العظايا السمكية Ichthyosaurus - Ichtyosaures

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • العظايا السمكية Ichthyosaurus - Ichtyosaures

    عظايا سمكيه

    Ichthyosaurus - Ichtyosaures

    العظايا السمكية

    العظايا السمكية Ichthyosaurs مجموعة منقرضة من الزواحف[ر] المائية تشبه الدلافين في مظهرها. وتعدّ من أكثر الزواحف تخصّصاً من حيث التكيّف للبيئات المائية. انتشرت انتشاراً جغرافياً واسعاً في حقب الحياة المتوسطة كلها (الميزوزوي) (أي ما قبل 245 مليون سنة إلى 66 مليون سنة).غير أنّ تنوّع أفرادها وعددها كان أغزر ما يكون في أثناء الدور الجوراسي (ما قبل 208 ـ 144 مليون سنة). توجد أفضل المستحاثات حفظاً في صخور الغضار الصفحي العائد إلى الجوراسي المبكر في جنوبي ألمانيا، حيث عثر على محيط الجسم كاملاً، مع زعنفته الظهرية، محفوظاً حفظاً جيداً (الشكل1).
    ويعدّ الجنس إكتيوصوروس Ichthyosaurusالممثل النموذجي للعظايا السمكية، ومنه اشتق اسم المجموعة. يشبه هذا الجنس السمك، وعثر على مستحاثاته في رواسب الدَّور الجوراسي محفوظة حفظاً جيداً. الجسم انسيابي، ويتصل الرأس بالجسم مباشرة فليس له رقبة متميّزة الشكل (1). تحوّرت الأطراف إلى أعضاء مجدافية الشكل، كانت تُستخدم لتوجيه الحيوان، ويبدو أنّ الحيوان كان يدفع نفسه بزعنفة ذيلية كبيرة تشبه زعنفة السمك إضافة إلى تموّج الجسم. ينثني العمود الفقري المؤلّف من عناصر قرصية الشكل نحو الأسفل في الفص الأسفل من الزعنفة الذيلية الشكل (1)، أمّا الفص الأعلى من الذيل فلا يدعمه أي عظم. يتميّز رأسه بجمجمة طويلة تنتهي بفكين طويلين جداً ومجهزين بأسنان متعددة وحادة. عيناه كبيرتان، وأمّا فتحتا المنخرين فتقعان في الجزء الخلفي من الفكين على قمة الجمجمة الشكل (2)، وهذا تكيّف آخر للحياة في البيئة المائية. يصل طول الجنس إكتيوصوروس إلى نحو 3م، ومن المحتمل أنّه كان يتحرّك في الماء بسرعات كبيرة، ومن المحتمل أيضاً أنّه كان يتغذّى بالسمك والحيوانات البحرية الأخرى.

    الشكل (1) إحدى مستحاثات العظايا السمكية التي عثر عليها محفوظة حفظاً جيداً، بما فيها انطباعات الأجزاء الرخوة، في الغضار الصفحي الإسفلتي في طبقات الجوراسي.

    الشكل (2) منظر جانبي لرأس الجنس أوفتالموصوروس Ophtalmosaurus الذي عثر على هيكله في طبقات الدور الجوراسي. لاحظ موقع المنخر أمام كرة العين الكبيرة.
    بلغت العظايا السمكية درجة عالية من التكيّف للعيش في البيئة المائية، ولذلك من غير المحتمل أنّها خاطرت بنفسها للعيش على اليابسة، وإذا تصادف وانساقت نحو الشاطىء كان لابد من أن تُصبح عاجزة عن التخلّص من ورطتها شأنها شأن الحيتان الحالية التي تجنح نحو الشاطئ. ويبدو أنّ العظايا السمكية كانت قد طوّرت آلية تمكّنها من التكاثر في الماء؛ فقد عثر في هياكل عيّنات مستحاثة متعدّدة، على بقايا هيكلية لعظايا سمكية صغيرة القد محفوظة حفظاً جيداً ضمن أجسامٍ لأفراد أكبر. وعلى الرغم من الظن أنّ هذه العظايا السمكية الصغيرة كانت قد التهمتها الأفراد الأكبر، فإنّ الأكثر احتمالاً أن العيّنات المذكورة كانت إناثاً مات وليدها في أثناء الولادة؛ والدليل على ذلك المستحاثة المحفوظة في متحف شتوتغارت الشكل (3)، حيث يظهر الوليد وهو يخرج من الأم. وهذا دليل على أن العظايا السمكية هي حيوانات ولودة.

    الشكل (3) رسم لهيكلين من العظايا السمكية، حيث يُرى وليدٌ يخرج من جسم أمه.
    إنّ أسلاف العظايا السمكية غير معروفة تماماً. يكون لبعض ممثّلاتها من الحقب الميزوزوي المبكرة، معظم درجات التخصّص التي ميّزت هذه المجموعة من المستحاثات. فالعظايا السمكية أصبحت متكيّفة مع أنواع مختلفة من السلوك؛ فبعضها، الذي كان يتغذّى بالرخويات، تحوّرت أسنانه إلى بنيات مسطّحة طاحنة، أمّا بعضها الآخر فكان فكّه السفلي أقصر من العلوي الذي استطال وأصبح مدبّباً يشبه في ذلك أسماك «أبو سيف» الحالية. وقد قلّ عدد العظايا السمكية تدريجياً، وأصبحت أكثر ندرة كلّما اقتربت من نهاية حقب المزوزوي وانقرضت قبل أن ينتهي هذا الحقب.
    فؤاد العجل
يعمل...
X