انتشار المنصات الرقمية جعل الدراما القصيرة مطلباً أساسياً للمشاهدين
هنادي عيسى
لم تكن المسلسلات القصيرة وليدة اللحظة عربياً، بل سائدة منذ سنوات طويلة، فمثلاً تلفزيون لبنان، وقبل اندلاع الحرب الأهلية، كان ينتج مسلسلات مؤلفة من 13 حلقة، ويعرض واحداً منها كل أسبوع، ومنها "ألو حياتي" و"ديالا" وغيرهما، وفي مصر أيضاً كانت الأعمال الدرامية التلفزيونية القصيرة حاضرة، فهناك مسلسلات عدة عرضت قبل انطلاق دراما رمضان، كما أن المسلسلات الطويلة لم تكن يوماً غائبة عن المحطات التلفزيونية سواء العالمية أو العربية، وأبرزها "دالاس وداينستي" و"سوبر وومن".
أما اليوم ومع انتشار المنصات الرقمية، خصوصاً "نتفليكس" و"أمازون" و"شاهد"، باتت المسلسلات القصيرة مطلباً أساسياً للمشاهدين من كل الجنسيات الذين بإمكانهم متابعة حلقاتها التي لا تتجاوز الـ10 أو أقل خلال ساعات محدودة. وهذا الأمر فتح الباب في العالم العربي على إنتاج هذا النوع من المسلسلات القصيرة التي حثت شركات الإنتاج على تقديم أعمال كثيرة، والتعاون مع عدد كبير من الممثلين الذين لا تسمح الظروف لهم بإيجاد فرصة في الدراما الطويلة المؤلفة من 30 حلقة، ومخصصة للعرض خلال الموسم الرمضاني.
أيهما تفضل؟
إذا أردنا أن نختار أيهما الأفضل المسلسلات القصيرة أم الطويلة، فهنا لا يمكن التحديد بشكل عام، لأن الأمر يعتمد على الذوق الشخصي للمشاهد. وقد تكون المسلسلات الطويلة تستغرق مواسم عدة وساعات طويلة من العرض، وهذا يعطي المشاهد فرصة أكبر لمتابعة تطور الشخصيات. أما المسلسلات القصيرة فتكون غالباً لديها قصة مكتملة في موسم واحد أو عدد قليل من الحلقات، مما يعني أنه يمكن مشاهدتها خلال فترة زمنية قصيرة.
لكن كيف ينظر المخرجون والممثلون اللبنانيون إلى هذا الأمر؟ الفنانة نادين نسيب نجيم بدأت مسيرتها التمثيلية بمسلسلات طويلة، أهمها "خطوة حب" و"باب إدريس" و"عشق النساء"، مروراً بالمسلسلات المؤلفة من 30 حلقة وعرضت في مواسم رمضان، مثل "تشيللو" و"الهيبة" و"طريق"، وأخيراً المسلسلات القصيرة على غرار "صالون زهرة"، وتقول عن ذلك "بصدق، أنا أحببت الأعمال الدرامية القصيرة ذات الـ15 حلقة لأنني وجدتها حلوة وسريعة التنفيذ، لأنها باتت تتناسب مع أوقاتي ومتطلبات عائلتي وأعمالي الأخرى البعيدة عن التمثيل، وهذا ما يجعلني أنكب على تقديم هذه النوعية من الدراما".
أما الممثلة اللبنانية ورد الخال فلها رأي مختلف، إذ قالت "في بداية مسيرتي شاركت في مسلسلات طويلة تعدت الـ150 حلقة ومنها (العاصفة تهب مرتين)، الذي حقق نجاحاً كبيراً، علاوة على مسلسل (نساء في العاصفة)، وعندما انتهى عرض هذين العملين انزعج المشاهدون لأنهم تعلقوا بالشخصيات، ومشاركتي بهما لم تكن متعبة على رغم طول الحلقات لأن التصوير كان محصوراً في استوديوهات تلفزيون لبنان، أي كنا كالموظفين نذهب صباحاً إلى الاستوديو لنصور مشاهدنا، ثم نعود ليلاً إلى منازلنا من دون أن نتنقل بين أماكن التصوير كما يحصل اليوم، إذ يضطر الممثلون إلى التنقل بين البيوت والفيلات والمكاتب والشوارع لتصوير المسلسل، وهذا أمر متعب للجميع".
وتضيف الخال "شاركت في مسلسلات مؤلفة من أجزاء مثل (أجيال) و(عشق النساء) و(بنات عماتي) و(بنتي وأنا)، وكلها نجحت. أما حالياً فنحن نعاني أزمة النصوص وباتت الأعمال الدرامية سواء القصيرة أو الطويلة تفتقر إلى حبكة السيناريو المشدود والمشوق. وبالنسبة إليَّ ليس لديَّ مشكلة في طول أو قصر المسلسل، بل كل ما يهمني الشخصية التي سأقدمها في العمل، وهل هي محورية وتفيدني كممثلة أم سيمل المشاهدون مني، لذلك أرى أن لكل ممثل ظروفه، على رغم أني أحبذ تقديم كاركترات متعددة لا أن أغوص لأشهر عدة في كاركتر واحد ويستنفد كل طاقتي."
