب انهيار المستعمرة، هناك العديد من المشاكل تحدث بسبب النشاط البشري ولا يمكن التخفيف منها إلا عن طريق التغيير في السلوك البشري.
أوين هو مؤلف كتاب دليل تربية النحل الاسترالي، صاحب شركة لتأمين نحل العسل، بالإضافة إلى أنّه حاصل على درجة الدكتوراه، ومرشح في مركز التميّز للأمان الحيوي وتحليل المخاطر (CEBRA) في جامعة ملبورن.
في مقاله الذي نُشر في مجلة علم الحشرات الاقتصادية حدّد أوين الخطوط العريضة لمجموعة من العوامل التي يحرّكها الإنسان والتي مكّنت من انتشار مسببات أمراض عسل النحل.
مثلًا حركة بشكل منتظم ومستمر واسعة النطاق، وذات تنظيم قليل لمستعمرات النحل التي تم نقلها للتلقيح التجاري.
(على سبيل المثال، في شباط / فبراير 2016 وحده ومن بين 2.66 مليون مستعمرة منظمة للنحل تم نقل 1.8 مليون مستعمرة إلى كاليفورنيا لتلقيح محصول اللوز).
كما أن الإهمال في تطبيق المبادئ المتكاملة لإدارة الآفات قد أدى إلى الإفراط في استخدام المبيدات الحشرية والمضادات الحيوية، مما أدى إلى زيادة المقاومة تجاهها من قبل الطفيليات ومسبّبات الأمراض التي تتطفل على النحل، مثل سوسة فاروا المدمرة، وبكتريا الحضنة الكريهة الأمريكية، ويرقات Paenibacillus.
كما ساهمت التجارة العالمية لنحل العسل ومنتجاته في الانتشار العالمي لمسببات الأمراض، كالسوسة المدمرة، وسوسة القصبات الهوائية (Acarapis woodi)، والمسقمة Nosema cerana، وخنفساء الخلية الصغيرة (Aethina tumida )، إضافة إلى المرض الفطري chalkbrood (Ascosphaera apis).
ومما عرّض المستعمرات للمرض أيضاً، الافتقار للمهارة والتفاني بين النحالين الهواة لإجراء فحص كافي وإدارة المستعمرات.
وعرضَ أوين العديد من الاقتراحات لتغيير السلوك البشري من أجل تحسين صحّة نحل العسل، وتضمّنت التالي:
– التنظيم بشكل أقوى وأفضل فيما يتعلق بالنقل العالمي للنحل ومنتجاتِه، وممارسات نقل النحل ضمن البلدان لإحداث التلقيح التجاري.
– التزام أكبر لممارسات الإدارة المتكاملة للآفات في صفوف مربّي النحل لأغراض تجارية وللهواة.
– رفع مستوى تعليم النحّالين وثقافتهم حول إدارة العوامل المسببة للمرض (قد يصبح هذا التعليم شرطاً للتسجيل كنحّال).
– شبكات دعم بشكل أكبر للنحالين الهواة، بوجود مساعدة من العلماء، وجمعيات تربية النحل، والحكومة.
ويتابع أوين قائلًا:
إنّ المشاكل التي يواجها نحل العسل هي مشاكل معقّدة لا يمكن التخفيف منها بسهولة، والدور الغير مناسب الذي يقوم به البشر في انتشار مسببات الأمراض، وما ينتج عنها من ارتفاع أعداد الخسائر في مستعمرات النحل يحتاج إلى إدخاله في صدارة قرارات الإدارة والسياسة إذا أردنا الحد من الخسائر في مستعمرات النحل إلى مستويات مقبولة.