السينما تواجه تحديات السماح للأصوات المختلفة بالازدهار

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • السينما تواجه تحديات السماح للأصوات المختلفة بالازدهار

    السينما تواجه تحديات السماح للأصوات المختلفة بالازدهار



    انشرWhatsAppTwitterFacebook

    هل تستوعب مهرجانات السينما وجهات النظر المختلفة

    بعد سنتين من الاضطراب جرّاء الجائحة، عادت الأفلام إلى صالات العرض، ونظمت أشهر المهرجانات السينمائية بكثير من البهرج والأمل، لكن السنتين لم تغيّرا الكثير في واقع السينما الذي لا زال يواجه تحدي السماح للأصوات المختلفة بالازدهار والوصول أكثر إلى المشاهد، بدءا من الأصوات المنددة بالحروب والشرّ والآفات الإنسانية وصولا إلى تلك التي تنتصر للأعراق والأقليات المضطهدة منذ عقود.

    لقد عاد مهرجان كان السينمائي! ولأول مرة منذ أن وضعنا الوباء في حالة سبات عالمي عميق، وأقيم أكثر المهرجانات السينمائية روعة من دون تباعد اجتماعي أو الحاجة إلى ارتداء الأقنعة.

    نبدأ بالأخبار السارة، فقد كانت أجواء المهرجان رائعة، حيث تحظى جوائز الأوسكار فقط بمثل ذلك الاهتمام العالمي، لكن الأوسكار يحدث في ليلة واحدة فقط، في حين أن مهرجان كان السينمائي عبارة عن عشرة أيام من القصص والمفاجآت والبهجة.

    وظهر أكبر نجم سينمائي في العالم، حيث قدم توم كروز عرضا فنيا هائلا ووقع لمعجبيه على السجادة الحمراء بينما حلقت طائرات مقاتلة فوق قصر السينما للاحتفال بالعرض الأول لفيلم “توب قن” مافريك.

    وهكذا يفترض أن يكون مهرجان كان السينمائي، حيث يجتمع ألمع نجوم السينما على كوكب الأرض لتكريم أفلام أحبها الجميع، ولا يحتاج كروز للعب دور بطل خارق لجعل العالم يشاهد الفيلم، فلديه تلك الابتسامة التي تساوي مليون دولار ووجه لا يشيخ أبدًا.

    عندما يتعمق مهرجان كان السينمائي، فستكون لديه القدرة على عرض الأصوات التي تقدم وجهات نظر مختلفة

    وتساءل الكثير أثناء جائحة كورونا حول موت السينما، حيث قالوا نحن في عصر البث المباشر، والجواب هو أن مهرجان كان السينمائي يقول غير ذلك، فالسينما ما زالت حية، وأتمنى القول إن “السينما في حالة جيدة”.

    وكان فيلم هوليوود الكبير الثاني هو “إلفيس”، وهو فيلم سيرة ذاتية عن ملك الروك للمخرج “مولان روج” باز لورمان، وهو فيلم مسلي يقدم الأسطورة من منظور مدير أعماله الكولونيل توم باركر، الذي يلعب دوره “توم هانكس”، وكان للفيلم الكثير من الحصرية مع كل العروض الزائدة والمشاهير والأساطير الحاضرين في مهرجان كان السينمائي، لكن قبل أن يُسمح لـ “إلفيس” بمغادرة المبنى، كان على الفيلم ومهرجان كان السينمائي مواجهة أسئلة حول الاستحواذ الثقافي.

    ويقدم الفيلم ادعاءً جريئًا بأن إلفيس كان حليفًا لحركة الحقوق المدنية بسبب استخدامه لموسيقى الفنانين السود، واعتقد الكثير أن إلفيس كان ملك الاستحواذ الثقافي، حيث أخذ أفضل أنواع الموسيقى السوداء وأعاد تقديمها لأصحاب البشرة البيضاء في الولايات المتحدة.

    وتقول الأسطورة اليوم إن إلفيس ابتكر موسيقى الروك أند رول، وليس نظراءه من السود مثل بي بي كينغ وليتل ريتشارد.

    وكان المخرج الأميركي من أصل أفريقي سبايك لي في العام الماضي، هو رئيس لجنة التحكيم في المهرجان، وكان أول شخص أسود يتولى هذا المنصب، ويبدو أن “كان” يسير في اتجاه إيجابي بخصوص دمج الأصوات السوداء والاحتفاء بها.