الشخصية أهم
الممثلة اللبنانية ريتا حرب كان لها تجربة مع المسلسلات الطويلة، أبرزها "ستليتو"، إذ تقول "لا أنظر إلى عدد حلقات المسلسل عندما يعرض السيناريو عليَّ، بل أدقق في الشخصية التي سألعبها وإذا كان العمل يحمل مقومات النجاح".
وتتابع "لا شك أن الناس تتعلق بالمسلسلات الطويلة وبشخصياتها وتتعايش مع يومياتها، إذا كان عرض العمل يطول لأشهر عدة، وإذا مرت بعض الهفوات في المسلسل لا يعلقون عليها كثيراً بسبب حبهم للعمل الدرامي وشخصياته المؤثرة، بينما المسلسل القصير حتماً التطويل والملل ممنوعان فيه، لأن الأحداث يجب أن تكون حبكتها مشوقة وأحداثها مكثفة، لأن الناس بإمكانهم أن يشاهدوا 10 أو 15 حلقة في يومين أو ثلاثة أيام، وأقول مجدداً ليس لديَّ أي مشكلة في عدد الحلقات المهم الدور الجميل والمؤثر."
يمتلك الممثل اللبناني كارلوس عازار تجارب فنية عدة في المسلسلات الطويلة، منها "ثورة الفلاحين" و"ستليتو"، وأخرى قصيرة أبرزها "لا حكم عليه"، تحدث عن الفارق بين النمطين من الأعمال الفنية بقوله "الأعمال الطويلة باتت مخصصة لمشاهدي التلفزيون في المنزل، أما القصيرة فتهم متابعي المنصات الذين يحبذون الأعمال السريعة والمتنوعة". وعن اختياراته كممثل يوضح "لا يهمني طول أم قصر العمل الدرامي، بل إن اختياري ينصب على الدور وما يزيده على مسيرتي المهنية في التمثيل."
الحبكة أولاً
بدوره، يقول المخرج اللبناني إيلي السمعان، الذي قدم حتى الآن خمسة مسلسلات درامية بعد أن اشتهر في مجال تصوير الفيديو كليبات "بالنسبة إليَّ كمخرج لا يتعبني عدد الحلقات بل النص الرديء والحشو وتكرار المشاهد والحوارات، وهو أمر مضنٍ، أما الأحداث المشوقة فتجعلني وفريق العمل نشعر بالمتعة أثناء التصوير مهما طالت المدة والحلقات، لأن الحبكة والأحداث الكثيفة تتطور فأكون مرتاحاً خلال التصوير".
هنادي عيسى
لم تكن المسلسلات القصيرة وليدة اللحظة عربياً، بل سائدة منذ سنوات طويلة، فمثلاً تلفزيون لبنان، وقبل اندلاع الحرب الأهلية، كان ينتج مسلسلات مؤلفة من 13 حلقة، ويعرض واحداً منها كل أسبوع، ومنها "ألو حياتي" و"ديالا" وغيرهما، وفي مصر أيضاً كانت الأعمال الدرامية التلفزيونية القصيرة حاضرة، فهناك مسلسلات عدة عرضت قبل انطلاق دراما رمضان، كما أن المسلسلات الطويلة لم تكن يوماً غائبة عن المحطات التلفزيونية سواء العالمية أو العربية، وأبرزها "دالاس وداينستي" و"سوبر وومن".
أما اليوم ومع انتشار المنصات الرقمية، خصوصاً "نتفليكس" و"أمازون" و"شاهد"، باتت المسلسلات القصيرة مطلباً أساسياً للمشاهدين من كل الجنسيات الذين بإمكانهم متابعة حلقاتها التي لا تتجاوز الـ10 أو أقل خلال ساعات محدودة. وهذا الأمر فتح الباب في العالم العربي على إنتاج هذا النوع من المسلسلات القصيرة التي حثت شركات الإنتاج على تقديم أعمال كثيرة، والتعاون مع عدد كبير من الممثلين الذين لا تسمح الظروف لهم بإيجاد فرصة في الدراما الطويلة المؤلفة من 30 حلقة، ومخصصة للعرض خلال الموسم الرمضاني.
أيهما تفضل؟
إذا أردنا أن نختار أيهما الأفضل المسلسلات القصيرة أم الطويلة، فهنا لا يمكن التحديد بشكل عام، لأن الأمر يعتمد على الذوق الشخصي للمشاهد. وقد تكون المسلسلات الطويلة تستغرق مواسم عدة وساعات طويلة من العرض، وهذا يعطي المشاهد فرصة أكبر لمتابعة تطور الشخصيات. أما المسلسلات القصيرة فتكون غالباً لديها قصة مكتملة في موسم واحد أو عدد قليل من الحلقات، مما يعني أنه يمكن مشاهدتها خلال فترة زمنية قصيرة.
