أقدم مخططات هندسية للمصائد في الأردن والسعودية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أقدم مخططات هندسية للمصائد في الأردن والسعودية

    أقدم مخططات هندسية للمصائد في الأردن والسعودية


    الهيكليات شكّلت "تقنية صيد متطورة"، إذ كانت تُجمع الحيوانات، ومنها الغزلان، في هذه المصائد، قبل وضعها في الحفر لنحرها.
    الأربعاء 2023/05/24
    انشرWhatsAppTwitterFacebook

    اكتشافات غير متوقعة

    أكد علماء آثار ورسامو خرائط أن أقدم مخططات هندسية معروفة حتى الآن لما يعرف بالمصائد التي اكتشفت في الأردن والسعودية ليست مجرد رسم تخطيطي بسيط.

    باريس – اكتشفت مجموعة من علماء الآثار نقوشاً حجرية تُعدّ أقدم مخططات هندسية معروفة حتى الآن، إذ يعود تاريخها إلى تسعة آلاف سنة، وتمثل هيكليات مبنية شاسعة مخصصة للصيد في مناطق باتت اليوم مساحات صحراوية في الأردن والمملكة العربية السعودية.

    وكان طيارون في عشرينات القرن الفائت أول مكتشفي هذه المصائد، وأطلقوا عليها تسمية “الطائرات الورقية الصحراوية” بسبب الشكل الذي تبدو عليه من الجو.


    إحصاء ستة آلاف هيكلية مماثلة حتى اليوم، من كازاخستان إلى الأردن


    ويوضح عالم الآثار ورسام الخرائط في مختبر “أركيه أوريان” التابع لجامعة ليون 2 أوليفييه بارج هذه المصائد بأنها “مساحات كبيرة تحدّها جدران طويلة تمتد على كيلومترات عدة” وتشبه ذيل الطائرة الورقية. وبمجرد أن يضيق عرض هذه الممرات إلى نحو عشرين متراً، تنفتح “على مساحة مغلقة تبلغ حوالي هكتار واحد تضم حفراً يبلغ عمقها أمتاراً عدة”.

    ويقول المشارك في إعداد الدراسة التي نُشرت هذا الشهر في مجلة “بروسيدينغز أوف ذي ناشونال أكاديمي أوف ساينسس” الأميركية إنّ هذه الهيكليات شكّلت “تقنية صيد متطورة”، إذ كانت تُجمع الحيوانات، ومنها الغزلان، في هذه المصائد، قبل وضعها في الحفر لنحرها”.

    وتمكّن مشروع “غلوبل كايتس” الذي ينظمه مختبره، من إحصاء ستة آلاف هيكلية مماثلة حتى اليوم، من كازاخستان إلى الأردن.

    وفي العام 2015، توصّلت مجموعة من علماء الآثار التابعين لمختبر “أركيه أوريان” إلى اكتشافين يصفهما أوليفييه بارج بـ”الاستثنائيين” في جبال الخشّابية في الأردن، وفي صحراء النفود الكبير التي تقع في المملكة العربية السعودية وتبعد عن الموقع الأوّل حوالي 250 كيلومتراً شرقاً.

    واكتُشفت في الأردن لوحة حجرية من الكلس لونها بني فاتح ويبلغ ارتفاعها نحو متر، بينما اكتُشفت في شبه الجزيرة العربية كتلة ضخمة من الحجر الرملي الأسود، وعلى كلتيهما مخططات محفورة ومُفصّلة لـ”طائرات ورقية صحراوية” من قرب. وليست هذه المخططات مجرد رسم تخطيطي بسيط، بحسب عالم الآثار في المعهد الفرنسي للشرق الأدنى والمشارك في إعداد الدراسة وائل أبوعزيزة.

    ويضيف العالِم أنّ “من الصعب استرجاع مخططات الطائرات الورقية الصحراوية بدقة كما هي الحال هنا” من دون الاستعانة بتقنيات حديثة، لأنّ رسم مخطط قديم يعني إتقان أحجام العناصر الموجودة فيه ومعرفة مقاساتها الدقيقة. إلا أنّ التحدي يتمثل هنا في أنّ ما نتعامل معه هو منشآت لا يمكن فهم شكلها الكامل من دون رؤيتها من الجو”.



    ويقول أوليفييه بارج إن “الطريقة التي وضعت بها هذه المخططات” غير معروفة، لكنّ الدراسة تلاحظ أنها تُظهر أن السكان في تلك الحقبة كانوا يتمتعون “بقدرة ذهنية لم تكن متوقعة على تصور المساحات”.

    ويضيف أنّ الفرضية التي كانت سائدة حتى اليوم هي أنّ فن رسم الخرائط وُلد في مرحلة لاحقة وضمن “ثقافة يتقن أصحابها الكتابة وحفظ السجلات، على غرار ثقافة بلاد ما بين النهرين التي تعود إلى خمسة آلاف سنة، أو تلك الخاصة بالعصر البرونزي في أوروبا قبل أربعة عام مع خريطة سان بيليك في بريتاني”.

    ويدفع ما اكتُشف في الأردن والسعودية إلى إعادة النظر في هذه الفرضية، إذ أقيمت الهيكليات في تضاريس معقدة، من دون اعتماد مخطط رئيسي يُنفَّذ على الأرض.

    وكان هذا المخطط الهندسي يتيح “نقل المعلومات ومشاركتها بين أشخاص عدة بهدف تنظيم عمليات صيد الحيوانات”، وفق أبوعزيزة الذي يعتبر أنّ هذه الفرضية هي “الأكثر احتمالاً”.

    ويضاف إلى ذلك بُعد ثقافي تحظى به المخططات التي باتت مؤشراً على إتقان السكان آنذاك التعامل مع المساحات وتقنية صيد معينة، من خلال أفخاخ صمموها بمهارة مستندين إلى السمات الخاصة بالأرض في تلك المناطق.
يعمل...
X