    وفي هذا العام، عاد إلى الوراء، ولكن ليس بطريقة رياضية، حيث كان هناك الكثير من الأفلام التي أخرجها المخرجون البيض، ويروون من خلالها قصصًا لشخصيات سوداء، ولم يكن الأداء جيدًا. وما كانت لتكون مشكلة إذا كان هناك توازن للمخرجين السود في المهرجان، لكن لسوء الحظ، كان المخرجون السود غير موجودين تقريبًا.

    وقد شاهدت فيلم “توري ولوكيتا”، وهو قصة الأخوين داردين حول معاناة الأطفال المهاجرين، وقصة “ليونور سيرايل” متعددة الأجيال لـ”الأم والابن”، حيث تحدث “ماثيو فاديبيد” عن أبطال السنغاليين المنسيين في الحرب العالمية الأولى، وحتى فيلم “السد”، وهو حكاية واقعية سحرية عن عامل بناء سوداني، أخرجه المخرج اللبناني علي شري.

    وتتجاوز المشكلة مبرمجي المهرجانات إلى صناع الأفلام الأوروبية الذين يرغبون في إثبات تنوع السينما من خلال سرد مجموعة واسعة النطاق من القصص، ولكن لا يزالون غير مرتاحين لفكرة السماح لمن هم خارج النطاق بصنع الأفلام وإنفاق أموالهم عليها.

    وكانت هناك مجموعة مختلطة من عروض الأفلام التي تناولت العالم الإسلامي، فعلى الورق، كان هناك سبب للاحتفال بثلاثة أفلام لمخرجين ظهروا لأول مرة في المنافسة مثل طارق صالح وعلي عباسي وسعيد رستاي، وقد فازوا جميعًا بجوائز.

    وقد لد صالح في ستوكهولم لأم سويدية وأب مصري، وحصل فيلمه الجديد “فتى من السماء” والذي دارت أحداثه حول خلافة إمام في جامعة الأزهر بالقاهرة، بكل جدارة على جائزة أفضل سيناريو في مهرجان كان السينمائي، حيث استخدم قصة تجسس لمناقشة الفساد في المؤسسات الدينية والدولة كما صور تلك المؤسسات وهي تتنافس على السلطة والنفوذ، ويشبه الفيلم رواية جون لوكاري، التي تحكي قصة الخداع المصري في الأعمال المفضلة للسينما الفرنسية.

    وفي فيلم ”العنكبوت المقدس”، يحكي عباسي قصة سفاح في إيران، والفيلم مبني على القصة الحقيقية لسعيد هنائي، الذي قتل 16 امرأة في عامي 2000 و2001، وفازت زار أمير إبراهيمي بجائزة أفضل ممثلة عن دورها كصحافية تحقق في جرائم القتل. ويشير ذلك إلى الملاحظة الصحيحة لمحبي ذلك النوع، لكنني وجدت أن ادعاءات البعض بأن الفيلم كان ذا طابع نسوي صعب التصديق بالنظر إلى الكثير من العنف على الشاشة ضد النساء.


    وفيلم “أخوة ليلى” وهو دراما عائلية تم سرده بأسلوب “أصغر فرهادي”، الذي كان عضوًا في لجنة التحكيم وربما لم يكن مضطرًا إلى إقناع زملائه المحلفين بأن هذا الفيلم كان تقليدًا باهتًا لعمله، حيث حصل على جائزة “فيبرسكي” التي منحتها لجنة التحكيم المكونة من النقاد الدوليين.

    وفي نظري، كان الفيلم الأكثر إثارة هو الذي تم عرضه في الأخير كفيلم منتصف الليل في نهاية المهرجان بعد أن عاد الكثيرون إلى منازلهم، وهو فيلم عادل العربي وبلال فلاح “المتمردين”، وغالبًا ما يتم تصوير قصة الحرب في سوريا بطريقة مبسطة للغاية، وأنا أدرج الفيلم الوثائقي الحائز على جائزة “بافتا” “من أجل سما” ضمن تلك الفئة.

    وهنا، يظهر المخرجون أن سوريا هي مكان يمكن أن يصبح فيه القتال من أجل “الأخيار” قتالا من أجل ”الأشرار” وتم عمل كل ذلك كفيلم حركة من قبل مخرجي “أشرار من أجل الحياة” وأظهر أنه عندما يتعمق مهرجان كان السينمائي، فستكون لديه القدرة على عرض الأصوات التي تقدم وجهات نظر مختلفة عن وجهة النظر الأوروبية السائدة، لكن المهرجان لا يفعل ذلك في كثير من الأحيان بما فيه الكفاية.

    انشرWhatsAppTwitterFacebook

    كليم أفتاب
    ناقد سينمائي بريطاني
يعمل...
X