لكن كيف ينظر المخرجون والممثلون اللبنانيون إلى هذا الأمر؟ الفنانة نادين نسيب نجيم بدأت مسيرتها التمثيلية بمسلسلات طويلة، أهمها "خطوة حب" و"باب إدريس" و"عشق النساء"، مروراً بالمسلسلات المؤلفة من 30 حلقة وعرضت في مواسم رمضان، مثل "تشيللو" و"الهيبة" و"طريق"، وأخيراً المسلسلات القصيرة على غرار "صالون زهرة"، وتقول عن ذلك "بصدق، أنا أحببت الأعمال الدرامية القصيرة ذات الـ15 حلقة لأنني وجدتها حلوة وسريعة التنفيذ، لأنها باتت تتناسب مع أوقاتي ومتطلبات عائلتي وأعمالي الأخرى البعيدة عن التمثيل، وهذا ما يجعلني أنكب على تقديم هذه النوعية من الدراما".
أما الممثلة اللبنانية ورد الخال فلها رأي مختلف، إذ قالت "في بداية مسيرتي شاركت في مسلسلات طويلة تعدت الـ150 حلقة ومنها (العاصفة تهب مرتين)، الذي حقق نجاحاً كبيراً، علاوة على مسلسل (نساء في العاصفة)، وعندما انتهى عرض هذين العملين انزعج المشاهدون لأنهم تعلقوا بالشخصيات، ومشاركتي بهما لم تكن متعبة على رغم طول الحلقات لأن التصوير كان محصوراً في استوديوهات تلفزيون لبنان، أي كنا كالموظفين نذهب صباحاً إلى الاستوديو لنصور مشاهدنا، ثم نعود ليلاً إلى منازلنا من دون أن نتنقل بين أماكن التصوير كما يحصل اليوم، إذ يضطر الممثلون إلى التنقل بين البيوت والفيلات والمكاتب والشوارع لتصوير المسلسل، وهذا أمر متعب للجميع".
وتضيف الخال "شاركت في مسلسلات مؤلفة من أجزاء مثل (أجيال) و(عشق النساء) و(بنات عماتي) و(بنتي وأنا)، وكلها نجحت. أما حالياً فنحن نعاني أزمة النصوص وباتت الأعمال الدرامية سواء القصيرة أو الطويلة تفتقر إلى حبكة السيناريو المشدود والمشوق. وبالنسبة إليَّ ليس لديَّ مشكلة في طول أو قصر المسلسل، بل كل ما يهمني الشخصية التي سأقدمها في العمل، وهل هي محورية وتفيدني كممثلة أم سيمل المشاهدون مني، لذلك أرى أن لكل ممثل ظروفه، على رغم أني أحبذ تقديم كاركترات متعددة لا أن أغوص لأشهر عدة في كاركتر واحد ويستنفد كل طاقتي."
الشخصية أهم
الممثلة اللبنانية ريتا حرب كان لها تجربة مع المسلسلات الطويلة، أبرزها "ستليتو"، إذ تقول "لا أنظر إلى عدد حلقات المسلسل عندما يعرض السيناريو عليَّ، بل أدقق في الشخصية التي سألعبها وإذا كان العمل يحمل مقومات النجاح".
وتتابع "لا شك أن الناس تتعلق بالمسلسلات الطويلة وبشخصياتها وتتعايش مع يومياتها، إذا كان عرض العمل يطول لأشهر عدة، وإذا مرت بعض الهفوات في المسلسل لا يعلقون عليها كثيراً بسبب حبهم للعمل الدرامي وشخصياته المؤثرة، بينما المسلسل القصير حتماً التطويل والملل ممنوعان فيه، لأن الأحداث يجب أن تكون حبكتها مشوقة وأحداثها مكثفة، لأن الناس بإمكانهم أن يشاهدوا 10 أو 15 حلقة في يومين أو ثلاثة أيام، وأقول مجدداً ليس لديَّ أي مشكلة في عدد الحلقات المهم الدور الجميل والمؤثر."
يمتلك الممثل اللبناني كارلوس عازار تجارب فنية عدة في المسلسلات الطويلة، منها "ثورة الفلاحين" و"ستليتو"، وأخرى قصيرة أبرزها "لا حكم عليه"، تحدث عن الفارق بين النمطين من الأعمال الفنية بقوله "الأعمال الطويلة باتت مخصصة لمشاهدي التلفزيون في المنزل، أما القصيرة فتهم متابعي المنصات الذين يحبذون الأعمال السريعة والمتنوعة". وعن اختياراته كممثل يوضح "لا يهمني طول أم قصر العمل الدرامي، بل إن اختياري ينصب على الدور وما يزيده على مسيرتي المهنية في التمثيل."
الحبكة أولاً
بدوره، يقول المخرج اللبناني إيلي السمعان، الذي قدم حتى الآن خمسة مسلسلات درامية بعد أن اشتهر في مجال تصوير الفيديو كليبات "بالنسبة إليَّ كمخرج لا يتعبني عدد الحلقات بل النص الرديء والحشو وتكرار المشاهد والحوارات، وهو أمر مضنٍ، أما الأحداث المشوقة فتجعلني وفريق العمل نشعر بالمتعة أثناء التصوير مهما طالت المدة والحلقات، لأن الحبكة والأحداث الكثيفة تتطور فأكون مرتاحاً خلال التصوير".